Ads 468x60px

الأربعاء، 22 مايو 2013

الاخبار عن الخيال

الصلاة جماعة - الاخبار عن الخيال

نقل ((الحاج مؤمن)) عن ((السيد هاشم)) إمام جماعة مسجد ((سردزك)) انه في أحد الايام وبعد إتمامه لصلاة الجماعة ارتقى المنبر وتحدث عن مسألة وجوب الحضور القلبي في الصلاة وأهمية ذلك، وقال: في أحد الأيام أراد والدي المرحوم ((السيد علي أكبر)) اليزدي إقامة صلاة الجماعة، وكنت انا مع الجماعة وفجأة دخل المسجد رجل في هيئة أهل القرى وعبر صفوف الجماعة إلى ان وصل إلى الصف الأول فصلى خلف والدي، فانزعج المؤمنون لتقدم شخص قروي إلى المكان المتعارف لأهل الفضل، لكنه لم يعتنِ بأحاسيسهم، وفي الركعة الثانية وعند القنوت بدّل نيته وقصد الصلاة فرادى وأتم صلاته وبعد إنتهائه جلس وفرش سفرته التي كانت معه وشرع بتناول الخبز، وعند إنتهاء الصلاة هجم عليه المصلّون من كل الجهات معترضين عليه، لكنه لم يتكلم بأية كلمة، فالتفت والدي وسألهم: ما الخبر؟

قالوا: هذا الرجل القروي الجاهل للمسائل تقدم إلى الصف الأول وصلى خلفك مقتدياً بك، ثم غيّر نيته إلى الفرادى في وسط الصلاة، ثم جلس ليأكل.

فقال والدي لذلك الشخص: لماذا فعلت ذلك؟

قال: هل تريد أن أقول السبب بصوت منخفض بيني وبينك أم اسمع الجميع؟

قال والدي: بل قل ليسمع الجميع.

فقال: دخلت هذا المسجد على أمل أن أستفيد من فيض صلاة الجماعة معكم، فاقتديت بك وفي أواسط الحمد رأيت أنك خرجت من الصلاة وذهبت بخيالك متصوراً أنك أصبحت شيخاً عجوزاً وانك عاجز عن المجيء إلى المسجد وانك تحتاج إلى حمار لتأتي محمولاً، ثم ذهبت إلى ساحة باعة الحمير واخترت حماراً، وفي الركعة الثانية كنت في خيال تأمين طعام الحمار وتعيين محله.

فلم أعد اتحمل ذلك ورأيت أنه من غير المناسب الإستمرار أكثر بالصلاة خلفك فاتممت صلاتي مفرداً.

قال هذا وجمع سفرته وغادر المسجد، فضرب والدي على رأسه وناح وقال: هذا رجل جليل القدر، إئتوا به فأني بحاجة له.

خرج الناس طلباً له لكنه اختفى ولم يره أحد حتى هذه الساعة.

***

إذن فلا بدَّ من الى أن لا ينظر بحقارة إلى أي مؤمن، أو الإعتراض على عمله الذي يمكن حمله على الصحة فقد يكون ذلك الشخص المحقّر بسبب عدم حمله للصفات الظاهرية التي يعتبرها الناس ميزاناً للشرف والرفعة والاحترام، قد يكون هذا الشخص نفسه عزيزاً ومحبوباً عند الله، وبسبب جهلنا نوجه له الإهانة ونتعرض بذلك لقهر وغضب الله تعالى.

وكذلك قد يأتي محبوب لدى الله بعمل صحيح، فيعترض عليه شخص آخر حاملاً عمله على غير الصحة ويحطم بذلك قلبه. (راجع الجزء الثاني من كتاب الكبائر لمعرفة حجم إهانة المؤمن وتحقيره وتحطيم قلبه).