مرّ أمير المؤمنين عليه السلام بالحسن البصري وهو يتوضأ فقال: يا حسن اسبغ الوضوء
فقال: يا أمير المؤمنين لقد قتلت بالأمس أناسا يشهدون أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله. يصلون الخمس ويسبغون الوضوء.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: قد كان ما رأيت فما منعك أن تعين علينا عدونا؟
فقال: والله لأصدقنك يا أمير المؤمنين, لقد خرجت قي أول يوم فاغتسلت وتحنطت وصببت علىّ سلاحي، وأنا لا أشك في أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فلما انتهيت إلى موضع من الخريبة ناداني مناد «يا حسن إلى أين؟ أرجع فان القاتل والمقتول في النار! فرجعت ذعراً وجلست في بيتي فلما كان في اليوم الثاني لم أشك أن التخلف عن أم المؤمنين عائشة هو الكفر فحنطت وصببت علىّ سلاحي وخرجت إلى القتال حتى انتهيت إلى موضع من الخريبة، فناداني مناد من خلفي يا حسن إلى أين؟ مرة بعد أخرى، فأن القاتل والمقتول في النار !
قال علي عليه السلام : صدقك أفتدري من ذلك المناديل؟
قال: لا.
قال عليه السلام : ذلك أخوك إبليس وصدقك أنّ القاتل والمقتول منهم في النار.
فقال الحسن البصري: الآن عرفت يا أمير المؤمنين أن القوم هلكى