مدخل : الإصابة بالعين من الأشياء المعروفة عند عامة الناس , وهي من الأمور التي يخشونها ويحتاطون لها بوسائل مختلقه كخرزة العين , والحرز عن الإصابة بالعين , وقراءة سور من القرآن الكريم كالمعوذتين وبعض الآيات الأخرى .
ومن الاحتياطات أيضاً إبعاد الصبي إن كان جميلاً عن الأعين أو عن (العين اللي ما تصلّي على النبي ) .
ويقال عن الذي يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة أنّ « عينه فارغـة » , والحكايات كثيرة حول هذا الموضوع :
ويقال إن الذي بين ثنيّتيـه الأماميتين فراغ ظاهر أنه يصيب بالعيـن , أو كلّ مَنْ ( أسنانه فُرْق) كما يقولون فهو يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة .
والتي لم تنجب الأطفال تصيب بالعين أيضاً لأنها محرومة من الأطفـال ، والمحروم يشتهي ما حُرم منه لذلك فهو يصيب بالعين .
والأمثلة كثيرة حول هذا الموضوع نكتفي منها بهاتين القصتين القصيرتين .
يحكى أن أحد الأشخاص كان يصيب بالعين , وكان يعرف ذلك من نفسه وقد كبر وأسنَّ وكُفَّ بصره .
وذات يوم قال له بعض الناس ممن في قلوبهم مرض , إن فلاناً من الناس عنده جمل سمين وكبير , وليس في جمالنا ما يشبهه لا في كبر الجسم والسنام ، ولا في جمال الشكل والمنظر .
وقالوا للرجل الكفيف : لو كنت بصيراً لطلبنا منك أن تصيبه بالعين حتى نرتاح منه وكان ذلك لشدة حسدهم وغيرتهم .
فقال لهم الرجل الكفيف : لا عليكم ، اعملوا لي كومة من التراب تشبه سنام الجمل .
وعملوا له ما أراد ، فقام يتحسّسها وجعل يمرّ بيده عليها عدة مرّات وهو ويتخيّل ذلك الجمل ويقصده بكلامه ويقول : ما أسمـن هذا الجمـل وما أكبر سنامـه ، وما أكثر شحمه ولحمه ! ماذا يطعمه صاحبه حتى أصبح بهذا الحجم !
فيقال إن الجمل وقع عند صاحبه ومات على الفور .
وفي هذا من الإيـذاء ما فيـه مما لا يقـوم به إلا الذين في قلوبهـم مـرض ، والذين أعمى الحقد بصيرتهم ، فجعلهم يحسدون الناس على نِعم الله تعالى .
وهناك حكاية أخرى تقول :
يحكى أن أحد الأشخاص ممن كانوا يصيبون بالعين كان غنياً ولديه مواشٍ كثيرة من شاءٍ وغنم ، وذات يوم أخرجها الراعي في الصباح الباكر لترعى على سفح الجبل ، وعندما أشرقت الشمس ، وظهر نورها ، نظر ذلك الرجل فرأى الأغنام تغطي سفح الجبل لكثرتها ، فتأفّف وقال مندهشاً : لمن هذه الأغنام التي تغطي عين الشمس ؟ ما أكثر عددها !
فيقال إن حَجَراً كبيراً تدحرج من أعلى الجبل وقضى على الكثير من هذه الأغنام ، ولما علم الرجل أنها أغنامه بدأ يلوم نفسه ويبكي حظه ولكن هيهات ، فقد سبق السيف العذل ، وماتت أكثر الماشية .