قال الفاضل المتبحر السيد علي خان الحويزي حدثني رجل من ذوي الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السفر إلى الحج قال:
تعبت يوماً من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنى الحاج كثيراً فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عني وصرت لا أدري إلى أين أتوجه فمشيت على جهة وأنا أصيح بأعلى صوتي يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (ع) كما ذكره ابن طاووس في كتاب (الأمان) فيما يقال عند إضلال الطريق.
فبينا أنا أصيح كذلك إذا براكب على ناقلة وهو على زي البدو فلما رآني قال لي أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني وقال لي امض لشأنك فقلت له العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوه فيها ماء وسقاني منه فوالله إنه ألذ وأعذب ماء شربته.
ثم أني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا.