Ads 468x60px

الثلاثاء، 14 مايو 2013

ايه صالح عليه السلام وعقر الناقة

ايه صالح عليه السلام وعقر الناقة

أعظم آية ومعجزة للنبي صالح عليه السلام هي الناقة فقد طالبه جماعة من قومه أن يخرج لهم ناقة من بطن الجبل ليتبين لهم صدق دعواه، إن كان نبياً استجاب الله دعوته ولم يرد صالح عليه السلام طلبهم فتوجه إلى الله تعالى وسأله ذلك، فخرج صورت رهيب من الجبل وانشق إلى نصفين ثم خرجت ناقة عظيمة قيل: انها تعادل في ضخامتها عشرات النوق؛ يتبعها فصيلها.

وهذا ليس بعزيز على الله فلقد خلق آدم وحواء من قبل من دون أبوين، وخلق عيسى من أم فقط. يقول لله تعالى "إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "

وكانت الناقة وبراء جميلة تسير كالانسان المؤمن الحكيم، وكانت تأكل من حشائش الأرض حتى إذا وصلت زرع الناس لم تنل منه حتى بمقدار حبة، وكانت لا تطأ قي سيرها زرع أحد أو إنساناً أو حيواناً أو حشرة رغم ضخامتها، بل كانت تتحاشى ذلك في مشيها وسيرها وكانت الحيوانات الأخرى تخشاها بقدرة الله تعالى. وهكذا كانت إعجازية في كل شي وليس في وجودها وخلقتها فقط فلقد كانت تشرب في اليوم الواحد ماء القرية بأكمله أي تشرب الماء الذي يشرب منه مئة ألف إنساناً مثلاً، وتدع اليوم الذي يليه لأهل القرية يشربون منه، فكان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم كما ورد في الآية الكريمة في قوله تعالى "قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ ".

وكانت تعطي الحليب كل يوم بمقدار الماء الذي تشربه وتلك معجزة أخرى، فإن الحيوانات التي تعطي الحليب لا تعطي بمقدار ما شربته من ماء بل اقل منه بكثير, لكن هذه الناقة كانت معجزة في كل شؤونها! عرض أصحاب الحجر عن الآيات كلها وقرروا قتل الناقة بزعم أنها تحرمهم من الماء يوماً كاملاً، مع انهم كانوا يستفيدون من حليبها! ولكنه الطغيان والعياذ بالله و وعظهم نبيهم قائلاً: إن عقرتم الناقة فإنا الله تعالى سينزل عليكم عذاباً من عنده.

فقالوا: فلينزل علينا العذاب فلا نبالي ولم يبالوا بتحذيرات النبي صالح عليه السلام وعقروا الناقه, عقرها شخص يسمى (قيدار) كان أشقاهم. وقتلوا فصيلها أيضاً وقيل: إنه عاد الى الجبل مفجوعا ثم تقاسموا لحم الناقة بينهم! هنا أخبرهم نبيهم عليه السلام ان الله سينزل عليهم العذاب بعد ثلاثة أيام، تصفر وجوههم في اليوم الأول. وتحمر في اليوم الثاني وتسود في اليوم الثالث! ثم ينزل عليهم العذاب إن لم يرجعوا حتى ذلك الحين!

سبحان الله ما اعظم رحمته فمع أن هؤﻻء القوم كذبوا المرسلين واستمروا في تكذيبهم حتى بعد نزول الأيات يمهلهم الله تعالى ثلاثة أيام عسى أن يتوبوا فيعفوا عنهم ويقبلهم ولكنهم مع ذلك لم يرجعوا واستمروا في غيهم، حتى كان اليوم الثاني فاصفرت وجوه الذين لم يؤمنوا بصالح عليه السلام فقال ضعفائهم لكبارهم : لقد اصفرت وجوهنا وان صالح صدق فيما قال.

فأجابوهم: دعوها تصفر! وفي اليوم الثاني احمرت وجوه القوم لكن الأشقياء أجابوا المعترضين: لعل صالحاً سحركم، دعوها تحمر. حتى كان اليوم الأخير فاسودت وجوههم فقالوا: لن نؤمن له ولو هلكنا! فانزل الله عليهم جبرئيل فصاح فيهم صيحة قطعت نياط قلوبهم وأصبحوا في ديارهم جاثمين !!!.