Ads 468x60px

الاثنين، 10 يونيو 2013

قضاء صلاة الميت

قضاء صلاة الميت

المرحوم الحاج "السيد محمد حسن ناجي" كان قد أوصى إبنه الأكبر "السيد محمد علي" بجملة وصايا وكان منها إستيجار من يصلي ويصوم عنه مدة طويلة، فأستأجر الوصي "السيد ضياء الدين" إمام جماعة المسجد ليصلي عن والده أربع سنوات ويصوم عنه أربعة أشْهرٍ ودفع له أجوره نقداً.

وقد نقل الوصي انه بعد مدة رأيت والدي في منامي غير مرتاح فقلت له: هل أنت راضٍ عني، فقد عملت بوصيتك وأستأجرت لك "السيد ضياء الدين" ليصلي ويصوم عنك بدل أربعة أعوام. فأجابني بتأثر: ومن يفكر بغير نفسه، فلم يُصلِّ لي "السيد ضياء" أكثر من ستة أيام فقط.

لما استيقظت ذهبت إلى "السيد ضياء الدين" وسألته: كم صليت عن والدي؟ فأجبني ما صليته فقد سجلته. فقلت له: أعلم ان أعمالك منظمة، لكني أريد أن أعلم هل رؤياي صحيحة أم لا. وبعد إصرار كثير أحضر دفتره فتبين انه لم يصلِّ عنه سوى ستة أيام، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، وبما أن المرحوم قال ذلك فسأشرع بقضاء صلاته بشكل متواصل من اليوم. وتبين نسيان "السيد ضياء" وصدق إخبار المرحوم.

***

جاء في كتاب غرر الحكم في جملة من الكلمات القصار لأمير المؤمنين (ع) قوله "كن وصي نفسك وافعل في مالك ما تحب ان يفعله غيرك".

المراد من ذلك هو بدل أن توصي غيرك ليصرف من مالك في الخيرات بعدك، ينبغي لك أن تبادر بنفسك لفعله في حياتك. لأن الوصي لن يكون أحرص ولا أشفق عليك من نفسك، هذا إن كان يخاف الله وعلم بوصيتك واستأجر لك من ينوب عنك، أما من استأجره نائباً عنك في الصلاة والصيام والحج وغير ذلك فقد لا يأتي بهذه الأعمال بشكل صحيح، بل وقد ينسى لعدم إهتمامه، وافرض انه أداها بشكل صحيح فهذاك تفاوت كبير بين أن يؤدي الشخص عمله بنفسه وبين أن يؤديه غيره عنه.

روي أن أحد أصحاب رسول الله (ص) اوصى أن ينفق الرسول (ص) عنه مستودع التمر الذي يملك، ولما مات عمل النبي (ص) بوصتيه، وبينما هو يوزع التمر سقطت تمرة على الأرض فأخذها (ص) وقال: لو أنفق هذا الشخص في حياته وبيده هذه التمرة كان خيراً له من أن أنفق عنه مستودع التمر هذا.

وكما قال الشيخ سعدي الشيرازي:

برگ عيشى بگور خويش فرست كس نيارد پس تو پيش فرست

الى آخر الأبيات، ترجمته بالعربية: أرسل الى قبرك ما تعيش به هناك فلن يأتي لك أحد بما تحتاجه هناك. وكل ما أعطاك الله من المال فاصرفه في مأكلك وملبوسك والباقي أنفقه، ولأي شيء تُبقيه لاُناس آخرين، وهيء الزاد لنفسك ولا ترجأ بغيرك فلن يحك جلدك الا ظفرك.