Ads 468x60px

الأربعاء، 29 مايو 2013

الآثار السيئة للبخل

البخيل - الآثار السيئة للبخل

نقل أحد كبار أهل العلم أنه همّ أحد تجار أصفهان بالتوجّه للقاء الشيخ ((البيد آبادي)) فمرض التاجر مرضاً شديداً، فزاره البيد آبادي في فراش مرضه، فأغمي على التاجر المريض من شدة مرضه، فلما شاهد الشيخ شدة مرض التاجر واشرافه على الموت بسبب المرض، وبما ان التاجر كان من المتمولين الكبار فقد طلب الشيخ من أولاد التاجر التصدق بمبلغ (14000) توماناً وتوزيعها على الفقراء ليطلب بدوره من الحجة (عج) الشفاعة لدى الله سبحانه لشفاء والدهم. فلم يسمع الأولاد منه ذلك.

فخرج البيد آبادي من بيت التاجر متأثراً وقال لصاحبه: تباخل أولئك ولم يدفعوا صدقة، ولكن أباهم صديقنا وله علينا حق فلابد لي من الدعاء له، ليشفيه الله.

وذهبا سوياً إلى المنزل وبعد أداء صلاة المغرب رفع البيد آبادي يديه بالدعاء، وبدل أن يدعوَ له بالشفاء دعا له بالمغفرة، فسأله صاحبه ماذا جرى أراك تدعو له بالمغفرة بدل الشفاء؟

فقال الشيخ: عندما هممت بالدعاء سمعت صوتاً يقول استغفر الله، فعلمت بعد التحقيق ان التاجر قد توفي في تلك الساعة.
***
الخسران كل الخسران لمن يصرف المبالغ الطائلة من أمواله في سبيل الهوى لكنه يمتنع عن صرف مثله أو حتى أقل منه في سبيل الله، ثم تراه يذهب إلى المستشفى ويدفع المبالغ الطائلة ويمضي تعهداً بتحمله المسؤولية إذا مات تحت العلاج، بل حتى حدث أن اُخرج اُناس من المستشفى محملين إلى القبور ولم يعطوا ما صرفوا وأقل منه صدقة في سبيل الله يضمن لهم الشفاء إذا لم يكن أجلهم حتميّاً، وحتى لو كان الأجل حتمياً فانّ ما صرفوه في سبيل الله سيبقى ذخيرة لهم في آخرتهم، وعلة امتناعهم ضعف ايمانهم وتصديقهم لوعود الإلهية وحبهم للدنيا.

فقد نقل عن الإمام الصادق (ع): ((داووا مرضاكم بالصدقة)).

لا يخفى ان المقصود بذلك ليس ترك المعالجة بواسطة الطبيب والدواء، بل هو جعل علاج الدكتور والدواء مؤثراً بواسطة دفع الصدقة، فانه من البديهي أن تأثير الدواء والعلاج متوقف على إرادة الله، وكما اننا نهتم بالطبيب والدواء فيجب علينا الاهتمام بالصدقة والدعاء أكثر.