قال الحاج "علي أكبر سروري": كان لي خالة علوية متعبدة وكانت بركة لعائلتنا، وكنا نلجأ إليها في الشدائد، وترتفع المصائب عنا بدعائها.
أصيبت بوجع في القلب، وراجعت عدة أطباء دون فائدة، فأقامت مجلساً نسائياً للتوسل بالزهراء بنت الرسول (ص) وأطعمت من حضرن المجلس وفي تلك الليلة رأت في منامها الصدّيقة الطاهرة الزهراء (ع) أنها أتت إلى بيتها، فقالت لها خالتي: منزلنا حقير ولم أَدْعُكِ بالأمس لزيارتنا لأنه ليس مناسباً. فقالت لها الزهراء (ع): أتيت وحضرت بنفسي وأريد الآن ان أريك داءك ودواءك. ووضعت سلام الله عليها يدها المباركة بمحاذاة وجهها وقالت لخالتي: أنظري إلى كفي. فرأت خالتي نفسها داخل الكف المبارك، ثم رأت رحمها وفيه جراحات كثيرة، وقالت لها (س): أوجاعك من رحمك فراجعي الطبيب الفلاني لتشفي.
وفي الغد راجعت ذلك الطبيب وشخّص لها المرض وعالجها وبعد مدة شفيت وذهب الوجع.
***
طبعاً لا بد من الإلفات أنه كان من الممكن للزهراء سلام الله عليها أن تشفيها في لحظة اللقاء تلك دون ان تراجع الطبيب وتستعمل الدواء، لكن الله سبحانه جعل بحكمته البالغة لكل داء دواء ويجب أن تظهر الخاصية التي جعلها في ذلك الدواء، إذن لا بد للمريض عند الضرورة من ان يراجع الطبيب، وان لا يمتنع عن استعمال الدواء، وان يعلم ان الشفاء من الله. ولكن بواسطة الطبيب والدواء إلا في بعض الاحيان التي تقتضيها المصلحة الإلهية. ولعل المصلحة لم تقتضِ ذلك بالنسبة للعلوية المذكورة لذا نراها سلام الله عليها أحالتها إلى الطبيب عملاً بالسنَّة الإلهية الجارية.
عن إبي عبد الله الصادق (ع) انه قال "إن نبياً من الأنبياء مرض فقال: لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني يشفيني. فأوحى الله إليه: لا أشفيك حتى تتداوى فإن الشفاء مني".