الفاضل المحقق ((الميرزا محمود الشيرازي)) الذي نقلنا عنه عدة قصص نقل عن ((السيد زين العابدين الكاشي)) أعلا الله مقامه انه نقل عن خادم تبريزي لحرم الحسين (ع) ومن أهل التقوى والصلاح والسداد قوله: قبل أن أجاور قبر سيد الشهداء (ع) بكربلاء كان لي مقهى خارج مدينة تبريز قرب المقبرة وكنت أنام الليل داخل المقهى، وفي احدى الليالي كان الجو قارساً من البرد فأقفلت باب المقهى بإحكام ونمت، وفجأة طرق أحد الباب بقوة، ففتحت الباب ففر الطارق. ثم عدت وأغلقت الباب فطرقه بقوة أكثر بالمرة الثانية فنهضت وفتحت الباب ففر الشخص ثانية.
فقلت سيزعجني هذا الشخص الليلة، فأحضرت عصاً أنتظره خلف الباب لانتقم منه، وما أن طرق الباب بالمرة الثالثة حتى فتحت الباب وتبعته فدخل المقبرة ودخلتها خلفه ثم غاب عن نظري، فتوقفت في نفس النقطة وفتشت عنه معتقداً أنه مختبئ في نفس المكان. فاستلقيت هناك أنتظر ظهوره من مخبأه.
وما أن استلقيت ولاقت أذني الأرض سمعت صوتاً ضعيفاً لشخص ينوح تحت التراب فالتفت الى أنّ القبر جديد وأنّ الميت قد دفن عصراً وعلمت أنه مات بسكته قلبية وها هو قد عاد إلى وعيه فرقّ قلبي لحاله ونبشت قبره لأخلّصه وفتحت لحده فسمعته يقول: أين أنا؟ أين أبي؟ أين أمي؟.
فألبسته الثياب ثم أخرجته وذهبت به الى المقهى، لكني لم أعرفه لاُخبر أهله وسألته شيئاً فشيئاً عن منطقته وبيته، فخرجت من المقهى في نفس الليلة ووجدت والديه وأخبرتهما بما جرى فحضرا وأخذاه إلى البيت سالماً، وعرفت حينها ان الشخص الطارق لم يكن سوى مأمور من الغيب لانقاذ ذلك الشاب.