Ads 468x60px

الأحد، 12 مايو 2013

رؤيا صادقة للعبد الصالح الحاج محمد هاشم سلامي

رؤيا صادقة للعبد الصالح الحاج محمد هاشم سلامي - سورة يس
العبد الصالح والمتقي ((الحاج محمد هاشم سلامي)) ابتلي بتقرح في فمه وكان يخرج من قرحه دم وجراحة وأصابه عناء شديد من ذلك، وكان قد راجع ((الدكتور ياوري)) عدة مرات إلى أن قال له الدكتور: لا بد من معالجتك بواسطة الكهرباء ولا يوجد هذا الجهاز في شيراز فعليك بالذهاب الى المستشفى الروسي في طهران.

قال لي الحاج سلامي: أخشى أن أذهب إلى طهران وأحرم من صيام شهر رمضان المبارك وفيضه وإذا لم أذهب أخشى أن يزداد النزف وأُبتلى ببلع الدم الحرام.

وفي النهاية قرر عدم الذهاب إلى طهران.

وفي صباح أحد الأيام حضر الدكتور ياوري إلى المنزل حاملاً معه كتاباً طبياً، وقال الليلة الماضية رأيت في منامي شخصاً يقول لي: لماذا لم تعالج محمد هاشم؟

فقلت: يجب أن يذهب إلى طهران للمعالجة.

فقال: لا داعي لذلك فإن شرح داء ودواء محمد هاشم موجود في الصفحة الفلانية من الكتاب الفلاني.

استيقظت من نومي واخذت الكتاب وفتحته على الصفحة التي ذكر، وباختصار استعمل ذلك الدواء وشفاه الله، ووفق للصيام مع أول يوم من شهر رمضان المبارك.

***

الحاج محمد هاشم المذكور كان من اصحاب المسجد الجامع وكان بحق رجل صلاح وموضع ثقة الجميع، وقد ظهرت منه عجائب من جملتها ما وقع له في المرض الذي توفي على أثره وهي قصة جديرة بالقراءة:

كان وقد بقي صابراً وشاكراً على مرضه حتى اشرف عليه الموت وكان يستقبل زائريه بمظهر مريح مع انه كان يتلوى من شدة المرض، وكان يمتنع عن تناول الدواء السائل الذي يدخل في تركيبه الكحول، وكان يقول إن الحرام لا يشفي، وباختصار فإنه في مرضه ذاك رأى في منامه الآية الشريفة ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبّون﴾[1] منقوشة أمام عينيه، وادرك في الحال ان المقصود منها أنّ عليك إعطاء روحك (حيث ان كل انسان يحب نفسه اكثر من أي شيء آخر) ويسمع صوتاً يقول له: إن أصدقاءك سألوا الله أن يشفيك، لكن موتك الحتمي قد حلّ. فقال: أريد ان اعوض عما فات مني، فسمع الجواب: دع ذلك لنا.

وبعد هذه الرؤيا أصبح يتناول الدواء مكرهاً وينتظر الموت ويكثر من قراءة سورة يس ودعاء عديلة.

المرحوم ((الحاج محمد هاشم)) كان بحق نادر الوجود في تقواه حتى أنه حين كان في مرض موته أتاه يوماً احد زواره عائداً له، فشرع الزائر باستغابة أحد الأشخاص، فمنعه الحاج من الاسترسال في الغيبة ثم حمل عمل المغتاب على الصحة، لكن المستغيب أصر على رأيه فكرر الحاج نصيحته له مرة ثانية ودافع عن المغتاب ( حسب واجبه الشرعي الذي ذكرناه مفصلاً في كتاب الكبائر) ولما أصر ذلك الشخص على الغيبة همَّ الحاج بترك مكان علاجه والخروج من الغرفة، فالتفت زائره للأمر وغيّر مجرى حديثه.

وفي الليلة الأخيرة من عمره التي صادفت ليلة الجمعة ألهم أن أمره سيتم حتى الصباح، فقال في أول الليل: هذه الليلة لن احتقن بالابرة ولن ألوث جسدي بالكحول ولن اتناول الدواء، فإذا بقيت حياً حتى الغد إعود للاستمرار في العلاج.

وطلب أن يوضع سريره على القبلة وطلب من جميع أهل بيته أن يخلدوا للراحة وطلب من صهره ((محمد هجبري)) النوم في نفس الغرفة وطلب منه أن يجلس بجانبه ويقرأ سورة يس وشرع هو بالقراءة معه، في هذه الاثناء يغيب الحاج عن الوعي ويتوقف صهره عن القراءة، حتى إذا عاد إلى وعيه نسي صهره إلى اين وصل، لكن الحاج شرع باكمال السورة قرأ دعاء العديلة عن ظهر الغيب وعند منتصف الليل قال له: نم أنت فسأستريح بدوري.

يقول صهره: نهضت من نومي فجأة فوجدته يتمتم ويقول: ها هو باب مقام سيد الشهداء مفتوح، وزوار قبره مشغولون بأداء صلاة الليل والاستغفار، وظل يتمتم وينوح ويبكي وفجأة وقبل أن نسمع صوت الأذان قال حل الصبح، فنظرت إلى ساعتي فوجدت أن الوقت يطابق طلوع الفجر.

في هذا الوقت ساء حاله وبدأ بالنزع وانهى لحظاته الأخيرة من حياته الفانية بقراءة القرآن وندائه للحسين (ع) ثلاث مرات.

____________
[1] - سورة آل عمران، الآية 92