Ads 468x60px

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

قصة محمود الفارسي

قصة محمود الفارسي

حدث السيد الجليل والعالم النبيل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني النجفي النيلي المعاصر للشيخ الشهيد الأول (رحمة الله) في كتاب (الغيبة) عن الشيخ العالم الكامل القدوة المقرئ الحافظ المحمود الحاج المعتمر شمس الحق والدين محمد بن قارون قال:

دعيت إلى إمرأة فأتيتها وأنا أعلم مؤمنة من أهل الخير والصلاح فزوجها أهلها من محمود الفارسي المعروف بأبي بكر ويقال له لأقاربه: بنو بكر وأهل فارس مشهورون بشدة التسنن والنصب والعداوة لأهل الإيمان وكان محمود هذا أشدهم في النصب وقد وفقه الله تعالى للتشيع دون أصحابه.

فقلت لها: واعجباه كيف سمح أبوك بك؟ وجعلك مع هؤلاء النواصب؟ وكيف اتفق لزوجك مخالفة أهله حتى تفرضهم؟ فقالت لي أيها المقرئ إن له حكاية عجيبة إذا سمعها أهل الأدب حكموا أنها من العجب قلت: وما هي؟ قالت: سله عنها سيخبرك.

قال الشيخ: فلما حضرنا عنده قلت له: يا محمود ما الذي أخرجك عن ملة أهلك وأدخلك مع الشيعة؟ فقال يا شيخ لما اتضح لي الحق تبعته أعلم أنه قد جرت عادة أهل الفرس أنهم إذا سمعوا بورود القوافل عليهم خرجوا يتلقونهم فاتفق إنا سمعنا بورود قافلة كبيرة فخرجت ومعي صبيان كثيرون وأنا إذ ذاك بي مراهق فاجتهدنا في طلب القافلة بجهلنا ولم نفكر في عاقبة الأمر وصرنا كلما انقطع منا واد لم نكن نعرفه وفيه شوك وشجر ودغل لم نر مثله قط فأخذنا في السير حتى عجزنا وتدلت ألسنتنا على صدورنا من العطش فأيقنا بالموت وسقطنا لوجوهنا.

فبينما نحن كذلك إذا بفارس على فرس أبيض قد نزل قريباً منا وطرح مفرشاً لطفياً لم نر مثله منه رائحة طيبة، فالتفتنا إليه وإذا بفارس آخر على فرس أحمر عليه ثياب بيض وعلى رأسه عمامة لها ذؤابتان فنزل على ذلك المفرش ثم قام فصلى بصاحبه ثم جلس للتعقيب.

فالتفت إلي وقال: يا محمود! فقلت بصوت ضعيف: لبيك يا سيدي، قال: ادن مني فقلت: لا استطيع لما بي من العطش والتعب قال: لا بأس عليك.

فلما قالها حسبت كأن قد حدث في نفسي روح متجددة فسعيت إليه حبواً فمر يده على وجهي وصدري ورفعها إلى حنكي فرده حتى لصق بالحنك الأعلى ودخل لساني في فمي وذهب ما بي وعدت كما كنت أولاً.

فقال: قم وائتني بحنظلة من هذا الحنظل وكان في الوادي حنظل كثير فأتيته بحنظلة كبيرة فقسمها نصفين وناولينها وقال: كل منها فأخذتها منه ولم أقدم على مخالفته وعندي ذلك أمرني أن أكل الصبر لما أعهد من مرارة الحنظل فلما ذقتها فإذا هي أحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحاً من المسك شبعت ورويت.

ثم قال لي: ادع صاحبك فدعوته فقال بلسان مكسور ضعيف لا أقدر على الحركة فقال له: قم لا بأس عليك فأقبل إليه حبواً وفعل معه كما فعل معي ثم نهض ليركب فقلنا بالله عليك يا سيدنا إلا ما أتممت علينا نعمتك وأوصلتنا إلى أهلنا فقال: لا تعجلوا وخط حولنا برمحه خطة وذهب هو وصاحبة فقلت لصاحبي: قم بنا حتى نقف بإزاء الجبل ونقع على الطريق فقمنا وسرنا وإذا بحائط آخر وهكذا من أربع جوانبنا. فجلسنا نبكي على أنفسنا ثم قلت لصاحبي: ائتنا من هذا الحنظل لنأكله فأتى به فإذا هو أمر من كل شيء وأقبح فرمينا به ثم لبثنا هنيئة وإذا قد استدار من الوحش ما يعمل إلا الله عدده وكلما أرادوا القرب منا منعهم ذلك الحائط فإذا ذهبوا زال الحائط وإذا عادوا عاد.

قال: فبتنا تلك الليلة آمنين حتى أصبحنا وطلعت الشمس واشتد الحر وأخذنا العطش فجزعنا أشد الجزع وإذا بالفارسين قد أقبلا وفعلا كما فعلا بالأمس فلما أراد مفارقتنا قلنا له: بالله عليك ألا أوصلتنا إلى أهلنا فقال: أبشرا فسيأتيكما من يوصلكما إلى أهليكما ثم غابا.

فلما كان آخر النهار إذا برجل من فراسنا ومعه ثلاثة حمير أقبل ليحتطب فلما رآنا ارتاع منا وانهزم وترك حميره فصحنا إليه باسمه وتسمينا له فرجع وقال يا ويلكما أن أهاليكما قد أقاموا عزاء كما قوماً لا حاجة في الحطب فقمنا وركبنا تل. الحمير فلما قربنا من البلد دخل أمامنا ففرحوا فرحاً شديداً وأكرموه وأخلعوا عليه.


فلما دخلنا إلى أهلنا سألوا عن حالنا فحكينا لهم بما شاهدناه فكذبونا وقالوا هو تخيل لكم من العطش.

قال محمود: ثم أنساني الدهر حتى كأن لم يكن ولم يبق على خاطري شيء منه حتى بلغت عشرين سنة وتزوجت وصرت أخرج في المكاراة ولم يكن في أهلي أشد مني نصياً لأهل الإيمان سيما زوار الأئمة عليهم السلام بـ (سر من رأى) فكنت اكريهم الدواب بالقصد لأذيتهم بكل ما أقدر عليه من السرقة وغيرها وأعتقد أن ذلك مما يقريني إلى الله تعالى.

فاتفق أني كريت دوابي لقوم من أهل الحلة وكانوا قادمين إلى الزيارة منهم ابن السهيلي وابن عرفة وابن حارب وابن الزهدري وغيرهم من أهل الصلاح ومضيت إلى بغداد

وهم يعرفون ما أنا عليه من العناد فلما خلوا بي من الطريق وقد امتلأوا علي غيظاً وحنقاً لم يتركوا شيئاً من القبيح إلا فعلوه بي وأنا ساكت لا أقدر عليهم لكثرتهم فلما دخلنا بغداد ذهبوا إلى الجانب الغربي فنزلوا هناك وقد امتلأ فؤادي حنقاً.

فلما جاء أصحابي قمت إليهم ولطمت على وجهي وبكيت فقالوا ما لك؟ وما دهاك؟ فحكيت لهم ما جرى علي من أولئك القوم فأخذوا في سبهم ولعنهم وقالوا طب نفساً فإنا نجتمع معهم في الطريق إذا خرجوا ونصنع بهم أعظم مما صنعوا.

فلما جن الليل أدركتني السعادة فقلت في نفسي: إن هؤلاء الرافضة لا يرجعون عن دينهم بل غيرهم إذا زهد يرجع إليهم فما ذلك إلا لأن الحق معهم فبقيت مفكراً في ذلك وسألت ربي بنبيه محمد (صلى الله عليه وآل وسلم) أن يريني في ليتي علامة استدل بها على الحق الذي فرضه الله تعالى على عباده.

فأخذني النوم فإذا أنا بالجنة قد زخرفت فإذا فيها أشجار عظيمة متخلفة الألوان والثمار ليست منها أشجار الدنيا لأن أغصانها مدلاة وعروقها إلى فوق ورأيت أربعة انهار: من خبر ولبن وعسل وماء وهي تجري وليس لها جرف بحث لو أرادت النملة أن تشرب منها لشربت ورأيت نساء حسنة الأشكال ورأيت قوماً يأكلون من تلك الثمار ويشربون من تلك الأنهار وأنا لا أقدر على ذلك فكلما أردت أن أتناول من الثمار تصعد إلى فوق وكلما هممت أن أشرب من تلك الأنهار تغور إلى تحت فقلت للقوم: ما بالكم تأكلون وتشربون؟ وأنا لا أطيق ذلك؟ فقالوا إنك لا تأتي إلينا بعد.

فبينا أنا كذلك وإذا بفوج عظيم فقلت: ما الخبر؟ فقالوا سيدتنا فاطمة الزهراء عليها السلام قد أقبلت فإذا بأفواج من الملائكة على أحسن هيئة ينزلون من الهواء إلى الأرض وهم حافون بها، فلما دنت وإذا بالفارس الذي قد خلصنا من العطش بإطعامه لنا الحنظل قائماً بين يدي فاطمة (عليها السلام) فلما رأيته عرفته وذكرت تلك الحكاية وسمعت القوم يقولون: هذا (م ح م د) بن حسن الحسن القائم المنتظر فقام الناس وسلموا على فاطمة عليها السلام فقمت أنا وقلت السلام عليك يا بنت رسول الله فقالت وعليك السلام يا محمود أنت الذي خلصك ولدي هذا من العطش؟ فقلت: نعم يا سيدتي! فقالت إن دخلت مع شيعتنا أفلحت فقلت أنا داخل في دينك ودين شيعتك مقر بإمامة من مضى من بنيك ومن بقي منهم فقالت: أبشر فقد فزت.

قال محمود فانتبهت وأنا أبكي وقد ذهل عقلي مما رأيت فانزعج أصحابي لبكائي وظنوا أنه مما حكيت لهم فقالوا طب نفساً فوالله لنتقمن من الرافضة فسكت عنهم حتى سكتوا وسمعت المؤذن يعلن بالآذان فقمت إلى الجانب الغربي ودخلت منزل أولئك الزوار فسلمت عليهم فقالوا: لا أهلاً ولا سهلاً أخرج عنا لا بارك الله فيك فقلت: إني قد عدت معكم ودخلت عليكم لتعلموني معالم ديني فبهتوا من كلامي وقال بعضهم: كذب وقال آخرون: جاز أن يصدق.

فسألوني عن سبب ذلك فحكيت لهم ما رأيت فقالوا: إن صدقت فإنا ذاهبون إلى مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام) فامض معنا حتى نشيعك هناك فقلت: سمعاً وطاعة وجعلت أقبل أيديهم وأقدامهم وحملت إخراجهم وأنا أدعو لهم حتى وصلنا إلى الحضرة الشريفة فاستقبلنا الخدام ومعهم رجل علوي كان أكبرهم فسلموا على الزوار فقالوا له: افتح لنا الباب حتى نزور سيدنا ومولانا فقال: حباً وكرامة ولكن معكم شخص يريد أن يتشيع ورأيته في منامي واقفاً بني يدي سيدتي فاطمة الزهراء صلوات الله عليها فقالت لي: يأتيك غداً رجل يريد أن يتشيع فافتح له الباب قبل كل أحد، ولو رأيته الآن لعرفته.

فنظر القوم بعضهم إلى بعض متعجبين فقالوا: فشرع ينظر واحد واحد فقال الله أكبر هذا والله هو الرجل الذي رأيته ثم أخذ بيدي فقال القوم: صدقت يا سيد وبررت وصدق هذا الرجل بما حكاه واستبشروا بأجمعهم وحمدوا الله تعالى ثم أنه أدخلني الحضرة الشريفة وشيعني وتوليت وتبريت.

فلما تم أمري قال العلوي وسيدتك فاطمة تقول لك سيحلقك بعض حطام الدنيا فلا تحفل به وسيخلفه الله عليك وستحصل في مضايق فاستغث بنا تنج فقلت: السمع والطاعة وكان لي فرس قيمتها مائتا دينار وخلف الله على أوالي من والاهم وأعادي من عاداهم وأرجو بهم حسن العاقبة.

ثم أني سعيت إلى رجل من الشيعة فزوجني هذا المرأة وتركت أهلي فما قبلت أتزوج منهم وهذا ما حكى لي في تاريخ شهر رجب سنة (788هـ)

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله.
Read more

الاثنين، 8 يوليو 2013

القادر يُكذِّبُ عبدَ القادر

طفل جنين - ذكر او انثى - القادر يُكذِّبُ عبدَ القادر

يُحكى أنه كان هناك رجل صالح عرف بكراماته العديدة وبصدقه وشدة ورعه ودينه ، وكان هذا الرجل يُدعى عبد القادر ، وفي أحد الأيام جاءته امرأة حامل وطلبت منه أن يخبرها عن نوع الجنين الذي في بطنها وهل هو ذكر أم أنثى ، ووضع الرجل الصالح يده على بطنها من فوق ثيابها ، بعد أن سمّى باسم الله الرحمن الرحيم ومَرَّر يده عدة مرات وكأنه يتحسس نوع الجنين وحركاته ، وقال للمرأة إن الذي في بطنك ولد ذَكَر وقد لمست ذكورته بيدي ، وعادت المرأة إلى بيتها فرحة مستبشرة مسرورة الخاطر وأخبرت زوجها بذلك ، وبعد انتهاء فترة الحمل وضعت المرأة مولودة أنثى ، فأسقط في يدها وعادت بعد فترة لتعاتب الرجل الصالح على عدم تدقيقه معها في ما قاله لها ، فقال لها الرجل الصالح : أنا لمست ذكورة الجنين الذي في بطنك بيدي ، ولكن القادر كذّب عبدَ القادر ، فهو سبحانه قادر على كل شيء ، ولا يعجزه تغيير نوع جنينك ، وليكن اتكالك على الله وليس على أحد من خلقه وعباده .

فخشعت المرأة لله وعادت إلى بيتها بعد أن غمرتها السكينة والهدوء .
Read more

الأحد، 7 يوليو 2013

الفتاة الأصيلة

الفتاة الأصيلة - مغازل

يُحْكى أنَّ عائلةً فقيرة كانت تعمل عند إحدى العائلات الغنية في مواسم الزرع والحصاد ، وكانت قد نصبت خيمتها بالقرب من منزل العائلة الغنية التي يعملون عندها ، وكان للعائلة الفقيرة ابنة جميلة تساعد أهلها أحياناً في عملهم عند تلك العائلة ، وقد رأى تلك الفتاة ابنٌ وسيمٌ للعائلة الغنية وأراد أن يعبث بها ، فأخذ يتودَّد إليها، ويحاول التقرب منها بمعسول الكلام ، ولكنها أخبرته بأن ذلك لن يكون ولن يتمّ إلا بالزواج ، وقالت له : إذا أردتني بصحيح فاطلب يدي واخطبني من أهلي .

وحاول الفتى مرّات ومرّات ولكن محاولاته كلّها باءت بالفشل ، ولم يتغير موقف الفتاة منه ، فيئس منها وقرر أن يجرح كبرياءها ويهدّ من معنوياتها ، خاصة بعد أن تأكد له أنه لن يستطيع إغراءها لا بالمال ولا بالكلام ، ورأى أن محاولاته لن تجدي معها نفعاً ، فنظر إليها بإزدراء نظرة فيها علوّ وكبرياء وأجابها ببيت من الشعر العاميّ يقول فيه :

بنت الرّدِي(1) لو زَهَتْ بالعين ما يسند(2) الراس طِرْيَاهَا(3)

وأنا اللي رَمَاني عليها الزّين(4) شِلْـوِة(5) ليالـي وأخَلِّيهَـا

وهو يقصد أنها ليست ذات أصل حتى يتزوجها ، ولكن ما جذبه إليها هو الجمال وحده وليس أي شيءٍ غيره ، وبكت الفتاة بدموع حارة سخينة فليس ذنبها أنها ولدت لعائلة فقيرة ، وليس الفقر في حدّ ذاته عيباً ، ولكن فرحتها كانت أكبر من كل تصوّر لأنها استطاعت ردع ذلك الشاب الطائش ، وحافظت بذلك على شرفها وعفافها وشرف عائلتها الفقيرة المتواضعة . وبذلك وضعت حدَّاً لمحاولات ذلك الفتى الطائش الذي ذهب في حال سبيله ولم يعد يعاكسها مرّة أخرى .


(1) - الردي : الرديء من الناس .
(2) - يسند الرأس : أي يرفع الرأس
(3) - طرياها : أي ذكرها ، وأطرى الشيء أي ذكره .
(4) - الزين :الجمال ، يقال امرأة مزيونة أي جميلة .
(5) - شلوة ليالي : أي عدة ليالي .
Read more

الملك الجائر وقصة الإسراء والمعراج


يُحكى أنّه كان في مصر ملك جائر وكافر وعلى غير دين المسلمين ، وكان له وزير مسلم ، فدار نقاش في أحد الأيام في مجلس الملك حول قصة الإسراء والمعراج ، فأنكرها الملك إنكاراً شديداً ، وحاول الوزير المسلم أن يقنعه بشتى الوسائل ، ولكنه أراد دليلاً مادياً ، وكان أن غضب الملك من وزيره وطلب منه أن يأتيه ببرهان قاطع ، ودليل على ما يقول وإلا سيكون مصيره القتل ، وأسقط في يد الوزير المغلوب على أمره أمام هذا الملك الظالم ، وطلب من الملك مهلةً حتى يسأل رجال الدين ومن هم أفقه وأعلم منه في هذا المجال ، فأمهله الملك مدة أربعين يوماً ، وإن لم يأت بدليل فسيقطع رأسه في ذلك اليوم .

وصار الوزير يذهب إلى العلماء ويسألهم عن دليل يستطيع به إقناع الملك وتخليص نفسه مما ينتظره من مصير ، ولما كان العلماء يخشون سطوة ذلك الملك وبطشه فلم يرضَ أحدٌ منهم أن يذهب مع الوزير ، وضاقت الدنيا في وجه الوزير وقبل انتهاء المدة بأيام قليلة وعندما كان يسأل في كلّ مكان عله يجد من يخرجه من هذه الورطة ، فقال له بعض الناس ما لك إلا أن تذهب إلى الرجل الصالح الموجود في برّ الشـام ، وسار الوزير وظل يسأل حتى وصل إلى ذلك الرجل فوجده إنساناً بسيطاً رثّ الثياب يحرث على جملٍ له ، فانتظره عند نهاية الخطّ حتى وصل إليه ، فحيّاه الوزير ، وحكى له قصته مع الملك ، وطلب منه مساعدته ، فعاد به الرجل الصالح إلى بيته ، وبعد أن تناولا شيئاً من الطعام وهيئا نفسيهما سارا متوجهين إلى مصر وإلى قصر ملكها الظالم .

وفي اليوم المتمم للأربعين وهو آخر يوم من أيام المهلة حضر الوزير إلى قصر الملك ومعه الرجل الصالح ، فسأله الملك ساخراً هل أتيت ببرهان مقنع ؟ وإن لم تأتِ فأنت تعرف مصيرك ، فأشار الوزير إلى الرجل الصالح الذي معه وقال للملك هذا الذي سيبرهن لك إن شاء الله . فطلب منه الملك أن يبرهن له بالدليل القاطع على قصة الإسراء والمعراج والتي لم يستطع عقله أن يستسيغها فقال له الرجل الصالح ليس قبل أن نشرب الشاي عندك ، فأحضروا لهم الشاي وكان ساخناً ووضعوه أمامهم وأمام الملك . وعندها صفّق الرجل الصالح بيديه فنام الملك ونام كلُّ من كان حاضراً عنده في تلك الجلسة ، وعندما نام الملك رأى في منامه طائراً كبيراً عملاقاً يقترب منه وينقضّ عليه ويمسكه بأظافره القوية ويخطفه ويطير به بعيداً ، وطار به الطائر مسافة بعيدة حتى وصل به إلى صحراء قاحلة لا يوجد بها أحدٌ من الناس ورماه هناك ، وإذا بالملك يتحول إلى امرأة في ساعته ، ونظر الملك إلى نفسه وإذا به امرأة في كل شيء ، فهام على وجهه في الصحراء لا يدري أين يذهب ، وعطش جداً وأصابه جوع شديد ، وبعد أن أصابه إرهاق شديد ، رأى بدوياً على هجينٍ له يقتـرب منه ، فسألـه البدوي : ما تفعلين هنا أيتها المرأة ، ألك أحد هنا أم أنكِ قد ضللت الطريق ، فأجابت بالنفي فأردفها وراءه وسار بها إلى خيمته وأطعمها وأسقاها ثم تزوجها ، وحملت المرأة من ذلك البدوي وبعد فترة الحمل أنجبت له طفلاً ، ثم بعد ذلك أنجبت له طفلين آخرين ، ودام ذلك حوالي سبع سنوات كانت فيها المرأة تربي أولادها وتقيم مع زوجها البدوي في بيته في الصحراء حتى نسيت تماماً أنها كانت رجلاً وملكاً في يوم من الأيام .

وفي أحد الأيام وعندما كانت المرأة تحمل ابنها الصغير على كتفها رأت طائراً صغيراً يعدو أمامها فتبعته لتمسكه إلى ابنها ليلعب به ، وعدا الطائر أمامها وسارت خلفه حتى بعدت عن بيتها ، ثم تحول فجأة إلى طائر كبير وإذا به ذلك الطائر العملاق الذي اختطفها أول مرة قبل سبع سنوات ، وانقض الطائر على المرأة وحملها بمخالبه القوية وطار بها مسافة طويلة ، ثم رماها في قصر الملك وإذا بها قد أصبحت رجلاً .

وعندها صفق الرجل الصالح بيديه فاستيقظ الجميع واستيقظ الملك ونظر حوله ، وقال أين أنا فقال له الرجل الصالح أنت في قصرك ومكانك أيها الملك وها هو الشاي ما زال ساخناً ولم يبرد بعد .

فقال له الرجل الصالح : هل آمنت الآن أم لا ، فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . وروى لهم القصة من أولها إلى آخرها وما حدث له خلالها ، وصار بعدها ملكاً عادلاً طيباً ، ولم يعد يظلم أحداً أو يتعرض لأحد من رعيته بسوء .
Read more

السبت، 6 يوليو 2013

لقاء المقدس الأردبيلي بالقائم (ع)

مكان جرح الامام علي - محراب الامام علي -  لقاء المقدس الأردبيلي بالقائم (ع)

قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم والعمل وكان تلميذاً لمولاي الأردبيلي من أهل (تفرش) واسمه الأمير علام وكان في غاية الزهد والورع قال:

كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينما أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحوه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد عليه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام (ع) في مسألة علمية ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين (ع) عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟

فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين (ع) وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني (ع) إلى صاحب الزمان (ع) وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك.
Read more

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

أخبرنا جناب العالم الفاضل الصالح الورع ميرزا محمد حسين النائيني الإصفهاني ابن سماحة العالم العامل والمهذب الكامل ميرزا عبد الرحيم النائيني الملقب بشيخ الإسلام أنه ظهر وجع في قد أخ لي من الأب اسمه محمد سعيد حال انشغاله في تحصيل العلوم الدينية في سنة خمسة وثمانين ومائتين وألف تقريبا وقد ورم خلف قدمه بحيث أعوج وعجز عن المشي فجاء بميزرا أحمد الطيب بن الحاج ميرزا عبد الوهاب النائيني ليعالجه فزال الاعوجاج الذي هو خلف قدمه وذهب الورم وتفرقت المادة ولم تمض عدة أيام إلا وظهرت المادة بين الركبة والساق وبعد عدة أيام ظهرت المادة في الفخذ في نفس تلك الرجل ومادة بين الكتف حتى تقيح كل واحد منهما وكان له وجع شديد فعندما يعالجه ينفجر فيخرج منه قيح إلى أن مضت سنة تقريباً أو أكثر من ذلك وهو على هذا الحال يعالج هذه القروح بأنواع العلاج ولم يلتئم واحد منها بل كل يوم تزداد الجراحات ولم يقدر في هذه المدة أن يضع قدمه على الأرض وهو يتقلب من جانب إلى جانب وقد أصابه الضعف من طول مدة المرض ولم يبق منه إلا الجلد والعظم من كثرة ما خرج منه من الدم والقيح وقد صعب ذلك على الوالد وما يستعمل نوعاً من العلاج إلا وتزداد الجروح ويضعف حاله ولا يؤثر في زيادة قوته وصحته.

ووصلت هذه القروح إلى حد انه لو وضعت يد على أحد الاثنين- الذي أحدهما بين الركبة والساق والأخرى في الفخذ التي في نفس تلك الرجل- فإنه يجري من القرح الآخر القيح والدم.

وظهر في تلك الأيام وباء شديد في نائين فلجأنا إلى قرية من قراها خوفاً من ذلك الوباء فاطلعنا على جراح حاذق يقال له (أقا يوسف) ينزل في قرية قريبة من قريتنا فبعث الوالد شخصاً إليه فحضر للعلاج وعندما عرض أخي المريض عليه سكت ساعة حتى خرج الوالد من عنده وبقيت عنده مع أحد أخوالي يدعى الحاج ميرزا عبد الوهاب فبعد مدة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنه يخبره يائساً ويخفي ذلك عني لئلا أخبر الوالد فيضطرب ويجزع.

فعندما رجع الوالد قال ذلك الجراح: أنا أخذ المبلغ الفلاني أولاً ثم أبداً بالمعالجة وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع في المعالجة.

فامتنع الوالد من إعطائه ما أراه قبل المعالجة فاغتنم (الجراح) تلك الفرصة ورجع إلى قريته.

وقد علم الوالد والوالدة أن هذا التصرف من الجراح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة مع أنه كان أستاذا وحاذقاً فيأست منه.

وكان لي خال آخر يدعى ميرزا أبو طالب في غاية التقوى والصلاح وله شهرة في البلد بأنه يكتب للناس رقع الاستغاثة إلى إمام عصره الإمام الحجة (ع) وهي سريعة الإجابة والتأثير وإن الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا فالتمست منه والدتي أن يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.

فكتبها في يوم الجمعة وأخذتها الوالدة وأخذت وهذبت عند بئر قرب قريتنا أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلقاً فوق البئر بيد الوالدة فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقة فبكياً بكاءاً شديداً وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.

وبعد مضي عدة أيام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة إسماعيل الهرقلي قادمين من الصحراء باتجاه بيتنا فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة إسماعيل وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيام وكانت تفصيلاتها في ذهني فانتبهت أن هذا الفارس المتقدم هو الإمام (ع) جاء لشفاء أخي المريض وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان كذلك في أغلب الأيام فقرب الإمام الحجة (ع) وبيده المباركة رمح ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعله كان في كتفه وقال له قم فقد جاء خالك من السفر.

وقد فهمت في ذلك الوقت أن مقصود (ع) من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي أكبر كان سافر للتجارة وطال سفره ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلب الدهر من القحط والغلاء الشديد.

وعندما وضع (ع) على كتفه وقال ذلك الكلام قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.

فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجو ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإن الإمام الحجة (ع) قد شافاك.

وأخذت بيده وأقمته على رجليه فاستيقظت أمي من النوم وصاحت علي: لماذا أيقظته من النوم؟ لأنه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يعد غنيمة قلت: إن الإمام الحجة (ع) قد شافاه.

فعندما أقمته على قدميه ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض حيث انقضت له على ذلك مدة سنة أو أكثر وكان يحمل من مكان إلى مكان.

فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدق بالعقل ونقلت الرؤيا وكنت فرحاً جداً لأني بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً وقد انقطع الدم والقيء من ذلك اليوم والتأمت الجروح قبل أن ينقضي أسبوع وبعد عدة أيام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً.
Read more

الجمعة، 5 يوليو 2013

أخلاق الصالحين

أخلاق الصالحين
يُحكى أن رجلاً صالحاً اشتهر بين الناس بالوَرَعِ والتقوى ، وكانت له كرامات مختلفة يتحدّث بها أهل بلده ، ومن يزوره من الناس ، وكان في بيته ذات يوم إذ جاءه رجلٌ من أهل بلده وأخبره بأنه سمعَ زيداً من الناس وهو يشتمه ويسبّه ، وإنه قد اغتاظ منه نظراً لما يعرفه من صفات الرجل الصالح وما يتسم به من الحلم والأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة وإنه قد جاء ليخبر الرجل الصالح بما سمعه من ذلك الرجل .

ولم ترتسم على وجه الرجل الصالح أية علامات لغضب أو غيظ أو غيره ، بل ظل على هدوئه المعتاد ، وقال لجليسه سأفتح فمي فأنظر فيه وأخبرني ماذا ترى ، وفتح فاه ونظر ذلك الرجل فيه وقال : أرى بحراً كبيراً لا حدّ له ، ثم أضاف : وأرى طفلاً يبول في البحر ، فقال له الرجل الصالح : أنظر جيداً هل عكّر بول الطفل مياه البحر ، فنظر الرجل وقال : لا لم يعكّره .فقال له الرجل الصالح بهدوء ، وكذلك نحن – عباد الله الصالحين - فإن مثل هذه الأمور التي ذكرت لا تؤثر علينا ولا تعكر صفونا ، فلا تقلق منها في المرات القادمة ولا تكترث لها.

وتعجب ذلك الرجل من حكمة الرجل الصالح ومن قلبه الكبير ، ومسامحته للمسيئين إليه من الناس وعاد وهو يحمده ويكثر من الثناء عليه .
Read more