Ads 468x60px

الأحد، 9 يونيو 2013

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنة

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنىة

الحاج المتقي "الملا علي الكازروني" كان من سكان الكويت وكان من الصالحين وله منامات صحيحة ومكاشفات صادقة، وقد التقيته ورافقته في سفر الحج وقد نقل لي أنه رأى في ليلة ما في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً لا ترى العين أطرافه وفي وسطه قصر جليل وعظيم فوقفت مدهوشاً حيراناً لمن هذا فسألت أحد بوابيه فقال: هذا القصر لحبيب النجار. وكنت أعرفه وصديقاً له، فغبطته على مقامه هذا، وبينما أنا كذلك إذ بصاعقة تقع عليه من السماء وتحرق القصر والبستان بكامله وتبيدهما كأنهما لم يكونا. فأفقت من وحشة وشدة هول ذلك المنظر وعلمت أنه صدر عنه ذنب إستوجب حور منزلته.

وفي الغد ذهبت للقائه وقلت له: ماذا صدر عنك الليلة الماضية؟ قال: لا شيء. فأقسمت عليه وقلت له هناك لغز لا بد أن ينكشف فقال: في الساعة الفلانية من الليلة الماضية تلاسنت مع والدتي إلى ان بلغ بي الأمر أن ضربتها.

فنقلت له رؤياي وقلت له: آذيت والدتك فخسرت مقامك ذاك.

***

المستفاد من الروايات والآيات هو أن بعض الذنوب الكبائر محبط ومذهب للاعمال الصالحة، كما جاء في "عدة الداعي" عن رسول الله (ص) ما مضمونه: كل من قال لا إله إلّا الله غرست له شجرة في الجنة. فقال أحدهم: يا رسول الله إذاً لنا أشجار كثيرة في الجنة. فقال (ص): إحذر من أن ترسل عليها النار فتحرقها.

ومن هذه الذنوب الكبائر "عقوق الوالدين" أي إيذاؤهما. وقد فصّلنا ذلك في كتاب "الكبائر".
Read more

السبت، 8 يونيو 2013

دهس القط بالسيارة وثأر الجان له

دهس القط بالسيارة وثأر الجان له

كان صاحب سيارة أجرة عائداً إلى بيته قبل منتصف الليل ، وعندما اقترب من منعطف غير بعيد عن منزله ، وكان مسرعاً قفز أمامه قطّ أسود وارتطم بالسيارة فمات على الفور .ولم يهتم صاحب السيارة بذلك القط المقتول فهذه الأشياء كثيراً ما تحدث مع السائقين فلا يعيرونها اهتماماً .

ولكن بعد أن وصل الرجل إلى بيته وأراد أن ينام بدأت الحجارة تنهال على البيت من كل جانب ، تحطّم زجاج النوافذ ، وتهشّم ما يقع في وجهها مهما كان نوعه .

وذعر أصحاب البيت وبدأوا بالصراخ والعويل ، فالتمَّ عليهم الجيران ورأوا كيف تنهال عليهم الحجارة من كل ناحية دون أن يروا الذي يلقيها عليهم .

وسارع الجيران بنقل السائق وعائلته إلى بيوتهم علّهم يحمونهم من هذا البلاء المجهول ، ولكن الحجارة استمرت تلاحقهم أينما ذهبوا وحيثما حلّوا ، واستمرت تنهال عليهم وعلى بيتهم حتى اليوم التالي ، ولم يتمكن صاحب السيارة وعائلته من النوم وكذلك جيرانهم الذين نقلوهم إلى منزلهم ، فاستنجدوا بالعديد من الشيوخ والسحارين من القرى المجاورة ، الذين هبّوا لنجدتهم ، وجاءوا لكشف حقيقة الأمر وقاموا بدورهم بفتح المندل ، واستفسروا عن السبب ، فأخبروهم أن ذلك القط كان جنيّاً قد تصوّر في شكل قط ، وقد قتله سائق سيارة الأجرة .

وسمع سكان القرى المجاورة بهذا الحادث فهرع المئات منهم ليروا كيف تتساقط الحجارة على بيت ذلك السائق التعيس الحظ ، دون أن يروا من يلقيها .

واستطاع السحارون في نهاية المطاف إبرام صلح بين الطرفين ، حيث أن السائق لم يتعمد قتل القط ، بل أن القط هو الذي قفز أمامه ، ولم يستطع الوقوف عنه ، وكذلك كيف يمكن للرجل أن يعرف بأن ذلك القط هو من الجنّ وهو في صورة القطط ، فكان ما كان .

واتفق السحارون مع ملك الجانّ أن ينحر أهل السائق عدة ذبائح إكراماً لأهل القتيل ،وأن يضعوا المناسف في غرفة ويتركوها ويغلقوا الباب عليها ، وفعلوا ما طلب منهم ، ووضعوا الطعام في غرفة وأغلقوا الأبواب ، وبعد فترة فتحوا الباب ووجدوا الصحون فارغة من الطعام فعرفوا أن القوم قد أصابوا طعامهم ، وأصبح بينهم عيش وملح وهذا دليل على نية الصلح .

واستطاعوا بذلك إقناعهم بإيقاف ذلك السيل من الحجارة فأوقفوها وعاد السائق وعائلته بعد ذلك إلى منزلهم ، وناموا ليلتهم دون أن يتعرض أحد لهم بأذى .

غير أن الحجارة عادت لتنهال عليهم من جديـد في صبيحـة اليوم التالي ولكنها كانت قليلة وتأتي من جهة واحدة ، فاتصلوا بالسحارين الذين حضروا صلح الأمس وطلبوا منهم فحص الأمر والتأكد منه ، ففتحوا المندل من جديد واستدعوا ملك الجنّ الذي تأكد بعد تقصي الحقائق بأن أحد أقارب القتيل كان غائباً وعندما عاد وسمع بالخبر أراد أن يثأر لقريبه ولم يكن قد سمع بالصلح الذي تمّ بين الطرفين .

فأخبروه أن ما حدث كان خطأً غير مقصود وأن ذلك من قضاء الله وقـدره، فكفَّ عن رمي الحجارة وعاد الهدوء يخيّم على أرجاء المكان من جديد ، لتنتهي بذلك تلك القصة المثيرة التي ما زالت أحداثها تعلق بأذهان الكثيرين .
Read more

عاقبة خير


العبد الصالح الحاج "يحيى المصطفوي" الذي وفقت لرفقته في سفر الحج والزيارة نقل لي فقال: كان أحد الأخيار في أصفهان ويدعى "السيد محمد الصحاف" وكان ذا حب شديد للمرحوم "السيد زين العابدين الأصفهاني"، وبعد عام من وفاة "الاصفهاني" رآى في منامه في بستان واسع وقصر فخم مفروش بالحرير والاستبرق والرياحين والورود الملونة وأنواع المأكولات والمشروبات وسواقي الماء وجميع اللذائذ والمباهج. فبهت لما رآه وعلم انه في عالم البرزخ وتمنى ان يكون في مثل هذا المقام. فقال للسيد "الأصفهاني": أنت في مثل هذا المقام في كمال البهجة والراحة، ونحن في الدنيا نعاني آلاف المصائب والبلايا لولا جعلت لي مكاناً إلى جانبك في هذا المقام.

فقال له السيد: إذا كنت تحب ان تكون معي لا بأس اني أنتظرك في ليلة الجمعة من الأسبوع القادم.

فاستيقظ من نومه واستيقن أنه لم يبق من عمره سوى أُسبوع واحد، فانشغل بإصلاح أعماله ودفع الديون التي عليه ووصى أهله بما يلزم. وقد تعجب من تصرفه هذا أهله وسألوه عما دهاه، فكان يقول لهم: أهمُّ بسفر طويل.

ويوم الخميس يخبر أهله بالأمر ويؤكد لهم أنه آخر يوم من عمره وسأذهب الليلة إلى منزلي، قالوا له: انك في صحة تامة وسلامة. فقال لهم: أنه وعد حتمي. ولم ينم طوال ليلته تلك بل قضاها بالدعاء والإستغفار، وطلب من أهله أن يخلدوا للراحة.

وبعد طلوع الفجر أتوا إلى فراشه فوجدوه نائماً باتجاه القبلة وقد رحل عن الدنيا، رحمة الله عليه.
Read more

الجمعة، 7 يونيو 2013

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

نقل السيد الجليل "ذو النور" المعمار المعروف بين أهل الإيمان بتقواه واستقامته فقال: رأيت في أحد الليالي في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً وقصراً بهياً إستأذنت البواب ودخلت فرأيت مكاناً جميلاً أحسن من قصور الملوك فأجلت فيه نظري متعجباً، ثم رأيت المياه تجري تحته وأشجار الياسمين متشابكة تفوح منا رائحة سكرة فشممت رائحتها، ورأيت تحت تلك الأشجار عرشاً ملكياً مزيناً بانواع الزينة ومفروشاً، وقد اعتلاه "الشيخ محمد قاسم طلاقة الواعظ" جالساً بكمال عزته وجلاله.

سألت البواب لمن كل هذا؟ قال: للشيخ طلاقة الجالس على العرش، فأستأذنته للحضور عنده، فدخلت عليه وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: كنت صديقك ومطّلعاً على أحوالك فماذا فعلت لنيل عناية الله والحصول على مثل هذا القدر والمقام؟

أجاب قائلاً: لم اقدم عملاً يبلغ بي هذه المرتبة، ولكني وُفّقت لهذا اثر فقداني لإبني الشاب ذي الثمانية عشر ربيعاً الذي توفي بعد 24 ساعة من إصابته بمرض في بلعومه، فأعطاني الله هذا المقام عوضاً عن هذه المصيبة.

ولم أكن أعلم بوفاة ولده، فاردت لقاءه لأخبره برؤياي وقلت لعل إبنه لم يمت ولهذه الرؤيا تفسير آخر، فلم أبادر إلى سؤاله بل سألت رجلاً من أهل العلم من أصدقائه عن إبنه فقال لي: نعم مرض ولده ذو الثمانية عشر عاماً مدة 24 ساعة ثم توفي.

***

العلامة ((التويسركاني)) نقل روايات وقصصاً عديدة في كتابه ((لآلىء الأخبار)) في باب الأجر والجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد وخاصة الذكور منهم. ويمكنك مراجعة كتاب ((مسكن الفؤاد في موت الأحبة والأولاد)) للشهيد الثاني. وسأكتفي هنا بنقل رواية واحدة:

عن موثقة بن بكير عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال ((ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر)).
Read more

الصديق الحقيقي عند الشدائد تعرف الإخوان

الصديق الحقيقي عند الشدائد تعرف الإخوان

يُحْكى أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب ، لا يعمل بل يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه ، وكانوا يقضون الساعات الطوال في اللعب واللهو والكلام الفارغ من المعنى ، وتناول الطعام في بيت والد ذلك الفتى .

وكان والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء ، الذين لا منفعة ترجى منهم ومن كثرتهم ، فهم لا يعملون ، وإنما يضيعون وقتهم سدى ، وكان ينصح ابنه بتركهم والابتعاد عنهم .

وكان يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء ، ولا ينفعوك بشربة ماء ، ولن تجد أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة ، وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك المادي الحسن ، ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم .

وكان الابن يلوم والده ويقول له : إنكم معشر الآباء ، لا تثقون بنا ، ولا يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به ، وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه . فخلِّي بيني وبين أصحابي ، فأنا أعرفهم أكثر منك ، وبيني وبينهم مودّة وعشرة طويلة ، وصداقة حميمة ، وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم .

سكت الأب على مضض ، ولم يقتنع بما سمعه من ابنه ، وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم ، إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب .

ففي ليلة مظلمة ، طرق الأب باب حجرة ابنه وقـال له بصوت خافـت ، لقد قتلت رجلاً يا ابني ، وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت ، وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء ، وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان بعيد .

وذهل الابن لما يسمع من أبيه ، ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه الباب وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه ، وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك القتيل قبل أن يدركهما الصباح .

ولكن صديقه رده قائلاً : من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده ، ولن أكون شريكاً في دفن تلك الجثة ، فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين أصدقائك ، فأنا لن أذهب معك .

فقال له ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني ، وسار من عنده إلى صديق آخر فسمع منه مثلما سمع من الأول ، ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر ، فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم .

فعاد إلى أبيه خائباً كاسف البال ، يكسو وجهه الخوف والخجل ، فقال له أبوه : لا عليك يا ابني ، إذهب الآن إلى الرجل الفلاني ، فهو صديقي الوحيد وأخبره بما حدث واطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة .

فذهب الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب ، فخرج وإذا به شيخ تكسوه الهيبة والوقار ، فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه ، وطلب منه أن يذهب معه لمواراة تلك الجثة قبل أن يدركهم الصباح .

لم يسأل الرجل عن التفاصيل ، بل لبس حذاءه وسار مع الفتى حتى وصل إلى بيت صديقه ، وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل وسارا في جنح الظلام حتى وصلا إلى جهة منزوية في حقل الرجل وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها بالتراب ، ثم عادا أدراجهما ، وعاد الرجل إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .

وفي الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية بأن الرجل الفلاني قتل رجلاً ودفنه في جنح الظلام ، فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن الأمر ، وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم ، ولما كثر السائلون ، عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك وادعُ صديقي وتعالوا في الحال ، فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى ، فقال لابنه ولصديقه ، اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها ، فغابا برهة ثم عادا بهـا .

فرفع الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع ، وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ ، فقال لصديقه وأقربائه ، يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه ، وإعداد طعام لكم منه ، وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي .

وبعد أن تأكد الابن بأن أصدقاءه كانوا رفاق سوء ، يعينون على الفساد والرذيلة ، ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً ، كفّ عن ملاقاتهم ومصاحبتهم ، وطرد بعضهم وأصبح يستمع لنصح أبيه ، ويعمل معه في حقله وأعماله . ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة ، عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي ، ومن هو رفيق السوء ، وتمثل بالمثل الذي يقول :" عند الشدائد تُعرف الإخوان " .
Read more

الخميس، 6 يونيو 2013

الفرس التي ولدت بقرة

الفرس التي ولدت بقرة

يحكى أن رجلاً فقيراً كانت عنده بقرة صغيرة ، وكان له جار غنيّ وله فرس أصيلة ، وعنده أملاك وأراض وأطيان كثيرة .

وذات يوم قال الرجل الغنيّ لجاره الفقير : ما رأيك أن تأخذ فرسي في كلّ يوم ، وتأخذ معها بقرتك تلك الصغيرة ، وتخرج لترعى بهما في قطعـة مُعشبة من أرضي ، وبذلك توفر لبقرتك طعامها مقابل رعيك مع فرسي .

وافق الرجل الفقير على هذا الاقتراح ، وأصبح يأخذ بقرته وفرس جاره الغنيّ ويرعى بهما طيلة اليوم في أرض جاره المليئة بالعشب والكلأ .

ومرّت فترة من الزمن وهو على هذه الحال كبرت خلالها البقرة الصغيرة وأصبحت بقرة كبيرة ، وحملت من أحد الثيران وعندما دنا وقت ميلادها ذهب الرجل الفقير إلى جاره الغنيّ وقال له : أريد أن أُبقي بقرتي في البيت حتى تلد ولذلك لن أستطيع أن أخرج بفرسك إلى المرعى .

فقال له الرجل الغنيّ : أي بقرة تقصد ؟

قال : بقرتي التي أرعى بها مع فرسك .

قال : هذه بقرتي وهي ابنة فرسي وليست بقرتك .

ودار بينهما نقاش حاد ، خلصا في نهايته إلى التوجه إلى القضاء العشائري ، ليحكم بينهما في هذه القضية .

واتفقا أن يجتمعا عند صاحب بيت له خبرة في حلّ مثل هذه النزاعات لفضّ ما بينهما من خلاف .

وعندما جاء الموعد الذي اتفقا عليه ، سبق الرجل الغنيّ إلى صاحب البيت الذي سيحكم بينهما ، ورشاه بمبلغ من المال ، الأمر الذي أعمى بصيرته فحكم بأن البقرة ابنة للفرس وهي للرجل الغنيّ وليس للرجل الفقير أي حقّ فيها .

ولم يرض الرجل الفقير بهذا الحكم بل قال سنحتكم إلى صاحب بيت آخر ، واختارا شخصاً من الوجهاء له خبرة في حلّ مثل هذه النزاعات .

وعندما جاء موعد عرض القضية سبق الرجل الغنيّ إلى صاحب البيت ورشاه بمبلغ من المال جعله يحكم له كما حكم له الرجل السابق .

ولم يرض الرجل الفقير بهذا الحكم بل قال سنحتكم إلى صاحب بيت آخر ، واتفقا أيضاً على بيتٍ لوجيه آخر ، وعندما جاء الموعد سبق الرجل الغنيّ إليه ، وعرض عليه رشوةً ولكنه رفض وقال : لن آخذ شيئاً من أحد وسأحكم بما يمليه عليّ ضميري .

وعندما عرض كل واحد منهما قصته قال صاحب البيت : لن أستطيع أن أحكم بينكما الآن ، ولكن عودا إليّ بعد أسبوع .

فسأله الرجل الغنيّ قائلاً : ولماذا هذه المهلة ، والقضية كما ترضى ، ظاهرة كالشمس ، ولا تعقيد فيها وقد عرضنا لك كل تفاصيلها .

قال صاحب البيت : السبب بسيط وهو أنني حائض ، وبعد أسبوع سأنظف من الحيض وأطهر وأحكم بينكما .

فقال الرجل الغنيّ : كيف تحيض وأنت رجل ، والحيض لا يكون إلا للنساء ، ماذا تقول يا رجل ، هذا أمر لا يُصَدَّق !.

فقال صاحب البيت : وإذن كيف تصدّق أن الفرس تلد بقرة ، وهذا أمر غير ممكـن ، إذهب فليس لك حقّ عند الرجل ، وكفاك ظلمـاً وفجـوراً ، ولا تعد تتعرّض لجارك بأذى .

واصفرّ وجه الرجل الغنيّ ولم يستطع جواباً بعد أن أفحمه ذلك الشيـخ ، وعاد إلى بيته فاشلاً مهزوماً ، أما الرجل الفقير فقد عاد إلى بيته مستبشراً ومسروراً ، بعد أن فاز على خصمه وعاد إليه حقّه بفضل حكمة ذلك الرجل وسرعة بديهته ، وعدله في الحكم بين الخصمين .
Read more

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره
مشهد الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام

أحد أهل التقوى واليقين ممن أدرك العالم ((الشيخ البيد آبادي)) نقل أن ذلك العالم الجليل همّ بالسفر لزيارة الإمام الرضا (ع) والبقاء عنده أربعين يوماً برفقة أخته، فتحرّك من اصفهان حتى وصل الى مشهد الرضا (ع) وبعد أن قضى ثمانية عشر يوماً في ذلك المكان الشريف في الليل وفي عالم الحقيقة رأى الإمام الرضا (ع) فأمره بالعودة غداً إلى أصفهان، فقال له: يا مولاي قصدت البقاء في جوارك أربعين يوماً ولم يمضِ منها سوى ثمانية عشر يوماً. فقال له: الإمام (ع) لقد ضاق صدر اختك لبعدها عن والدتها وسألتني العودة إلى أصفهان، فعد من أجلها، الا تعلم اني أحب زواري.

وعندما عاد إلى نفسه سأل أخته: ماذا سألت الإمام الرضا (ع) بالإمس. فقالت: كنت مغتمة لفراق والدتي فشكوت له ذلك وسألته أن يعيدني إليها.

***

محبة الإمام الرضا (ع) ورأفته بعامة المسلمين الشيعة وخاصة زوار قبره من المسلّمات كما جاء ذلك في زيارته ((السلام عليك أيها الإمام الرؤوف)) وقد نقلت الكتب المعتبرة قصصاً في هذا المجال ولا يسعنا ذكرها هنا، وخلاصة الأمر انه لم يتوجه أحد بوجهه نحو القبر الشريف لحضرته (ع) إلا ونال من محبته وعنايته.
Read more