قال المحدث الجليل السيد نعمة الله الجزائري في (الأنوار النعمانية) أخبرني أوثق مشايخي في العلم والعمل وكان تلميذاً لمولاي الأردبيلي من أهل (تفرش) واسمه الأمير علام وكان في غاية الزهد والورع قال:
كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبة الشريفة بالغري واتفق لي ذات ليلة أن خرجت بعد أن فرغت من المطالعة وكان قد ذهب كثير من الليل فبينما أنا أجول في الصحن رأيت شخصاً مقبلاً نحو الروضة المقدسة فتساءلت إن كان الرجل من لصوص القناديل فأقبلت نحوه فلما قربت منه عرفت أنه أستاذنا الفاضل العالم التقي الزكي مولانا أحمد الأردبيلي (قدس الله روحه) فأخفيت نفسي عنه حتى أتى الباب وكان مقفلاً فانفتح له عند وصوله إليه وجرى مثل ذلك عند الباب الثاني والثالث حتى دخل الروضة المقدسة فسلم ورد عليه السلام صوت من جهة القبر الشريف وسمعته يحدث الإمام (ع) في مسألة علمية ثم خرج فمشيت خلفه حتى خلف الغري متوجهاً نحو مسجد الكوفة فكنت خلفه بحيث لا يراني حتى دخل المسجد وصار إلى المحراب الذي استشهد أمير المؤمنين (ع) عنده فسمعته يتكلم مع أحدهم في المسألة نفسها ثم خرج من المسجد ورجع أدراجة ورجعت خلفه وهو لا يراني وعندما وصل إلى بوابة البلدة كان الصبح قد أسفر فأظهرت نفسي له وقلت يا مولانا لقد كنت معك حيث دخلت الروضة المقدسة إلى الآن وأقسم عليك ألا أخبرتني بما جرى عليك ومن هو الشخص الأول الذي كلمته ومن هو الثاني؟
فقال: أخبرك على أن لا تخبر به أحداً ما دمت حياً فلما توثق ذلك مني قال كنت أفكر في بعض المسائل وقد استغلقت علي فوقع في قلبي أن أتى أمير المؤمنين (ع) وأساله عن ذلك ولما فعلت أحالني (ع) إلى صاحب الزمان (ع) وقال: ائت مسجد الكوفة فالقائم هناك هذه الليلة وإنه إمام زمانك فسله مسألتك.