Ads 468x60px

الجمعة، 24 مايو 2013

لطف الله ونكران العبد

التفكير في البطيخ والجح اثناء الصلاة

نقل ((شيخ الإسلام)) ا فقال: سمعت من العالم الكبير إمام الجمعة البهبهاني قوله: في موسم الحج خرجت من المنزل عازماً التشرف بزيارة المسجد الحرام والصلاة في ذلك المكان المقدس، وفي الطريق واجهني خطر ونجّاني الله من الموت وسلمت من الخطر، وتوجهت نحو المسجد الحرام وكان قرب المسجد كومة من البطيخ وصاحبها مشغولاً بالبيع، سألته عن السعر فقال: هذا القسم بهذا السعر وذاك بسعر أقل وهكذا، فقلت له: سأشتري عند عودتي من المسجد.

ذهبت إلى المسجد الحرام وانشغلت فيه بالصلاة، فخطر ببالي أثناء الصلاة سؤال وهو هل اشتري البطيخ من القسم الغالي أو الرخيص والمقدار الذي سأشتريه وشغلني ذلك حتى أتممت صلاتي، وعند فراغي من الصلاة هممت بالخروج من المسجد فدخل شخص المسجد واقترب مني وهمس في أذني قائلاً: الله هو الذي نجاك من الموت اليوم فهل من المناسب أن تصلي في بيته صلاة البطيخ؟

فالتفتُّ إلى خطأي وارتعدت واردت ان أتمسك به فلم أجده.

***

أمثال القصة الاخبار عن الخيال ولطف الله و نكران العبد كثيرة من جملتها ما ذكره ((التنكابني)) في كتابه ((قصص العلماء)) ص311 يقول: من جملة ذلك كرامة ((السيد الرضي)) عليه الرحمة فقد كان يصلي مقتدياً بأخيه ((السيد مرتضى علم الهدى)) وعند الركوع غيّر نيته إلى الفرادى وأكمل صلاته منفرداً، فسئل عن ذلك فقال: عند الركوع رأيت أن إمام الجماعة أي أخي ((السيد المرتضى)) انشغل فكره بالبحث في مسألة الحيض فانتقلت إلى الصلاة فرادى.

وفي بعض الكتب نقل أن ((السيد المرتضى)) قال: ما فهمه أخي كان صحيحاً، فقبل قدومي للصلاة سألتني امرأة عن مسألة في الحيض فانشغل ذهني في الإجابة ورأى ذلك أخي.

حضر القلب في الصلاة وان كان لا يعد من شروط صحة الصلاة أي أن الصلاة دون الحضور القلبي تسقط التكليف عن المكلف ولا تجب عليه الإعادة أو القضاء، لكن اعلم ان الصلاة دون حضور القلب كالجسد دون الروح، وكما أن الجسد بدون روح لا أثر له ولا ثمر فكذلك الصلاة دون الحضور القلبي لا أجر عليها ولا ثواب، ولا تحقق القرب من الله سبحانه إلا بمقدار الحضور القلبي، لذلك فإنه قد يقبل من الصلاة نصفها أو ثلثها أو ربعها بل وحتى ثُمنها.

(راجع كتاب صلاة الخاشعين ومبحث ترك الصلاة في كتاب الكبائر للمؤلف) لمعرفة أهمية ولزوم الحضور القلبي في الصلاة وكيفية تحصيل ذلك.

فقد روي عن الإمام الصادق (ع) في كتاب الكافي ما مضمونه أنه قد يصلي الإنسان خمسين عاماً ولا يقبل من صلاته بمقدار ركعتين.