الأربعاء، 26 يونيو 2013

قضاء الدين

قضاء الدين

حضرة الشيخ ((محمد باقر شيخ الإسلام)) قال: عندما كان المرحوم الحاج ((قوام الملك)) مشغولاً ببناء مبنى الحسينية سلّم رخام المبنى لسيد حجّار كان أستاذاً لحجّاري شيراز آنذاك واتفق معه على أُسلوب المقاطعة (أي تعيين الاُجور على العمل كله مهما كانت كلفته) وقد تحمل السيد الحجّار خسارة كبيرة في هذا المشروع حيث انه أصبح مقروضاً بمبلغ (300 توماناً) وكان آنذاك يعد مبلغاً ضخماً، وكان بسببه دائم الإضطراب والقلق.

وفي ليلة الجمعة صلى صلاة جعفر الطيار وتوسل إلى أمير المؤمنين (ع) ليشفع له عند الله لكشف غمه وحل مشكلته، وكرر عمله هذا في ليلتي الجمعة الثانية والثالثة. وفي الثالثة رأى أمير المؤمنين (ع) في رؤياه يقول له: إذهب غداً إلى الحاج ((قوام)) فقد حولنا المبلغ عليه.

وعندما استيقظ حار في أمره وقال كيف أذهب إلى الحاج ((قوام)) وأكلمه وليس عندي دليل على كلامي فلعله يكذبني.

ثم وبعد تفكير وتحير جمع أمره وذهب إلى الحسينية وجلس في زاوية منها مهموماً مغموماُُ وبينما هو كذلك وإذ بالحاج ((قوام)) قد حضر ومعه خدم الحسينية وجمع من أصدقائه، ولم يكن حضوره في مثل هذا الوقت متوقعاً، واقترب ((قوام)) حتى وقف أمام السيد الحجّار وقال له: لي معك حاجة فهيا بنا إلى المنزل.

وبعد ان عاد الحاج ((قوام)) إلى منزله لحق به ((السيد)) الحجّار فاستقبله مرافقو الحاج وأدخلوه عليه باحترام تام، ولما دخل وسلم عليه قام ((الحاج قوام)) مباشرة ودون سؤاله عن حاله بتسليم ثلاثة أكياس في كل منها مائة تومان وقال له: إقضِ دينك بهذه. ولم يعقب بشيء.

***

نستفيد من هذه القصة إلى أي حد كان الأغنياء السابقون ذا صدق وإخلاص في عمل الخير إلى الحد الذي نالوا معه الإهتمام والعناية من أئمة الدين وكانوا يصحبونهم في دربهم، بينما اليوم نرى أن معظم الأغنياء غالباً ما يشغلون أفكارهم بزيادة ثروتهم ويحرمهم ذلك التوفيق لصرف بعض ثروتهم في الأمور الخيرية، كما أنهم إذا وفقوا لصرف القليل من أملاكهم في عمل الخير فيحرمون من الصدق والإخلاص في ذلك وينتظرون من عملهم مدح الناس وشكر الآخرين، وبما ان عملهم هذا غير خالص لله فلن يبقى لهم منه شيء.

وقد تناولنا البحث حول الرياء في أعمال الخير والذي يسبب بطلان العمل في كتاب ((الكبائر)) وبشكل مفصل. وأسال الله أن يوفق أغنياءنا للحصول على نتيجة ادخارهم وأن ينالوا شيئاً مما جمعوا. فالمال الذي يستحق الحمل والتعب هو المال الصالح الذي يزيد في ذخيرة الآخرة.

التسميات:

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

معجزة علوية في محرم الحرام عام 1358 هجرية

معجزة علوية في محرم الحرام عام 1358 هجرية

أثناء مجاورتي (المؤلف) لمرقد أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف وأثناء شهر محرم الحرام عام 1358 هـ أصدرت حكومة العراق آنذاك آمراً بمنع جميع مراسم العزاء في عاشوراء من مسيرات ولطم وندب وما إلى ذلك، وفي يوم عاشوراء قامت القوات الحكومية باقفال أبواب مقام أمير المؤمنين (ع) وكل الأبواب المؤدية إليه لمنع إقامة المراسم التي تقام فيه سنوياً بهذه المناسبة الجليلة. وكان آخر باب أقدموا على غلقه هو الباب المواجه للقبلة وقبل أن يغلق باحكام دخل النادبون من الردهة التي لم تغلق بعد على شكل هجوم، ولما وصلوا إلى الأبواب الداخلية وجدوها مغلقة، فقاموا بإحياء العزاء واللطم والندب في الإيوان بين البابين، وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم جمع من الشرطة ومعهم رئيسهم ودخل الرئيس بحذائه العسكري إلى الإيوان وشرع بضرب المحتفلين وأمر باعتقالهم، فهاجمه المحتفلون ورفعوه ورموه في صحن المقام وقد أثخن بالجراح ولم يستطع الحراك. ولما رأوا انه من الممكن أن تشن عليهم القوات الحكومية هجوماً انتقامياً وتمنعهم من إقامة العزاء، فالتجأوا بخضوع وتوسل إلى باب الحرم المغلق وشرعوا بالندب صارخين ((يا علي افتح الباب فإنا المحتفون بعزاء ولدك الحسين)).

وفي لحظة واحدة فتحت جميع الأبواب دفعة واحدة، وقد نقل لي بعض الموثوقين الذين شاهدوا الأمر بأنفسهم أن صفائح الحديد التي كانت ممتدة على عرض الباب وتغلقه ومرتبطة باطرافها بالحائط كانت قد قطعت إلى قطعتين. فدخلوا الحرم المطهر.

وعلم أهالي النجف بالخبر فاجتمعوا في الحرم وهرب أفراد الشرطة. وأرسلوا تقريراً بالحادث إلى قادتهم في بغداد فأمروهم بعدم التعرض لهم، فأقيم العزاء في ذلك العام في النجف وكربلاء أكثر من أي عام مضى، ونظم الشعراء الشعر في هذه المعجزة وذاع صيتها. وقام أحد الفضلاء بنقش بعض أشعاره على لوحة علقها على حائط الحرم المطهر وقد سجلت ذلك الشعر آنذاك وهو:

من لم يقر بمعجزات المرتضى
صنو النبي فليس بمسلم
فتحت لنا الأبواب راحة كفه
اكرم بتك الراحتين وأنعم
اذ قد أرادوا منع أرباب العزا
بوقوع ما يجري الدم بمحرم
فإذا الوصي براحتيه أرّخوا
أوما ففكا لباب حفظاً للدم

وكما أشار الشاعر في نهاية شعره فلولا عنايته لوقعت فتنة عظيمة ولأريقت دماء كثيرة ويمكنك ادراك التاريخ من آخر عجز في القصيدة.

التسميات:

الأحد، 16 يونيو 2013

ترميم قبر المرحوم السيد الميرزا سلطان

ترميم القبر

نقل "الحاج المعتمد"قصة فقال: دعيت في أحد الأيام لحضور مجلس الروضة الحسينية في "تكية داعي الله" وكانت الطرق موحلة بسبب الأمطار والثلوج ففضلت المرور من وسط "مقبرة دار السلام شيراز" وبعد انتهاء المجلس عدت من نفس الطريق.

وفي تلك الليلة شاهدت في منامي المرحوم "السيد الميرزا سلطان" وقال لي: يا معتمد مررت اليوم أمام بيتي ورأيته خرباً ولم تصلحه.

وعندما استيقظت فكّرت في الامر ولم أكن أعرف أين هو قبر ذلك المرحوم أو في أيّة مقبرة دفن، فذهبت إلى الشيخ حسن الذي يتولى أمر المقبرة وسألته عن قبر السيد الميرزا سلطان هل هو في هذه المقبرة؟ قال: نعم هو هنا وصحبني ودلني عليه. وكان حقاً كما قال المرحوم في طريقي الذي مررت منه بالأمس وقد خرب إثر الأمطار والثلوج وانها ر قسم منه، فدفعت مبلغاً من المال للشيخ حسن ليصلح القبر.

***

من هذه القصص والآلاف مثلها نعلم جيداً أن الإنسان لا يفنى بعد الموت، حتى وأن أصبح بدنه تراباً لكن روحه باقية في عالم البرزخ ومطلعة على ما يجري في هذا العالم وقد أكد ذلك القرآن ﴿أحياء عند ربهم يرزقون﴾[1] ﴿ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾[2].

وكذا الروايات ففي المجلد الثالث من كتاب "بحار الأنوار" روي عن رسول الله (ص) انه خاطب قتلى المشركين في وقعة بدروقال لهم (بالمعنى) بئس الجيرة لرسول لله كنتم، أخرجتموه من بيته، واجتمعتم من بعده وحاربتمون فها قد لقيتم ما وعدني الله حقاً أي الهلاك في الدنيا والعذاب بعد الموت.

فقال له عمر بن الخطاب: كيف تخاطب الموتى والهلكى (يريد بذلك انهم لا يسمعون). فقال له (ص): يا ابن الخطاب فوالله لست بأسمع منهم وليس بينهم وبين العذاب على يد الملائكة سوى أن أدبر عنهم.

وروي كذلك أنه وبعد انتهاء حرب الجمل وفوز أمير المؤمنين (ع) عبر بين القتلى إلى أن وصل إلى جثة كعب الذين كان قاضياً للبصرة في عهدي عمر وعثمان، وقد شارك في الحرب مع جميع أولاده وأقاربه ضد أمير المؤمنين (ع) وقتلوا جميعاً، فأمر أمير المؤمنين (ع) فأقعدوه فقال له: (بالمعنى) يا كعب قد وجدت ما وعدني ربِّي حقاً (أي الفتح والظفر) فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً (أي الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة) ثم أمر فأعيد إلى الأرض، وسار فبلغ جثة طلحة فأجلسوه وقال له مثل ما قال لكعب. فقال له أحد أصحابه: مامعنى كلامك مع جثتين لا تسمعان شيئاً؟ فقال له: والله سمعوا كلامي كما سمع قتلى المشركين ببدر كلام رسول الله (ص).


------------------------------------------
[1] - سورة أل عمران، الآية: 169
[2] - سورة المؤمنون، الآية: 100

التسميات:

الجمعة، 14 يونيو 2013

بناء المسجد

بناء المسجد

"الحاج محمد حسن خان البهبهاني" إبن المرحوم "الحاج غلام علي البهبهاني" الذي شرع ببناء مسجد "سردءك" قال: قبل إتمام بناء المسجد مرض والدي مرضه الذي مات فيه، وأوصى أن نصرف حوالة بومباي "مبلغ 12000 روبية" في اتمام بناء المسجد، ولما مات توقف العمل في المسجد لعدة أيام، وفي احدى الليالي رأيته في منامي فقال لي: لم توقفت عن البناء؟ فقلت: إحتراماً لك ولانشغالي في مجالس الفاتحة. فقال لي: إذا كنت تريد أن تفعل لي شيئاً ما فعليك أن لا تتوقف عن بناء المسجد.

ولما استيقظت هممت بإتمام بناء المسجد وسحب الحوالة التي حدّدها والدي لتصرف في بنائه لكني بحثت عنها فلم أجدها في أي مكان احتملت كونها فيه.

وبعد فترة عدت فشاهدت والدي في المنام يتعرضون علي ويقول: لم لا تنشغل ببناء المسجد؟ قلت: أضعت الحوالة التي طلبت مني صرفها على المسجد. فقال: إنها في الغرفة سقطت خلف الخزانة.

وعندما استيقظت أشعلت المصباح فوجدتها في نفس المكان الذي ذكره لي الوالد في المنام، فأخذتها وسحبت المبلغ وأتممت به بناء المسجد.

التسميات:

الخميس، 13 يونيو 2013

تارك الحج مات يهودياً

تارك الحج مات يهودياً

نقل الحاج ((عبد العلي مشكسار)) انه ذهب صباح ذات يوم إلى مسجد ((آقا أحمد)) وصلى خلف العالم الرباني ((السيد عبد الباقي)) وبعد الصلاة اعتلى السيد المنبر وقال: أريد أن أنقل لكم اليوم ما رأيته بنفسي للاتعاظ منه وقال:

كان لي صديق من المؤمنين مرض فذهبت لعيادته فوجدته ينازع سكرات الموت، فجلست إلى جانبه وقرأت سورة يس والصافات، في هذه الأثناء خرج أهله من الغرفة وتركوني وحدي معه، ثم لقنته كلمة التوحيد والولاية لكنه لم ينطقهما رغم إصراري عليه وقدرته على الكلام وكامل شعوره. ثم فجأة التفت إليّ بغيظ وحنق وقال: يهودي، يهودي، يهودي.

فضربت على رأسي ولم أستطع البقاء فخرجت من الغرفة ودخل أهله، ولما وصلت إلى باب المنزل سمعت الصراخ والنياح قد علا من الغرفة فعلمت أنه مات.

وبعد التحقق من أمره علمت ان سيّء الحظ كان مستطيع الحج لعدة سنين لكنه لم يعتنِ بهذا الأمر الإلهي المهم إلى ان مات يهودياً.

التسميات:

الأربعاء، 12 يونيو 2013

عناية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

عناية الزهراء (ع)

قال الحاج "علي أكبر سروري": كان لي خالة علوية متعبدة وكانت بركة لعائلتنا، وكنا نلجأ إليها في الشدائد، وترتفع المصائب عنا بدعائها.

أصيبت بوجع في القلب، وراجعت عدة أطباء دون فائدة، فأقامت مجلساً نسائياً للتوسل بالزهراء بنت الرسول (ص) وأطعمت من حضرن المجلس وفي تلك الليلة رأت في منامها الصدّيقة الطاهرة الزهراء (ع) أنها أتت إلى بيتها، فقالت لها خالتي: منزلنا حقير ولم أَدْعُكِ بالأمس لزيارتنا لأنه ليس مناسباً. فقالت لها الزهراء (ع): أتيت وحضرت بنفسي وأريد الآن ان أريك داءك ودواءك. ووضعت سلام الله عليها يدها المباركة بمحاذاة وجهها وقالت لخالتي: أنظري إلى كفي. فرأت خالتي نفسها داخل الكف المبارك، ثم رأت رحمها وفيه جراحات كثيرة، وقالت لها (س): أوجاعك من رحمك فراجعي الطبيب الفلاني لتشفي.

وفي الغد راجعت ذلك الطبيب وشخّص لها المرض وعالجها وبعد مدة شفيت وذهب الوجع.

***

طبعاً لا بد من الإلفات أنه كان من الممكن للزهراء سلام الله عليها أن تشفيها في لحظة اللقاء تلك دون ان تراجع الطبيب وتستعمل الدواء، لكن الله سبحانه جعل بحكمته البالغة لكل داء دواء ويجب أن تظهر الخاصية التي جعلها في ذلك الدواء، إذن لا بد للمريض عند الضرورة من ان يراجع الطبيب، وان لا يمتنع عن استعمال الدواء، وان يعلم ان الشفاء من الله. ولكن بواسطة الطبيب والدواء إلا في بعض الاحيان التي تقتضيها المصلحة الإلهية. ولعل المصلحة لم تقتضِ ذلك بالنسبة للعلوية المذكورة لذا نراها سلام الله عليها أحالتها إلى الطبيب عملاً بالسنَّة الإلهية الجارية.

عن إبي عبد الله الصادق (ع) انه قال "إن نبياً من الأنبياء مرض فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني يشفيني. فأوحى الله إليه: لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني".

التسميات:

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

زيارة سيد الشهداء (ع)

زيارة سيد الشهداء (ع)

نقل عن صاحب مرتبة اليقين والمخلص لولاية اهل بيت النبي عليهم السلام "الحاج الشيخ محمد شفيع الجمي" قوله: في إحدى السنوات تشرفت بزياة النجف حيث مرقد أمير المؤمنين (ع) في أيام عيد الغدير، وبعد الزيارة عدت إلى موطني في "جم" ببلاد فارس، وبعد مضي عدة أسابيع وحلول شهر محرم الحرام اقمت مجالس عاشوراء ومأتم سيد الشهداء (ع) في الحسينية، وفي يوم عاشوراء اشتقت لزيارة سيد الشهداء شوقاً شديداً وتوسلت به لتحقيق امنيتي التي كانت تعد أمراً مستحيلاً.

وفي نفس الليلة وفي عالم الرؤيا شاهدت الجمال المبارك لأمير المؤمنين (ع) وزرت سيد الشهداء (ع).

وقال أمير المؤمنين (ع) لولده لم لا تعطي "محمد شفيع" حوالته؟ فقال له: أحضرتها معي. وناولني ورقة فيها سطران من نور متساويان من طرفيهما، فنظرت فيهما فإذا هما بيتان من الشعر، ومع أني لم أكن من أهل الشعر لكني حفظتهما بنظرة واحدة وهما:

لو كشف عن واحد من المخلصين للأمير فاسمه محمد وشفيع من أهل الشرف.
وفق للذهاب صوب كربلاء رغم أنه عاد قبل مدة من زيارة النجف.

فانتبهت من نوم مبتهجاً ومستيقناً من نجاحي في طلبتي، وبحمد الله فقد تيسرت أسباب حركتي ثم سافرت إلى كربلاء وتشرفت بزيارته (ع).

***

الشيخ محمد شفيع كان صديقي طوال ثلاثين عاماً تقريباً، وتشرفت للحج والزيارة برفقته عدة مرات، ورأيت فيه عالماً عاملاً ومروّجاً مخلصاً للدين ومحباً صادقاً، وكان كلما وصل إلى مدينة له لقاء ومجلس مع أخيار تلك المدينة، وكلما حضر مجلساً شد جلساءه إلى ذكر الله والنبي وآله عليهم السلام، ولم يكن يتوقف عن ذكر مناقبهم عليهم السلام وفضح أعدائهم، وكان نادراً في ملكاته الفاضلة وخاصة التواضع والحياء والأدب والمحبة لعباد الله والسخاء وطلب الخير للخلق.

التسميات:

الاثنين، 10 يونيو 2013

قضاء صلاة الميت

قضاء صلاة الميت

المرحوم الحاج "السيد محمد حسن ناجي" كان قد أوصى إبنه الأكبر "السيد محمد علي" بجملة وصايا وكان منها إستيجار من يصلي ويصوم عنه مدة طويلة، فأستأجر الوصي "السيد ضياء الدين" إمام جماعة المسجد ليصلي عن والده أربع سنوات ويصوم عنه أربعة أشْهرٍ ودفع له أجوره نقداً.

وقد نقل الوصي انه بعد مدة رأيت والدي في منامي غير مرتاح فقلت له: هل أنت راضٍ عني، فقد عملت بوصيتك وأستأجرت لك "السيد ضياء الدين" ليصلي ويصوم عنك بدل أربعة أعوام. فأجابني بتأثر: ومن يفكر بغير نفسه، فلم يُصلِّ لي "السيد ضياء" أكثر من ستة أيام فقط.

لما استيقظت ذهبت إلى "السيد ضياء الدين" وسألته: كم صليت عن والدي؟ فأجبني ما صليته فقد سجلته. فقلت له: أعلم ان أعمالك منظمة، لكني أريد أن أعلم هل رؤياي صحيحة أم لا. وبعد إصرار كثير أحضر دفتره فتبين انه لم يصلِّ عنه سوى ستة أيام، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، وبما أن المرحوم قال ذلك فسأشرع بقضاء صلاته بشكل متواصل من اليوم. وتبين نسيان "السيد ضياء" وصدق إخبار المرحوم.

***

جاء في كتاب غرر الحكم في جملة من الكلمات القصار لأمير المؤمنين (ع) قوله "كن وصي نفسك وافعل في مالك ما تحب ان يفعله غيرك".

المراد من ذلك هو بدل أن توصي غيرك ليصرف من مالك في الخيرات بعدك، ينبغي لك أن تبادر بنفسك لفعله في حياتك. لأن الوصي لن يكون أحرص ولا أشفق عليك من نفسك، هذا إن كان يخاف الله وعلم بوصيتك واستأجر لك من ينوب عنك، أما من استأجره نائباً عنك في الصلاة والصيام والحج وغير ذلك فقد لا يأتي بهذه الأعمال بشكل صحيح، بل وقد ينسى لعدم إهتمامه، وافرض انه أداها بشكل صحيح فهذاك تفاوت كبير بين أن يؤدي الشخص عمله بنفسه وبين أن يؤديه غيره عنه.

روي أن أحد أصحاب رسول الله (ص) اوصى أن ينفق الرسول (ص) عنه مستودع التمر الذي يملك، ولما مات عمل النبي (ص) بوصتيه، وبينما هو يوزع التمر سقطت تمرة على الأرض فأخذها (ص) وقال: لو أنفق هذا الشخص في حياته وبيده هذه التمرة كان خيراً له من أن أنفق عنه مستودع التمر هذا.

وكما قال الشيخ سعدي الشيرازي:

برگ عيشى بگور خويش فرست كس نيارد پس تو پيش فرست

الى آخر الأبيات، ترجمته بالعربية: أرسل الى قبرك ما تعيش به هناك فلن يأتي لك أحد بما تحتاجه هناك. وكل ما أعطاك الله من المال فاصرفه في مأكلك وملبوسك والباقي أنفقه، ولأي شيء تُبقيه لاُناس آخرين، وهيء الزاد لنفسك ولا ترجأ بغيرك فلن يحك جلدك الا ظفرك.

التسميات:

الأحد، 9 يونيو 2013

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنة

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنىة

الحاج المتقي "الملا علي الكازروني" كان من سكان الكويت وكان من الصالحين وله منامات صحيحة ومكاشفات صادقة، وقد التقيته ورافقته في سفر الحج وقد نقل لي أنه رأى في ليلة ما في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً لا ترى العين أطرافه وفي وسطه قصر جليل وعظيم فوقفت مدهوشاً حيراناً لمن هذا فسألت أحد بوابيه فقال: هذا القصر لحبيب النجار. وكنت أعرفه وصديقاً له، فغبطته على مقامه هذا، وبينما أنا كذلك إذ بصاعقة تقع عليه من السماء وتحرق القصر والبستان بكامله وتبيدهما كأنهما لم يكونا. فأفقت من وحشة وشدة هول ذلك المنظر وعلمت أنه صدر عنه ذنب إستوجب حور منزلته.

وفي الغد ذهبت للقائه وقلت له: ماذا صدر عنك الليلة الماضية؟ قال: لا شيء. فأقسمت عليه وقلت له هناك لغز لا بد أن ينكشف فقال: في الساعة الفلانية من الليلة الماضية تلاسنت مع والدتي إلى ان بلغ بي الأمر أن ضربتها.

فنقلت له رؤياي وقلت له: آذيت والدتك فخسرت مقامك ذاك.

***

المستفاد من الروايات والآيات هو أن بعض الذنوب الكبائر محبط ومذهب للاعمال الصالحة، كما جاء في "عدة الداعي" عن رسول الله (ص) ما مضمونه: كل من قال لا إله إلّا الله غرست له شجرة في الجنة. فقال أحدهم: يا رسول الله إذاً لنا أشجار كثيرة في الجنة. فقال (ص): إحذر من أن ترسل عليها النار فتحرقها.

ومن هذه الذنوب الكبائر "عقوق الوالدين" أي إيذاؤهما. وقد فصّلنا ذلك في كتاب "الكبائر".

التسميات:

السبت، 8 يونيو 2013

عاقبة خير


العبد الصالح الحاج "يحيى المصطفوي" الذي وفقت لرفقته في سفر الحج والزيارة نقل لي فقال: كان أحد الأخيار في أصفهان ويدعى "السيد محمد الصحاف" وكان ذا حب شديد للمرحوم "السيد زين العابدين الأصفهاني"، وبعد عام من وفاة "الاصفهاني" رآى في منامه في بستان واسع وقصر فخم مفروش بالحرير والاستبرق والرياحين والورود الملونة وأنواع المأكولات والمشروبات وسواقي الماء وجميع اللذائذ والمباهج. فبهت لما رآه وعلم انه في عالم البرزخ وتمنى ان يكون في مثل هذا المقام. فقال للسيد "الأصفهاني": أنت في مثل هذا المقام في كمال البهجة والراحة، ونحن في الدنيا نعاني آلاف المصائب والبلايا لولا جعلت لي مكاناً إلى جانبك في هذا المقام.

فقال له السيد: إذا كنت تحب ان تكون معي لا بأس اني أنتظرك في ليلة الجمعة من الأسبوع القادم.

فاستيقظ من نومه واستيقن أنه لم يبق من عمره سوى أُسبوع واحد، فانشغل بإصلاح أعماله ودفع الديون التي عليه ووصى أهله بما يلزم. وقد تعجب من تصرفه هذا أهله وسألوه عما دهاه، فكان يقول لهم: أهمُّ بسفر طويل.

ويوم الخميس يخبر أهله بالأمر ويؤكد لهم أنه آخر يوم من عمره وسأذهب الليلة إلى منزلي، قالوا له: انك في صحة تامة وسلامة. فقال لهم: أنه وعد حتمي. ولم ينم طوال ليلته تلك بل قضاها بالدعاء والإستغفار، وطلب من أهله أن يخلدوا للراحة.

وبعد طلوع الفجر أتوا إلى فراشه فوجدوه نائماً باتجاه القبلة وقد رحل عن الدنيا، رحمة الله عليه.

التسميات:

الجمعة، 7 يونيو 2013

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

نقل السيد الجليل "ذو النور" المعمار المعروف بين أهل الإيمان بتقواه واستقامته فقال: رأيت في أحد الليالي في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً وقصراً بهياً إستأذنت البواب ودخلت فرأيت مكاناً جميلاً أحسن من قصور الملوك فأجلت فيه نظري متعجباً، ثم رأيت المياه تجري تحته وأشجار الياسمين متشابكة تفوح منا رائحة سكرة فشممت رائحتها، ورأيت تحت تلك الأشجار عرشاً ملكياً مزيناً بانواع الزينة ومفروشاً، وقد اعتلاه "الشيخ محمد قاسم طلاقة الواعظ" جالساً بكمال عزته وجلاله.

سألت البواب لمن كل هذا؟ قال: للشيخ طلاقة الجالس على العرش، فأستأذنته للحضور عنده، فدخلت عليه وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: كنت صديقك ومطّلعاً على أحوالك فماذا فعلت لنيل عناية الله والحصول على مثل هذا القدر والمقام؟

أجاب قائلاً: لم اقدم عملاً يبلغ بي هذه المرتبة، ولكني وُفّقت لهذا اثر فقداني لإبني الشاب ذي الثمانية عشر ربيعاً الذي توفي بعد 24 ساعة من إصابته بمرض في بلعومه، فأعطاني الله هذا المقام عوضاً عن هذه المصيبة.

ولم أكن أعلم بوفاة ولده، فاردت لقاءه لأخبره برؤياي وقلت لعل إبنه لم يمت ولهذه الرؤيا تفسير آخر، فلم أبادر إلى سؤاله بل سألت رجلاً من أهل العلم من أصدقائه عن إبنه فقال لي: نعم مرض ولده ذو الثمانية عشر عاماً مدة 24 ساعة ثم توفي.

***

العلامة ((التويسركاني)) نقل روايات وقصصاً عديدة في كتابه ((لآلىء الأخبار)) في باب الأجر والجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد وخاصة الذكور منهم. ويمكنك مراجعة كتاب ((مسكن الفؤاد في موت الأحبة والأولاد)) للشهيد الثاني. وسأكتفي هنا بنقل رواية واحدة:

عن موثقة بن بكير عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال ((ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر)).

التسميات:

الخميس، 6 يونيو 2013

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره
مشهد الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام

أحد أهل التقوى واليقين ممن أدرك العالم ((الشيخ البيد آبادي)) نقل أن ذلك العالم الجليل همّ بالسفر لزيارة الإمام الرضا (ع) والبقاء عنده أربعين يوماً برفقة أخته، فتحرّك من اصفهان حتى وصل الى مشهد الرضا (ع) وبعد أن قضى ثمانية عشر يوماً في ذلك المكان الشريف في الليل وفي عالم الحقيقة رأى الإمام الرضا (ع) فأمره بالعودة غداً إلى أصفهان، فقال له: يا مولاي قصدت البقاء في جوارك أربعين يوماً ولم يمضِ منها سوى ثمانية عشر يوماً. فقال له: الإمام (ع) لقد ضاق صدر اختك لبعدها عن والدتها وسألتني العودة إلى أصفهان، فعد من أجلها، الا تعلم اني أحب زواري.

وعندما عاد إلى نفسه سأل أخته: ماذا سألت الإمام الرضا (ع) بالإمس. فقالت: كنت مغتمة لفراق والدتي فشكوت له ذلك وسألته أن يعيدني إليها.

***

محبة الإمام الرضا (ع) ورأفته بعامة المسلمين الشيعة وخاصة زوار قبره من المسلّمات كما جاء ذلك في زيارته ((السلام عليك أيها الإمام الرؤوف)) وقد نقلت الكتب المعتبرة قصصاً في هذا المجال ولا يسعنا ذكرها هنا، وخلاصة الأمر انه لم يتوجه أحد بوجهه نحو القبر الشريف لحضرته (ع) إلا ونال من محبته وعنايته.

التسميات:

الأربعاء، 5 يونيو 2013

توفيق التوبة بسبب الرفق بالحيوان

توفيق التوبة بسبب الرفق بالحيوان
نقل "الميرزا أبو القاسم" عن "اعتماد الواعظين الطهراني" أنه قال: في أحد الأعوام كان يصعب الحصول على الخبز في طهران فمرّ "المير غضب باشي" على طاق مخزن الماء فسمع صوت إستغاثة كلاب، فتحقق من الأمر فرأى كلبة وضعت حملها والتصق أولادها بها وهي خاوية من الجوع لا تستطيع إرضاعهم وليس عندها حليب لإرضاعهم وهم حولها يستغيثون.

فتأثر من ذلك، فاشترى من الخباز مقداراً من الخبز وقدمه للكلبة ووقف هناك حتى أكلت الكلبة الخبز ودرّ حليبها وشرع أولادها بالرضاعة.

عاد إلى الخباز ودفع له ثمن خبز شهر كامل يكفي لاطعام الكلبة وطلب منه إرسال عامله كل يوم لايصال الخبز إلى الكلبة، وهدده بالانتقام منه إذا انقطع حتى يوم واحد.

آنذاك كان هو ورفاقه يقيمون حفلات ضيافة متناوبة بينهم وفي كل يوم يذهبون للنزهة واللهو، ثم يتناولون العشاء سوّياً في منزل أحدهم، الى أن وصله دور استضافة رفاقه، وكان عنده امرأة بيتها في وسط مدينة طهران ومجهز بمستلزمات الضيافة، وكان قد تزوج زوجه أخرى حديثاً وأسكنها في بيت عند مدخل المدينة.

أعطى زوجته القديمة مقداراً من المال وقال لها: هذه الليلة يأتي كذا عدد من الضيوف لتناول العشاء وعليك تأمين كل مستلزمات ذلك، فقبلت زوجته بذلك، وخرج الزوج مع رفاقة الى خارج المدينة للنزهة واللهو.

صدفة طالت نزهة ذلك اليوم واستمرت الى بعض الليل، وعندما عادوا من نزهتهم قالوا له: لقد تأخر الوقت وتعبنا كثيراً فلنسترح في بيتك عند مدخل المدينة.

فقال لهم: لا يوجد في هذا البيت شيء لتناوله أما في البيت الآخر فكل شيء جاهز لاستضافتكم وعلينا الذهاب الى هناك.

لم يوافقه رفاقه على ذلك

وأصروا على المبيت في بيته الجديد والقناعة بأقل الطعام الموجود.

اضطر للقبول ما أرادوا واشترى شيئاً من الخبز واللحم المشوي وتناولوا عشاءهم هناك وباتوا ليلهم.

وفي سحر تلك الليلة استفاق الجميع على صوت استغاثته وبكائة الّلارادي فسألوه عن سبب ذلك، فقال: رأيت في منامي الامام السجاد (ع) وقال لي: "احسانك لتلك الكلاب كان محلاً لرضى الله سبحانه ولذلك حفظك الله ورفاقك من الموت هذه الليلة مقابل احسانك ذاك، حيث ان زوجتك القديمة غاضبة منك وقد أعدت لك سمّاً ووضعته في المكان الفلاني من المطبخ لتدسّه في طعامك، اذهب غداً وخذ السم واياك أن تؤذيها، وان شئت خلّ سبيلها بخير.

ثم ان الله يوفقك للتوبة، وستتشرف بزيارة قبر والدي الحسين (ع) بعد أربعين يوماً".

وفي الصباح قال لرفاقه لنذهب سوياً إلى بيتي وسط المدينة للتحقق من صدق رؤياي فذهبوا سوياً إلى البيت، وعندما دخلوا اعترضت عليه زوجته وسألته: لِم لم تأتِ في الليل؟ فلم يعتنِ بها ودخل مع رفاقه إلى المطبخ وحيثما قال له الإمام السجاد (ع) وجد السم فأخذه وقال لزوجته: ماذا كنت تنوين فعله لنا؟ لولا أمر الإمام لانتقمت منك: كني سأحسن إليك بأمر مولاي فاذا كنت ترغبين الى البقاء في البيت نفسه فابقي فيه وسأبقى معك كأنك لم تفعلي شيئاً، وإذا كنت ترغبين الى الفراق أطلقك، وأي شيء تريدين اُعطيك.

رات المرأة ان أمرها قد فضح ولا يمكنها العيش معه مجدداً فطلبت منه الطلاق. فطلقها بإحسان وسرّها وتركها.

ثم استقال من عمله وقبلت استقالته، فانشغل بالتوبة وأداء الحقوق والمظالم التي عليه، وبعد أربعين يوماً تشرف بزيارة كربلاء وبقي فيها حتى وافاه الأجل والتحق برحمة الحق تعالى.

***

الكثير من الروايات تضمنت ذكرا لآثار الإحسان إلى المخلوقات حتى وإن كان ذلك الحيوان كلباً، حتى يصبح ذلك الإحسان في بعض الأحيان سبباً لحسن العاقبة والمغفرة الإلهية.

والشواهد على ذلك كثيرة من جملتها ما جاء في المجلد الرابع عشر من كتاب "بحار الأنوار" نقلاً عن كتاب "حياة الحيوان" للدميري عن رسول الله (ص) انه قال: إمرأة كانت تسير في الصحراء وكانت شديدة العطش إلى ان وصلت إلى بئر وكان في قعره ماء، فنزلت إلى قعره وشربت الماء حتى ارتوت، ثم لما خرجت منه وجدت كلباً يلتهم الرمال الرطبة لشدة عطشه، فقالت في نفسها هذا الكلب المسكين عطشان مثلي، ورق قلبها له فادت إلى الماء بمشقة حتى وصلته فملأت حذاءها بالماء وأمسكت به بأسنانها وصعدت من البئر وروت الكلب. فتقبل الله منها هذا العمل وغفر لها.

قالوا يا رسول الله: وهل من أجر لنا في إحساننا للحيوانات؟

قال: نعم في كل كبد حرّى برطبة أجر.

ونقل في نفس الكتاب أنّ رسول الله (ص) قال: ليلة المعراج دخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء.

إذا كان الأحسان للحيوان عند الضرورة موجباً للعفو والمغفرة وحسن العاقبة فكيف بالإحسان وإغاثة الإنسان وخاصة المؤمن.

يمكنك مراجعة كتاب "الكلمة الطيبة" للشيخ النوري فقد نقل فيه روايات وقصص في هذا المجال.

التسميات:

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

موعظة كالرصاصة في القلب

الموعظه الحسنة - موعظة كالرصاصة في القلب

المخلص لولاية أهل بيت الرسول (ص) ((الميرزا أبو القاسم العطار)) نقل عن العالم الكبير ((الشيخ عبد النبي النوري)) الذي كان من تلامذة الحكيم الإلهي ((الملا هادي السبزواري)) قوله: في أحد الأيام من سنة الأخيرة من عمر ((الملا السبزواري)) أتى شخص إلى مجلسه وأخبر انه وجد شخصاً في المقبرة نصف جسده في القبر والنصف الآخر خارج القبر وهو ينظر إلى السماء دائماً ومهما ازعجه الأطفال لا يهتم لهم.

فقال ((الملا)) أريد ان التقيه بنفسي، وعندما رآه تعجب كثيراً واقترب منه، فلم يعتن ذاك به، فقال له الملا: من أنت وماذا تفعل، فإني لا أراك مجنوناً، وتصرفك هذا غير عقلائي.

فأجابه ذلك الشخص قائلاً: اني شخص جاهل لا أعلم شيئاً، استيقنت من شيئين وصدقتهما:

الأول: استيقنت من أن خالقي وخالق هذا العالم ذو شأن عظيم ولا يجوز التقصير في معرفته والعبودية له.

الثاني: استيقنت من اني سوف لن أبقى في هذا العالم وسأذهب إلى عالم آخر، ولا أدري ما هو حالي في ذلك العالم. فيا حضرة الملا ها قد أصبحت بائساً ومضطرباً لما علمت حتى اعتبرني الناس مجنوناً، وانت تعتبر نفسك عالم المسلمين وعندك كل هذا العلم فلماذا لا تتألم ولا تخاف ولا تفكر؟ هذه الموعظة كانت بمثابة رصاصة استقرت في قلب الملا فعاد بعد أن صدم واضطرب وقضى ما بقي من عمره في التفكير الدائم في سفر إلى الآخرة وتحصيل زاد هذا الطريق اخطر وبقي على ذلك حتى غادر الدنيا.

***

أي شخص وفي أية منزلة كان فهو بحاجة لسماع الموعظة والنصيحة، فإنه إن كان عالماً بما يسمع فتكون تلك الموعظة تذكيراً له لأن الإنسان ينسى وبحاجة إلى مذكر ومنبّه دائم، وإن كان السامع جاهلاً بما يسمع فإن الموعظة والعبرة تمثل له طلب علم وكسب معرفة.

ومن هنا جعل القرآن الكريم طلب الخير للآخرين واسداء النصيحة لهم واجباً على كل مسلم وقال ﴿وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾[1]، وإذا كان اسداء النصح للآخرين واجباً وقد أمر الله به فإن استماع النصائح وقبولها واجب كذلك، حيث أن الأمر بالوعظ للاستماع والتقبل والعمل به لذلك نجد أن القرآن الكريم في مواضع كثرة قال ﴿فهل من مدّكر﴾ أي انه هل من يستمع النصايح والمواعظ الإلهية ويقبلها فيجريها.

واعلم أنَّ للموعظة أثراً حتمياً على المتلقي وإن كان أثرها في بعض الأحيان مؤقتاً ومحدوداً، ويجب نبذ التعالي عن الحضور في مجالس الوعظ والإرشاد والاستماع إلى الموعظة والنصيحة من أي شخص كانت وفي أية منزلة كانت.

نقل عن مسلمة انه قال: ذهبت إلى دار عمر بن عبد العزيز مصبحاً وصلّيت الصبح فيه وحيداً، وبعد الفراغ منها أتت أمة صغيرة ومعها قبضة من التمر، حملت قدراً منه وقالت: يا مسلمة لو أكل رجل هذه التمرات وشرب بعدها الماء فهل يكفيه ذلك؟

قلت: لا أدري.

فأخذت قسماً آخر منه وقالت وهذا؟

قلت: نعم هذا يكفيه، وحتى أقل منه، ولو أكل هذا وبقي حتى الليل لا خوف عليه ان لم يأكل أي طعام غيره.

قالت: إذن فلم يذهب الإنسان بنفسه إلى النار؟

أي انه إذا كانت قوت يومه فلم يحر في طلب مال الدنيا ولا يمتنع عن المحرمات الإلهية ويلقي بنفسه في جهنم؟

قال مسلمة: لم تؤثّر فيَّ موعظة كهذه أبداً.

المقصود هو أن الإنسان لا يعلم أي الكلام والنصح سيؤثر فيه، فمسلمة كان قد سمع المواعظ الكثيرة لكن هذه أخذت منه أكثر من غيرها.

وهناك قصة أُخرىٰ مشهورة ونقلها بعض المفسّرين، وهي أنّ ((فضيل بن العياض)) قضى مدة من عمره في الطغيان والعصيان، وفي احدىٰ الليالي كان يتبع قافلة ليسطو عليها، وبينما هو كذلك اذ يترامى إلى مسامعه صوت قارىء القرآن وهو يقول ﴿ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله﴾[2] فأخذت الآية في قلبه مأخذاً وأحيته وايقظته فقال: نعم آن ذلك. وعاد عن طريقه وتاب توبة كاملة وادىٰ الحقوق التي عليه وأرضى كل من كان له عليه حق إلى أن أصبح من الصالحين.

وكذلك نقل أنّ شخصاً من الاثرياء مرّ عليه واعظ وهو يقول عجبت من ضعيف يعصي قوياً.

فأثرت فيه هذه الموعظة وأقلع من ارتكاب المعاصي وتوجه نحو الخير حتى أصبح من صلحاء قومه. ولعله سمع المواعظ والحكم الكثيرة لكن الله سبحانه جعل نجاته بشكل نهائي ويقظته في هذه الكلمة.

وقيل لعبدالله بن مبارك إلى متى تمضي في طلب العلم والحديث؟ قال: لا أدري لعلي لم أسمع حتى الآن الكلام الذي فيه صلاح أمري.

ولذلك كان العالم الرباني الشيخ جعفر الشوشتري يدعو وهو على المنبر ويقول: اللهم اجعل مجلسنا هذا مجلس موعظة، ويقول: مجلس الموعظة هو المجلس الذي إذا حضره أو سمعه أحد من أهل المعصية ندم وترك الذنوب، وإذا حضره أحد من أهل الطاعة ازداد شوقه لطاعة الله وازداد سعيه نحو الاخلاص.

وبشكل عام فعلى العالم وغير العالم الحضور في مجالس الوعظ بهدف الانتصاح والاتعاظ والانتباه والعمل بما سمع، فيحضر الجاهل ليتعلم ويحضر العالم ليتذكر. والأخبار الواردة في فضيلة مجلس الموعظة كثيرة ويكفي لمعرفة أهمية الموعظة أن نعلم انها غذاء للروح وحياة للقلب كما قال أمير المؤمنين (ع) لولده الحسن (ع) ((أحيي قلبك بالموعظة)). وهي رادةّ للنفس والشيطان ومنجية من الشر ودافعة للوساوس والاضطرابات وموجدة للأمن وراحة البال ﴿ءالا بذكر الله تطمئن القلوب﴾[3]. وكم من شخص دفعه ضغط الوسواس والتخيلات الشيطانية الى الانتحار، ثم استبدلوا ذلك بالطمأنينة وراحة البال اثر سماعهم لموعظة.

ومن لم يتيسر له الحضور في مجالس الوعظ ولقاء من يعظه فعليه الرجوع إلى المواعظ المدونه للاستفادة منها والاتعاظ بها وعلى رأسها القرآن المجيد فيقرأه بدقة وتدبر ويطلع على تفسيره، وليقرأ نهج البلاغة وشرح الخطب البليغة لأمير المؤمنين (ع) التي يشرح ويبين فيها معاني آيات القرآن المجيد، وليقرأ المجلد السابع عشر من كتاب البحار لما فيه من مواعظ الرسول (ص) وأئمة الهدى من أهل بيته (ع)، ثم فليقرأ الكتب الاخلاقية ((كمعراج السعادة)) للنراقي و((عني الحياة)) للمجلسي وسائر الكتب التي امتلأت بمواعظ كبار علماء الدين.


------------------------------
-[1] سورة العصر، الآية: 3
[2]- سورة الحديد، الآية: 16
[3]- سورة الرعد، الأية: 28

التسميات:

الاثنين، 3 يونيو 2013

النجاة من القبر بعد الدفن

القبر - النجاة من القبر بعد الدفن

الفاضل المحقق ((الميرزا محمود الشيرازي)) الذي نقلنا عنه عدة قصص نقل عن ((السيد زين العابدين الكاشي)) أعلا الله مقامه انه نقل عن خادم تبريزي لحرم الحسين (ع) ومن أهل التقوى والصلاح والسداد قوله: قبل أن أجاور قبر سيد الشهداء (ع) بكربلاء كان لي مقهى خارج مدينة تبريز قرب المقبرة وكنت أنام الليل داخل المقهى، وفي احدى الليالي كان الجو قارساً من البرد فأقفلت باب المقهى بإحكام ونمت، وفجأة طرق أحد الباب بقوة، ففتحت الباب ففر الطارق. ثم عدت وأغلقت الباب فطرقه بقوة أكثر بالمرة الثانية فنهضت وفتحت الباب ففر الشخص ثانية.

فقلت سيزعجني هذا الشخص الليلة، فأحضرت عصاً أنتظره خلف الباب لانتقم منه، وما أن طرق الباب بالمرة الثالثة حتى فتحت الباب وتبعته فدخل المقبرة ودخلتها خلفه ثم غاب عن نظري، فتوقفت في نفس النقطة وفتشت عنه معتقداً أنه مختبئ في نفس المكان. فاستلقيت هناك أنتظر ظهوره من مخبأه.

وما أن استلقيت ولاقت أذني الأرض سمعت صوتاً ضعيفاً لشخص ينوح تحت التراب فالتفت الى أنّ القبر جديد وأنّ الميت قد دفن عصراً وعلمت أنه مات بسكته قلبية وها هو قد عاد إلى وعيه فرقّ قلبي لحاله ونبشت قبره لأخلّصه وفتحت لحده فسمعته يقول: أين أنا؟ أين أبي؟ أين أمي؟.

فألبسته الثياب ثم أخرجته وذهبت به الى المقهى، لكني لم أعرفه لاُخبر أهله وسألته شيئاً فشيئاً عن منطقته وبيته، فخرجت من المقهى في نفس الليلة ووجدت والديه وأخبرتهما بما جرى فحضرا وأخذاه إلى البيت سالماً، وعرفت حينها ان الشخص الطارق لم يكن سوى مأمور من الغيب لانقاذ ذلك الشاب.

التسميات:

الجمعة، 31 مايو 2013

استجابة ولي العصر (عج) للحاج مؤمن

ارز ودجاج مشوي - استجابة ولي العصر (عج) للحاج مؤمن

نقل الحاج مؤمن (عليه الرحمة) فقال: في مطلع شبابي كان عندي شوق شديد لزيارة الحجة (عج) ولقاؤه وسلبني ذلك استقراري، إلى أن أخذت على نفسي عهداً وحرّمت على نفسي الأكل والشرب حتى أراه وألقاه (طبعاً عهدي هذا كان بسبب جهلي وشدة شوقي له)، فمر عليّ يومان وليلتان لم أتناول فيهما شيئاً، وفي الليلة الثالثة شربت قليلاً من الماء على سبيل الاضطرار، وأخذتني حالة من الغشي، فرأيت الحجة (عج) وأنا في تلك الحالة، اعترض علي وقال: لماذا تفعل هكذا وتهلك نفسك سأرسل لك طعاماً فتناوله.

وعندما استيقظت وجدت ان ثلث اليل قد مضى والمسجد الذي كنت فيه خالياً وليس فيه أحد، وسمعت طرقاً على باب المسجد، فتحت الباب فرأيت شخصاً يرتدي عباءة على رأسه بحيث لا يعرف من خلالها، فأخرج من تحت عباءته إناءاً مملوءاً بالطعام وأعطاني إياه وقال لي مرتين: كله أنت ولا تعطه لأحد، واترك الإناء عند الفراغ منه تحت المنبر. قال ذلك وذهب.

دخلت المسجد فرأيت في الإناء رزاً مطبوخاً مع دجاج مشوي فتناولت الطعام ونلت منه لذه لا توصف.

وفي الغد قبل الغروب جاءني ((الميرزا محمد باقر)) الذي كان من الاخيار والأبرار في ذلك الوقت وطالبني بالإناء، ثم ناولني كيساً فيه مقدار من المال وقال: أمرك بالسفر ((أي الحجة (عج) )) فخذ هذا المال وسافر به إلى مشهد المقدسة برفقة السيد هاشم (إمام المسجد) وستلتقي في الطريق بشخص كبير وتنال منه الفائدة.

فانطلقت برفقة السيد هاشم من طهران، وعندما خرجنا من طهران أشار رجل عجوز نيّر الضمير الينا فتوقفت السيارة وبعد أخذ الإجازة من السيد هاشم (فقد كان حجز السيارة لنا فقط) استقل الرجل العجوز السيارة وجلس إلى جانبي.

وفي الطريق علمني الكثير من الأعمال والتوسلات والأذكار، وأخبرني بما يجري لي حتى آخر عمري ودلني على ما فيه خيري منها، وقد حصل معي كل ما أخبرني به، ونهاني عن تناول طعام المطاعم والمقاهي وقال لي: لقمة الشبهة مضرة للقلب، وكان معه سفرة كلما حل وقت الطعام أخرج منها خبزاً طازجاً وأعطاني، وفي بعض الأحيان زبيباً أخضر.

وعندما وصلنا إلى قرية مسماة بموضع ((قدم گاه)) قال لي:

قرب أجلي ولن أصل إلى مشهد المقدسة، وكفني معي ويوجد معي 12 توماناً فهيّء لي قبراً بذلك المبلغ وليتولّ السيد هاشم أمر تجهيزي.

قال الحاج مؤمن: أحسست بالوحشة واضطربت.

فقال لي: اهدأ ولا تُحدّث أحداً بذلك قبل أن أموت وارض بما اراد الله.

وعندما وصلنا إلى ((جبل طرق)) (كان يقع في طريق الزوار سابقاً) توقفت السيارة وترجّل ركابها وانشغلوا بالسلام على الإمام الرضا (ع) وذهب مساعد السائق طالباً قبة المقام، هناك رأيت العجوز المحترم ذهب إلى زاوية واستقبل بوجهة القبر المطهر للإمام الرضا (ع) وسلم عليه وبكى كثيراً وقال: لم أكن أهلاً للاقتراب من قبرك أكثر من هذا. ثم توجه إلى القبلة وتمدد وغطى نفسه بعباءته حتى رأسه.

بعد هنيهة توجهت إليه ورفعت العباءة عنه فوجدته قد خرج من الدنيا، فنحت وبكيت عليه وسمع الركاب ذلك فاجتمعوا فذكرت لهم بعضاً مما رأيته منه فانقلب الجميع باكين وحملنا جنازته بنفس السيارة ودفنّه في الصحن المقدس.

التسميات:

الغياث السريع

يا قابض - الغياث السريع

الأستاذ المحترم ((علي أصغر الاثنا عشري)) قال: في أحدى الليالي ابتليت زوجتي برعاف شديد فكان يجري الدم من ردهتي أنفها بشكل متصل وفي تلك الساعة لا يمكن الوصول إلى الطبيب، وفكرت انه لو استمر حالها هكذا فسيؤدي ذلك إلى ضعف مفرط ثم الموت، ودون تصور أو علم سابق جرى على لساني ذكر الاسم المبارك ((يا قابض)) فكررته عدة مرات فانقطع الدم فوراً حتى انه لم تعد تجري أيّة قطرة منه.

وفي الأسبوع الماضي رأيت في منامي أنّ أحداً يوقظني ويقول لي: انهض فقد ابتليت زوجتك بالرعاف مجدداً، فاقرأ لها ما قرأته في تلك الليلة. فنهضت وكررت ذكر نفس الإسم المبارك فانقطع الدم.

***
من الشروط المهمة لاستجابة الدعاء هو اليقين بالقدرة اللامتناهية لله سبحانه التي تفوق الماديات والأسباب، وجميع الوسائل مسخّرة له ومقهورة لإرادته، ومن كان عنده شك أو تردّد في ذلك فإن دعاءه بعيد عن الإجابة، وبشكل عام فإن كل من رأى نفسه مضطراً إلى الله واستيقن من أنه لا مغيث له إلاّ الله فإنه مهما يطلب وهو في هذا الحال فسيعطاه.

نقل في بعض الكتب المعتبرة أنّه في أحد الأيام كانت هناك امرأة تتأبط طفلها الرضيع وتعبر جسراً أقيم فوق نهر، ولشدة زحام العابرين سقط طفلها من يدها إلى الأرض ثم إلى النهر، فصرخت: اغيثوني أيها المسلمون. ورأت لفافة طفلها تسير مع مجرى الماء فتبعتها وهي تستغيث بالناس، إلى أن وصلت إلى مكان يذهب فيه قسم من الماء إلى ناعورة لرفع الماء للسقاية، فيدخل الطفل صدفة إلى ذلك القسم، فاعتقدت الأم أن طفلها ستأخذه المياه إى قعر الناعورة ويموت وستيقنت انه لا يستطيع أحد مساعدتها في نجاة طفلها، وفي اللحظة التي كان سيسقط طفلها إلى القعر وجهت وجهها إلى السماء وقالت: يا رب، فتوقف الماء الذي كان يجري بسرعة فوراً وتراكم فوق بعضه فمدّت الاُم يدها وتناولت طفلها وشكرت الله.

التسميات:

الخميس، 30 مايو 2013

هندوسي في عزاء حسيني

حرق الهندوس - هندوسي في عزاء حسيني

السيد الجليل ((الدكتور إسماعيل مجاب)) طبيب الاسنان رأى وخلال إقامته في الهند عجائب كثيرة، من جملة ما نقله من تلك العجائب أنه قال: العديد من التجار الهندوس (عبدة الأصنام) كانوا يعتقدون بسيد الشهداء (ع) ويحبونه، وكانوا يشاركونه في أموالهم لكسب البركة، وكانوا يصفون قسماً من أرباحهم السنوية في احياء ذكره وبعضهم يقدم قسماً من أرباحه إلى المسلمين الشيعة في يوم عاشوراء ليوزعوا بها الحلويات والمرطبات على مجالس احياء ذكر الحسين (ع) بل وحتى أن بعضهم كان يشارك في العزاء.

وواحد منهم كان يسير كل عام مع مواكب العزاء والندب ويلطم صدره، وعندما مات ذلك الرجل وأرادوا حرق جسده حسب تقاليدهم فاحترق كل بدنه وأصبح رماداً ما عدا يده اليمنى وقسم من صدره فلم تحرقهما النار. فنقل أهله يده والقسم المتبقي من صدره إلى مقبرة المسلمين الشيعة وقالوا لهم: هذا العضوان لحسينكم.

***

إذا كانت نار جهنم التي لا تقاس بنار الدنيا تنطفىء بشفاعة الحسين (ع) وتصبح بذلك برداً وسلاماً، فعدم حرق نار الدنيا الضعيفة لهذه الأعضاء بشفاعة الحسين (ع) أمر طبيعى لاعجب فيه.

ومن المشهور في الهند والمسلّم به هو أن جماعة من الهندوس في ليالي عاشوراء من كل عام يدخلون النار ولا يحترقون.

التسميات:

اللحضات الاخيرة من حياة السيد علي الخراساني

اللحضات الاخيرة من حياة السيد علي الخراساني

نقل الحاج المؤمن السابق الذكر عدة عجائب عن الزاهد العابد ((السيد علي الخراساني)) الذي كان قبل عدة سنوات معتكفاً في غرفة بالمسجد ومشغولاً بالعبادة، وكان من جملة ما نقله عنه:

قال: قبل أُسبوع من وفاة السيد المذكور طلب مني الحضور قربه في سحر ليلة الجمعة وقال: انها آخر ليلة من عمري. وفي ليلة الجمعة حضرت قربه وكان على النار مقدارٌ من الحليب فشرب منه كوبين وأعطاني الباقي وقال لي: إشرب، ثم قال: سأرتح من الدنيا في هذه الليلة، وليتولّ تجهيزي السيد هاشم (إمام جماعة المسجد) وغداً سيأتي (عدالت) (القاطن جنب المسجد) ويطلب ان يتولى ثمن كفني فلا تدعه يفعل ذلك، واقبل من الحاج (جلال القناد) أن يدفع من ماله ثمن كفني.

ثم جلس مستقبلاً القبلة وشرع بتلاوة القرآن الكريم.

ثم حدق بعينيه نحو القبلة وقال ما يقارب المئة مرة وبسرعة ((لا إله إلا الله)).

ثم استقل واقفاً وقال: السلام عليك يا جداه.

ثم استلقى مستقبلاً القبلة وقال: يا علي يا مولاي. وقال لي: لا تخف أيها الشاب ولا تنظر إلىّ فإني سأرتاح وسأذهب إلى جوار جدي، ثم اطبق عينيه وتوفي ووصل إلى رحمة الحق تعالى.

التسميات:

الأربعاء، 29 مايو 2013

الآثار السيئة للبخل

البخيل - الآثار السيئة للبخل

نقل أحد كبار أهل العلم أنه همّ أحد تجار أصفهان بالتوجّه للقاء الشيخ ((البيد آبادي)) فمرض التاجر مرضاً شديداً، فزاره البيد آبادي في فراش مرضه، فأغمي على التاجر المريض من شدة مرضه، فلما شاهد الشيخ شدة مرض التاجر واشرافه على الموت بسبب المرض، وبما ان التاجر كان من المتمولين الكبار فقد طلب الشيخ من أولاد التاجر التصدق بمبلغ (14000) توماناً وتوزيعها على الفقراء ليطلب بدوره من الحجة (عج) الشفاعة لدى الله سبحانه لشفاء والدهم. فلم يسمع الأولاد منه ذلك.

فخرج البيد آبادي من بيت التاجر متأثراً وقال لصاحبه: تباخل أولئك ولم يدفعوا صدقة، ولكن أباهم صديقنا وله علينا حق فلابد لي من الدعاء له، ليشفيه الله.

وذهبا سوياً إلى المنزل وبعد أداء صلاة المغرب رفع البيد آبادي يديه بالدعاء، وبدل أن يدعوَ له بالشفاء دعا له بالمغفرة، فسأله صاحبه ماذا جرى أراك تدعو له بالمغفرة بدل الشفاء؟

فقال الشيخ: عندما هممت بالدعاء سمعت صوتاً يقول استغفر الله، فعلمت بعد التحقيق ان التاجر قد توفي في تلك الساعة.
***
الخسران كل الخسران لمن يصرف المبالغ الطائلة من أمواله في سبيل الهوى لكنه يمتنع عن صرف مثله أو حتى أقل منه في سبيل الله، ثم تراه يذهب إلى المستشفى ويدفع المبالغ الطائلة ويمضي تعهداً بتحمله المسؤولية إذا مات تحت العلاج، بل حتى حدث أن اُخرج اُناس من المستشفى محملين إلى القبور ولم يعطوا ما صرفوا وأقل منه صدقة في سبيل الله يضمن لهم الشفاء إذا لم يكن أجلهم حتميّاً، وحتى لو كان الأجل حتمياً فانّ ما صرفوه في سبيل الله سيبقى ذخيرة لهم في آخرتهم، وعلة امتناعهم ضعف ايمانهم وتصديقهم لوعود الإلهية وحبهم للدنيا.

فقد نقل عن الإمام الصادق (ع): ((داووا مرضاكم بالصدقة)).

لا يخفى ان المقصود بذلك ليس ترك المعالجة بواسطة الطبيب والدواء، بل هو جعل علاج الدكتور والدواء مؤثراً بواسطة دفع الصدقة، فانه من البديهي أن تأثير الدواء والعلاج متوقف على إرادة الله، وكما اننا نهتم بالطبيب والدواء فيجب علينا الاهتمام بالصدقة والدعاء أكثر.

التسميات: