كان لمعاوية بن أبى سفيان (لعنه الله) صديق ونديم اسمه المغيرة بن شعبة، وكان يشبه معاوية - فإن الطيور على أشكالها تقع-
يقول المطرف بن المغيرة بن شعبة دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه يتحدث معه, ثم ينصرف إلىّ فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه إذا جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتماً فانتظرته ساعة ظننت انه لأمر حدث فينا
فقلت: مالي أراك مغتما هذه الليلة!
فقال: يا بني جئت من عند أكفر الناس وأخبلهم.
قلت: وما ذاك؟
قال : قلت له وقد خلوت به: انك قد بلغت سناً يا أمير المؤمنين فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً فأنك قد كبرت، ولو نظرت إلى أخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيئ تخافه، وأن ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه.
فقال: هيهات هيهات أي ذكر أرجو بقاءه !
ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلا أن يقول قائل : أبو بكر، ثم ملك أخو عدي، واجتهد وشمر عشر سنين، فما عدا ان هلك حتى هلك ذكره إلا أن يقول قائل عمر .... وإن ابن أبيي كبشه ليصاح به كل يوم خمس مرات (أشهد أن محمد رسول الله) فأي عمل يبقى، وأي ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك لا والله إلأ دفناً دفنا