الأحد، 30 يونيو 2013

في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

البر بالوالد - في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

ذكر العالم العامل والفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي وكان من العلماء المتقين يؤم الجماعة في حرم أمير المؤمنين (ع) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور بالنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان حلاقاً وله أب كبير مسن وهو لا يقصر في خدمته حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فإنه يمض إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال:

خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى أن قرب المغرب فمشيت وحدي صار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة فرأيت أعرابياً على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت مسجد السهلة فقال معك شئ من المأكول؟ فقلت: لا فقال أدخل يدك في جيبك فقلت ليس فيه شئ فكرر على القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي.

ثم قال لي الأعرابي: (أوصيك بالعود) ثلاث مرات والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (ع) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد.

التسميات:

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

حدثني السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمطلع البصير السيد علي سبط بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالماً مبرزاً له (البرهان القاطع في شرح النافع) في عدة مجلدات عن الصفي المتقي والثقة الزكي السيد المرتضى صهر السيد علي بن أخته وكان مصاحباً به في السفر والحضر مواظباً على خدماته في السر والعلانية قال:

كنت معه في (سر من رأى) في بعض أسفار زياراته وكان السيد ينام في حجرة وحده وكانت لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج.

فخرجت إلى حجرتي متفكراً في حالته في تلك الليلة فامتنع عني الرقاد فصبرت زماناً ثم خرجت متخفياً لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقاً

فنظرت من شق الباب وإذا بالسراج على حاله وليس فيها أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة.

فخرجت حافياً متخفياً أطلب خبره وأقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد له أثراًَ فدخلت صحن السرداب فرأيته مفتح الأبواب فنزلت الدرج متأنياً بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كأن أحداً يتكلم مع آخر ولم أميز الكلمات إلى أن بقي من الدرجات ثلاث أو أربع وكأن دبيبي النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء فإذا بالسيد قد نادى من مكانه هناك يا سيد مرتضى ما تصنع؟ ولم خرجت من المنزل؟

فبقيت متحيراً ساكناً كالخشب المسنده وعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفي حالك على من عرفك من غير طريق الحواس؟ فأجبته متعذراً نادماً ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر (صلوات الله عليه).

التسميات:

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

ذكر العالم الجليل الملا زين العابدين السلماسي عن ناظر أمور العلامة بحر العلوم أيام مجاورته بمكة أنذاك قال:

كان رحمه الله- مع كونه في بلد الغربه منقطعا عن الأهل والأخوة- قوي القلب في البذل والعطاءً غير مكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أننا لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرفته الحال وكثرة المؤونة وانعدام المال فلم يقل شيئاً وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار فيجلس في القبة المختصة به فنأتي إليه بالغليان فيشربه ثم يخرج إلى قبة أخرى يجتمع فيها تلامذته من كل المذاهب فيدرس كلاً على مذهبه.

فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوت إليه في أمسه نفاد النفقة وأحضرت الغليان على العادة إذا بالباب يدقه أحدهم فاضطرب أشد الاضطراب وقال لي خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان وقام مسرعاً ففتح الباب ودخل شخص في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها في غاية الذلة والمسكنة والأدب وأشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.

فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعاً وفتح الباب وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه.

ورجع السيد مغير اللون وناولني براءة وقال: هذه حوالة على رجل صراف قاعد في جبل الصفا فاذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها وقال علي بالحماميل (أي الحمالين) فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: (ريال فرانسة) ويساوي الواحد منها خمسة قرانات عجمية ويزيد فحملوها على أكتافهم وأتينا بها إلى الدار.

ولما كان في بعض الأيام ذهبت إلى الصراف لأسأله عن حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافاً ولا دكاناً فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقالوا ما عهدنا في هذا المكان صرافاً أبداً وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي الرحمن.

التسميات:

الصبر على الضيم

 الصبر على الضيم

كانت لإحدى النساء ابنةٌ فتيّةٌ وجميلة ، تنافس على الزواج منها رجلان وكلٌّ منهما طلبها من أمها لنفسه ، وهو يرغب في زواجها ويريدها زوجة له مهما كان الثمن ، فقالت المرأة : لا أزوج ابنتي إلا للذي يستطيع أن يجلس على مجرى الدخان ويصمد فترة أكثر من رفيقه الآخر , فوافق الاثنان على هذا الطلب ، واتفقوا على يومٍ معيّن يجلسان فيه على مجرى الدخان ، وعندما جاء ذلك اليوم توجّه الرجلان إلى بيت المرأة ، فأشعلت ناراً من القشّ وزبل المواشي وخرج منها دخانٌ كثيف , وجلس الرجلان على مجرى الدخان ، فأصبح الأول يميل برأسه يمنة ويسرة فترة قصيرة ، ثم لم يستطع التحمّل ، فنهض من عندها وقال لها : لا أريد ابنتك , ولا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم ، ثم تركها وسار في حال سبيله .

وجلس الرجل الثاني على مجرى الدخان فسالت دموعه ولكنه صبر , وسال مخاطه ولكنه كان يتحمّل حتى أصبحت عيناه كالجمر ، وأخيراً قالت له المرأة : كفاك يا رجل .. كفاك يا رجل .

فقام الرجل وعاد إلى بيته وعيناه كالجمر ودموعه تسيل بغزارة على خدّيه ، ولكنه كان يُمَنِّي نفسه بالزواج من تلك الفتاة الجميلة .

وفي اليوم التالي بعثت إليهما وقالت للذي تحمّل الدخان وصبر عليه أنا لا أزوج ابنتي للذي يصبر على الضيم ( أي على الذل والمهانة ) فعُد إلى بيتك فهي ليست من نصيبك ولن أزوجها لك .

وقالت للأول أما أنت فلأنك لم تصبر على الضيم ، ولم تصبر على تحمّل الأذى فقد زوجتك ابنتي ، لأنها لن تضام عندك وهي من نصيبك إن شاء الله ، وهكذا تزوّج الرجل الذي لم يصبر على الضيم أما الرجل الثاني فعاد يجر أذيال الهزيمة .

التسميات:

السبت، 29 يونيو 2013

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

حدثني العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفي الوفي المولى علي الرشتي طاب ثراه وكان عالما براً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم بصيراً ناقداً من تلامذة خاتم المحققين الشيخ المرتضى أعلى الله مقامه والسيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله ولما طالت شكوى أهل بلاد (لار) ونواحيها إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم وعاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً (رحمه الله) وقد صاحبته مدة سفراً وحفراً ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلا يسراً.

قال: رجعت مرة من زيارة أبي عبدالله (ع) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج رأيت أن ركابها من أهل الحلة ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح ورأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار فلا يمازح ولا يضحك وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء فيه قليلاً فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهر.

فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمهم إياه وقدحهم فيه فقال هؤلاء من أقاربي من أهل السنة وأبي منهم وأمي من أهل الإيمان وكنت أيضاً منهم ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (ع) فسألته عن كيفية إيمانه فقال:

اسمي ياقوت وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جمعياً وكان طريقنا في برية قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفه فضل عني الطريق وبقيت خائفاً من السباع والعطش فأخذت استغيث بالخلفاء والمشايخ واسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرعت كثيراً فلم يظهر منهم شيء فقلت في نفسي إني سمعت من أمي أنها كانت تقول إن لنا إماماً حياً يكن أبا الصالح يرشد الضال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت الله تعالى عن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين أمي.

فناديته واستغثت به فإذا برجل من جانبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء وكانت خضرتها مثل خضرة هذه النبات وأشار إلى نبات على حافة النهر ثم دلني على الطريق وأمرني بالدخول في دين أمي. وذكر كلمات نسيته وقال ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جمعياً من الشيعة فقلت: يا سيدي أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال لا لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكانت على مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.

فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني فسألته عملاً أتوصل به إلى لقائه (ع) مرة أخرى فقال: زر أبا عبدالله (ع) أربعين ليلة جمعة.

قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة يوم الخميس فلما وصلت إلى باب البلد إذا جماعة من أعوان الظالمين يطالبون الواردين بالتذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها متحيراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفى وأجوز عنهم فيما تيسر لي وإذ بصاحبي صاحب الأمر (ع) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب وما رآني أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس فبقيت متحسراً على فراقه عليه السلام.

التسميات:

تشرف الشيخ قاسم بلقاء الامام المهدي (ع)

تشرف الشيخ قاسم بلقائه (ع)

قال الفاضل المتبحر السيد علي خان الحويزي حدثني رجل من ذوي الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السفر إلى الحج قال:

تعبت يوماً من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنى الحاج كثيراً فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عني وصرت لا أدري إلى أين أتوجه فمشيت على جهة وأنا أصيح بأعلى صوتي يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (ع) كما ذكره ابن طاووس في كتاب (الأمان) فيما يقال عند إضلال الطريق.

فبينا أنا أصيح كذلك إذا براكب على ناقلة وهو على زي البدو فلما رآني قال لي أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني وقال لي امض لشأنك فقلت له العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوه فيها ماء وسقاني منه فوالله إنه ألذ وأعذب ماء شربته.

ثم أني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا.

التسميات:

الورد والخرابات

باقة ورد احمر

قال العلامة المجلسي في (البحار) أخبرني جماعة عن السيد السند الفاضل الميرزا محمد الاسترابادي (نور الله مرقده) أنه قال:

إنني كنت ذات ليلة أطوف حول بيت الله الحرام إذ أتى شاب حسن الوجه فأخذ في الطواف فلما قرب مني أعطاني باقة ورد أحمر في غير أوانه فأخذته منه وشممته وقلت له: من أين يا سيدي؟ قال: من الخرابات ثم غاب عني فلم أره.

التسميات:

الجمعة، 28 يونيو 2013

الضيف الثقيل والمضيف البخيل

الضيف الثقيل والمضيف البخيل

عُرِفَ أحدُ الأعراب ببخلٍ وشُحٍّ شديدين ، ولم يُسمع عنه أنه أقْرَى ضيفاً في حياته ، وكان بيته صغيراً ولم يحاول أن يوسّعه خشية أن يأتيه بعض الضيوف ، الأمر الذي لا يرغبه ولا يريده .

وفي أحد الأيام قدم عليه ضيفان على فرسيهما ، فرحَّب بهما وأجلسهما في المكان المُعدّ للضيوف ، وقدم لهما القهوة ، ثم عرض عليهما أن يعمل لهما قِرَى ، فسكتا ، والسكوت دلالة الرضى ، فامتعض بينه وبين نفسه ، وكانت أغنامه ترعى بعيداً عن البيت مع أحد أبنائه ، وليس لديه أحد ليبعثه ليأتي له بشاة يذبحها لهما ، فأتى ببهيمته ووضع على ظهرها وِقَاءً(1) ليركب عليه ، وأخذ يلفّ ويدور حولها عدة مرات ليركبها ولكن نفسه لم تطاوعه على ذلك ، فتركها وعاد إليهما قائلاً : يا قليلي الحياء ، تريدانني أن أترككما في بيتي لوحدكما وأذهب لآتي لكما بشاةٍ من القطيع الذي يبعد عن البيت مسافة غير قليلة ، وهذا الأمر يستغرق أكثر من ساعة من الزمان ، والطريق كما تعلمون مليئة بالعساكر وقد يتحرّشون بي ويقتلونني ، وتبقيا أنتما في بيتي وحدكما وليس به إلا زوجتي ، لعنكم الله ما أثقل دمكما ، قوما لا بارك الله بكما ، والله لا ذقتما عندي شيئاً ، هيا انصرفا من هنا ولا ترياني وجهيكما بعد اليوم . هيا انصرفوا من هنا ، فانصرف الضيفان مسرعين لا يلويان على شيء ، وهما يلعنان ذلك المضيف البخيل ويتعجّبان من شدة بخله وشحّه ، بينما عاد هو إلى بيته وزوجته مبتسماً ابتسامة عريضة بعد أن تخلص من هذين الضيفين الثقيلي الظل .

(1) - الوِقَاء : الفراش الذي يوضع على ظهر الدابة ليركب عليه .

التسميات:

انتشار الصحيفة السجادية في جميع البلدان ببركة الامام المهدي

انتشار الصحيفة السجادية في جميع البلدان ببركة الامام المهدي

جاء في (شرح من لا يحضره الفقيه) ضمن ترجمة المتوكل بن عمير راوي الصحيفة السجادية الكاملة قال رحمة الله:

كنت في أوائل البلوغ طالباً لمرضاة الله تعالى وساعياً في طلب رضاه عز وجل ولم يكن لي قرار بذكره إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أن صاحب الزمان (ع) كان واقفاً في الجامع القديم بأصفهان قريباً من باب الطنابي الذي هو الآن مدرسي فسلمت عليه وأردت أن أقبل رجله فلم يدعني فقبلت يده وسألته مسائل قد أشكلت علي منها أني كنت أوسوس في صلاتي وكنت أقول إنها ليست كما طلبت مني وأنا مشتغل بالقضاء ولا يمكنني إتيان صلاة الليل وسألت عنه شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلى صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد صلاة الليل فسألت الحجة (ع) أصلي صلاة الليل؟ فقال صلها ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي.

ثم قلت: يا مولاي لا يتيسر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاباً أعمل عليه دائماً فقال (ع): أعطيت لأجلك كتاباً إلى المولى محمد التاج وكنت أعرفه في النوم وقال (ع) اذهب وخذه منه فخرجت من باب المسجد إلى ذلك الشخص فلما رآني قال لي بعثك الصاحب (ع) إلي؟ قلت نعم فأخرج من جيبه كتاباً قديماً فلما فتحته ظهر لي أنه كتاب الدعاء فقبلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجهاً إلى الصاحب (ع) وهنا انتهت من النوم ولم يكن معي ذلك الكتاب.

فشرعت في التضرع والبكاء لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الفجر فلما فرغت من الصلاة والتعقيب وقع في خاطري أن مولانا محمد التاج هو الشيخ البهائي نفسه وأن تسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء فجئت إلى مدرسه وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلاً بمقابلة الصحيفة (السجادية) وكان معه القارئ السيد صالح أمير ذو الفقار الكالبايكاني فجلست ساعة حتى فرغ من عمله والظاهر أن كلامهما كان في سند الصحيفة لكن للغم الذي أن عندي لم أفهم كلامهما وكنت أبكي فتوجهت إلى الشيخ وقصصت عليه رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب فقال الشيخ أبشر بالعلوم الإلهية والمعارف اليقينية وجميع ما كنت تطلب دائماً وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوف وكان مائلاً إليه.

فلم يسكن قلبي وخرجت باكياً متفكراً فألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم فلما وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلاً صالحاً اسمه آغا حسن فأتيته وسلمت عليه فقال الكتب الوقفية عندي وكل من يأخذ منها من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف ولعلك تعمل بها أنظر إلى هذه الكتب فما احتجت إليه منها فخذه فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم فشرعت في البكاء وقلت هذا يكفيني وليس في بالي أني ذكرت له المنام أم لا ثم أتيت إلى الشيخ وشرعت في المقابلة مع نسخته التي متنها جد أبيه عن نسخه الشهيد وكان الشهيد (ره) قد كتب نسخته عن نسخه عميد الرؤساء وابن السكون وكان قابلها مع نسخه ابن إدريس واسطة أو بواسطة واحدة.

وكانت النسخة التي أعطا فيها الصاحب (ع) مكتوبة بخط الشهيد وكانت موفقة لها غاية الموافقة حتى في النسخ التي كان مكتوباً على هامشها وبعد أن فرغت من المقابلة شرع الناس في المقابلة مع النسخة التي عندي وببركة عطاء الحجة (ع) صارت الصحيفة الكاملة في جميع البلاد كالشمس الطالعة في كل بيت، وسيما في إصفهان فإن لدى أكثر الناس صحائف متعددة وأكثرهم صلحاء ومن أهل الدعاء وكثير منهم مستجابوا الدعوة وهذه آثار إعجاز صاحب الأمر (ع) وما أعطانيه الله تعالى من العلوم بسبب الصحيفة لا أحصيها.

التسميات:

الخميس، 27 يونيو 2013

شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركه الامام المهدي (ع)

شفاء الشيخ الحر العاملي من مرضه ببركه الامام المهدي (ع)

قال المحدث الجليل الحر العاملي في (إثبات الهداة) كنت في عصر الصبا وسني عشر سنين أو نحوها حين أصابتي مرض شديد جداً حتى اجتمع أهلي وأقاربي وبكوا وتهيأوا للتعزية وأيقنوا أني أموت تلك الليلة فرأيت النبي والأئمة الأثني عشر (صلوات الله عليهم) وأنا فيما بين النائم واليقظان فسلمت عليهم وصافحتهم واحداً واحداً وجاء بيني وبين الصادق (ع) كلام ولم يبق في خاطري إلا أنه دعا لي.

فلما سلمت على صاحب الأمر (ع) وصافحته بكيت وقلت يا مولاي أخاف أن أموت في هذا المرض ولم أقض وطري من العلم والعمل فقال (ع) لا تخف فإنك لا تموت في هذا المرض بل يشفيك الله وتعمر عمراً طويلاً ثم ناولني قدحاً كان في يده فشربت منه وأفقت في الحال وزال عني المرض بالكلية وجلست وتعجب أهلي وأقاربي ولم أحدثهم بما رأيت بعد أيام.

التسميات:

مناظرة رجل من الشيعة رجل من السنة

ابوبكر وعمر وعثمان وعلي في الميزان

ذكر العالم الفاضل الخبير الميرزا عبدالله الأصفهاني تلميذ العلامة المجلسي (ره) في الفصل الثاني من خاتمة القسم الأول من كتاب (رياض العلماء) أن الشيخ أبا القاسم بن محمد بن أبي القاسم الحاسمي هو الفاضل العالم الكامل المعروف بالحاسمي وهو من كبار مشايخ أصحابنا ويظهر أنه من قدماء الأصحاب.

وقال الأمير السيد الحسين العاملي المعروف بالمجتهد المعاصر للسلطان الشاه عباس الماضي الصفوي في أواخر رسالته التي ألفها في أحوال أهل الخلاف في الدنيا والآخرة في مقام الحديث عن بعض المناظرات الواقعة بين الشيعة وأهل السنة ما نصه:

الثانية منها حكاية غريبة وقعت في البلدة الطيبة همدان بين شيعي اثني عشر وبين شخص سني رأيتها في كتاب قديم يحتمل حسب العادة أن تاريخ كتابته يعود إلى ثلاثمائة سنة قبل الآن وجاء فيه:

قامت بين بعض علماء الشيعة ألاثني عشرية واسمه أبو القاسم محمد بن أبي القاسم الحاسمي وبين بعض علماء أهل السنة واسمه رفيع الدين الحسين صداقة وصحبة قديمتان وشراكة في الأموال ومخالطة في أكثر الأحوال وفي الأسفار ولم يكن أحدهما ليخفي مذهبه عن صاحبه وكان أبو القاسم يدعو رفيع الدين مازحاً بالنصب كما ينسب رفيع الدين أبا القاسم إلى الرفض ولم يقع بينهما خلال صحبتهما أي بحث في المذهب إلى أن اتفق لهما يوماً أن تبادلا الكلام في ذلك وكانا في مسجد بلدة همدان الذي يقال له المسجد العتيق وأثناء الكلام جعل رفيع الدين الحسين يفضل فلاناً وفلاناً على أمير المؤمنين (ع) ورد عليه أبو القاسم ففضل أمير المؤمنين (ع) على فلان وفلان واستدل أبو القاسم على صحة مذهبه بذكر الآيات والأحاديث الكثيرة وذكر المقامات والكرامات والمعجزات التي صدرت عنه (ع) بينما جعل رفيع الدين يعكس الأمر، ويستدل على فضل أبي بكر على علي (ع) بصحبة النبي (ص) له في الغار ودعوته إياه بالصديق الأكبر بين المهاجرين والأنصار وأنه خص من بينهم بالمصاهرة والخلافة والإمامة كما أورد عن النبي (ص) حديثين في شأن أبي بكر وأحدهما أنه منه بمنزل القميص... الخ والآخر أنه (ص) ينصر باثنين بعده أبي بكر وعمر فلما سمع أبو القاسم مقالته قال له: بأي وجه وسبب تفضل أبا بكر والإنس الأوصياء وسند الأولياء وحامل اللواء وعلى إمام الجن والإنس قسيم الجنة والنار في حين أنك تعلمت أن علياً (ع) هو الصديق الأكبر والفاروق الأزهر وهو أخو رسول الله (ص) وزوج البتول؟ وتعلم أيضا أنه عندما خرج رسول (ص) نحو الغار هارباً من الظلمة والفجرة الكفار نام في فراشة وشاركه في العسر والفقر وأن رسول الله (ص) سد أبواب الصحابة إلى المسجد إلا باب علي (ع) وأنه رفع علياً (ع) على كتفه فحطم الأصنام في فجر الإسلام وأن الله عز وجل زوجه من فاطمة (ع) في الملأ الأعلى وأنه قاتل عمرو بن عبد ود العامري وفاتح خيبر وأنه لم يشرك بالله طرفة عين على نقيض أولئك الثلاثة وتعلم أن رسول الله (ص) شبهه بالأنبياء الأربعة حيث قال:

من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه وإلى موسى في شدته وإلى عيسى في زهده فلينظر إلى علي بن أبي طالب.

فمع هذه الفضائل والكمالات الظاهرة الباهرة إلى قرابته من رسول الله (ص) إلى رد الشمس له كيف يعقل أو يجوز تفضيل أبي بكر على علي (ع)؟! فلما سمع رفيع الدين مقالة صاحبة وظهور فضل علي (ع) على أبي بكر تزعزع ما كان يربطه بأبي القاسم من علاقة خاصة وتبادلاً كلاماً قال رفيع الدين بعده:

أترضى بحكم أول داخل إلى هذا المسجد فإلى أينا حكم رضينا حكمه؟

تردد أبو القاسم هنيئة فهو يعرف تماما مذهب أهل الحمدان وأنهم من أهل السنة فخاف من هذا الشرط لكنه أمام إلحاح صاحبه قبل بالشرط على مضض ولم يمض إلا قليل حتى ظهر شاب تبدو عليه مخايل النجابه والجلالة وكان يبدو من حالته أنه قادم من سفر ودخل الشاب المسجد وطاف فيه وبعد الطواف دنا منهما فسارع رفيع الدين إليه وهو يضطرب وبعد السلام على الشاب عرض عليه ما كان بينه وبين صاحبه وبالغ في إظهار مذهبه إلى الشاب مشفعاً أقواله بالإيمان المؤكده وأقسم عليه أن يقول ما يعتقد واقعاً فبادر الشاب دون توقف فأنشد هذين البيتين:

ومتى أقل مولاي أفضل منهما ****** أكن للذي فضلته متـنقــــصاً.

ألم تر أن السيف يزري بحده ****** مقالك هذا السيف أحدى من العصا

وبعد أن فرغ الشاب من قراءة البيتين وأبو القاسم ورفيع الدين في ذهول مما رأياه من فصاحته وبلاغته أراد معرفة المزيد عن حاله لكنه غاب عن ناظريهما ولم يجد له أثراً فما كان من رفيع الدين بعد أن رأى ما رأى إلا أن تخلى عن مذهبه وقال بالإمامة الأثني عشرية.

التسميات:

الأربعاء، 26 يونيو 2013

حكاية الرمان والوزير الناصبي في البحرين

حكاية الرمان والوزير الناصبي في البحرين

وجاء في ذلك الكتاب الشريف أيضاً أن بعض الأفاضل الكرام والثقاة الأعلام قال: لما كانت بلدة البحرين تحت حكم الفرنجة جعلوا والياً عليها رجلاً من المسلمين ليكون ادعى إلى تعميرها وأصلح بحال أهلها وكان هذا الوالي من النواصب وله وزير أشد نصباً منه يظهر العداوة لأهل البحرين لحبهم لأهل البيت عليهم السلام ويحتال في إهلاكهم والإضرار بهم بكل حيلة.

فلما كان في بعض الأيام دخل الوزير على الوالي وبيده رمانه فأعطاها الوالي فإذا مكتوب عليها:

(لا إله إلا الله محمد رسول الله وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي خلفاء رسول الله).

فتأمل الوالي فرأى الكتابة من أصل الرمانة بحيث لا يحتمل عنده أن تكون من صناعة البشر فتعجب من ذلك وقال للوزير هذه آية بينة وحجة قوية على إبطال مذهب الرافضة فما رأيك في أهل البحرين؟ فقال له أصلحك الله إن هؤلاء جماعة متعصبون ينكرون البراهين وينبغي أن تحضرهم وتريهم هذه الرمانة فإن قبلوا ورجعوا إلى مذهبنا كان لك الثواب الجزيل بذلك وإن أبو إلا المقام على ضلالتهم فخيرهم بين ثلاث: إما أن يؤدوا الجزية وهم صاغرون أو يأتوا بجواب عن هذه الآية البينة التي لا محيص عنها أو تقتل رجالهم وتسبي نساءهم وأولادهم وتأخذ بالغنيمة أموالهم.

فاستحسن الوالي رأيه وأرسل إلى العلماء والأفاضل الأخيار والنجباء والسادة الأبرار من أهل البحرين وأحضرهم وأراهم الرمانة وأخبرهم بما رأى فيهم إن لم يأتوا بجواب شاف من القتل والأسر وأخذ الأموال أو أخذ الجزية على وجه الصغار كالكفار فتحيروا في أمرهم ولم يقدروا على جواب وتغيرت وجوههم وارتعدت فرائصهم.

فقال كبراؤهم أمهلنا أيها الأمير ثلاثة أيام لعنا نأتيك بجواب ترتضيه وإلا فاحكم فينا ما شئت فأمهلهم فخرجوا من عنده خائفين مرعوبين متحرين.

فاجتمعوا في مجلس وأجالو الرأي في ذلك فاتفق رأيهم على أن يختاروا من صلحاء البحرين وزهادهم عشرة ففعلوا ثم اختاروا من العشر ثلاثة فقالوا لأحدهم أخرج الليلة إلى الصحراء واعبد الله فيها واستغث بإمام زماننا وحجة الله علينا لعله يبين لك ما هو المخرج من هذه الداهية الدهماء.

فخرج وبات طوال ليلته متعبداً خاشعاً داعياً باكياً يدعو ويستغيث بالإمام (ع) حتى أصبح ولم ير شيئاً فأتاهم وأخبرهم فبعثوا في الليلة الثانية الثاني منهم فرجع كصاحبة ولم يأتيهم بخير فازداد قلقهم وجزعهم.

فأحضروا الثالث وكان تقياً فاضلاً اسمه محمد بن عيسى فخرج الليلة الثالثة حافياً حاسر الرأس إلى الصحراء وكانت ليلة مظلمة فدعا وبكى وتوسل إلى الله تعالى في خلاص هؤلاء المؤمنين وكشف هذه البلية عنهم واستغاث بصاحب الزمان.

فلما كان في آخر الليل إذا هو برجل يخاطبه ويقول: يا محمد بن عيسى مالي أراك على هذه الحالة ولماذا خرجت إلى هذه البرية؟ فقال له: أيها الرجل دعني فإني خرجت لأمر عظيم وخطب لا أذكر إلا لإمامي ولا أشكوه إلا إلى من يقدر على كشفه عني.

فقال: يا محمد بن عيسى أنا صاحب الأمر فاذكر حاجتك فقال: إن كنت هو فأنت تعلم قصتي ولا تحتاج إلى أن شرحها لك فقال له نعم خرجت لما دهمكم من أمر الرمانة وما كتب عليها وما أوعدكم الأمير به.

قال محمد بن عيسى فلما سمعت ذلك توجهت إليه قلت له نعم يا مولاي لأنت تعلم ما أصابنا وأنت إمامنا وملاذنا والقادر على كشفه عنا.

فقال (صلوات الله عليه) يا محمد بن عيسى إن الوزير لعنه الله في داره شجرة رمان فلما حملت تلك الشجرة صنع شيئاً من الطين على هيئة الرمانة وجعلها نصفين وكتب في داخل كل نصف بعض تلك الكتابة ثم وضعهما على الرمانة وشدهما عليها وهي صغيرة فأثر فيها وصارت هكذا فإذا مضيتم غداً إلى الوالي فقل له جئتك بالجواب ولكني لا أبدية لك إلا في دار الوزير فإذا مضيتم إلى داره فانظر عن يمينك فترى غرفة فقل للوالي لا أجيبك إلا في تلك الغرفة وسيأبى الوزير ذلك فبالغ أنت في ذلك ولا ترض إلا بالصعود غليها فإذا صعد فاصعد معه ولا تتركه يتقدم عليك فإذا دخلت الغرفة رأيت فيها كوة فيها كيس أبيض فانهض إليه وخذ ترفيه تلك الطينة التي عملها لهذه الحيلة ثم ضعها أمام الوالي وضع الرمانة فيها لينكشف له جلية الحال.

يا محمد بن عيسى قل للوالي أيضاً إن لدينا معجزة أخرى وهي أن هذه الرمانة ليس فيها إلا الرماد والدخان وإن أردت صحة ذلك فمر الوزير بكسرها فإذا كسرها طار الرماد والدخان على وجهه ولحيته.

فلما سمع محمد بن عيسى ذلك من الإمام فرح فرحاً شديداً وقبل الأرض بين يدي الإمام (صلوات الله عليه) وانصرف إلى أهله بالبشارة والسرور.

فلما أصبحوا مضوا إلى الوالي ففعل محمد بن عيسى كل ما أمره الإمام وظهر كل ما أخبره فالتفت الوالي إلى محمد بن عيسى وقال له من أخبرك بهذا؟ فقال: إمام زماننا وحجة الله علينا فقال ومن إمامكم؟ فأخبره بالأئمة واحداً بعد واحد إلى أن انتهى إلى صاحب الأمر (صلوات الله عليهم).

فقال الوالي: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن الخليفة من بعده بلا فصل أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ثم أقر بالأئمة إلى آخرهم (عليهم السلام) وحسن إيمانه.

التسميات:

قضاء الدين

قضاء الدين

حضرة الشيخ ((محمد باقر شيخ الإسلام)) قال: عندما كان المرحوم الحاج ((قوام الملك)) مشغولاً ببناء مبنى الحسينية سلّم رخام المبنى لسيد حجّار كان أستاذاً لحجّاري شيراز آنذاك واتفق معه على أُسلوب المقاطعة (أي تعيين الاُجور على العمل كله مهما كانت كلفته) وقد تحمل السيد الحجّار خسارة كبيرة في هذا المشروع حيث انه أصبح مقروضاً بمبلغ (300 توماناً) وكان آنذاك يعد مبلغاً ضخماً، وكان بسببه دائم الإضطراب والقلق.

وفي ليلة الجمعة صلى صلاة جعفر الطيار وتوسل إلى أمير المؤمنين (ع) ليشفع له عند الله لكشف غمه وحل مشكلته، وكرر عمله هذا في ليلتي الجمعة الثانية والثالثة. وفي الثالثة رأى أمير المؤمنين (ع) في رؤياه يقول له: إذهب غداً إلى الحاج ((قوام)) فقد حولنا المبلغ عليه.

وعندما استيقظ حار في أمره وقال كيف أذهب إلى الحاج ((قوام)) وأكلمه وليس عندي دليل على كلامي فلعله يكذبني.

ثم وبعد تفكير وتحير جمع أمره وذهب إلى الحسينية وجلس في زاوية منها مهموماً مغموماُُ وبينما هو كذلك وإذ بالحاج ((قوام)) قد حضر ومعه خدم الحسينية وجمع من أصدقائه، ولم يكن حضوره في مثل هذا الوقت متوقعاً، واقترب ((قوام)) حتى وقف أمام السيد الحجّار وقال له: لي معك حاجة فهيا بنا إلى المنزل.

وبعد ان عاد الحاج ((قوام)) إلى منزله لحق به ((السيد)) الحجّار فاستقبله مرافقو الحاج وأدخلوه عليه باحترام تام، ولما دخل وسلم عليه قام ((الحاج قوام)) مباشرة ودون سؤاله عن حاله بتسليم ثلاثة أكياس في كل منها مائة تومان وقال له: إقضِ دينك بهذه. ولم يعقب بشيء.

***

نستفيد من هذه القصة إلى أي حد كان الأغنياء السابقون ذا صدق وإخلاص في عمل الخير إلى الحد الذي نالوا معه الإهتمام والعناية من أئمة الدين وكانوا يصحبونهم في دربهم، بينما اليوم نرى أن معظم الأغنياء غالباً ما يشغلون أفكارهم بزيادة ثروتهم ويحرمهم ذلك التوفيق لصرف بعض ثروتهم في الأمور الخيرية، كما أنهم إذا وفقوا لصرف القليل من أملاكهم في عمل الخير فيحرمون من الصدق والإخلاص في ذلك وينتظرون من عملهم مدح الناس وشكر الآخرين، وبما ان عملهم هذا غير خالص لله فلن يبقى لهم منه شيء.

وقد تناولنا البحث حول الرياء في أعمال الخير والذي يسبب بطلان العمل في كتاب ((الكبائر)) وبشكل مفصل. وأسال الله أن يوفق أغنياءنا للحصول على نتيجة ادخارهم وأن ينالوا شيئاً مما جمعوا. فالمال الذي يستحق الحمل والتعب هو المال الصالح الذي يزيد في ذخيرة الآخرة.

التسميات:

الثلاثاء، 25 يونيو 2013

في ذكر دعاء العبرات

في ذكر دعاء العبرات
قال آية الله العلامة الحلي (رحمة الله ) في كتاب ( منهاج الصلاح) في شرح دعاء العبرات.

الدعاء المعروف هو مروي عن الصادق جعفر بن محمد (ع) وله- من جهة السيد السعيد رضي الدين محمد بن محمد بن محمد الأوى قدس الله روحه- حكاية معروفة بخط بعض الفضلاء في هامش ذلك الموضع من (المنهاج) روى المولى السعيد فخر الدين محمد بن الشيخ الأجل جمال الدين يعنى العلامة الذي روي عن والده عن جده الفقيه سديد الدين يوسف عن السيد الرضي المذكور أنه كان مأخوذاً (أي مسجوناً) عند أمير من أمراء السلطان جرماغون مدة طويلة مع شدة وضيق فرأى في نومه الخلف الصالح المنتظر فبكى وقال يا مولاي اشفع في خلاصي من هؤلاء الظلمة فقال (ع) ادع دعاء العبرات فقال ما دعاء العبرات؟ فقال (ع) إنه في مصباحك فقال يا مولاي ما في مصباحي دعاء فقال عليه السلام أنظر تجده فانتبه من منامه وصلي الصبح وفتح المصباح فلقي ورقة مكتوباً فيها هذا الدعاء بين الأوراق فدعا به أربعين مرة وكان لهذا الأمير امرأتان إحداهما عاقلة مدبرة وهو كثير الاعتماد عليها فجاء الأمير في نوبتها فقالت له أخذت أحداً من أولاد أمير المؤمنين (ع) ؟ فقال لها لم تسألين عن ذلك؟ فقالت: رأيت شخصاً كأن نور الشمس يتلألأ من وجهه فأخذ بخلقي بين أصبعيه ثم قال: أرى بعلك أخذ ولدي وهو يضيق عليه في المطعم والمشرب فقلت له: يا سيدي من أنت؟ قال أنا علي بن ابي طالب قولي له إن لم تخل عنه لأخربن بيته.

فشاع هذا المنام وبلغ السلطان فقال ما أعلم ذلك وطلب نوابه فقال من عندك مأخوذ؟ فقالوا الشيخ أمرت بأخذه فقال: خلوا سبيله وأعطوه فرساً يركبها ودلوه على الطريق ليمض إلى بيته.

التسميات:

السبت، 22 يونيو 2013

تشرف الشريف عمر بن حمزة بلقاء صاحب الامر (ع)

تشرف الشريف عمر بن حمزة بلقائه (ع)

حدثني السيد الجليل الشريف أبو الحسن علي بن إبراهيم العريضي العلوي الحسيني قال: حدثني علي بن نما قال حدثني أبو محمد الحسن بن علي بن حمزة الاقساني في دار الشريف علي بن جعفر بن علي المدائني العلوي

قال: كان بالكوفة شيخ قصار وكان موسوما بالزهد منخرطا في سلك السياحة متبتلا للعبادة مقتفيا للآثار الصالحة، فاتفق يوما أنني كنت بمجلس والدي وكان هذا الشيخ يحدثه وهو مقبل عليه،

قال: كنت ذات ليلة بمسجد جعفي وهو مسجد قديم وقد انتصف الليل وأنا بمفردي فيه للخلوة والعبادة، فإذا أقبل علي ثلاثة أشخاص فدخلوا المسجد فلما توسطوا صرحته جلس أحدهم ثم مسح الارض بيده يمنة ويسرة فحصحص (فخضخض) الماء ونبع فأسبغ الوضوء منه، ثم أشار إلى الشخصين الآخرين بإسباغ الوضوء فتوضئا، ثم تقدم فصلى بهما إماما فصليت معهم مؤتما به، فلما سلم وقضى صلواته بهرني حاله واستعظمت فعله من إنباع الماء، فسألت الشخص الذي كان منهما إلى يميني عن الرجل فقلت له: من هذا ؟

فقال لي: هذا صاحب الامر ولد الحسن عليه السلام، فدنوت منه وقبلت يديه وقلت له: يابن رسول الله صلى الله عليه وآله ما تقول في الشريف عمر بن حمزة هل هو على الحق؟

فقال: لا، وربما اهتدى إلا أنه ما يموت حتى يراني

فاستطرفنا هذا الحديث فمضت برهة طويلة فتوفي الشريف عمر ولم يشع أنه لقيه فلما اجتمعت بالشيخ الزاهد ابن نادية أذكرته بالحكاية التي كان ذكرها، وقلت له مثل الراد عليه: أليس كنت ذكرت أن هذا الشريف عمر لا يموت حتى يرى صاحب الامر الذي أشرت إليه فقال لي ومن أين لك أنه لم يره ؟

ثم إنني اجتمعت فيما بعد بالشريف أبي المناقب ولد الشريف عمر بن حمزة وتفاوضنا أحاديث والده فقال: إنا كنا ذات ليلة في آخر الليل عند والدي وهو في مرضه الذي مات فيه وقد سقطت قوته بواحدة، وخفت موته، والابواب مغلقة علينا، إذ دخل علينا شخص هبناه واستطرفنا دخوله، وذهلنا عن سؤاله، فجلس إلى جنب والدي وجعل يحدثه مليا ووالدي يبكي، ثم نهض

فلما غاب عن أعيننا تحامل والدي وقال: أجلسوني فأجلسناه، وفتح عينيه وقال: أين الشخص الذي كان عندي ؟ فقلنا: خرج من حيث أتى فقال: اطلبوه فذهبنا في أثره فوجدنا الابواب مغلقة ولم نجد له أثرا، فعدنا إليه فأخبرناه بحاله وإنا لم نجده، ثم إنا سألناه عنه فقال: هذا صاحب الامر، ثم عاد إلي ثقله في المرض وأغمي عليه.

التسميات:

حكاية الكاشاني المريض وشفائه ببركة الامام المهدي (عج)

حكاية الكاشاني المريض وشفائه ببركة الامام المهدي (عج)

أخبرني جماعة من أهل النجف الأشرف أن رجلاً من أهل كاشان أتي النجف متوجهاً إلى بيت الله الحرام فاعتل علة شديدة حتى يبست رجلاه ولم يقدر على المشي فخلفه رفقاؤه عند رجل من الصلحاء كان يسكن في بعض حجرات المدرسة المحيط بالروضة المقدسة وذهبوا إلى الحج.

فكان هذا الرجل النجفي يغلق عليه الباب كل يوم ويذهب إلى الصحاري للتنزه ولطلب الدراري التي تؤخذ منها فقال له في بعض الأيام إني قد ضاق صدري واستوحشت من هذا المكان فاذهب بي اليوم واطرحني في مكان واذهب حيث شئت.

قال الكاشاني فأجابني إلى ذلك وحملني وذهب بي إلى مقام خارج النجف يقال له مقام القائم (ع) فأجلسني هناك وغسل قميصه في الحوض وطرحه على شجرة كانت هناك وذهب إلى الصحراء وبقيت وحدي مغموماً أفكر في ما يؤول إليه أمري فإذا أنا بشاب صبيح الوجه أسمر اللون دخل الصحن وسلم علي وذهب إلى بيت المقام وصلى عند المحراب ركعات بخضوع وخشوع لم أر مثله قط، فلما فرغ من الصلاة أتاني وسألني عن حالي فقلت له ابتليت ببلية ضقت بها لا يشفيني الله فأسلم منها , ولا يذهب بي فأستريح فقال لا تحزن سيعطيك الله كليهما وذهب.

فلما خرج رأيت القميص وقد وقع على الأرض فقمت وأخذته وغسلته وطرحته على الشجرة وتفكرت في أمري وقلت كنت لا أقدر على القيام والحركة فكيف صرت هكذا؟ فنظرت إلى نفسي فلم أجد شيئاً مما كان بي فعلمت أنه كان القائم (صلوات الله عليه) فخرجت فنظرت في الصحراء فلم أر أحداً فندمت ندامة شديدة.

فلما أتاني صاحب الحجرة سألني عن حالي وتحير في أمري فأخبرته بما جرى فتحسر على ما فات منه ومني ومشيت معه إلى الحجرة.

قال الرواة: وبقي الرجل سالماً حتى عاد الحجاج وعاد رفقاؤه وكان معهم مدة ثم مرض ومات ودفن في الصحن المقدس وظهر صحة ما أخبره به (عليه السلام) من وقوع الأمرين معاً.

التسميات:

الجمعة، 21 يونيو 2013

تشرف السيد عطوة العلوي الحسني بلقاء امام الزمان (عج)

تشرف السيد عطوة العلوي الحسني بلقاء امام الزمان (عج)

يقول العالم الفاضل الألمعي علي بن عيسى الإربلي صاحب (كشف الغمة) حكي لي السيد باقي بن عطوة العلوي الحسني قال: كان أبي عطوة زيدي المذهب وكان يشكو علة عجز أطباء عن علاجها وكان ينكر علينا نحن بنيه الميل إلى مذهب الأمامية ويقول لا أصدقكم ولا أقول بمذهبكم حتى يجئ صاحبكم- يعنى الإمام المهدي (عج)- فيبرئني من هذا المرض ولا يفتأ يكرر هذا القول.

فبينما نحن مجتمعون عند وقت العشاء الأخر ذات ليلة إذ أبونا يصيح ويستغيث بنا فأتيناه سراعاً فقال ألحقوا صاحبكم فالساعة خرج من عندي فخرجنا فلم نرى أحداً فعدنا إليه وسألناه فقال إنه دخل إلى شخص وقال يا عطوة فقلت من أنت؟ فقال أنا صاحب بنيك قد جئت لأبرئك مما بك ثم مد يده فعصر موضع الألم عندي ومشى ومددت يدي فلم أجد لما بي أثراً.

قال لي ولده: وبقي مثل الغزال ليس به علة واشتهرت هذه القصة وسألت عنها غير أبنه فأخبروني وأقروا بها.

التسميات:

صاحب الزمان يعلم "أبا الحسن بن أبي البغل" دعاء الفرج

صاحب الزمان يعلم "أبا الحسن بن أبي البغل" دعاء الفرج

ذكر السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب (فرج المهموم) وذكر العلامة المجلسي في (البحار) عن كتاب (الدلائل) للشيخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري أنه قال:

حدثنا أبو جعفر محمد بن هارون بن موسى التلعكبري قال حدثني أبو الحسين بن أبي البغل الكاتب قال:

تقلدت عملاً من أبي منصور بن صالحان وجرى بيني وبينه ما أوجب استشاري فطلبني وأخافني فمكثت مستتراً خائفاً ثم قصدت مقابر قريش (أي مرقد الكاظم (ع) ليلة الجمعة واعتمدت المبيت هناك للدعاء والمسألة وكانت ليلة ريح ومطر فسألت أبا جعفر القيم أن يغلق الأبواب وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما أريده من الدعاء والمسألة وآمن من دخول إنسان مما لم آمنه وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع ومكثت أدعو وأزور وأصلي.

فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأ عند مولانا موسى (ع) وإذا رجل يزور فسلم على آدم وأولي العزم ثم الأئمة واحداً واحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان (ع) فلم يذكره فعجبت من ذلك وقلت: لعله نسي أو لم يعرف أو هذا مذهب الرجل.

فلما فرغ من زيارته صلى ركعتين وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر (ع) فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه ورأيته شاباً تاماً من الرجال عليه ثياب بيض وعمامة محنك بذؤابة ورائده على كتفه مسبل فقال يا أبا الحسن بن أبي البغل أين أنت من دعاء الفرج؟ فقلت: وما هو يا سيدي؟ فقال: تصلي ركعتين وتقول:

﴿يا من أظهر الجميل وستر القبيح، يا من لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم المن يا كريم الصفح يا حسن التجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرحمة يا منتهى كل نجوى يا غاية كل شكوى يا عون كل مستعين يا مبتدئاً قبل استحقاقها يا رباه (عشره مرات) يا غاية رغبتاه (عشره مرات) أسألك بحق هذه الأسماء وبحق محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) إلا ما كشفت كربي ونفسي همي وفرجت غمي وأصلحت حالي﴾.

وتدعو بعد ذلك ما شئت وتسأل حاجتك ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وتقول مئة مرة في سجودك: ( يا محمد يا علي يا علي يا محمد أكفياني فإنكما كافياي وانصراني فإنكما ناصراي).

وتضع خدك الأيسر على الأرض وتقول مئة مرة: (أدركني) وتكررها كثيراً وتقول: ( الغوث الغوث الغوث) حتى ينقطع النفس وترفع رأسك فإن الله بكرمه يقضي حاجتك إن شاء الله.

فلما شغلت بالصلاة والدعاء خرج فلما فرغت خرجت إلى أبي جعفر لأسأله عن الرجل وكيف دخل فرأيت الابواب على حالها مغلقه مقفلة فعجبت من ذلك وقلت:

لعله بات ههنا ولم أعلم فانتهيت إلى أبي جعفر القيم فخرج إلى من بيت الزيت (أي الحجرة حيث محل زيت السراج) فسألته عن الرجل ودخوله فقال الأبواب مقفلة كما ترى ما فتحتها فحدثته بالحديث فقال: هذا مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليه) وقد شاهدته مراراً في مثل هذه الليلة عند خلو المرقد من الناس.

فتأسفت على ما فاتني منه، وخرجت عند اقتراب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النهار إلا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي ويسألون عني أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه وقال:

انتهت بك الحال أن تشكوني إلى صاحب الزمان (صلوات الله عليه)؟ فقلت قد كان مني دعاء ومسألة فقال ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزمان (صلوات الله عليه) في النوم يعنى ليلة الجمعة وهو يأمرني بكل جميل ويجفو علي جفوة خفتها.

فقلت: لا إله إلا الله أشهد أنهم الحق ومنتهى الحق رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي كذا كذا وشرحت ما رأيته في المشهد فتعجب من ذلك وجرت منه بحقي أمور عظام حسان بهذا المعنى وبلغت منه غاية ما لم أظنه ببركة مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه.

التسميات:

الخميس، 20 يونيو 2013

الإمام المهدي (ع) والحجر الأسود

الإمام المهدي (ع) والحجر الأسود

إن القرامطة بعد أن قلعوا الحجر الأسود أثناء هجومهم على مكة المكرمة 317هـ ونقلوه إلى هجر وكان ذلك إبان الغيبة الصغرى بقي الحجر لديهم ثلاثين عاماً أو يزيد وأرجعوه إلى مكة 339 أو 337 هـ فكان المهدي (ع) هو الذي وضعه في مكانه وأقره على وضعه السابق كما ورد في أخبارنا.

قال الراوي لما وصلت إلى بغداد في سنة وثلاثين وثلاثمائة عزمت على الحج وهي السنة التي رد القرامطة فيها الحجر في مكانه إلى البيت. كان أكثر همي الظفر بمن ينصب الحجر لأنه يمضي في أبناء الكتب قصة أخذه فإنه لا يضعه إلا الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج وضعه زين العابدين (ع) في مكانه.

وأوضح الراوي بأن الناس فشلوا في وضعه في محلة وكلما وضعه إنسان اضطرب الحجر ولم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله فوضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات.

ثم أن المهدي (ع) خرج من المسجد ولاحقه الراوي طالباً منه حاجة فقضاها له وأقام الدلالة ساعتئذ على حقيقته.

التسميات:

شرف السيد المتقي العاملي بلقاء امام العصر "عج"

شرف السيد المتقي العاملي بلقائه (ع)

يقول السيد المتقي العاملي : وردت المشهد الرضوي المقدس للزيارة وأقمت فيه مدة وكنت في ضنك وضيق مع وفور النعمة ورخص أسعارها ولما أردت الرجوع مع سائر الزائرين لم يكن عندي شيء من الزاد حتى قرص لقوت يومي فتخلفت عنهم وبقيت إلى زوال الشمس فزرت مولاي وأديت فرض الصلاة ورأيت أني لو ألحق بالقافلة فلن يتيسر لي رفقة عن قريب وإن بقيت أدركني الشتاء وساءت حالتي.

فخرجت من الحرم المطهر بعد أن دعوت وشكوت وقلت في نفسي: أمشي على أثرهم فإن مت جوعاً استرحت وإلا لحقت بهم فخرجت من البلد وسألت عن الطريق وصرت أمشي حتى غربت الشمس وما صادفت أحداً فعلمت أني أخطأت الطريق وأنا ببادية مهولة لا يرى فيها سوى الحنظل وقد أشرفت من الجوع والعطش على الهلاك فصرت أكسر حنظلة حنظلة لعلي أظفر من بينها ببطيخة حتى كسرت نحواً من خمسمائة فلم أظفر بها وطلبت الماء والكلأ حتى جني الليل ويئست منهما فأيقنت الفناء واستسلمت للموت وبكيت على حالي.

وتراءى لي مكان مرتفع فصعدته فوجدت في أعلاه عيناً من الماء فتعجبت وشكرت الله عز وجل وشربت الماء ونقلت في نفسي: أتوضأ وأصلي لئلا ينزل بي الموت وأنا مشغول الذمة بهما فبادرت إليهما.

فلما فرغت من العشاء الأخرى وامتلأت البيداء بأصوات السباع وغيرها وكنت أعرف من بينها صوت الأسد والذئب وأرى أعين بعضها تتوقد كأنها السراج فزادت وحشتي إلا أني كنت مستسلماً للموت فأدركني النوم لكثرة التعب وما أفقت إلا والأصوات قد خمدت والدنيا بنور القمر قد أضاءت وأنا في غاية الضعف فرأيت فارساً مقبلاً علي، فقلت في نفسي: إنه يقتلني لأنه يريد متاعي فلا يجد شيئاً عندي فيغضب لذلك فيقتلني ولا أقل من أن تصيبني منه جراحة.

فلما وصل إلى سلم علي فرددت عليه السلام وطابت منه نفسي فقال: مالك؟ فأومأت إليه بضعفي فقال: عندك ثلاث بطيخات لم لا تأكل منها؟ فقلت: لا تستهزئ بي ودعني في حالي فقال لي: انظر وراءك فنظرت فرأيت شجرة بطيخ عليها ثلاث بطيخات كبار، فقال: سد جوعك بواحدة وخذ معك اثنتين وعليك بهذا الصراط المستقيم فامش عليه وكل نصف بطيخة أول النهار والنصف الآخر عند الزوال وأحفظ بطيخة فإنها تنفعك فإذا غربت الشمس تصل إلى خيمة سوداء يوصلك أهلها إلى القافلة وغاب عن بصري.

فقمت إلى تلك البطيخات فكسرت واحدة منها فرايتها في غاية الحلاوة واللطافة كأني ما أكلت مثلها فأكلتها وأخذت معي الاثنتين ولزمت الطريق وجعلت أمشي حتى طلعت الشمس ومضى على طلوعها مقدار ساعة فكسرت واحد منهما وأكلت نصفها وسرت إلى زوال الشمس فأكلت النصف الآخر وأخذت الطريق.

فلما قرب الغروب بدت لي تلك الخيمة ورآني أهلها فبادروا إلي وأخذوني بعنف وشدة وذهبوا بي إلى الخيمة كأنهم زعموني جاسوساً فأتوا بي إلى كبيرهم فقال لي بشدة وغضب من أين جئت؟ تصدقني وإلا قتلتك ورحنا نتبادل التخاطب بكل حيلة حتى شرحت له حالي فقال أيها السيد الكذاب لا يعبر من الطريق الذي تدعيه متنفس إلا تلف: أو أكله السباع ثم إنك كيف قدرت على تلك المسافة البعيدة في الزمان الذي تذكره ومن هذا المكان إلى المشهد المقدس مسيرة ثلاثة أيام؟! صدقني وإلا قتلتك وشهر سيفه في وجهي.

فبدا له البطيخ من تحت عباءتي فقال: ما هذا؟ فقصصت عليه قصته فقال الحاضرون: ليس في هذه الصحراء بطيخ خصوصاً هذه البطيخة التي ما رأينا مثلها أبداً.

ثم رجعوا إلى أنفسهم وتكلموا فيما بينهم وكأنهم علموا صدق مقالتي وأن هذه معجزة من الإمام (ع) فأقبلوا علي وقبلوا يدي وصدروني في مجلسهم وأكرموني غاية الإكرام وأخذوا لباسي تبركاً به وكسوني ألبسة جديدة فاخرة وأضافوني يومين وليلتين.

فلما كان اليوم الثالث أعطوني عشرة توامين ووجهوا معي ثلاثة منهم حتى أدركت القافلة.

التسميات:

الأربعاء، 19 يونيو 2013

علاج إسماعيل الهرقلي على يد صاحب الزمان عج

علاج إسماعيل الهرقلي على يد صاحب الزمان عج

قال العالم الفاضل علي بن عيسى الإربلي في ( كشف الغمة).

حدثني جماعة من ثقاة إخواني أنه كان في بلاد الحلة شخص يقال له : إسماعيل الهرقلي من قرية يقال لها: (هرقل)، مات في زماني وما رأيته حكى لي ولده شمس الدين قال:

حكي لي والدي أنه خرج (فية) وهو شاب على فخذه الأيسر توثة مقدار قبضة الإنسان وكانت في كل ربيع تتشقق ويخرج منها دم وقيح ويقطعه آلمها عن كثير من أشغاله، فحضر إلى الحلة يوماً ودخل إلى مجلس السيد رضي الدين علي بن طاووس وشكا إليه ما يجده، فأحضر له السيد أطباء الحلة وأراهم الموضع فقالوا: هذه التوثة فوق العرق الأكحل وعلاجها خطرا فمتى قطعت خيف أن ينقطع العرق فيموت.

فقال له السيد: أنا متوجه إلى بغداد وربما كان أطباؤها أعرف وأحذق من هؤلاء فاصحبني فصحبة فأحضر الأطباء فقالوا كما قال أولئك فضاق صدره فقال له السيد: إن الشرع قد فسح لك في الصلاة في هذه الثياب وعليك الاجتهاد في الاحتراس.

فقال والدي: إذا كان الأمر هكذا وقد حصلت في فأتوجه إلى زيارة المشهد الشريف بسر من رأى ثم توجه إلى هناك.

يقول صاحب (كشف الغمة): حدثني ولده قال : قال لي أبي:

لما دخلت المشهد وزرت الإمامين الهمامين علي النقي والحسن العسكري (عليهما السلام) نزلت السرداب واستغثت بالله تعالى وبصاحب الأمر (ع) وقضيت الليل في السرداب حتى إذا كان الصباح مضيت إلى دجلة فاغتسلت وغسلت ثيابي وملأت إبريقاً كان معي وصعدت أريد المشهد لمعاودة الزيارة فرأيت أربعة فرسان خارجين من باب السور وكان حول المشهد قوم من الشرفاء يرعون أغنامهم فحسبتهم منهم فالتقينا فرأيت شابين يتقلد كل منهما سيفاً وشيخاً منقباً بيده رمح. والآخر متقلد بسيف وعليه فرجية ملونة فوق السيف وهو متحنك بعذبته فوقف الشيخ صاحب الرمح بين الطريقين ووضع كعب رمحه في الأرض ووقف الشابان عن يسار الطريق وبقي صاحب الفرجية على الطريق مقابلاً لي ثم سلموا علي فرددت عليهم السلام فقال لي صاحب الفرجية: أتروح إلى أهلك غداً؟ قلت نعم، قال تقدم حتى أبصر ما يوجعك.

قال: فكرهت ملامستهم وقلت في نفسي: أهل البادية ما يكادون يحترزون من النجاسة وأنا قد خرجت من الماء وقميصي مبلول، ثم إنني مع ذلك تقدمت إليه فلزمني بيدي ومدني إليه وجعل يلمس جانبي من كتفي إلى أن أصابت يده التوثة. فعصرها بيده فأوجعني ثم استوى في سرج فرسه كما كان فقال لي الشيخ: أفلحت يا إسماعيل.

فتعجبت من معرفته باسمي فقلت: أفلحنا وأفلحتم إن شاء الله، فقال هذا هو الإمام فتقدمت إليه فاحتضنته وقبلت فخذه ثم إنه ساق وأنا أمشي معه محتضنه فقال: ارجع فقلت: لا أفارقك أبداً! فقال المصلحة رجوعك فأعدت عليه مثل القول الأول فقال الشيخ ما تستحي يقول لك الإمام مرتين: ارجع، وتخالفه؟

فجبهني بهذا القول فوقفت فتقدم خطوات والتفت إلي وقال إذا وصلت بغداد فلابد أن يطلبك أبو جعفر يعني الخليفة المستنصر فإذا حضرت عنده وأعطاك شيئاً فلا تأخذه وقل لولدنا الرضي ليكتب لك إلى علي بن عوض فإنني أوصيه يعطيك الذي تريد.

ثم سار وأصحابه معه، فلم أزل قائماً أبصرهم حتى بعدوا، وحصل عندي آسف لمفارقته فقعدت على الأرض ساعة ثم مشيت إلى المشهد فاجتمع القوام حوالي وقالوا نرى وجهك متغيراً أوجعك شيء؟ قلت: لا قالوا خاصمك أحد؟ قلت لا ليس عندي مما تقولون خبر، لكن أسألكم هل عرفتم الفرسان الذين كانوا عندكم؟ فقالوا: هم من الشرفاء أرباب الغنم فقلت بل هو الإمام (ع) فقالوا الإمام هو الشيخ أو صاحب الفرجية؟ فقلت هو صاحب الفرجية، فقالوا أريته المرض الذي فيك؟ فقلت: هو قبضة بيده وأوجعني ثم كشف رجلي فلم أرى لذلك المرض أثراً فتداخلني الشك من الدهش فأخرجت رجلي لآخر الأخرى فلم أر شيئاً فانطبق الناس على ومزقوا قميصي فأدخلني القوام خزانة ومنعوا الناس عني.

وكان ناظر (بين النهرين) بالمشهد فسمع الضجة وسأل عن الخبر فعرفوه فراح ليكتب الواقعة وبت في المشهد وصليت الصبح وخرجت وخرج الناس معي إلى أن بعدت عن المشهد فرجعوا عني ووصلت إلى (أواني) فبت بها وبكرت منها أريد بغداد فرأيت الناس مزدحمين على القنطرة العتيقة يسألون كل من ورد عليهم عن اسمه ونسبه وأين كان، فسألوني عن اسمي ومن أين جئت فعرفتهم ومزقوا ثيابي وكادت روحي تفارق مني الجسد. وكان ناظر (بين النهرين) كتب إلى بغداد وعرفهم الحال وخرج السيد رضي الدين ومعه جماعة فردوا الناس عني وسألني أعنك يقولون؟ قلت نعم فنزل عن دابته وكشف فخذي فلم ير شيئاً فغشي عليه ساعة ثم انتبه فأخبرني أن الوزير طلبه وأدخلني على الوزير وكان قيماً فقال له يا مولاي هذا أخي وأقرب الناس إلى قلبي.

فسألني الوزير عن القصة فحكيت له فأحضر الأطباء الذين أشرفوا على علتي فسألهم عنها وعن مداواتها فقالوا: ما دواؤها إلا القطع ومتى قطعها مات فقال فتقدير أن يقطع ولا يموت في كم تبرأ؟ فقالوا في شهرين ويبقى في مكانها حضيرة بيضاء لا ينبت فيها شعر فسألهم الوزير: متى رأيتموه؟ قال منذ عشرة أيام فكشف الوزير عن الفخذ التي كان فيها الألم فإذا هي مثل أختها ليس فيها أثر أصلاً.

فصاح أحد الأطباء- وكان نصرانياً- هذا والله من عمل المسيح! فقال الوزير حيث لم يكن من عملكم فنحن نعرف من عملها.

ثم إن الوزير بعث بي إلى الخليفة المستنصر فسألني عن القصة فعرفته بها كما جرت فتقدم لي بألف دينار فقال: خذ هذه فأنفقها فقلت: ما أجسر أخذ منها حبة واحدة فقال: ممن تخاف؟ فقلت من الذي فعل بي هذا قال لي لا تأخذ من أبي جعفر شيئاً فبكى الخليفة وخرجت من عنده ولم آخذ شيئاًَ.

يقول صاحب (كشف الغمة) كان من محاسن ما اتفق لي أني كنت يوماً أحكي هذه القصة لجماعة عندي وكان شمس الدين محمد ولد إسماعيل عندي وأنا لا أعرفه فلما انقضت الحكاية قال: أنا ولده لصلبه فعجبت من هذا الاتفاق وقلت له هل رأيت فخذه وهي مريضة؟ فقال: لا فقد كنت صغيراً ولكني رأيتها بعدما صلحت ولا أثر فيها وقد نبت في موضعها شعر، وكان أبي يحضر إلى بغداد كل سنة ويزور سر من رأى كل يوم من إقامته هناك عله يفوز برؤيته(ع) فلم يكتب له ذلك وقد زار سامراء أربعين مرة ثم مات رحمه الله بحسرته.

التسميات:

تأثير رقعة الاستغاثة ولقاء إمام العصر "عج"

رسائل البحر - تأثير رقعة الاستغاثة في لقاء إمام العصر "عج"

قصة العابد الصالح التقي المرحوم السيد محمد بن السيد عباس العاملي الساكن أيام حياته في قرية (جبشيت) من قرى جبل عامل في جنوب لبنان وهو من بني أعمام السيد النبيل والعالم المتبحر الجليل السيد صدر الدين العاملي الأصفهاني صهر شيخ فقهاء عصره الشيخ جعفر النجفي أعلى الله مقامهما.

وكان قصة السيد محمد المذكور أنه من كثرة تعدي أهل الجور عليه خرج من وطنه خائفاً هارباً من شدة فقره وقلة بضاعته فلم يمكن عنده يوم خروجه إلا ما يسد قوته يومه وأنه كان متعففاً لا يسأل أحداً.

وسارح في الأرض من دهره ورأى في أيام سياحته في نومه ويقظته عجائب كبيرة، إلى أن انتهى أمره إلى مجاورة النجف الأشرف وسكن في بعض الحجرات الفوقانية من الصحن المقدس وكان في شدة الفقر ولم يكن يعرفه بتلك الصفة إلا قليل حتى توفي رحمة الله في النجف الأشرف بعد خمس سنوات من يوم خروجه من قريته.

قال الراوي: وكان أحياناً يراودني وكان كثير العفة والحياء يحضر عندي أيام إقامة التعزية وربما استعار مني بعض كتب الأدعية وكان كثيراً ما لا يتمكن لقوته إلا على تميرات وكان يواظب على الأدعية المأثورة لسعة الرزق حتى أنه ما ترك شيئاً من الأذكار المروية والأدعية المأثورة.

واشتغل بعض أيامه على عرض حاجته على صاحب الزمان (ع) أربعين يوماً فكان يكتب حاجته ويخرج كل يوم قبل طلوع الشمس من البلد من الباب الصغير الذي يخرج منه إلى البحر ويبعد عن طرف اليمين مقدار فرسخ أو يزيد بحيث لا يراه أحد ثم يضع عريضته في بندقه من طين ويودعها أحد نوابه (ع) ويرميها في الماء إلى أن مضى عليه ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً.

قال يوماً بعد رجوعه: كنت في غاية الملالة وضيق الخلق أمشي مطرقاً رأسي، فإذا أنا برجل كأنه لحق بي من ورائي وكان في زي العرب فسلم علي فرددت عليه السلام بأقل ما يرد وما التفت إليه لضيق خلقي فسايرني مقداراً وأنا على حالي، فقال بلهجة أهل قريتي: سيد محمد ما حاجتك؟ يمضي عليك ثمانية أو تسعة وثلاثون يوماً تخرج قبل طلوع الشمس إلى المكان الفلاني وترمي العريضة في الماء تظن أن إمامك ليس مطلعاً على حاجتك.

قال: فتعجبت من ذلك لأني لم أطلع أحداً على شغلي ولا أحد رآني ولا أحد من أهل جبل عامل في المشهد لم أعرفه خصوصاً أنه لا بس الكفية والعقال وليس مرسوما في بلادنا فخطر في خاطري وصولي إلى المطلب الأقصى، وفوزي بالنعمة العظمى وأنه الحجة على البرايا إمام العصر روحي له الفداء.

وكنت سمعت قديماً أن يده المباركة من النعومة بحيث لا تبلغها يد أحد من الناس فقلت في نفسي أصافحة فإن كانت يده كما سمعت أصنع ما يحق بحضرته فمددت يدي وأنا على حالي لمصافحته فمد يده المباركة فصافحته فإذا يده كما سمعت فتيقنت الفوز والفلاح فرفعت رأسي ووجهت له وجهي وأردت تقبيل يده المباركة فلم أر أحداً.

التسميات:

الثلاثاء، 18 يونيو 2013

معجزة علوية في محرم الحرام عام 1358 هجرية

معجزة علوية في محرم الحرام عام 1358 هجرية

أثناء مجاورتي (المؤلف) لمرقد أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف وأثناء شهر محرم الحرام عام 1358 هـ أصدرت حكومة العراق آنذاك آمراً بمنع جميع مراسم العزاء في عاشوراء من مسيرات ولطم وندب وما إلى ذلك، وفي يوم عاشوراء قامت القوات الحكومية باقفال أبواب مقام أمير المؤمنين (ع) وكل الأبواب المؤدية إليه لمنع إقامة المراسم التي تقام فيه سنوياً بهذه المناسبة الجليلة. وكان آخر باب أقدموا على غلقه هو الباب المواجه للقبلة وقبل أن يغلق باحكام دخل النادبون من الردهة التي لم تغلق بعد على شكل هجوم، ولما وصلوا إلى الأبواب الداخلية وجدوها مغلقة، فقاموا بإحياء العزاء واللطم والندب في الإيوان بين البابين، وبينما هم كذلك إذ دخل عليهم جمع من الشرطة ومعهم رئيسهم ودخل الرئيس بحذائه العسكري إلى الإيوان وشرع بضرب المحتفلين وأمر باعتقالهم، فهاجمه المحتفلون ورفعوه ورموه في صحن المقام وقد أثخن بالجراح ولم يستطع الحراك. ولما رأوا انه من الممكن أن تشن عليهم القوات الحكومية هجوماً انتقامياً وتمنعهم من إقامة العزاء، فالتجأوا بخضوع وتوسل إلى باب الحرم المغلق وشرعوا بالندب صارخين ((يا علي افتح الباب فإنا المحتفون بعزاء ولدك الحسين)).

وفي لحظة واحدة فتحت جميع الأبواب دفعة واحدة، وقد نقل لي بعض الموثوقين الذين شاهدوا الأمر بأنفسهم أن صفائح الحديد التي كانت ممتدة على عرض الباب وتغلقه ومرتبطة باطرافها بالحائط كانت قد قطعت إلى قطعتين. فدخلوا الحرم المطهر.

وعلم أهالي النجف بالخبر فاجتمعوا في الحرم وهرب أفراد الشرطة. وأرسلوا تقريراً بالحادث إلى قادتهم في بغداد فأمروهم بعدم التعرض لهم، فأقيم العزاء في ذلك العام في النجف وكربلاء أكثر من أي عام مضى، ونظم الشعراء الشعر في هذه المعجزة وذاع صيتها. وقام أحد الفضلاء بنقش بعض أشعاره على لوحة علقها على حائط الحرم المطهر وقد سجلت ذلك الشعر آنذاك وهو:

من لم يقر بمعجزات المرتضى
صنو النبي فليس بمسلم
فتحت لنا الأبواب راحة كفه
اكرم بتك الراحتين وأنعم
اذ قد أرادوا منع أرباب العزا
بوقوع ما يجري الدم بمحرم
فإذا الوصي براحتيه أرّخوا
أوما ففكا لباب حفظاً للدم

وكما أشار الشاعر في نهاية شعره فلولا عنايته لوقعت فتنة عظيمة ولأريقت دماء كثيرة ويمكنك ادراك التاريخ من آخر عجز في القصيدة.

التسميات:

الثور الهزيل

 الثور الهزيل

كان عند أحد الأشخاص ثور صغير هزيل الجسم ، لا يسمن ولا تتحسن حالته ، بالرغم من كثرة الطعام الذي يقدمه له صاحبه من عَلَفٍ وقشٍّ وتبن وغيره .

وعندما طالت المدة ولم تتحسّن حالة الثور ذهب صاحبه إلى أحد الشيوخ الذين يعملون التمائم والحُجُب ، وشكا له حالة ثوره وكيف أنه قلق عليه ، ويخشى إن استمر الحال على ذلك أن يصاب ثوره بمكروه ، وطلب من الشيخ أن "يَفْتِـش " لثـوره ، وأن يعمـل له " ورقة " ليشفى من الهزال الذي هو فيه ، فطمأنه الشيخ قائلاً : عد إليّ في الغد وسأعمل له ما يعيد إليه عافيته ، وفي الغد أعطـاه "حِجَاباً " على شكل مثلث ملفوفاً لفّاً جيداً وقال له علّقه في رقبة ثورك وسيزول عنه الشرّ إن شاء الله .

وبعد عدة أيام بدأ الثور يتحسن شيئاً فشيئاً ، وسمن جداً حتى أصبح ثوراً كبيراً ، فأصاب الرجل شيء من الفضول وحب الاستطلاع لهذا السرّ الذي يكمن في الحجاب والذي أدّى إلى هذه النتائج المرضية والسريعة وقال في نفسه سأفتح هذا الحجاب وأرى ماذا كَتَبَ فيه الشيخ . وفعلاً فَكّ الحجاب من رقبة الثور وفتحه وقرأ ما كُتب فيه ، وإذا هو سطر واحد لا غير كُتب فيه :" يسمن الثور يا إن شاء الله عُمره ما سمن ".

فضحك الرجل من سخافته وقلة عقله وكيف صدق هذه الأباطيل ومزّق الحجاب غاضباً ورمى به إلى الأرض .

ولكن يقال إن الطريف في هذه القصة أن الثور بدأ يهزل من جديد .

التسميات:

الاثنين، 17 يونيو 2013

بنت الخوّاضة

 بنت الخوّاضة

يحكى أن رجلاً طلّق إمرأته بعد أن شَكَّ في نزاهتها وعفَّتِها ، وكانت قد أنجبت له بنتاً فتركتها عنده وعادت إلى أهلها ، وعاشت الطفلة في كنف والدها ، وبعد أن أصبحت صبية أخذت ترعى معه الإبل ، وفي أحد الأيام وبعد مرور فترة من الزمن ، سقطت أمطار غزيرة وسالت الأودية وامتلأت الغدران ، وأراد الرجل أن يعبر مع إبله أحد الأودية الذي كان يسيل بالماء ، ليعبر إلى الجهة الأخرى حيث ترعى إبله ، ولكن السيل حال بينه وبين ذلك ، ومنعه من العبور فتراجعت الإبل لا تجسر على عبور الوادي ، فقالت ابنته : امسك البَكْرَة(1) الفلانية وادفعها أمام الإبل فستخوض الماء لأن أمها كانت خوّاضة تخوض الماء ، فقال لها : هل أنت متأكدة من ذلك . فقالت نعم ، فامسك بالبَكْرَة ودفعها أمام الإبل فخاضت الماء وعبرت إلى الجهة الأخرى وتبعتها الإبل وعبرت وراءها ، وربط الرجل نفسه وربط ابنته معه بحبل وعبر الماء وعندما أصبح في وسط السيل قال لها كيف عرفت يا ابنتي أن البَكْرَة الفلانية ستخوض الماء ، فقالت : لقد كانت أمها خواضّة وبنت الخواضة خواضة كأمّها ، فقال : صدقتِ يا ابنتي ، ثم قطع الحبل بها ودفعها فابتلعتها المياه وأخذها السيل .

تعليق : في ديننا السمح لا يُعاقب البريء بذنب المسيء ، وكذلك في عصرنا الحاضر لا يُحاسب إنسان بجريرة غيره ، ولكن الكثير من الحكايات علقت بها بعض رواسب الماضي ، فلا تقاس عليها تصرفات الحاضر .

_________________________
(1)- البكرة : الناقة الفتيّة .

التسميات:

الأحد، 16 يونيو 2013

ترميم قبر المرحوم السيد الميرزا سلطان

ترميم القبر

نقل "الحاج المعتمد"قصة فقال: دعيت في أحد الأيام لحضور مجلس الروضة الحسينية في "تكية داعي الله" وكانت الطرق موحلة بسبب الأمطار والثلوج ففضلت المرور من وسط "مقبرة دار السلام شيراز" وبعد انتهاء المجلس عدت من نفس الطريق.

وفي تلك الليلة شاهدت في منامي المرحوم "السيد الميرزا سلطان" وقال لي: يا معتمد مررت اليوم أمام بيتي ورأيته خرباً ولم تصلحه.

وعندما استيقظت فكّرت في الامر ولم أكن أعرف أين هو قبر ذلك المرحوم أو في أيّة مقبرة دفن، فذهبت إلى الشيخ حسن الذي يتولى أمر المقبرة وسألته عن قبر السيد الميرزا سلطان هل هو في هذه المقبرة؟ قال: نعم هو هنا وصحبني ودلني عليه. وكان حقاً كما قال المرحوم في طريقي الذي مررت منه بالأمس وقد خرب إثر الأمطار والثلوج وانها ر قسم منه، فدفعت مبلغاً من المال للشيخ حسن ليصلح القبر.

***

من هذه القصص والآلاف مثلها نعلم جيداً أن الإنسان لا يفنى بعد الموت، حتى وأن أصبح بدنه تراباً لكن روحه باقية في عالم البرزخ ومطلعة على ما يجري في هذا العالم وقد أكد ذلك القرآن ﴿أحياء عند ربهم يرزقون﴾[1] ﴿ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾[2].

وكذا الروايات ففي المجلد الثالث من كتاب "بحار الأنوار" روي عن رسول الله (ص) انه خاطب قتلى المشركين في وقعة بدروقال لهم (بالمعنى) بئس الجيرة لرسول لله كنتم، أخرجتموه من بيته، واجتمعتم من بعده وحاربتمون فها قد لقيتم ما وعدني الله حقاً أي الهلاك في الدنيا والعذاب بعد الموت.

فقال له عمر بن الخطاب: كيف تخاطب الموتى والهلكى (يريد بذلك انهم لا يسمعون). فقال له (ص): يا ابن الخطاب فوالله لست بأسمع منهم وليس بينهم وبين العذاب على يد الملائكة سوى أن أدبر عنهم.

وروي كذلك أنه وبعد انتهاء حرب الجمل وفوز أمير المؤمنين (ع) عبر بين القتلى إلى أن وصل إلى جثة كعب الذين كان قاضياً للبصرة في عهدي عمر وعثمان، وقد شارك في الحرب مع جميع أولاده وأقاربه ضد أمير المؤمنين (ع) وقتلوا جميعاً، فأمر أمير المؤمنين (ع) فأقعدوه فقال له: (بالمعنى) يا كعب قد وجدت ما وعدني ربِّي حقاً (أي الفتح والظفر) فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً (أي الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة) ثم أمر فأعيد إلى الأرض، وسار فبلغ جثة طلحة فأجلسوه وقال له مثل ما قال لكعب. فقال له أحد أصحابه: مامعنى كلامك مع جثتين لا تسمعان شيئاً؟ فقال له: والله سمعوا كلامي كما سمع قتلى المشركين ببدر كلام رسول الله (ص).


------------------------------------------
[1] - سورة أل عمران، الآية: 169
[2] - سورة المؤمنون، الآية: 100

التسميات:

السبت، 15 يونيو 2013

حيوان الحرذون

حيوان الحرذون

يحكى أنَّ امرأة شابة حديثة عهدٍ بالزواج ، كانت لديها خيمة كالمطبخ تخبز فيها وتطهو طعامها، وكانت كلما دخلت هذه الخيمة ترى حرذوناً يقف على عمودٍ في زاوية من زوايا الخيمة وهو ينظر إليها باستمرار .

فأوجست المرأة خيفةً من هذا الحرذون ، وأصبحت تخشى من دخول الخيمة ، وشَكَتْ إلى زوجها من هذا الأمر ، وأخبرته بقصة ذلك الحرذون الذي ينظر إليها وأعربت عن قلقها وخوفها منه .

ولكن زوجها سخر منها ، ومن قلة عقلها وسخافة أقوالها ، وقال لها أتخشين من حرذون ؟!، وماذا يمكن أن يفعله بك حرذون مسكين كهذا ؟ . ولكنها لم ترضَ بدخول الخيمة إلا إذا رافقها زوجها حتى يشاهد بنفسه على الأقل هذا الحرذون الذي يشكّل مصدر خوف وإزعاج لها .

وانصاع الزوج لأمر زوجته ، ودخل معها الخيمة فأرته الحرذون الذي ينظر إليها ، يقف في زاوية من زوايا البيت ، فقال لها زوجها ساخراً : أتخشين من هذا الحرذون ؟ وقهقه ضاحكاً وقال : إذن خُذْهَا يا حرذون ؟.

وما أعظم دهشة الرجل ، وما أشد خيبته ، عندما وجد أن زوجته قد اختفت بالفعل ، واختفى معها ذلك الحرذون أيضاً .

اختفت زوجته ، ولم يعد يجد لها أثراً وكأن الأرض ابتلعتها ، فجُنَّ جنون الرجل ، وأدرك أن امرأته كانت على حقّ ، وأن مخاوفها كانت في مكانها ، وأن ذلك الحرذون لم يكن حرذوناً حقيقياً بل كان جِنِّياً في شكل حرذون ، ولامَ نفسه لأنه سخر من زوجته ، وفرّط فيها بإهماله وسخريته منها .

وأخذ الرجل يندب حظه ، ويبكي على زوجته ، ويبحث عن طريقة لإرجاعها إلى بيتها ، فأرشده بعض أقاربه وأصدقائه ، ودلّوه على ساحرٍ كبير ، له باع طويلة في حلّ مثل هذا الأمور ، وقالوا إن كثيراً من الناس قد جرَّبوا علاجه ومدحوه وشكروا صنيعه .

توجه الرجل وبعض أشخاص من أهله إلى ذلك الساحر وأخبروه بالقصة وأحضروه معهم ليشاهد مكان الحادث ، فضرب المندل وأمر بإحضار الحرذون الذي خطف المرأة ، وعندما حضر أمره بإرجاعها إلى مكانها وإلا أحرقه ، فرفض الحرذون أن يطلق سراحها مدعياً أنّ زوجها هو الذي قال له أن يأخذها ، فأخبره الساحر بأن زوجها لم يكن يدري بأن ذلك الحرذون هو مارد من الجن ، ولذلك عليه أن يطلق سراحها ، ولكن الحرذون رفض أيضاً هذا الطلب وأصرّ على إبقائها معه .

فأمر الساحر بإحضار ملك الجنّ وقرأ من العزائم التي يعرفها وأطلق البخور في المكان ، فحضر الملك فأمره بإجبار ذلك الحرذون على إطلاق سراح المرأه وإلا أحرقه بعزائمه وعهوداته التي بينهم ، غير أن الحرذون أصرّ على عناده ، ولم ينصع لأمر الملك أيضاً ، فأمر الملك عندها بإعدامه شنقاً ، فرأى الذي يشاهد المندل وقد أعدموا ذلك الجنيّ وعلقوه على شجرة ، فأغلق الساحر حينها كتبه وصفّـق بيديه ، وإذا بالمرأة تظهر أمامهم سليمة معافاة ، وإذا بالحرذون يبدو معلقاً من رقبته ومشنوقاً بخيط على العمود الذي كان يقف عليه في زاوية البيت .

وهكذا عادت المرأة إلى زوجها بعد أن كاد يقطع الأمل في عودتها سالمةً إليه .

التسميات:

الزوج الذي يفهم لغة الطير

ذيك - الزوج الذي يفهم لغة الطير

يُحكى أنَّ رجلاً كان يفهم لغة الطير ، وكان قد أُخِذَ عليه عهد أن لا يبوح بهذا السرّ لأي مخلوق كان ، وإن باح به فهو يموت في الحال .

وحدث ذات يوم أنْ تشاجر مع زوجته ، وعلا لغطهما ، وارتفع صوت الزوجة وأصبح الرجل يُداري نفسه معها مداراةً اكتفاءً لشرّها وطولة لسانها وشدّة فجورها . وبينما كانا يتشاجران سمع الرجل ديك الدجاج يحكي مع دجاجاته ويقول : ما أضعف صاحبنا وما أقل هيبته ، تغلبه امرأة واحدة فيسكت لها ، وأنا معي أكثر من أربعين زوجة أحكمهن جميعاً ولا تستطيع إحداهن مخالفة أمري أو الخروج عن دائرة حكمي .

وسمع الرجل ما يقوله الديك لدجاجاته وعرف أنه يقول عين الحقيقة فتبسم ضاحكاً مما يسمع ، ورأته زوجته وهو يبتسم ويضحك من دون سبب فظنته يسخر منها ويهزأ بها فقالت : تضحك مني ! ما الذي لا يعجبك من أمري ، هل رأيت عندي أحـداً ، والله لا أقعـد في بيتـك إلا إذا أخبرتني ما الذي أضحكك مني .

وسكت الرجل مغلوباً على أمره ، وحملت المرأة بعضاً من متاعها ولحقت بأهلهـا ، وبعد عدة أيام ذهب زوجها ليراضيها ويطلب من أهلها إعادتها معه إلى بيتها ، ولكنها أصرّت على رأيها وساندها بعضٌ من أهلها على موقفها ، وقالوا لن تعود معك إلا إذا أخبرتنا ما الذي أضحكك من أمرها .

وعاد الرجل خائباً إلى بيته وطالت المدة وعاد الرجل ليراضي زوجته مرة أخرى وليخبرها بأن سبب ضحكته سرّ لا يستطيع البوح به ، وإذا ما باح به فسيموت في الحال ، وأنها ستعيش بعده أرملة ، ولكن الزوجة لم تصدقه وظنّته يلعب بعواطفها حتى تعود معه ، وقالت إن كلامك هذا غير صحيح ، ولا فائدة منه فلا تحاول إقناعي به .

ويئس الرجل من تصرفات زوجته ووافق أن يخبرها عن ذلك السرّ ليموت ويتخلّص بذلك من هذا العذاب الذي يلاقيه من زوجته ، واتفقوا على يوم يخبرها فيه بذلك الخبر .

وعاد الرجل إلى بيته وجلس حزيناً مكتئباً ، ينتظر مصيره المرّ ، والذي سيكون فيه هلاكه ، وبينما كان جالساً سمع الديك يقول لدجاجاته : ما أضعف شخصية صاحبنا وما أقل عقله ، أيريد أن يموت من أجل امرأة ، والله لو كنت مكانه لذهبت إلى شجرة الرمان الفلانية ولقطعت منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزْتُهَـا(1) حتى تصبح كعصا واحدة ولجلدت بها تلك المرأة حتى تتكسر العيدان على جسدها ، فتتوب عن التدخّل فيما لا يعنيها ويسلم الرجل بذلك من موت محقّق ينتظره .

سمع الرجل ما قاله الديك لدجاجاته وكأنما كان عقله في غفلة فاستيقظ في الحـال ، وذهب لتوّه لشجرة الرمان المذكورة وقطع منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزَها كأنها عصا واحدة ونظفها وخبأها في غرفته .

وفي اليوم المتفق عليه ذهب الرجل ليعيد زوجته ويخبرها بسرّه وسبب ضحكه منها ، وكانت تبدو عليه علامات القوة والنشاط ، وقال لزوجته بلطف : لا يحسن أن أخبرك هنا وعند أهلك بهذا السرّ الخطير، ولكني سأخبرك به في بيتنا ودون أن يسمعنا أحد ، حتى إذا حدث لي مكروه أكون في بيتي ، وإذا لم أخبرك فيمكنك العودة لأهلـك.

وعادت الزوجة إلى بيتها ، ودخلت مع زوجها في غرفتهما وأغلقا بابها حتى لا يسمعهما أحد ، وعندها تناول الرجل العيدان المذكورة وقال لزوجته تريدين معرفة السرّ ، وتريدين أن أموت من أجلك ، هذا هو السرّ وأهوى بتلك العيدان على جسدها ، وأخذ يجلدها بها وهي تصرخ وتستغيث ولكن ليس هناك من يسمع . .

وظل يضربها حتى تكسرت العيدان السبعة في يده ، فأقسمت له أنها لن تعود لتسأله عن أي شيء وستتوب عن مشاجرته والتحرّش به ، وإنه لن يرى منها في المستقبل إلا ما يسرّه ، فتركها وهي في أسوأ الأحوال وقد شفى منها غليله وهدأت نفسه . وبعد عدة أيام عادت للمرأة عافيتها وأصبحت مطيعة لزوجتها ولم تعد ترفع صوتـها عليـه ، ولم يعد يسمع منها إلا ما يرضيه ، وهكذا عاشا معاً سعيدين بقية عمرهما .

تعليق : هكذا في الحكاية ، ولكن الواقع أن الزوج لا يضرب زوجته بل يعيش معها في محبة ووئام ، ويسود بينهما التفاهم والانسجام ، ويعيشا حياة كريمة مشتركة .

_________________________
(1) - جَرَزَ : جمع في حزمةٍ واحدة .

التسميات:

الجمعة، 14 يونيو 2013

قضاء عشائري

نهيق حمار -  قضاء عشائري

يُحْكى أن مشكلةً حدثت بين فريقين من الناس , فاجتمعوا في بيت أحد الوجهاء للتفاوض من أجل حلِّها ، وإيجاد صيغة ترضي الطرفين لفضّ النزاع القائم بينهما .

وأثناء النقاش حمي الجدال واشتد بين رجلين منهما , فقال أحدهما منتهِراً للآخـر : اسكت يا حمار !.

ونظر الرجل إلى صاحب البيت وقال له : هل سمعت ما قاله ذلك الرجل ؟

قال : نعم ، سمعت .

فقال له :أنت الآن معقود العمامة(1) ، تشهد بما سمعت ورأيت ، وقال لجماعته قوموا بنا ، فعادوا إلى ديارهم وقد أخذ الغضب منهم كل مأخذ .

وبعث الرجل وجماعته أناساً لأقارب ذلك الرجل وأبلغوهم بأنهم مطرودون لهم طَرْد الرجال للرجال , وفي هذه الحالة يكون أي شخص يخرج من الطرف الآخر معرضاً للاعتداء عليه ، من أي واحد من أقارب الرجل الغاضب ، وتوسّط الوجهاء لحلّ القضية ورفعوها إلى القضاء العشائري ، فحكم قاضيهم بأن يخرج ذلك الرجل ويقف أمام جمع الحضور وينهق مقلداً صوت الحمار ثلاث مرات ، ويكرر ذلك في ثلاثة بيوت من بيوت الوجهاء حتى يتعلم درساً يكون عبرة له ولغيره ، ولا يصِف بعدها رجلاً كريماً وجيهاً بتلك الصفة التي حَقَّرته أمام الناس ، واعترض الرجل على هذا الحكم ، وقال حتى لو فَنِيَ الطرفان فلن أفعل ما طلبوه مني ، فإنّ ذلك من شأنه الإهانة والتحقير ليس أكثر ، ولكن أهله وأقاربه ضغطوا عليه وقالوا له : إذا لم تفعل ذلك فقد يسقط ضحايا بين الفريقين ، والأَوْلَى ومن أجل حقن الدماء ، أن ترضى بالحكم ، فانصاع الرجل للأمر كارهاً , وقد نهقَ بالفعل ثلاث مرات وفي ثلاثة بيوت مختلفة من بيوت وجهاء تلك المنطقة ، وبعدها رضي الطرف الآخر وانفضّ بذلك الخلاف القائم بينهما وانتهت تلك المشكلة التي كادت تتفاقم وتصل إلى عواقب وخيمة .

___________________________
(1) – كانوا يعقدون عمامة الشاهد عند حدوث مثل هذه الحالات ليشهد بما سمع ورأى .

التسميات:

بناء المسجد

بناء المسجد

"الحاج محمد حسن خان البهبهاني" إبن المرحوم "الحاج غلام علي البهبهاني" الذي شرع ببناء مسجد "سردءك" قال: قبل إتمام بناء المسجد مرض والدي مرضه الذي مات فيه، وأوصى أن نصرف حوالة بومباي "مبلغ 12000 روبية" في اتمام بناء المسجد، ولما مات توقف العمل في المسجد لعدة أيام، وفي احدى الليالي رأيته في منامي فقال لي: لم توقفت عن البناء؟ فقلت: إحتراماً لك ولانشغالي في مجالس الفاتحة. فقال لي: إذا كنت تريد أن تفعل لي شيئاً ما فعليك أن لا تتوقف عن بناء المسجد.

ولما استيقظت هممت بإتمام بناء المسجد وسحب الحوالة التي حدّدها والدي لتصرف في بنائه لكني بحثت عنها فلم أجدها في أي مكان احتملت كونها فيه.

وبعد فترة عدت فشاهدت والدي في المنام يتعرضون علي ويقول: لم لا تنشغل ببناء المسجد؟ قلت: أضعت الحوالة التي طلبت مني صرفها على المسجد. فقال: إنها في الغرفة سقطت خلف الخزانة.

وعندما استيقظت أشعلت المصباح فوجدتها في نفس المكان الذي ذكره لي الوالد في المنام، فأخذتها وسحبت المبلغ وأتممت به بناء المسجد.

التسميات:

الخميس، 13 يونيو 2013

تارك الحج مات يهودياً

تارك الحج مات يهودياً

نقل الحاج ((عبد العلي مشكسار)) انه ذهب صباح ذات يوم إلى مسجد ((آقا أحمد)) وصلى خلف العالم الرباني ((السيد عبد الباقي)) وبعد الصلاة اعتلى السيد المنبر وقال: أريد أن أنقل لكم اليوم ما رأيته بنفسي للاتعاظ منه وقال:

كان لي صديق من المؤمنين مرض فذهبت لعيادته فوجدته ينازع سكرات الموت، فجلست إلى جانبه وقرأت سورة يس والصافات، في هذه الأثناء خرج أهله من الغرفة وتركوني وحدي معه، ثم لقنته كلمة التوحيد والولاية لكنه لم ينطقهما رغم إصراري عليه وقدرته على الكلام وكامل شعوره. ثم فجأة التفت إليّ بغيظ وحنق وقال: يهودي، يهودي، يهودي.

فضربت على رأسي ولم أستطع البقاء فخرجت من الغرفة ودخل أهله، ولما وصلت إلى باب المنزل سمعت الصراخ والنياح قد علا من الغرفة فعلمت أنه مات.

وبعد التحقق من أمره علمت ان سيّء الحظ كان مستطيع الحج لعدة سنين لكنه لم يعتنِ بهذا الأمر الإلهي المهم إلى ان مات يهودياً.

التسميات:

الساحر عصفور وزوجته جرادة

عصفور ياكل جرادة

يُحكى أنه كان هناك شيخٌ يُدعى عصفور ، وكانت له زوجة تُدعى جرادة ، وكانا يعيشان حياة فقرٍ وعوز ، وفي أحد الأيام أشارت عليه زوجته أن يبحث له عن عمل ، ولما لم يجد ما يعمل به ، أشارت عليه أن يعمل نفسه ساحراً ويجلس على الرصيف ويحكي ما شاء له من الكلام ، علّه يأتي ببعض النقود في نهاية اليوم ليشتروا بها ما يقتاتون به .

وافق عصفور على رأي زوجته وذهب في اليوم التالي إلى المدينة وجلس على الرصيف وبسط أمامه منديلاً ووضع عليه الرمل وأخذ يخُطُّ عليه بأصابعه وكأنه يتقن أسرار هذه الصنعة ، فتهافت الناس عليه كلّ يسأله عن حلٍّ لمشكلته ، وهو يلقي الكلام على عواهنه بعفوية وبساطة وكيفما اتفق ، ولكنه كان كثيراً ما يصيب ، وكان يعود في نهاية اليوم وقد جمع كثيراً من النقود حتى تحسّنت حالته ، ودام على ذلك فترة من الزمن اكتسب خلالها شهرة واسعة ، واكتسب كذلك جرأة على العمل في هذا المجال ، وحدث في أحد الأيام أن سطت عصابةٌ من اللصوص على خزينة الملك وسرقوا منها صندوقين من المال ، فدعا الملك وزراءه وتشاوروا في الأمر وقرروا البحث عن ساحر يضرب الرمل ويكشف عن مكان الصناديق المسروقة ويكشف عن السارقين أيضاً، ولما كان عصفور قد اكتسب شهرة واسعة فقد وصلت شهرته إلى مسامع الملك وحاشيته ، فأمر بإحضاره وطلب منه الكشف عن مكان الصندوقين واللصوص .

أُسقط في يد عصفور ولم يدر ما يعمل وطلب مهلة من الملك ليدبر أموره ويضرب الرمل ويستشير أعوانه ، فأعطاه الملك مهلة أربعين يوماً ، ولما كان عصفور لا يعرف الحساب ولا العَدّ ، فأخذ زوجته إلى السوق واشترى أربعين حبةً من الرمان ليأكل كل ليلة رمانةً منها فيعرف ما تبقّى من أيام المهلة . وسمع اللصوص الخبر وكانوا أربعين لصاً وزعيمهم ، فخشوا من افتضاح أمرهم وأيقنوا أن عصفور كاشف عنهم لا محالة .

وفي الليلة الأولى طلب زعيم اللصوص أن يذهب أحدهم إلى بيت عصفور ويتجسّس الأخبار ويحاول أن يسمع ما يقوله عصفور ، وقبل أن ينام عصفور طلب من زوجته أن تحضر رمانة ليأكلوها لانقضاء أول ليلة من أيام المهلة ، وعندما أحضرتها قال عصفور هذا أول واحد من الأربعين وهو يقصد أول يوم من الأربعين يوماً ، ولما سمع اللص ذلك سقط قلبه في جوفه ، وظن أن عصفور قد شعر به وعلم بوجوده ، فهرب وعاد إلى زعيمه وأخبره بما سمع من عصفور وكيف شعر به وعلم بوجوده دون أن يراه ، وفي الليلة التالية بعثوا لصاً آخر ليتجسّس أخبار عصفور ، وعندما أحضرت زوجة عصفور الرمانة قال هذا ثاني واحد من الأربعين وحدث مع الثاني كما حدث مع الأول ، ودام الحال على ذلك عدة ليال حتى ضج اللصوص من الخوف واقشعرت أبدانهم ولما لم يرضَ أحدٌ منهم بالذهاب إلى بيت عصفور قرّر الزعيم الذهاب بنفسه وسماع ما يقوله عصفور ، وفي المساء عندما أحضرت زوجة عصفور له الرمانة أمسك بها وكانت كبيرة وأكبر واحدة في الرمانات ، فقال عصفور هذا أكبر واحد في الأربعين وهو يقصد حبّة الرمان ، أما الزعيم فظن أنه يقصده لأنه أكبر واحد في العصابة وهو زعيمهم فخاف وعاد إلى أصحابه وقرر إعادة الصندوقين وتسليم أنفسهم ، وهكذا فعلوا ، فسلمهم عصفور في اليوم التالي إلى الملك وطلب منه أن يخفّف عقوبتهم .

وطار صيت عصفور بعد ذلك وانتشر خبره وعمّت شهرته كلّ أرجاء المملكة وأصبح ساحر القصر بلا منازع ، وفي يوم سألته الملكة وكانت حاملاً وعلى وشك الوضع : هل تعرف أين ألد يا عصفور فكّر عصفور مليّاً ولما لم يعرف الجواب قال : لا فوق ولا تحت ، وصعدت الملكة الدرج إلى حجرتها فسابقها الطَّلْق ووضعت قبل أن تصل إلى غرفتها ، فقالت صدق عصفور فقد تنبأ لي بذلك وكافأته وأحسنت إليه . أما الوزير فكان يشك في صدق عصفور ويقول للملك إنه كاذب ، وفي يوم سنحت له الفرصة أن يمتحن عصفور ويوقع به ، وذلك أن جرادة طارت من مكانها ومرّت أمام شرفة القصر وعلى مرأى من الملك ووزرائه فانقض عليها عصفور وابتلعها وكانت كبيرة فوقفت في حلقه ولم يستطع ابتلاعها فوقع ومات ، فكّر الوزير بمكيدة يوقع بها عصفور فقال للملك إن كان ساحرك ماهراً فدعه يخبرنا كيف مات هذا العصفور فأمر الملك بإحضاره وسأله الوزير عن سبب ميتة العصفور . عرف عصفور بالمكيدة لأنه كان يعرف كراهية الوزير له ، وجعل يندب حظّه ويلوم زوجته التي أشارت عليه وأوقعته في هذا المأزق وقال وهو يجهش بالبكاء :« لولا جرادة ما وقع عصفور » وهو يقصد لولا جرادة زوجته لما وقع هو في هذا المأزق ، وظن الملك والوزير أنه يقصد لولا الجرادة التي وقفت في حلق العصفور لما وقع ومات ، ففرح الملك لفشل مكيدة وزيره وأمر بمكافأة عصفور على ذلك ففرح عصفور بخلاصه بعد أن كان لا يصدق بالنجاة .

التسميات:

الأربعاء، 12 يونيو 2013

بين حانا ومانا ضاعت لحانا

بين حانا ومانا ضاعت لحانا

يُحكى أن رجلاً في سن الكهولة تزوج زوجةً ثانية ، وكانت واحدة من زوجاته تُدعى « حانا » والأخرى تدعى « مانا » ، وكان عندما يأتي إلى الصغرى تدلـّله وتلاطفه في الكلام وتمسح على وجهه ، وتخلع بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى يبدو أكثر شباباً ليتناسب مع جيلها ، أما الكبرى فقد أصابتها نار الغيرة وبدأت تقلّد ضرتها في تصرفها مع زوجها ومعاملتها له ولكنها كانت تخلع الشعرات السوداء من لحيته حتى يبدو أكثر شيباً وكهولةً ليتلاءم مع جيلها هي ، وبذلك خلعت نساء الرجل شعر لحيته كله ، فصار يقول : بين حانا ومانا ضاعت لحانا .

التسميات:

عناية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

عناية الزهراء (ع)

قال الحاج "علي أكبر سروري": كان لي خالة علوية متعبدة وكانت بركة لعائلتنا، وكنا نلجأ إليها في الشدائد، وترتفع المصائب عنا بدعائها.

أصيبت بوجع في القلب، وراجعت عدة أطباء دون فائدة، فأقامت مجلساً نسائياً للتوسل بالزهراء بنت الرسول (ص) وأطعمت من حضرن المجلس وفي تلك الليلة رأت في منامها الصدّيقة الطاهرة الزهراء (ع) أنها أتت إلى بيتها، فقالت لها خالتي: منزلنا حقير ولم أَدْعُكِ بالأمس لزيارتنا لأنه ليس مناسباً. فقالت لها الزهراء (ع): أتيت وحضرت بنفسي وأريد الآن ان أريك داءك ودواءك. ووضعت سلام الله عليها يدها المباركة بمحاذاة وجهها وقالت لخالتي: أنظري إلى كفي. فرأت خالتي نفسها داخل الكف المبارك، ثم رأت رحمها وفيه جراحات كثيرة، وقالت لها (س): أوجاعك من رحمك فراجعي الطبيب الفلاني لتشفي.

وفي الغد راجعت ذلك الطبيب وشخّص لها المرض وعالجها وبعد مدة شفيت وذهب الوجع.

***

طبعاً لا بد من الإلفات أنه كان من الممكن للزهراء سلام الله عليها أن تشفيها في لحظة اللقاء تلك دون ان تراجع الطبيب وتستعمل الدواء، لكن الله سبحانه جعل بحكمته البالغة لكل داء دواء ويجب أن تظهر الخاصية التي جعلها في ذلك الدواء، إذن لا بد للمريض عند الضرورة من ان يراجع الطبيب، وان لا يمتنع عن استعمال الدواء، وان يعلم ان الشفاء من الله. ولكن بواسطة الطبيب والدواء إلا في بعض الاحيان التي تقتضيها المصلحة الإلهية. ولعل المصلحة لم تقتضِ ذلك بالنسبة للعلوية المذكورة لذا نراها سلام الله عليها أحالتها إلى الطبيب عملاً بالسنَّة الإلهية الجارية.

عن إبي عبد الله الصادق (ع) انه قال "إن نبياً من الأنبياء مرض فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني يشفيني. فأوحى الله إليه: لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني".

التسميات:

الثلاثاء، 11 يونيو 2013

خديعة أمرأة

خديعة أمرأة

يُحكى أن رجلاً بدوياً احتاج لبعض المال فأخذ خروفاً وذهب ليبيعه في سوق المواشي ، وكان السوق بعيداً والمسافة إليه ليست قريبة ويحتاج من يجلب(1) بعض المواشي أن يذهب في المساء ويبيت في الطريق وفي صباح اليوم التالي يصل إلى السوق ، وفي ساعات المساء اختار البدوي مكاناً ليبيت فيه وربط خروفه بجانبه ، وباتت مجموعات أخرى من الناس في نواحي المكان .

فرآه بعض القوم الخبثاء ، وكانت معهم امرأة ماكرة لئيمة ، فقالت ماذا تعطوني لو عشّيتكم من خروف هذا الرجل ، فقالوا نعطيك الشيء الفلاني ، فذهبت إليه وتحدثت معه وقالت له إنها وحيدة في هذا المكان وتريد أن تذهب إلى السوق ، وسألته هل أنت متزوج فقال لا فقالت وكذلك أنا ، وقالت له إنها جوعانة ولم تذق طعم الأكل منذ فترة ، فقال ما دمنا سنتزوج فلا حاجة بنا إلى بيع الخروف ، وذبحه وشوى منه وتعشيا معاً ، وبعد أن شبعت قالت له : تعال بنا نتمشى قليلاً وأخذت تتدلع عليه وطلبت منه أن يُركبها على رقبته ، فوضع ما تبقى من اللحم في خريطة(2) كانت معه ، وأركبها على رقبته ، وهي تقول له سِرْ بنا من هنا ومن هناك حتى أقبلت على جماعتها وأصبحت قريبة منهم فقالت : ها قد جئتكم به ، فهبّوا إليه . فشعر الرجل بخديعة المرأة ومكرها معه ، وكان رجلاً طويلاً عظيم البنية ، فشدّ على رجليها بيده ، ووضع يده الأخرى على ظهرها وأطلق ساقيه للريح فانطلق القوم في أثره ولكنه ضاع من بين أيديهم واختفى في ظلام الليل ولم يستطيعوا اللحاق به ، وفي الصباح ركبوا خيولهم وقصّوا الأثر فوجدوا أثر أقدامه غائراً في الأرض عدة سنتيمترات ، ووجدوه قد داس على أفعى طويلة فقطعها نصفين دون أن يشعر بذلك ، ووجدوا في الطريق قافلة جمال فسألوا صاحبها هل رأيت رجلاً يمر في الليل من هنا ، فقال لقد جفلت الإبل في الليل وكادت تدوسني ، وسمعت قرقعة ، ورأيت زَوْلاً (3) يمر كأنه السهم من هنا ولم أستطع التحقق منه لسرعته ، فعاد القوم أدراجهم مخذولين ، أما الرجل فقد وصل إلى بلاده وتزوج من تلك المرأة وعاد بها إلى أهلها بعد سبع سنوات ومعه عدة أطفال قد ولدوا له منها .

____________________________________________
(1) – يجلِب : أي يأخذ ماشيةً للسوق لبيعها ، والجَلَب :هي المواشي التي تساق إلى السوق لبيعها .
(2) – الخريطة : كيس صغير من القماش أو الجلد .
(3) – الزّوْل : هو الشبح الذي لا تظهر معالمه بسبب الظلام .

التسميات:

زيارة سيد الشهداء (ع)

زيارة سيد الشهداء (ع)

نقل عن صاحب مرتبة اليقين والمخلص لولاية اهل بيت النبي عليهم السلام "الحاج الشيخ محمد شفيع الجمي" قوله: في إحدى السنوات تشرفت بزياة النجف حيث مرقد أمير المؤمنين (ع) في أيام عيد الغدير، وبعد الزيارة عدت إلى موطني في "جم" ببلاد فارس، وبعد مضي عدة أسابيع وحلول شهر محرم الحرام اقمت مجالس عاشوراء ومأتم سيد الشهداء (ع) في الحسينية، وفي يوم عاشوراء اشتقت لزيارة سيد الشهداء شوقاً شديداً وتوسلت به لتحقيق امنيتي التي كانت تعد أمراً مستحيلاً.

وفي نفس الليلة وفي عالم الرؤيا شاهدت الجمال المبارك لأمير المؤمنين (ع) وزرت سيد الشهداء (ع).

وقال أمير المؤمنين (ع) لولده لم لا تعطي "محمد شفيع" حوالته؟ فقال له: أحضرتها معي. وناولني ورقة فيها سطران من نور متساويان من طرفيهما، فنظرت فيهما فإذا هما بيتان من الشعر، ومع أني لم أكن من أهل الشعر لكني حفظتهما بنظرة واحدة وهما:

لو كشف عن واحد من المخلصين للأمير فاسمه محمد وشفيع من أهل الشرف.
وفق للذهاب صوب كربلاء رغم أنه عاد قبل مدة من زيارة النجف.

فانتبهت من نوم مبتهجاً ومستيقناً من نجاحي في طلبتي، وبحمد الله فقد تيسرت أسباب حركتي ثم سافرت إلى كربلاء وتشرفت بزيارته (ع).

***

الشيخ محمد شفيع كان صديقي طوال ثلاثين عاماً تقريباً، وتشرفت للحج والزيارة برفقته عدة مرات، ورأيت فيه عالماً عاملاً ومروّجاً مخلصاً للدين ومحباً صادقاً، وكان كلما وصل إلى مدينة له لقاء ومجلس مع أخيار تلك المدينة، وكلما حضر مجلساً شد جلساءه إلى ذكر الله والنبي وآله عليهم السلام، ولم يكن يتوقف عن ذكر مناقبهم عليهم السلام وفضح أعدائهم، وكان نادراً في ملكاته الفاضلة وخاصة التواضع والحياء والأدب والمحبة لعباد الله والسخاء وطلب الخير للخلق.

التسميات: