Ads 468x60px

الجمعة، 3 مايو 2013

مشاق وأعباء خدمة الأمام الحسين "عليه السلام"

مشاق وأعباء خدمة الأمام الحسين "عليه السلام"

كل من يتحمل مشاق وأعباء أكثر ويضع راحته وسهره في خدمة قضية مولانا الإمام الحسين سلام الله عليه بطبيعة الحال له أجر أعظم، ومن الأمثلة على ذلك ما رئي لاثنين من الفقهاء الأفاضل في المنام, أحدهما الشيخ الأنصاري "رحمه الله" الذي تنهل الحوزات العلمية الدينية منذ 150 عاماً من علمه, والآخر الشيخ الدربندي "رحمه الله".

هذان العالمان كانا زميلي دراسة في مرحلة الشباب, وكانا من تلامذة المرحوم شريف العلماء المازندراني "قدس سره"، وأصبح كلاهما فيما بعد مرجعين للتقليد، وفي ذلك الوقت كان الشيخ الأنصاري هو المرجع العام للشيعة، و الدربندي له مرجعية محدودة.

ذات يوم عزم أحد طلاب الشيخ الأنصاري - وكان طالباً مجدّاً يحمل صفات العلم والورع - على السفر إلى إيران، فقام الشيخ الأنصاري بوداعه حتى مشارف المدينة مشياً على الأقدام، ثم رجع.

كان ذلك الطالب يعتزم السفر إلى مدينة كربلاء ثم الكاظمية و سامراء ليعود بعدها إلى إيران، لكنه في اليوم التالي لم يذهب إلى كربلاء، ورجع من وسط الطريق. وعندما رأى الشيخ الأنصاري تلميذه في النجف الأشرف سأله: «لماذا عدت؟».

أجابه: ليلة أمس غلبني النوم وأنا في الطريق في جوف الصحراء، فرأيت ملكاً في منامي يقول لي: إلى أين أنت ذاهب في هذه الصحراء، إنك راحل عن هذه الدنيا بعد ثلاثة أيام؟ وهذا القصر لك (وأشار الملك إلى قصر) ولم أكن أعلم على وجه اليقين إن كانت هذه رؤيا صادقة أم لا، فقفلت راجعا إلى النجف، لأكون عند أمير المؤمنين سلام الله عليه وليس في الصحراء فيما لو تحققت الرؤيا، وإذا لم تتحقق أواصل رحلتي من جديد.

وبالفعل، تحققت الرؤيا وتوفى الرجل بعد ثلاثة كما وعد بذلك.

يروي هذا الشخص نفسه - قبل وفاته - للشيخ الأنصاري بانه قد رأى في ذلك المنام أيضاً قصراً شامخاً فسأله: لمن هذا القصر؟

قيل له: «انه للشيخ الأنصاري»، وفي ناحية مجاورة من ذلك القصر رأى قصراً آخر أفخم من القصر الأول فسأل: وهذا لمن؟

قيل له: «هذا قصر الشيخ الدربندي»٠

فى ذلك الوقت كان الشيخان لا يزالان على قيد الحياه, كان الشيخ الأنصاري في النجف الأشرف، والشيخ الدربندي في كربلاء المقدسة.

وبالإضافة إلى كون هذا الأخير مرجعاً دينيا، كان خطيباً يعتلي المنابر الحسينية وكان له منبر خاص في كل عام، حيث نقل لي بعض من قصصه تلك بواسطتين عمن حضر مجلسه, وكانت مجالسه تقام قي الصحن الشريف في ظهيرة يوم عاشوراء من كل عام بعد انتهاء المجالس الأخرى حيث كانت تعج بجماهير غفيرة، وأحيانا كان يتحدث قبل ساعة من موعده، ويقول أحيانا: «لا أريد أن أقيم مجلس ندب ونواح فقد سمعتم منها ما يكفي طيلة الليل وحتى الظهيرة. لكنني أريد أن أوجه بضع كلمات باسمكم إلى الإمام الحسين سلام الله عليه...» وكان مجلساً مميزا حقا.

كما دون المرحوم الدربندي كتابه مسهباً عن الإمام الحسين سلام الله عليه يحمل عنوان «أكسير العبادات في أسرار الشهادات - المقتل الملم بمأساة الحسين سلام الله عليه»٠

كان المتحدث (تلميذ الشيخ الأنصاري) يعرف الشيخين جيدا، ويعلم أن مرجعية الشيخ الدربندي لا تضاهي مرجعية الأنصاري. لذلك أثارت فخامة قصر الشيخ الدربندي في تلك الرؤيا السؤال في نفس تلميذ الشيخ الأنصاري ليسأل الملك عن سبب ذلك، لأنه من المتوقع أن يكون قصر الشيخ الأنصاري أكثر فخامة وعظمة، فأجابه الملك قائلا: «هذا ليس جزاء أعمال الدربندي، بل هو هدية له من قبل الإمام الحسين سلام الله عليهم»٠