Ads 468x60px

‏إظهار الرسائل ذات التسميات أروع القصص فيمن رأى المهدي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أروع القصص فيمن رأى المهدي. إظهار كافة الرسائل

السبت، 17 أغسطس 2013

حكاية الحرز اليماني

حكاية الحرز اليماني

رواها العلامة المجلسي في (البحار) عن والده وأنا الحقير رأيت بخط والده الملا محمد التقي رحمة الله في ظهر الدعاء المعروف بالحرز اليماني قصة أكثر بسطاً مما هو مذكور هنا مع إجازة لبعضهم وها أنذا أنقل ترجمتها:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة على أشرف المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد:

فقد التمس مني السيد النجيب الأديب الحسيب زبده السادات العظام والنقباء الكرام الأمير محمد هاشم أدام الله تعالى تأييده بجاه محمد وآله الأقدسين أن أجيز له الحرز اليماني المنسوب إلى أمير المؤمنين وإمام المتقين وخير الخلائق بعد سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهما ما دامت الجنة مأوى الصالحين فأجزته دام تأييده وما يرويه من الدعاء هو مني بإسنادي عن السيد العابد الزاهد الأمير إسحاق الأسترابادي المدفون بقرب سيد شباب أهل الجنة أجمعين – بكربلاء- عن مولانا ومولى الثقلين خليفة الله تعالى صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الأقدسين.

وقال السيد: كنت في الطريق إلى مكة فتأخرت عن القافلة ويئست من الحياة فنمت على ظهري كالمحتضر وأخذت في قراءة الشهادة وإذا بي أرى فوق رأسي مولانا ومولى العاملين خليفة الله على الناس أجمعين فقال لي: قم يا إسحاق فقمت وكنت عطشان فسقاني حتى رويت، وأردفني خلفه فأخذت في قراءة الحرز اليماني وهو عليه السلام يصححه لي في بعض المواضع حتى أكلمته فإذا أنا بالأبطح فقال: أنزل فلما غاب عني فلما كان بعد تسعة أيام وصلت القافلة واشتهرت بين أهل مكة أني أتيت بطي الأرض وبعد أداء المناسك تواريت عن الناس.

يقول الشيخ عباس القمي (رحمة الله) وكان هذا السيد قد حج أربعين حجة ماشياً فلما تشرفت بلقائه في أصفهان عندما قدم من كربلاء قاصداً زيارة مولى الكونين الإمام علي بن موسى الرضا (صلوات الله عليهما)وكان في ذمته مهر زوجته سبعة تومانات كانت مودعه عند شخص من ساكني المشهد الرضوي فرأى في نومه أن أجله قد أقترب فقال لقد جاورت في كربلاء خمسين سنة كي أموت هناك وأخاف أن يأتيني الموت من مكان غيره فلما علم بحاله بعض إخواننا أعطاه ذلك المبلغ وبعث معه إخواننا في الله.

قال ذلك الأخ لما بلغ السيد كربلاء وأدى الدين الذي عليه وقع مريضاً وتوفي في اليوم السابع في منزله.

وقد رأيت منه أمثال هذه الكرامات خلال إقامته في أصفهان (رضي الله عنه) ولي إجازات كثيرة لهذا الدعاء لكني اقتصرت على هذا وأرجو أنه- دام تأييده- لا ينساني في مظان الدعوات والتمس منه أن لا يدعو بهذا الدعاء إلا الله تبارك وتعالى وأن لا يدعو به لهلاك عدوه إن كان ذا إيمان ولو كان فاسقاً أو ظالماً وأن لا يدعو به لأجل الدنيا الدنية كلها. بل يجدر الدعاء به التماساً للتقرب من الله تبارك وتعالى ودفعاً لضرر شياطين الإنس والجن عنه وعن جميع المؤمنين فإن أمكنه أن ينوي القربة في هذا وإلا فالأولى ترك جميع المطالب غير القرب من الله تعالى شأنه.

نمقه بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربة الغني محمد تقي بن المجلسي الأصفهاني حامداً لله تعالى ومصلياً على سيد الأنبياء وأوصيائه النجباء الأصفياء قال والد شيخي: فأخذت منه هذه النسخة من الدعاء على تصحيح الإمام (ع) وأجازني بروايته عن الإمام (ع) وهو أجاز ولده الذي هو شيخي المذكور طاب ثراه وكان ذلك الدعاء من حملة إجازات شيخي لي وقد مضى علي وأنا به أربعون سنة ورأيت منه خيراً وفيراً.

ثم ذكر قصة منام السيد وأنه قيل له في المنام عجل بالذهاب إلى كربلاء فقد دنا أجلك وهذا الدعاء موجود بالنحو المذكور في المجلد التاسع عشر من (بحار الأنوار).
Read more

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

حكاية أبي راجح الحمامي ولقاء الامام المهدي

حكاية أبي راجح الحمامي ولقاء الامام المهدي

ذكر المجلسي في (البحار) نقلاً عن كتاب (السلطان المفرج عن أهل الإيمان) تأليف العالم الكامل السيد علي بن عبد الحميد النيلي النجفي قال علي بن عبد الحميد عند ذكر من رأى القائم (ع) السلام:

فمن ذلك ما اشتهر وذاع وملأ بقاع وشهد بالعيان أبناء الزمان وهو قصة أبي راجح الحمامي بالحلة وقد حكي ذلك جماعة من الأعيان الأماثل وأهل الصدق الأفاضل ومنهم الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون سلمه الله تعالى قال:

كان الحاكم بالحلة شخصاً يدعى مرجان الصغير وكان ناصبياً فرفع إليه أن أبا راجح هذا يسب الصحابة فأحضره وأمر بضربه فضرب ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد وخرق أنفه ووضع فيه حبل من الشعر وشد فيه حبل آخر وآمر بأن يجر منه فيدار به أزقة الحلة فداروا به والضرب يأخذ من جوانبه حتى سقط إلى الأرض وعاين الهلاك.

وأخبر الحاكم بذلك فأمر بقتله فقال الحاضرون إنه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه يموت حتفه أنفه ولا تتقلد بدمه وبالغوافي ذلك حتى أمر بتخليه وقد انتفخ وجهه ولسانه فنقله أهله ولم يشك أحد أنه يموت من ليلته.

فلما كان من الغد غدى عليه الناس فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه.

فعجب الناس من حاله وسألوه عن أمر فقال: إني لما عاينت الموت ولم يبق لي لسان أسال الله تعالى به فقد كنت أسأله بقلبي، واستغثت بسيدي ومولاي صاحب الزمان (ع) فلما جن علي الليل إذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان قد أمر يده الشرفة على وجهي وقال لي: اخرج وكد على عيالك فقد عافاك الله تعالى فأصبحت كما ترون.

وحكي الشيخ شمس الدين محمد بن قارون المذكور قال وأقسم بالله تعالى إن أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً ضعيف التركيب أصفر اللون شين الوجه مقرض اللحية وكنت دائماً أدخل الحمام الذي هو فيه وكنت دائماً أراه على هذه الحالة وهذا الشكل فلما أصبحت كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمر وجهه وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى أدركته الوفاة.

ولما شاع هذا الخبر وذاع طلبه الحاكم وأحضر عنده وقد كان رآه بالأمس على تلك الحالة وهو الآن على ضدها كما وصفناه ولم ير لجراحاته أثراً وثناياه قد عادت فداخل الحاكم في ذلك رعب العظيم.

وكان يجلس في مقام الإمام (ع) في الحلة ويعطي ظهره القبلة الشريفة فصار بعد ذلك يجلس ويتقلبها وعاد يتطلف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن إلى محسنهم ولم ينفعه ذلك بل لم يلبث في ذلك إلا قليلاً حتى مات.
Read more

الاثنين، 12 أغسطس 2013

هو يقص عليك الحكاية

هو يقص عليك الحكاية

قال السيد الجليل صاحب المقامات الباهرة والكرامات الظاهرة رضي الدين علي بن طاووس في رسالة المواسعة والمضايقة: يقول على بن موسى بن جعفر بن طاووس: كنت قد توجهت أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد بن القاضي الأوي ضاعف الله سعادته، وشرف خاتمته من الحلة إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله عليه ) في يوم الثلاثاء السابع عشر جمادى الأخرى سنة إحدى وأربعين وستمائة فاختار الله لنا المبيت بالقرية وتوجهنا منها أوائل نهار يوم الأربعاء ثامن عشر الشهر المذكور.

فوصلنا إلى مشهد مولانا علي (صلوات الله وسلامه عليه) قبل ظهر يوم الأربعاء المذكور فزرنا وجاء الليل في ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الأخرى المذكور فوجدت من نفسي إقبالاً على الله وحضوراً وخيراً كثيراً فشاهدت ما بدل على القبول والعناية والرأفة وبلوغ المأمول والضيافة فحدثني أخي الصالح محمد بن محمد الأوي (ضاعف الله سعادت) أنه رأى في تلك الليلة في منامه كأن في يدي لقمة وأنا أقول له هذه من فم مولانا المهدي (ع) وقد أعطيته بعضها.

فلما كان سحر تلك الليلة كنت على ما تفضل الله به من نافلة الليل فلما أصبحنا به من نهار الخميس المذكور دخلت الحضرة حضرة مولانا علي (ع) على عاداتي فورد علي من فضل الله وإقباله والمكاشفة ما كدت أسقط على الأرض ورجفت أعضائي وأقدامي وارتعدت رعدة هائلة على عوائد فضله عندي وعنايته لي وما أراني من بره لي ورفدي وأشرفت على الفناء ومفارقة دار الفناء والانتقال إلى دار البقاء حتى حضر الجمال محمد بن كنيلة وأنا في تلك الحال فسلم علي فعجزت عن مشاهدته وعن النظر إليه وإلى غيره وما تحققته بل سألت عنه بعد ذلك فعرفوني به تحقيقاً وتجددت في تلك الزيارة مكاشفات جليلة وبشارات جميلة.

وحدثني أخي الصالح محمد بن محمد بن الأوي ضاعف الله سعادته بعدة بشارات رواها لي منها أنه رأي كأن شخصاً يقص عليه في المنام مناماً ويقول له قد رأيت كأن فلاناً- يعنى عني- وكأنني- كنت حاضراً لما كان المنام يقص عليه- راكب فرساً وأنت- يعنى الأخر الصالح الأوي- وفارسان آخران قد صعدتم جمعياً إلى السماء قال فقلت له: أنت تدري أحد الفارسين من هو؟ فقال صاحب المنام في حال النوم لا أدري فقلت: أنت- يعنى عني- ذلك مولانا (صلوات الله وسلامه عليه).

وتوجهنا من هناك لزيارة أول رجب بالحلة فوصلنا ليلة الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة بحسب الاستخارة فعرفني حسن بن البقلي يوم الجمعة المذكورة ان شخصاً فيه صلاح يقال له: عبد المحسن من أهل السواد (يعنى قرى العراق) قد حضر بالحلة وذكر انه قد لقيه مولانا المهدي (ع) ظاهراً في اليقظة وقد أرسله إلى عندي برسالة فنفذت قاصداً وهو محفوظ بن قرا فحضرا ليلة السبت ثامن عشر من جمادى الأخرى المقدم ذكرها.

فخلوت بهذا الشيخ عبد المحسن فعرفته هو رجل صالح لا يشك النفس في حديثه ومستغن عنا وسألته فذكر أن أصله من حصن بشر وأنه انتقل إلى الدولاب الذي بإزاء المحولة المعروفة بالمجاهدية ويعرف الدولاب بابن أبي الحسن وأنه مقيم هنام وليس له عمل بالدولاب ولا زرع ولكنه تاجر في شراء غليلات وغيرها وأنه كان قد ابتاع غلة من ديوان السرائر وجاء ليقبضها وبات عند المعيدية في المواضع المعروفة بالمحبر.

فلما كان وقت السحر كره استعمال ماء المعيدية فخرج فقصد النهر والنهر في الجهة المشرقة فما أحسن بنفسه إلا هو في تل السلام في طريق مشهد الحسين (ع) في جهة المغرب وكان ذلك ليلة الخميس تاسع عشر جمادى الآخرة من سنة إحدى وأربعين وستمائة التي تقم شرح بعض ما تفضل الله علي فيها وفي نهارها في خدمة مولانا أمير المؤمنين (ع).

فجلست أريق ماءً وإذا فارس عندي ما سمعت له حساً ولا وجدت لفرسه حركة ولا صوتاً وكان القمر طالعاً ولكن كان الضباب كثيراً فسألته عن الفارس وفرسه فقال: كان لون فرسه صدءاً (أحمر غامق مائل للسواد) وعليه ثياب بيض وهو متحنك بعمامة ومتقلد بسيف فقال الفارس لهذا الشيخ عبد المحسن: كيف وقت الناس؟ قال عبد المحسن: فظننت أنه يسأل عن ذلك الوقت قال فقلت الدنيا عليه ضباب وغبرة فقال ما سألتك عن هذا أنا سألتك عن حال الناس قال، فقلت: الناس طيبين مرخصين أمنين في أوطانهم وعلى أموالهم.

فقال: تمضي إلى ابن طاووس وتقول له كذا وكذا وذكر لي ما قال (صلوات الله عليه) ثم قال عنه (ع) فالوقت قد دنا فالوقت قد دنا قال عبد المحسن فوقع في قلبي وعرفت نفسيه أنه مولانا صاحب الزمان (ع) فوقعت على وجهي وبقيت كذلك مغشياً علي إلى أن طلع الصبح قلت : له فمن أين عرفت أنه قصد ابن طاووس عني؟ قال ما أعرف من بني طاووس إلا أنت وما في قلبي إلا أن قصد بالرسالة إليك قلت: أي شيء فهمت بقوله (ع): (فالوقت قد دنا فالقوت قد دنا) هل قصد وفاتي قد دنا أم وقت ظهور (صلوات الله عليه)؟ فقال: بل قد دنا وقت ظهوره (صلوات الله عليه).

قال: فتوجهت ذلك الوقت إلى مشهد الحسين (ع) وعزمت أنني ألزم بيتي مدة حياتي أعبد الله تعالى وندمت كيف ما سألته (صلوات الله عليه) عن أشياء كنت أشتهي أساله فيها.

قلت له: هل عرفت بذلك أحداً؟ قال: نعم عرفت بعض من كان عرف بخروجي من المعيدية وتوهموا أني قد ضللت وهلكت بتأخيري عنهم واشتغالي بالغشية التي وجدتها ولأنهم كانوا يروني طول ذلك النهار يوم الخميس في أثر الغشية التي لقيتها من خوفي منه (ع) فوصيته أن لا يقول ذلك لأحد أبداً وعرضت عليه شيئاً فقال: أنا مستغن عن الناس وبخير كثير.

فقمت أنا وهو فلما قام عني نفذت له غطاءً وبات عندنا في المجلس على باب الدار التي هي مسكني الآن بالحلة فقمت وكنت أنا وهو في الروشن (الكوة) في خلوة فنزلت لأنام فسألت الله زيادة في كشف المنام في تلك الليلة أراه أنا.

فرأيت كأن مولانا الصادق (ع) قد جاءني بهدية عظيمة وهي عندي وكأنني ما أعرف قدرها فاستيقظت وحمدت الله وصعدت الروشن لصلاة نافلة الليل وهي ليلة ثامن عشر جمادى الآخر فأصعد الغلام فتح الإبريق إلى عندي فمددت يدي فلزمت عروته لأفرغ على كفي فأمسك ماسك فم الإبريق وأدراه عني ومنعني من استعمال الماء في طهارة الصلاة فقلت: لعل الماء نجس فأراد الله أن يصونني عنه فإن الله عز وجل علي عوائد كثيرة أحدها مثل هذا وأعرفها.

فناديت إلى فتح وقلت: من أين ملأت الإبريق؟ فقال من المصبة فقلت: هذا لعله نجس فاقلبه وطهره واملأه من الشط فمضى وقلبه وأنا أسمع صوت الإبريق وشفطه ملأه من الشط وجاء به فلزمت عروته وشرعت أقلب منه على كفي فأمسك ماسكك فم الإبريق وأداره عني ومنعني منه. فعدت وصبرت ودعوت بدعوات وعاودت الإبريق وجرى مثل ذلك فعرمت أن هذا منع لي من صلاة الليل تلك الليلة وقلت في خاطري لعل الله يريد أن يجري علي حكماً ابتلاء غداً ولا يريد أن أدعو الليل في السلامة من ذلك، وجلست لا يخطر بقلبي غير ذلك.

فنمت وأنا جالس وإذا برجل يقول لي- يعنى عبد المحسن الذي جاء بالرسالة-: كان ينبغي أن تمشي بين يديه فاستيقظت ووقع في خاطري أنني قد قصرت في احترامه وإكرامه فتبت إلى الله جل جلاله واعتمدت ما يعتمد التائب من مثل ذلك وشرعت في الطهارة فلم يمسك أبداً فم الإبريق وتركت على عادتي فتطهرت وصليت ركعتين فطلع الفجر فقضيت نافلة الليل وفهمت أنني ما قمت بحق هذه الرسالة: فنزلت إلى الشيخ عبد المحسن وتلقيته وأكرمته وأخذت له من خاصتي ستة دنانير ومن غير خاصتي خمسة عشر ديناراً مما كنت أحكم فيه كما لي وخلوت به في الروشن وعرضت ذلك عليه واعتذرت إليه فامتنع من قبول شيء أصلاً وقال: أن معي نحو مائة دينار وما أخذ شيئاً أعطه لمن هو فقير وامتنع غاية الامتناع.

فقلت: أن رسول مثله عليه الصلاة والسلام يعطي لأجل الإكرام لمن أرسله لا لأجل فقره وغناه فامتنع فقلت له مبارك اما الخمسة عشر فهي من غير خاصتي فلا أكرهك على قبولها وأما هذه الستة دنانير من خاصتي فلا بد أن تقبلها مني فكاد أن يؤيسني من قبولها فألزمته فأخذه وعاد تركها فألزمته فأخذها وتغديت أنا وهو ومشيت بين يديه كما أمرت في المنام إلى ظاهر الدار وأوصيته بالكتمان والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيد المرسلين محمد وآله الطاهرين.

ومن عجيب زيادة بيان هذا الحال: أني توجهت في ذلك الأسبوع يوم الاثنين من جمادى الآخر سنة إحدى وأربعين وستمائة إلى مشهد الحسين (ع) لزيارة أول رجب أنا وأخي الصالح محمد بن محمد بن محمد ضاعف الله سعادته، فحضر عندي سحر ليلة الثالث أول رجب المبارك سنة إحدى وأربعين وستمائة المقرئ محمد بن سويد فيس بغداد وذكر ابتداءاً من نفسه أنه رأى ليلة السبت ثامن من عشر من جمادى الآخرة المتقدم ذكرها كأنني في داري وقد جاءني رسول إليك وقالوا هو من عند الصاحب.

قال محمد بن سويد: فظن بعض الجماعة أنه من استاد الدار قد جاء إليك برسالة.

قال محمد بن سويد: وأنا عرفت أنه من عند صاحب الزمان (ع) ، قال: فغسل محمد بن سويد وطهرهما وقام إلى رسول مولانا المهدي (ع) فوجده قد أحضر معه كتاباً من مولانا المهدي (ع) إلى عندي وعلى الكتاب المذكور ثلاثة ختوم.

قال المقرئ محمد بن سويد فتسلمت الكتاب من رسول مولانا المهدي (ع) بيدي المشطوفة قال: وسلمه إليك يعني عني.

قال: وكان أخي الصالح محمد بن محمد بن الأوي ضاعف الله سعادته، حاضراً فقال: ما هذا؟ فقلت: هو يقول لك قال علي بن موسى بن طاووس: فتعجبت من أن هذا محمد بن سويد قد رأى المنام في الليلة التي حضر عندي فيها الرسول المذكور وما كان عنده خبر من هذه الأمور والحمد لله.
Read more

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

قصة محمود الفارسي

قصة محمود الفارسي

حدث السيد الجليل والعالم النبيل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي المعاصر للشيخ الشهيد الأول (رحمة الله) في كتاب (الغيبة) عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون قال:

دعيت إلى إمرأة فأتيتها وأنا أعلم مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارسي المعروف بأبي بكر ويقال له لأقاربه: بنو بكر وأهل فارس مشهورون بشدة التسنن والنصب والعداوة لأهل الإيمان وكان محمود هذا أشدهم في النصب وقد وفقه الله تعالى للتشيع دون أصحابه.

فقلت لها: واعجباه كيف سمح أبوك بك؟ وجعلك مع هؤلاء النواصب؟ وكيف اتفق لزوجك مخالفة أهله حتى تفرضهم؟ فقالت لي أيها المقرئ إن له حكاية عجيبة إذا سمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب قلت: وما هي؟ قالت: سله عنها سيخبرك.

قال الشيخ: فلما حضرنا عنده قلت له: يا محمود ما الذي أخرجك عن ملة أهلك وأدخلك مع الشيعة؟ فقال يا شيخ لما اتضح لي الحق تبعته أعلم أنه قد جرت عادة أهل الفرس أنهم إذا سمعوا بورود القوافل عليهم خرجوا يتلقونهم فاتفق إنا سمعنا بورود قافلة كبيرة فخرجت ومعي صبيان كثيرون وأنا إذ ذاك بي مراهق فاجتهدنا في طلب القافلة بجهلنا ولم نفكر في عاقبة الأمر وصرنا كلما انقطع منا واد لم نكن نعرفه وفيه شوك وشجر ودغل لم نر مثله قط فأخذنا في السير حتى عجزنا وتدلت ألسنتنا على صدورنا من العطش فأيقنا بالموت وسقطنا لوجوهنا.

فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض قد نزل قريباً منا وطرح مفرشاً لطفياً لم نر مثله منه رائحة طيبة، فالتفتنا إليه وإذا بفارس آخر على فرس أحمر عليه ثياب بيض وعلى رأسه عمامة لها ذؤابتان فنزل على ذلك المفرش ثم قام فصلى بصاحبه ثم جلس للتعقيب.

فالتفت إلي وقال: يا محمود! فقلت بصوت ضعيف: لبيك يا سيدي، قال: ادن مني فقلت: لا استطيع لما بي من العطش والتعب قال: لا بأس عليك.

فلما قالها حسبت كأن قد حدث في نفسي روح متجددة فسعيت إليه حبواً فمر يده على وجهي وصدري ورفعها إلى حنكي فرده حتى لصق بالحنك الأعلى ودخل لساني في فمي وذهب ما بي وعدت كما كنت أولاً.

فقال: قم وائتني بحنظلة من هذا الحنظل وكان في الوادي حنظل كثير فأتيته بحنظلة كبيرة فقسمها نصفين وناولينها وقال: كل منها فأخذتها منه ولم أقدم على مخالفته وعندي ذلك أمرني أن أكل الصبر لما أعهد من مرارة الحنظل فلما ذقتها فإذا هي أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك شبعت ورويت.

ثم قال لي: ادع صاحبك فدعوته فقال بلسان مكسور ضعيف لا أقدر على الحركة فقال له: قم لا بأس عليك فأقبل إليه حبواً وفعل معه كما فعل معي ثم نهض ليركب فقلنا بالله عليك يا سيدنا إلا ما أتممت علينا نعمتك وأوصلتنا إلى أهلنا فقال: لا تعجلوا وخط حولنا برمحه خطة وذهب هو وصاحبة فقلت لصاحبي: قم بنا حتى نقف بإزاء الجبل ونقع على الطريق فقمنا وسرنا وإذا بحائط آخر وهكذا من أربع جوانبنا. فجلسنا نبكي على أنفسنا ثم قلت لصاحبي: ائتنا من هذا الحنظل لنأكله فأتى به فإذا هو أمر من كل شيء وأقبح فرمينا به ثم لبثنا هنيئة وإذا قد استدار من الوحش ما يعمل إلا الله عدده وكلما أرادوا القرب منا منعهم ذلك الحائط فإذا ذهبوا زال الحائط وإذا عادوا عاد.

قال: فبتنا تلك الليلة آمنين حتى أصبحنا وطلعت الشمس واشتد الحر وأخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع وإذا بالفارسين قد أقبلا وفعلا كما فعلا بالأمس فلما أراد مفارقتنا قلنا له: بالله عليك ألا أوصلتنا إلى أهلنا فقال: أبشرا فسيأتيكما من يوصلكما إلى أهليكما ثم غابا.

فلما كان آخر النهار إذا برجل من فراسنا ومعه ثلاثة حمير أقبل ليحتطب فلما رآنا ارتاع منا وانهزم وترك حميره فصحنا إليه باسمه وتسمينا له فرجع وقال يا ويلكما أن أهاليكما قد أقاموا عزاء كما قوماً لا حاجة في الحطب فقمنا وركبنا تل. الحمير فلما قربنا من البلد دخل أمامنا ففرحوا فرحاً شديداً وأكرموه وأخلعوا عليه.


فلما دخلنا إلى أهلنا سألوا عن حالنا فحكينا لهم بما شاهدناه فكذبونا وقالوا هو تخيل لكم من العطش.

قال محمود: ثم أنساني الدهر حتى كأن لم يكن ولم يبق على خاطري شيء منه حتى بلغت عشرين سنة وتزوجت وصرت أخرج في المكاراة ولم يكن في أهلي أشد مني نصياً لأهل الإيمان سيما زوار الأئمة عليهم السلام بـ (سر من رأى) فكنت اكريهم الدواب بالقصد لأذيتهم بكل ما أقدر عليه من السرقة وغيرها وأعتقد أن ذلك مما يقريني إلى الله تعالى.

فاتفق أني كريت دوابي لقوم من أهل الحلة وكانوا قادمين إلى الزيارة منهم ابن السهيلي وابن عرفة وابن حارب وابن الزهدري وغيرهم من أهل الصلاح ومضيت إلى بغداد

وهم يعرفون ما أنا عليه من العناد فلما خلوا بي من الطريق وقد امتلأوا علي غيظاً وحنقاً لم يتركوا شيئاً من القبيح إلا فعلوه بي وأنا ساكت لا أقدر عليهم لكثرتهم فلما دخلنا بغداد ذهبوا إلى الجانب الغربي فنزلوا هناك وقد امتلأ فؤادي حنقاً.

فلما جاء أصحابي قمت إليهم ولطمت على وجهي وبكيت فقالوا ما لك؟ وما دهاك؟ فحكيت لهم ما جرى علي من أولئك القوم فأخذوا في سبهم ولعنهم وقالوا طب نفساً فإنا نجتمع معهم في الطريق إذا خرجوا ونصنع بهم أعظم مما صنعوا.

فلما جن الليل أدركتني السعادة فقلت في نفسي: إن هؤلاء الرافضة لا يرجعون عن دينهم بل غيرهم إذا زهد يرجع إليهم فما ذلك إلا لأن الحق معهم فبقيت مفكراً في ذلك وسألت ربي بنبيه محمد (صلى الله عليه وآل وسلم) أن يريني في ليتي علامة استدل بها على الحق الذي فرضه الله تعالى على عباده.

فأخذني النوم فإذا أنا بالجنة قد زخرفت فإذا فيها أشجار عظيمة متخلفة الألوان والثمار ليست منها أشجار الدنيا لأن أغصانها مدلاة وعروقها إلى فوق ورأيت أربعة انهار: من خبر ولبن وعسل وماء وهي تجري وليس لها جرف بحث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت ورأيت نساء حسنة الأشكال ورأيت قوماً يأكلون من تلك الثمار ويشربون من تلك الأنهار وأنا لا أقدر على ذلك فكلما أردت أن أتناول من الثمار تصعد إلى فوق وكلما هممت أن أشرب من تلك الأنهار تغور إلى تحت فقلت للقوم: ما بالكم تأكلون وتشربون؟ وأنا لا أطيق ذلك؟ فقالوا إنك لا تأتي إلينا بعد.

فبينا أنا كذلك وإذا بفوج عظيم فقلت: ما الخبر؟ فقالوا سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام قد أقبلت فإذا بأفواج من الملائكة على أحسن هيئة ينزلون من الهواء إلى الأرض وهم حافون بها، فلما دنت وإذا بالفارس الذي قد خلصنا من العطش بإطعامه لنا الحنظل قائماً بين يدي فاطمة (عليها السلام) فلما رأيته عرفته وذكرت تلك الحكاية وسمعت القوم يقولون: هذا (م ح م د) بن حسن الحسن القائم المنتظر فقام الناس وسلموا على فاطمة عليها السلام فقمت أنا وقلت السلام عليك يا بنت رسول الله فقالت وعليك السلام يا محمود أنت الذي خلصك ولدي هذا من العطش؟ فقلت: نعم يا سيدتي! فقالت إن دخلت مع شيعتنا أفلحت فقلت أنا داخل في دينك ودين شيعتك مقر بإمامة من مضى من بنيك ومن بقي منهم فقالت: أبشر فقد فزت.

قال محمود فانتبهت وأنا أبكي وقد ذهل عقلي مما رأيت فانزعج أصحابي لبكائي وظنوا أنه مما حكيت لهم فقالوا طب نفساً فوالله لنتقمن من الرافضة فسكت عنهم حتى سكتوا وسمعت المؤذن يعلن بالآذان فقمت إلى الجانب الغربي ودخلت منزل أولئك الزوار فسلمت عليهم فقالوا: لا أهلاً ولا سهلاً أخرج عنا لا بارك الله فيك فقلت: إني قد عدت معكم ودخلت عليكم لتعلموني معالم ديني فبهتوا من كلامي وقال بعضهم: كذب وقال آخرون: جاز أن يصدق.

فسألوني عن سبب ذلك فحكيت لهم ما رأيت فقالوا: إن صدقت فإنا ذاهبون إلى مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) فامض معنا حتى نشيعك هناك فقلت: سمعاً وطاعة وجعلت أقبل أيديهم وأقدامهم وحملت إخراجهم وأنا أدعو لهم حتى وصلنا إلى الحضرة الشريفة فاستقبلنا الخدام ومعهم رجل علوي كان أكبرهم فسلموا على الزوار فقالوا له: افتح لنا الباب حتى نزور سيدنا ومولانا فقال: حباً وكرامة ولكن معكم شخص يريد أن يتشيع ورأيته في منامي واقفاً بني يدي سيدتي فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فقالت لي: يأتيك غداً رجل يريد أن يتشيع فافتح له الباب قبل كل أحد، ولو رأيته الآن لعرفته.

فنظر القوم بعضهم إلى بعض متعجبين فقالوا: فشرع ينظر واحد واحد فقال الله أكبر هذا والله هو الرجل الذي رأيته ثم أخذ بيدي فقال القوم: صدقت يا سيد وبررت وصدق هذا الرجل بما حكاه واستبشروا بأجمعهم وحمدوا الله تعالى ثم أنه أدخلني الحضرة الشريفة وشيعني وتوليت وتبريت.

فلما تم أمري قال العلوي وسيدتك فاطمة تقول لك سيحلقك بعض حطام الدنيا فلا تحفل به وسيخلفه الله عليك وستحصل في مضايق فاستغث بنا تنج فقلت: السمع والطاعة وكان لي فرس قيمتها مائتا دينار وخلف الله على أوالي من والاهم وأعادي من عاداهم وأرجو بهم حسن العاقبة.

ثم أني سعيت إلى رجل من الشيعة فزوجني هذا المرأة وتركت أهلي فما قبلت أتزوج منهم وهذا ما حكى لي في تاريخ شهر رجب سنة (788هـ)

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله.
Read more

السبت، 6 يوليو 2013

لقاء المقدس الأردبيلي بالقائم (ع)

مكان جرح الامام علي - محراب الامام علي -  لقاء المقدس الأردبيلي بالقائم (ع)

قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم والعمل وكان تلميذاً لمولاي الأردبيلي من أهل (تفرش) واسمه الأمير علام وكان في غاية الزهد والورع قال:

كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينما أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحوه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد عليه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام (ع) في مسألة علمية ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين (ع) عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟

فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين (ع) وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني (ع) إلى صاحب الزمان (ع) وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك.
Read more

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

أخبرنا جناب العالم الفاضل الصالح الورع ميرزا محمد حسين النائيني الإصفهاني ابن سماحة العالم العامل والمهذب الكامل ميرزا عبد الرحيم النائيني الملقب بشيخ الإسلام أنه ظهر وجع في قد أخ لي من الأب اسمه محمد سعيد حال انشغاله في تحصيل العلوم الدينية في سنة خمسة وثمانين ومائتين وألف تقريبا وقد ورم خلف قدمه بحيث أعوج وعجز عن المشي فجاء بميزرا أحمد الطيب بن الحاج ميرزا عبد الوهاب النائيني ليعالجه فزال الاعوجاج الذي هو خلف قدمه وذهب الورم وتفرقت المادة ولم تمض عدة أيام إلا وظهرت المادة بين الركبة والساق وبعد عدة أيام ظهرت المادة في الفخذ في نفس تلك الرجل ومادة بين الكتف حتى تقيح كل واحد منهما وكان له وجع شديد فعندما يعالجه ينفجر فيخرج منه قيح إلى أن مضت سنة تقريباً أو أكثر من ذلك وهو على هذا الحال يعالج هذه القروح بأنواع العلاج ولم يلتئم واحد منها بل كل يوم تزداد الجراحات ولم يقدر في هذه المدة أن يضع قدمه على الأرض وهو يتقلب من جانب إلى جانب وقد أصابه الضعف من طول مدة المرض ولم يبق منه إلا الجلد والعظم من كثرة ما خرج منه من الدم والقيح وقد صعب ذلك على الوالد وما يستعمل نوعاً من العلاج إلا وتزداد الجروح ويضعف حاله ولا يؤثر في زيادة قوته وصحته.

ووصلت هذه القروح إلى حد انه لو وضعت يد على أحد الاثنين- الذي أحدهما بين الركبة والساق والأخرى في الفخذ التي في نفس تلك الرجل- فإنه يجري من القرح الآخر القيح والدم.

وظهر في تلك الأيام وباء شديد في نائين فلجأنا إلى قرية من قراها خوفاً من ذلك الوباء فاطلعنا على جراح حاذق يقال له (أقا يوسف) ينزل في قرية قريبة من قريتنا فبعث الوالد شخصاً إليه فحضر للعلاج وعندما عرض أخي المريض عليه سكت ساعة حتى خرج الوالد من عنده وبقيت عنده مع أحد أخوالي يدعى الحاج ميرزا عبد الوهاب فبعد مدة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنه يخبره يائساً ويخفي ذلك عني لئلا أخبر الوالد فيضطرب ويجزع.

فعندما رجع الوالد قال ذلك الجراح: أنا أخذ المبلغ الفلاني أولاً ثم أبداً بالمعالجة وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع في المعالجة.

فامتنع الوالد من إعطائه ما أراه قبل المعالجة فاغتنم (الجراح) تلك الفرصة ورجع إلى قريته.

وقد علم الوالد والوالدة أن هذا التصرف من الجراح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة مع أنه كان أستاذا وحاذقاً فيأست منه.

وكان لي خال آخر يدعى ميرزا أبو طالب في غاية التقوى والصلاح وله شهرة في البلد بأنه يكتب للناس رقع الاستغاثة إلى إمام عصره الإمام الحجة (ع) وهي سريعة الإجابة والتأثير وإن الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا فالتمست منه والدتي أن يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.

فكتبها في يوم الجمعة وأخذتها الوالدة وأخذت وهذبت عند بئر قرب قريتنا أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلقاً فوق البئر بيد الوالدة فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقة فبكياً بكاءاً شديداً وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.

وبعد مضي عدة أيام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة إسماعيل الهرقلي قادمين من الصحراء باتجاه بيتنا فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة إسماعيل وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيام وكانت تفصيلاتها في ذهني فانتبهت أن هذا الفارس المتقدم هو الإمام (ع) جاء لشفاء أخي المريض وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان كذلك في أغلب الأيام فقرب الإمام الحجة (ع) وبيده المباركة رمح ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعله كان في كتفه وقال له قم فقد جاء خالك من السفر.

وقد فهمت في ذلك الوقت أن مقصود (ع) من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي أكبر كان سافر للتجارة وطال سفره ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلب الدهر من القحط والغلاء الشديد.

وعندما وضع (ع) على كتفه وقال ذلك الكلام قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.

فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجو ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإن الإمام الحجة (ع) قد شافاك.

وأخذت بيده وأقمته على رجليه فاستيقظت أمي من النوم وصاحت علي: لماذا أيقظته من النوم؟ لأنه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يعد غنيمة قلت: إن الإمام الحجة (ع) قد شافاه.

فعندما أقمته على قدميه ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض حيث انقضت له على ذلك مدة سنة أو أكثر وكان يحمل من مكان إلى مكان.

فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدق بالعقل ونقلت الرؤيا وكنت فرحاً جداً لأني بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً وقد انقطع الدم والقيء من ذلك اليوم والتأمت الجروح قبل أن ينقضي أسبوع وبعد عدة أيام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً.
Read more

الخميس، 4 يوليو 2013

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

نقل السيد محمد الحسيني انه قال: حدثنا رجل صالح من أصحابنا قال خرجت سنة من السنين حاجاً إلى بيت الله الحرام وكانت سنة شديدة الحر كثيرة السموم فانقطعت عن القافلة وضللت الطريق فغلب علي العطش حتى سقطت وأشرفت على الموت فسمعت صهيلاً ففتحت عيني فإذا بشاب حسن الوجه حسن الرائحة راكب على دابة شهباء فسقاني ماء أبرد من الثلج وأحلى من العسل ونجاني من الهلاك قلت: يا سيدي من أنت؟ قال أنا حجة الله على عباده، وبقية الله في أرضه أنا الذي أملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً أنا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب (عليهم السلام) ثم قال: اخفض عينيك فخفضتهما ثم قال: افتحهما ففتحتهما فرأيت نفسي في قدام القافلة ثم غاب عن نظري (صلوات الله عليه).
Read more

الأربعاء، 3 يوليو 2013

قصة الجزيرة الخضراء

قصة الجزيرة الخضراء

روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في آخر كتاب (التعازي).

عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعدي بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخر من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحي الأنباري بدراه بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

قال: كنا عند الوزير عون الدين يحي بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها ونحن على طبقة وعنده جماعة فلما أفطر من كان حاضراً وتقوض أكثر من حضر حاضراً أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي عنده فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه ولم أكن رأيته من قبل ورأيت الوزير يكثر إكرامه ويقرب مجلسه ويصغي إليه ويسمع قوله دون الحاضرين.

فتجارينا الحديث والمذاكرة حتى أمسينا وأردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل وأن يمنع من ينوي الخروج فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث فأفضى الحديث حتى تحادثنا في الأديان والمذاهب ورجعنا إلى دين الإسلام وتفرق المذاهب فيه فقال الوزير أقل طائفة مذهب الشيعة وما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه وهم الأقل من أهلها وأخذ يذم أحوالهم ويحمد الله على قتلهم في أقاصي الأرض.

فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلاً عليه مصغياً إليه فقال له أدام الله أيامك أحدث بما عندي فيما قد تفاوضتم فيه أو أعرض عنه؟ فصمت الوزير ثم قال قل ما عندك فقال خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي المعروفة بالباهية ولها الرستاق الذي يعرفه التجار وعدة ضياعها ألف ومائتا ضيعة في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله وهم قوم نصارى وجميع الجزائر التي كانت حولهم على دينهم ومذهبهم ومسير بلادهم وجزائر مدة شهرين وبينهم وبين البر مسير عشرين يوماً وكل من في البر من الأعراب وغيرهم نصارى وتتصل بالحبشة والنوبة وكلهم نصارى ويتصل بالبربر وهم على دينهم فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض ولم نضف إليهم الإفرنج والروم.

وغير خفي عنكم من بالشام والعراق والحجاز من النصارى واتفق أننا سرنا في البحر وأوغلنا وتعدينا الجهات التي كنا نصل إليها ورغبنا في المكاسب ولم نزل على ذلك حتى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران فيها المدن المدورة والرساتيق.

وأول مدينة وصلنا إليها وأرسى المراكب بها وقد سألنا النوخذه (أي ربان السفينة) أي شيء هذه الجزيرة؟ قال والله أن هذه الجزيرة لم أصل إليها ولا أعرفها وأنا وأنتم في معرفتها سواء.

فلما أرسينا بها وصعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة وسألنا ما اسمها؟ فقيل هي المباركة فسألنا عن سلطانهم وما اسمه؟ فقالوا: اسمه الطاهر فقلنا وأين سرير مملكته؟ فقيل: بالزاهرة فقلنا وأين الزاهرة؟ فقالوا بينكم وبينها مسيرة عشر ليالي في البحر وخمسة وعشرين ليلة في البر وهم قوم مسلمون.

فقلنا من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع؟ فقالوا: تحضرون عند نائب السلطان فقلنا وأين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له بل هو في داره وكل من عليه حق يحضر عنده فيسلمه إليه.

فتعجبنا من ذلك وقلنا ألا تدلونا عليه؟ فقالوا بلى وجاء معنا من أدخلنا داره فرأينا رجلاً صالحاً عليه عباءة وتحته عباءة وهو مفترشها وبين يديه دواة يكتب فيها من كتاب ينظر إليه فسلمنا عليه فرد علينا السلام وحيانا وقال من أين أقبلتم؟ فقلنا من أرض كذا وكذا؟ فقال كلكم مسلمون؟ فقلنا لا فينا المسلم واليهودي والنصراني فقال يزن اليهودي جزيته والنصراني جزيته ويناظر المسلم عن مذهبه.

فوزن والدي عن خمس نفر نصارى عنه وعن ثلاثة كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهوداً وقال للباقين: هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه في مذاهبهم.

فقال: لستم مسلمين وإنما أنتم خوارج وأموالكم تحل للمسلم المؤمن وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وبالوصي والأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليهم) فضاقت بهم الأرض ولم يبق إلا أخذ أموالهم.

ثم قال لنا يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث أخذت الجزية منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانهم فأجاب سؤالهم وتلا: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾.

فقلنا للنوخذه والربان وهو الدليل: هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا رفقة وما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم حتى نعلم ما يستقر حالهم عليه؟ فقال الربان والله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه فاستأجرنا رباناً ورجالاً وقلعنا القلع (أي الشراع) وسرنا ثلاثة عشر يوماً بلياليها حتى كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرانها إنها قد بانت فسرنا حتى تضاحى النهار.

فقدمنا إلى المدينة لم تر العيون أحسن منها ولا أخف على القلب ولا أرق من نسيمها ولا أطيب من هوائها ولا أعذب من مائها وهي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة وعليها سور إلى ما يلي البحر والبحر يحوط الذي يليها منها والأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمامات وفواضل النهار ترمى في البحر ومدى الأنهار فرسخ ونصف وفي تحت ذلك الجبل بساتين المدينة وأشجارها ومزارعها عند العيون وأثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب ويرعى الذئب والنعجة عياناً ولو قصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لما رعته ولا قطعت قطعة حمله ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.

فلما قدمنا المدينة وأرمى المركب فيها وما كان صحبنا من الشوابي والذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق وسيعة الربقة وفيها الأسواق الكثيرة والمعاش العظيم ويرد إليها الخلق من البر والبحر وأهلها على أحسن قاعدة لا يكون على وجه الأرض من الأمم والأديان مثلهم وأمانتهم حتى أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة أما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثم يقول يا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك فهذه صورة مبايعاتهم ولا يسمع بينهم لغو المقال ولا السفه ولا النميمة ولا يسب بعضهم بعضاً وإذا نادى المؤذن الآذان لا يتخلف منهم متخلف ذكراً كان أو أنثى إلا ويسعى إلى الصلاة حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلاة الأخرى فيكون الحال كما كانت.

فلما وصلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها أمرونا بالحضور عند السلطان فحضرنا داره ودخلنا إليه إلى بستان صور- (أي النخل المجتمع الصغار لا واحد له)- في وسطه قبة من قصب والسلطان في تلك القبة وعنده جماعة وفي باب القبة ساقية تجري.

فوافينا القبة وقد أقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس وأقيمت الصلاة فصلى بهم جماعة فلا والله لم تنظر عيني أخضع من الله ولا ألين جانباً لرعيته فصلى من صلى مأموماً.

فلما قضيت الصلاة التفت إلينا وقال هؤلاء القادمون؟ قلنا: نعم وكانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له: (ابن صاحب الأمر) فقال على خير مقدم.

ثم قال: أنتم تجار أو ضيوف؟ فقلنا تجار فقال من منكم المسلم ومن منكم أهل الكتاب؟ فعرفناه فقال إن الإسلام تفرق شعباً فمن أي قبيل أنتم؟ وكان معنا شخص يعرف بالمقري ابن دربهان بن أحمد الأهوازي؟ يزعم أنه على مذهب الشافعي فقال له أنا رجل شافعي قال فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل مالكي.

فقال: أنت تقول بالإجماع؟ قال نعم قال إذن تعمل بالقياس ثم قال بالله يا شافعي تتلو ما نزلت يوم المباهلة؟ قل نعم قال ما هو؟ قال قوله تعالى: ﴿ َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾

فقال: بالله عليك من أبناء الرسول ومن نساؤه ومن نفسه يا ابن دربهان؟ فأمسك فقال يالله هل بلغك أن غير الرسول والوصي والبتول والسبطين دخل تحت الكساء؟ قال لا فقال والله لم ننزل هذه الآية إلا فيهم ولا خص بها سواهم.

ثم قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون؟ قال لا وقال بالله عليك هل تلوت

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا﴾ قال نعم قال بالله عليك من يعنى بذلك؟ فأمسك فقال والله ما عنى بها إلا أهلها.

ثم بسط لسانه وتحدث بحديث أمضى من السهام وأقطع من الحسام فقطع الشافعي ووافقه فقام عند ذلك فقال: عفواً يا ابن صاحب الأمر انسب إلى نسبك فقال أنا طاه بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الذي أنزل الله فيه: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.

وهو والله الإمام المبين ونحن الذين أنزل الله في حقنا: ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول ونحن أولوا الأمر , فخر الشافعي مغشياً عليه لما سمع ثم أفاق من غشيته وآمن به وقال: الحمد لله الذي منحني بالإسلام ونقلني من التقليد إلى اليقين.

ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام ولم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا وحادثنا فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فكثرت علينا الأطعمة والفواكه وعملت لنا الولائم ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.

فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة براً وبحراً بعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم صاحب الأمر (ع) مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم وبعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر (ع) بالحكام وبعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبدالرحمن بن صاحب الأمر (ع) مسيرة رستاقها وضياعها شهران وبعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر (ع) وهي أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلاء ومسيرة ملكها أربعة أشهر.

فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل وبه يأمرون وليس على وجه الأرض مثلهم ولو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عدداً منهم على اختلاف الأديان والمذاهب ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم زعموا أنها سنة وروده فلم يوفقنا الله تعالى للنظر إليه فأما ابن دربهان وحسان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها سألنا عنها فقيل إنها عمارة صاحب الأمر (ع) واستخراجه.

فلما سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة لطيفة وقد تقضى الليل فأمر بإحضارها واحداً واحداً وقال إياكم إعادة ما سمعتم أو إجراءة على ألفاظكم وشدده وتأكد علينا فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا مما سمعه حرفاً واحداً حتى هلك.

وكنا إذ حضرنا موضعاً واجتمع أحدنا بصاحبة قال أتذكر شهر رمضان فيقول نعم ستراً لحال الشرط.

فهذا ما سمعته ورويته والحمد لله وحده وصلواته على خير خلقه محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين..
Read more

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

نقل الشيخ الفاضل حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في (تاريخ قم) عن كتاب (مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين) من مصنفات الشيخ أبي جعفر محمد بن بابوية القمي ما لفظه بالعربية.

باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي (ع) سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (ع) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي فلما مضى نصف الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (ع) فإنه يدعوك.

قال: فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب (هو ما كان قميصك) فتركته وأخذت سراويلي فنودي: (ليس ذلك منك فخذ سراويلك) فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: (الباب مفتوح).

فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكأ عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.

وكان ذلك الشيخ هو الخضر (ع) فأجلسني ذلك الشيخ (ع) ودعاني الإمام (ع) باسمي وقال اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له أنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم أن هذه الأرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر قال حسن بن مثلة قلت يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي: قال أنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقول له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.

وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ركعتان للإمام صاحب الزمان (ع) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم قال (ع) ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.

قال حسن بن مثلة قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم إنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلى أن أذهب فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جمعيهم وذلك المعر أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.

فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال (ع) تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكراً حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها إن هذه السلاسل والأوتاد ههنا.

فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون أن السيد أبا الحسين الرضا ينتظرك من السحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال يا حسن بن مثلة إني كنت نائماً فرأيت شخصاُ يقول لي إن رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت انتظرك الآن.

فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريده أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.

وجاء السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحون.

قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.
Read more

قصة الرجل البحراني والإمام المهدي "ع"

قصة الرجل البحراني والإمام المهدي "ع"

روى أن جماعة من أهل البحرين عزموا على ضيافة جماعة من المؤمنين بشكل متسلسل في كل مرة عند واحد منهم وساروا في الضيافة حتى وصلت النوبة على أحدهم ولم يكن لديه شيء فركبه في ذلك حزن وغم شديد فخرج من أحزانه إلى الصحراء في بعض الليالي فرأى شخصاً حتى ما إذا وصل إليه قال له اذهب إلى التاجر الفلاني-وسماه- وقل له يقول لك محمد بن الحسن: ادفع لي "الاثنا عشر أشرفيا" التي كنت نذرتها لنا ثم اقبض المال منه واصرفه في ضيافتك.

فذهب الرجل إلى ذلك التاجر وبلغ الرسالة عن ذلك الشخص فقال له التاجر: أقال لك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحراني نعم فقال التاجر: وهل عرفته؟ قال الرجل البحراني: لا فقال التاجر: ذاك صاحب الزمان (ع) وكنت نذرت هذا المال له ثم أنه أكرمه هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء.
Read more

الاثنين، 1 يوليو 2013

في إجلائه (ع) بني عنيزه عن طريق الزوار

فارس بيده رمح - في إجلائه (ع) بني عنيزه عن طريق الزوار

حدثني مشافهة سيد الفقهاء وسند العلماء العالم الرباني السيد مهدي القزويني ساكن الحلة قال أيده الله.

خرجت اليوم الرابع عشر من شبعان من الحلة أريد زيارة الحسين (ع) ليلة النصف منه فلما وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه محاصرين جمعياً في بيوت عشيرة بني طرف من عشائر الهندية ولا طريق لهم إلى كربلاء لأن عشيرة بني عنيزة قد نزلت على الطريق وقطعته عن المارة ولا يدع أفرادها أحداً يخرج من كربلاء ولا أحداً يلج إليها إلا انتهبوه.

قال: فنزلت على رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست انتظر ما يكون من أمر الزوار وقد تغيمت السماء وأمطرت مطراً يسيراً.

فبينما نحن جلوس إذ خرج الزوار بأسرهم من البيوتات متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي اخرج وسأل ما الخبر فخرج ورجع إلي وقال لي إن عشيرة بني طرف قد خرجوا بالأسحلة النارية وتعهدوا بإيصال الزوار إلى كربلاء ول آل الأمر إلى القتال مع بني عنيزة.

فلما سمعت ذلك قلت لمن معي هذا الكلام لا أصل له لأن بني لا قدره لهم على مقابلة بني عنيزة وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الزوار عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم في ضيافتهم.

فبينما نحن كذلك إذ رجع الزوار إلى البيوت فتبين الحال كما قبل، ولم يدخل الزوار إلى البيوت بل جلسوا في ظلالها والسماء متغيمة فأخذني لهم رقة شديدة وأصابني انكسار عظيم فتوجهت إلى الله بالدعاء والتوسل بالنبي وآله وطلبت إغاثة الزوار مما هم فيه.

فبينما انا على هذه الحال إذ أقبل فارس على فرس كريم لم أر مثله وبيده رمح طويل وهو مشمر عن ذراعية فأقبل يخب به جواده حتى وقف على البيت الذي أنا فيه وكان بيتاً من الشعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا عليه السلام فقال يا مولانا – يسميني باسمي- بعثني من يسلم عليك وهم كنج محمد آغا وصفر آغا وكانا من قواد العساكر العثمانية ويقولان فليأت الزوار فإنا قد طردنا عنيزة عن الطريق ونحن ننتظره مع عسكرنا في عرقوب السليمانية على الجادة فقلت له وأنت معنا إلى عرقوب السليمانية؟ قال نعم فأخرجت الساعة فإذا قد بقي من النهار ساعتان ونصف تقريباً فقلت إلينا بخليلنا فقدمت إلينا فتعلق بي ذلك البدوي الذي نحن عنده وقال يا مولاي لا تخاطر بنفسك وبالزوار وأقم الليلة حتى يتضح الأمر فقلت له لا بد من الركوب لإدراك الزيارة المخصوصة.

فلما رآنا الزوار قد ركبنا تبعوا أثرنا بين راجل وراكب فسرنا والفارس المذكور بين أيدينا كأنه الأسد الخادر ونحن خلفه حتى وصلنا إلى عرقوب السليمانية فصعد عليه وتبعناه في الصعود ثم نزل وارتقينا إلى أعلى العرقوب فنظرنا فلم نر له عيناً ولا أثراً فكأنما صعد في السماء أو نزل في الأرض ولم نر قائداً ولا عسكراً فقلت لمن معي أبقي شك في أنه صاحب الأمر؟ فقالوا: لا والله كنت وهو بين أيدينا أطيل النظر إليه كأني رأيته من قبل لكنني لا أذكر أين رأيته فلما فارقنا تذكرت أنه الشخص الذي زارني بالحلة وأخبرني بواقعة السليمانية.

وأما عشيرة عنيزة فلم نر أثراً لهم في منازلهم ولم نر أحداً نسأله عنهم سوى أننا رأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبد البر فوردنا كربلاء تخب بنا خيولنا فوصلنا إلى باب البلد وإذا بعسكر على السور فنادوا: من أين جئتم وكيف وصلتم؟ ثم نظروا إلى سواد الزوار فقالوا: سبحان الله والبرية امتلأت بالزوار فأين صارت عشيرة عنيزة؟ فقلت لهم اجلسوا في البد وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها وهذا القول مضمون كلام عبد المطلب حين صار إلى ملك الحبشة في طلب إبله التي استولى عليها الأحباش فقال له الملك ولم لا تطلب مني رد البيت إليكم؟ فقال: (أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه).

قال: فدخلنا البدل فإنا بكنج محمد آغا جالساً على تخت قريب من الباب فسلمت عليه فقام في وجهي فقلت له يكفيك فخراً أنك ذكرت باللسان فقال ما الخبر؟ فأخبرته بالقصة فقال لي يا مولاي من أين أعلم أنك قادم للزيارة حتى أرسل لك رسولاً؟ وأنا عسكري منذ خمسة عشر يوماً محاصرون في البلد لا نستطيع الخروج خوفاً من عنيزة؟

ثم قال لي فأين صارت عنيزة ؟ قلت لا علم لي سوى أني رأيت غبرة شديدة في كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت الساعة وإذا قد بقي من النهار ساعة ونصف فكان مسيرنا كله في ساعة وبين منازل بني طرف وكربلاء فراسخ ثم بتنا تلك الليلة بكربلاء فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنيزة فأخبرنا بعض الفلاحين ممن في بساتين كربلاء قال بينما عنيزة جلوس في أنديتهم وبيوتهم إذا بفارس قد طلع عليهم على فرس مطهم وبيده رمح طويل فصرخ فيهم بأعلى صوته يا معشر عنيزة قد جاءكم الموت الزؤام عساكر الدولة العثمانية متوجهة إليكم بخيلها ورجالها وها هم على أثري مقبلون فارحلوا وما أظنكم تنجون منهم فألقى الله فيهم الخوف والذل حتى أن الرجل منهم يترك بعض متاع بيته استعجالاً للرحيل فلم تمض ساعة حتى ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له صف لي الفارس فوصفه لي فإذا هو صاحبنا بعينه.

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
Read more

تشرف الشيخ حسين آل رحيم بلقاء الامام المهدي (عج)

لقاء الامام المهدي في مسجد الكوفة

حدث الشيخ العالم الفاضل الشيخ باقر النجفي نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي المعروف بآل طالب قال:

كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمى الشيخ حسين رحيم من الأسرة المعروفة بآل رحيم وحدثنا أيضاً العالم والعابد الكامل مصباح الأتقياء الشيخ طه عن آل العالم الجليل والزاهد العابد دون بديل الشيخ حسين النجف إمام الجماعة الآن في مسجد الهندية بالنجف الأشرف والحائز على قبول الخاصة والعامة في التقوى والصلاح والفضل بأن الشيخ حسين رحيم المشار إليه كان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة وقد ابتلي بمرض السعال فإذا سعل خرج من صدره مع الأخلاط دم وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج لا يملك قوت يومه وكان يخرج في أغلب وقته إلى البادية إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف ليحصل على القوت ولو على شعير.

وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بامرأة من أهل النجف وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك لقلة ذات يده وكان في هم وغم شديدين من جهة ابتلائه بذلك، فلما اشتد به الحال ويأس من تزوج البنت عزم على ما هو معروف عند أهل النجف من أنه إذا أصيب امرؤ بأمر فواظب على الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء فلا بد أن يرى صاحب الأمر عجل الله فرجه من حيث لا يعلم ويقضي له مراده.

قال المرحوم الشيخ باقر قال الشيخ حسين فواظبت على ذلك أربعين ليلة فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة وقد هبت ريح عاصفة فيها قليل من المطر وأنا جالس في الدكة التي هي داخل باب المسجد وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول وتكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد ولا أتمكن من دخول المسجد من جهة سعال الدم ولا يمكن قذفه في المسجد وليس معي شيء أتقي به البرد وقد ضاق صدري واشتد همي وغمي وضاقت الدنيا في عيني وأنا أفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها وما رأيت أحداً ولا ظهر لي شيء وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت الخوف والمشاق أربعين ليلة أجيء فيها من النجف إلى مسجد الكوفة ويكون لي الأياس من ذلك!

فبينما أنا أفكر في ذلك وليس في المسجد أحد أبداً وقد أوقدت ناراً لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف لا أتمكن من تركها لتعودي عليها وكانت قليلة جداً إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجه إلي فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي هذا أعرابي من أطراف المسجد قد جاء ليشرب من القهوة وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم ويزيد على همي وغمي.

فبينما أنا أفكر في ذلك إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي وجلس في مقابلي فتعجبت من معرفته باسمي وظنته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أي العرب يكون قال من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف فيقول لا، لا وكلما ذكرت له طائفة قال لا لست منها فأغضبني فقلت له: أجل أنت من طر يطره، مستهزئاً وهو لفظ بلا معنى فتبسم من قولي وقال لا عليك من أينما كنت ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت وأنت ما عليك من السؤال عن هذه الأمور؟ فقال ما ضرك لو أخبرتني؟ فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقة فمال قلبي إليه وصار كلما تكلم ازداد حبي له فعملت له السبيل من التتن وأعطيته فقال أنت اشرب فأنا ما أشرب وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته فأخذه وشرب قليلاً منه ثم ناولني الباقي وقال أنت اشربه فأخذته وشربته ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان ولكن يزداد فأناً فقلت له يا أخي قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تؤنسني أفلا تروح معي لنجلس عند قبر مسلم (ع) ونتحدث؟ فقال أروح معك فحدث حديثك فقلت أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة مد عرفت نفسي ومعي سعال أتنخع الدم وأقذفه من صدري منذ سنين ولا أعرف علاجه وما عندي زوجة وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي اقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد الكوفة فإنك تراه ويقضي لك حاجتك وهذه آخر ليلة من الأربعين وما رأيت فيها شيئاُ وقد تحملت هذه المشاق في تلك الليالي فهذا الذي جاء بي وهذه حوائجي.

فقال لي وأنا غافل غير ملتفت أما صدرك فقد برئ وأما المرأة فتأخذها عن قريب وأما فقرك فيبقى على حاله حتى تموت.

فقلت وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبداً ألا نروح إلى حضرة مسلم؟ قال قم فقمت وتوجه أمامي فلما وردنا أرض المسجد قال ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟ فقلت: بلا فوقف قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد وأنا خلفه بفاصله ثم كبرت للصلاة وشرعت بقراءة الفاتحة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً فمن حسن قراءته قلت في نفسي لعله هو صاحب الزمان وذكرت كلمات له تدل على ذلك ثم نظرت إليه بعدما خطر في قلبي ذلك وهو في الصلاة فإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف وهو مع ذلك يصلي وأنا أسمع قراءته فارتعدت فرائصي ولم أستطع قطع الصلاة خوفاً منه فأكملتها على أي وجه كان وقد علا النور عن وجه الأرض فصرت أبكي وأعتذر من سوء أدبي معه عند باب المسجد وقلت له أنت صادق الوعد وقد وعدتني الرواح معي على قبر مسلم (ع)

وبينما أنا أكلم النور إذا بالنور قد توجه نحو قبر مسلم فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة وبقي على ذلك وأنا لم أزل أبكي حتى إذا طلع الفجر عرج النور فلما كان الصباح التفت إلى قوله (ع) أما صدرك فقد برئ وإذا أنا صحيح الصدر وليس بي سعال أبداً وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب وبقي فقري على ما كان كما قال (ع) والحمد لله.
Read more

الأحد، 30 يونيو 2013

في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

البر بالوالد - في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

ذكر العالم العامل والفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي وكان من العلماء المتقين يؤم الجماعة في حرم أمير المؤمنين (ع) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور بالنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان حلاقاً وله أب كبير مسن وهو لا يقصر في خدمته حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فإنه يمض إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال:

خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى أن قرب المغرب فمشيت وحدي صار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة فرأيت أعرابياً على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت مسجد السهلة فقال معك شئ من المأكول؟ فقلت: لا فقال أدخل يدك في جيبك فقلت ليس فيه شئ فكرر على القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي.

ثم قال لي الأعرابي: (أوصيك بالعود) ثلاث مرات والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (ع) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد.
Read more

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

حدثني السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمطلع البصير السيد علي سبط بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالماً مبرزاً له (البرهان القاطع في شرح النافع) في عدة مجلدات عن الصفي المتقي والثقة الزكي السيد المرتضى صهر السيد علي بن أخته وكان مصاحباً به في السفر والحضر مواظباً على خدماته في السر والعلانية قال:

كنت معه في (سر من رأى) في بعض أسفار زياراته وكان السيد ينام في حجرة وحده وكانت لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج.

فخرجت إلى حجرتي متفكراً في حالته في تلك الليلة فامتنع عني الرقاد فصبرت زماناً ثم خرجت متخفياً لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقاً

فنظرت من شق الباب وإذا بالسراج على حاله وليس فيها أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة.

فخرجت حافياً متخفياً أطلب خبره وأقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد له أثراًَ فدخلت صحن السرداب فرأيته مفتح الأبواب فنزلت الدرج متأنياً بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كأن أحداً يتكلم مع آخر ولم أميز الكلمات إلى أن بقي من الدرجات ثلاث أو أربع وكأن دبيبي النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء فإذا بالسيد قد نادى من مكانه هناك يا سيد مرتضى ما تصنع؟ ولم خرجت من المنزل؟

فبقيت متحيراً ساكناً كالخشب المسنده وعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفي حالك على من عرفك من غير طريق الحواس؟ فأجبته متعذراً نادماً ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر (صلوات الله عليه).
Read more

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

ذكر العالم الجليل الملا زين العابدين السلماسي عن ناظر أمور العلامة بحر العلوم أيام مجاورته بمكة أنذاك قال:

كان رحمه الله- مع كونه في بلد الغربه منقطعا عن الأهل والأخوة- قوي القلب في البذل والعطاءً غير مكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أننا لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرفته الحال وكثرة المؤونة وانعدام المال فلم يقل شيئاً وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار فيجلس في القبة المختصة به فنأتي إليه بالغليان فيشربه ثم يخرج إلى قبة أخرى يجتمع فيها تلامذته من كل المذاهب فيدرس كلاً على مذهبه.

فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوت إليه في أمسه نفاد النفقة وأحضرت الغليان على العادة إذا بالباب يدقه أحدهم فاضطرب أشد الاضطراب وقال لي خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان وقام مسرعاً ففتح الباب ودخل شخص في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها في غاية الذلة والمسكنة والأدب وأشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.

فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعاً وفتح الباب وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه.

ورجع السيد مغير اللون وناولني براءة وقال: هذه حوالة على رجل صراف قاعد في جبل الصفا فاذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها وقال علي بالحماميل (أي الحمالين) فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: (ريال فرانسة) ويساوي الواحد منها خمسة قرانات عجمية ويزيد فحملوها على أكتافهم وأتينا بها إلى الدار.

ولما كان في بعض الأيام ذهبت إلى الصراف لأسأله عن حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافاً ولا دكاناً فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقالوا ما عهدنا في هذا المكان صرافاً أبداً وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي الرحمن.
Read more

السبت، 29 يونيو 2013

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

حدثني العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفي الوفي المولى علي الرشتي طاب ثراه وكان عالما براً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم بصيراً ناقداً من تلامذة خاتم المحققين الشيخ المرتضى أعلى الله مقامه والسيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله ولما طالت شكوى أهل بلاد (لار) ونواحيها إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم وعاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً (رحمه الله) وقد صاحبته مدة سفراً وحفراً ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلا يسراً.

قال: رجعت مرة من زيارة أبي عبدالله (ع) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج رأيت أن ركابها من أهل الحلة ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح ورأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار فلا يمازح ولا يضحك وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء فيه قليلاً فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهر.

فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمهم إياه وقدحهم فيه فقال هؤلاء من أقاربي من أهل السنة وأبي منهم وأمي من أهل الإيمان وكنت أيضاً منهم ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (ع) فسألته عن كيفية إيمانه فقال:

اسمي ياقوت وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جمعياً وكان طريقنا في برية قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفه فضل عني الطريق وبقيت خائفاً من السباع والعطش فأخذت استغيث بالخلفاء والمشايخ واسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرعت كثيراً فلم يظهر منهم شيء فقلت في نفسي إني سمعت من أمي أنها كانت تقول إن لنا إماماً حياً يكن أبا الصالح يرشد الضال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت الله تعالى عن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين أمي.

فناديته واستغثت به فإذا برجل من جانبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء وكانت خضرتها مثل خضرة هذه النبات وأشار إلى نبات على حافة النهر ثم دلني على الطريق وأمرني بالدخول في دين أمي. وذكر كلمات نسيته وقال ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جمعياً من الشيعة فقلت: يا سيدي أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال لا لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكانت على مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.

فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني فسألته عملاً أتوصل به إلى لقائه (ع) مرة أخرى فقال: زر أبا عبدالله (ع) أربعين ليلة جمعة.

قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة يوم الخميس فلما وصلت إلى باب البلد إذا جماعة من أعوان الظالمين يطالبون الواردين بالتذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها متحيراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفى وأجوز عنهم فيما تيسر لي وإذ بصاحبي صاحب الأمر (ع) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب وما رآني أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس فبقيت متحسراً على فراقه عليه السلام.
Read more

تشرف الشيخ قاسم بلقاء الامام المهدي (ع)

تشرف الشيخ قاسم بلقائه (ع)

قال الفاضل المتبحر السيد علي خان الحويزي حدثني رجل من ذوي الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السفر إلى الحج قال:

تعبت يوماً من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنى الحاج كثيراً فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عني وصرت لا أدري إلى أين أتوجه فمشيت على جهة وأنا أصيح بأعلى صوتي يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (ع) كما ذكره ابن طاووس في كتاب (الأمان) فيما يقال عند إضلال الطريق.

فبينا أنا أصيح كذلك إذا براكب على ناقلة وهو على زي البدو فلما رآني قال لي أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني وقال لي امض لشأنك فقلت له العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوه فيها ماء وسقاني منه فوالله إنه ألذ وأعذب ماء شربته.

ثم أني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا.
Read more

الورد والخرابات

باقة ورد احمر

قال العلامة المجلسي في (البحار) أخبرني جماعة عن السيد السند الفاضل الميرزا محمد الاسترابادي (نور الله مرقده) أنه قال:

إنني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف فلما قرب مني أعطاني باقة ورد أحمر في غير أوانه فأخذته منه وشممته وقلت له: من أين يا سيدي؟ قال: من الخرابات ثم غاب عني فلم أره.
Read more

الجمعة، 28 يونيو 2013

انتشار الصحيفة السجادية في جميع البلدان ببركة الامام المهدي

انتشار الصحيفة السجادية في جميع البلدان ببركة الامام المهدي

جاء في (شرح من لا يحضره الفقيه) ضمن ترجمة المتوكل بن عمير راوي الصحيفة السجادية الكاملة قال رحمة الله:

كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى وساعياً في طلب رضاه عز وجل ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان (ع) كان واقفاً في الجامع القديم بأصفهان قريباً من باب الطنابي الذي هو الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فقبلت يده وسألته مسائل قد أشكلت علي منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني إتيان صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلى صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل فسألت الحجة (ع) أصلي صلاة الليل؟ فقال صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.

ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً فقال (ع): أعطيت لأجلك كتاباً إلى المولى محمد التاج وكنت أعرفه في النوم وقال (ع) اذهب وخذه منه فخرجت من باب المسجد إلى ذلك الشخص فلما رآني قال لي بعثك الصاحب (ع) إلي؟ قلت نعم فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجهاً إلى الصاحب (ع) وهنا انتهت من النوم ولم يكن معي ذلك الكتاب.

فشرعت في التضرع والبكاء لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب وقع في خاطري أن مولانا محمد التاج هو الشيخ البهائي نفسه وأن تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فجئت إلى مدرسه وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة (السجادية) وكان معه القارئ السيد صالح أمير ذو الفقار الكالبايكاني فجلست ساعة حتى فرغ من عمله والظاهر أن كلامهما كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي أن عندي لم أفهم كلامهما وكنت أبكي فتوجهت إلى الشيخ وقصصت عليه رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائماً وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف وكان مائلاً إليه.

فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكراً فألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلاً صالحاً اسمه آغا حسن فأتيته وسلمت عليه فقال الكتب الوقفية عندي وكل من يأخذ منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف ولعلك تعمل بها أنظر إلى هذه الكتب فما احتجت إليه منها فخذه فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء وقلت هذا يكفيني وليس في بالي أني ذكرت له المنام أم لا ثم أتيت إلى الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي متنها جد أبيه عن نسخه الشهيد وكان الشهيد (ره) قد كتب نسخته عن نسخه عميد الرؤساء وابن السكون وكان قابلها مع نسخه ابن إدريس واسطة أو بواسطة واحدة.

وكانت النسخة التي أعطا فيها الصاحب (ع) مكتوبة بخط الشهيد وكانت موفقة لها غاية الموافقة حتى في النسخ التي كان مكتوباً على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة مع النسخة التي عندي وببركة عطاء الحجة (ع) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس الطالعة في كل بيت، وسيما في إصفهان فإن لدى أكثر الناس صحائف متعددة وأكثرهم صلحاء ومن أهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه آثار إعجاز صاحب الأمر (ع) وما أعطانيه الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها.
Read more

الخميس، 27 يونيو 2013

شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركه الامام المهدي (ع)

شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركه الامام المهدي (ع)

قال المحدث الجليل الحر العاملي في (إثبات الهداة) كنت في عصر الصبا وسني عشر سنين أو نحوها حين أصابتي مرض شديد جداً حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيأوا للتعزية وأيقنوا أني أموت تلك الليلة فرأيت النبي والأئمة الأثني عشر (صلوات الله عليهم) وأنا فيما بين النائم واليقظان فسلمت عليهم وصافحتهم واحداً واحداً وجاء بيني وبين الصادق (ع) كلام ولم يبق في خاطري إلا أنه دعا لي.

فلما سلمت على صاحب الأمر (ع) وصافحته بكيت وقلت يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال (ع) لا تخف فإنك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك الله وتعمر عمراً طويلاً ثم ناولني قدحاً كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عني المرض بالكلية وجلست وتعجب أهلي وأقاربي ولم أحدثهم بما رأيت بعد أيام.
Read more