Ads 468x60px

الخميس، 2 مايو 2013

عناية الإمام الحسين (ع) مع الشيخ "غلام رضا الطبسي" في مسجد براثا

جامع براثا ومقام الامام علي عليه السلام
جامع براثا ومقام الامام علي عليه السلام

سمعت من الزاهد العابد والواعظ الشيخ "غلام رضا الطبسي" قوله: سافرت مع عدد من الأصدقاء في قافلة لزيارة المقامات المقدسة، وبعد أن انتهينا من الزيارة وهممنا بالعودة وفي الليلة التي سبقت السفر تذكرت أننا زرنا جميع المشاهد والمواضع المتبركة ما عدا مسجد "براثا" ولابد لي من إدراك فيض ذلك المكان، فقلت لأصدقائي: هلموا بنا نذهب إلى مسجد براثا. فقالوا: لا مجال لذلك. ولم يوافقوني رأيي. فخرجت وحدي من الكاظميين إلى أن وصلت المسجد فوجدت الباب مغلقاً من الداخل على ما يبدو ولا يوجد أحد، فاحترت في أمري ماذا أفعل بعد قطع كل هذه المسافة، فنظرت إلى حائط المسجد فوجدت ان باستطاعتي تسلقه، فتسلقته ودخلت المسجد وشرعت بالصلاة والدعاء ظناً منِّي ان باب المسجد مغلق من الداخل وسأفتحه بسهولة وأخرج. وعندما فرغت ذهبت لفتح الباب فوجدته موصداً بقفل محكم، وكان الجدار من داخل المسجد لا يسمح بتسلقه فتحيرت وقلت في نفسي: طوال عمري أذكر الحسين (ع) وآمل ببركته أن أذهب إلى الجنة وينفتح لي بابها ببركته، وباب الجنة أهم بكثير من هذا الباب وفتح هذا ببركته أسهل، فتقدمت بيقيني هذا ووضعت يدي على القفل وقلت: يا حسين. وسحبته، فانفتح فوراً وفتحت الباب وخرجت من المسجد وشكرت الله وأدركت القافلة قبل مسيرها.

* * *

مسجد براثا:

قال المحدِّث القمي في كتابه "مفاتيح الجنان" إعلم ان جامع براثا من المساجد المعروفة المباركة وهو واقع على الطريق بين الكاظمية وبغداد، على الطريق الَّذي يسلكه الوافدون لزيارة الاعتاب المقدسة في العراق، من دون مبالاة بالمسجد الَّذي يمرون عليه على ما روي له من الفضل والشَّرف الرَّفيع.

وقال الحموي من مؤرخي القرن الهجري السَّادس في كتابه "معجم البلدان": براثا محلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب المحوِّل وكان لها جامع هدمه الخليفة العباسي الراضي بالله، ثم أمر بإعادة بنائه وتوسيعه "أمير الأمراء الماكاني" وأُقيمت فيه الصَّلاة مجدداً حتَّى عام 450هـ، ثم تعطلت. وكانت براثا قبل بناء بغداد قرية يزعمون ان علياً (ع) مرَّ بها لما خرج لقتال خوارج النهروان وصلى في موضع من الجامع المذكور، وانه دخل حمَّاماً كان في القرية.

ولهذا المسجد فضائل عديدة عددها المحدِّث القمي في كتابه وقال: لو حاز احداها مسجد من المساجد لكانت تكفي لأن تشد إليه الرحال.

"المؤلف": إني قبل أعوام تشرفت بزيارة المسجد وكان بحمد الله معموراً ومجهزاً بالكهرباء والماء، وباب المسجد مفتوح ويزوره المؤمنون.