نقل "السيد الرضوي" أن "الشيخ البيدآبادي" وهو في طريقه إلى المدينة المنور مرَّ بمدينة شيراز، وبقي فيها مدة شهرين مقيماً في منزل "علي أكبر مغارة" وكان يقيم صلاة الجماعة في نفس المنزل، ويدرك فيض وجوده جمع من الخواص.
وفي إحدى الليالي وجب عليَّ غسل الجنابة، فخرجت من بيتي قاصداً الحمام وفي طريقي التقيت بـ "الشيخ محمد باقر شيخ الإِسلام" في طريقه للقاء "الشيخ البيدآبادي" فقال لي: لمَ لا تأتي لنذهب سوياً للقاء سماحة الشيخ، فاستحيت أن أقول له إني ذاهب إلى الحمام، فوافقت على الذهاب معه وقلت في نفسي أذهب للسلام على الشيخ ثم أذهب إلى الحمام فما زال في الوقت متسع. فدخلنا على الشيخ سوياً فصافحه زميلي وجلس فتقدمت لمصافحته بدوري فهمس في أُذني وقال: الحمام أكثر ضرورة.
إرتجفت لاطلاعه على حالي وخرجت خجلاً فناداني زميلي: إلى أين تذهب؟ فقال له "البيدآبادي": دعه يذهب فلديه عمل أكثر ضرورة.
* * *
يستفاد من هذه القصة ان حدث الجنابة وسائر الأحداث ليست من الأمور الإعتيادية المحصنة التي قرر لها الشارع أحكاماً كما يتصوره بعض أهل العلم، بل أن الأحداث الموجبة للغسل أو الوضوء وخاصة الجنابة هي من الأمور الحقيقية والواقعية، أي أنه يعرض على الروح منها نوع من القذارة والوساخة والظلمة الَّتي لا تتناسب حالها مع الصلاة الَّتي هي مناجاة وحضور لدى حضرة الباري، وتبطل معها الصلاة، وإذا كانت حدثاً أكبر كالجنابة والحيض فيحرم معها التوقف في المساجد ومس خط القرآن الكريم. وبسبب هذه القذارات المعنوية يكره معها الأكل والنوم وتلاوة أكثر من سبع آيات من القرآن وحضور مجلس الشخص المحتضر (لأنه عند إحتضاره بحاجة ماسة إلى ملائكة الرحمة التي تنفر من قذارة الجنابة والحيض).
بعض العباد الخلَّص الذين اهتموا بمجاهدة أنفسهم وروَّضوها رياضة شرعية منَّ الله عليهم بقلب نيّر مأمور بإدراك ما وراء الحس يمكِّنهم من إدراك هذه القذارات كما أدرك ذلك "البيدآبادي".
وفي إحدى الليالي وجب عليَّ غسل الجنابة، فخرجت من بيتي قاصداً الحمام وفي طريقي التقيت بـ "الشيخ محمد باقر شيخ الإِسلام" في طريقه للقاء "الشيخ البيدآبادي" فقال لي: لمَ لا تأتي لنذهب سوياً للقاء سماحة الشيخ، فاستحيت أن أقول له إني ذاهب إلى الحمام، فوافقت على الذهاب معه وقلت في نفسي أذهب للسلام على الشيخ ثم أذهب إلى الحمام فما زال في الوقت متسع. فدخلنا على الشيخ سوياً فصافحه زميلي وجلس فتقدمت لمصافحته بدوري فهمس في أُذني وقال: الحمام أكثر ضرورة.
إرتجفت لاطلاعه على حالي وخرجت خجلاً فناداني زميلي: إلى أين تذهب؟ فقال له "البيدآبادي": دعه يذهب فلديه عمل أكثر ضرورة.
* * *
يستفاد من هذه القصة ان حدث الجنابة وسائر الأحداث ليست من الأمور الإعتيادية المحصنة التي قرر لها الشارع أحكاماً كما يتصوره بعض أهل العلم، بل أن الأحداث الموجبة للغسل أو الوضوء وخاصة الجنابة هي من الأمور الحقيقية والواقعية، أي أنه يعرض على الروح منها نوع من القذارة والوساخة والظلمة الَّتي لا تتناسب حالها مع الصلاة الَّتي هي مناجاة وحضور لدى حضرة الباري، وتبطل معها الصلاة، وإذا كانت حدثاً أكبر كالجنابة والحيض فيحرم معها التوقف في المساجد ومس خط القرآن الكريم. وبسبب هذه القذارات المعنوية يكره معها الأكل والنوم وتلاوة أكثر من سبع آيات من القرآن وحضور مجلس الشخص المحتضر (لأنه عند إحتضاره بحاجة ماسة إلى ملائكة الرحمة التي تنفر من قذارة الجنابة والحيض).
بعض العباد الخلَّص الذين اهتموا بمجاهدة أنفسهم وروَّضوها رياضة شرعية منَّ الله عليهم بقلب نيّر مأمور بإدراك ما وراء الحس يمكِّنهم من إدراك هذه القذارات كما أدرك ذلك "البيدآبادي".