العالم الزاهد والمحبّ الصادق (الشيخ محمد شفيع المحسني الجمي) نقل أنه كان في مدينة (كنكان) رجل فقير يقف على باب المنزل مادحاً أمير المؤمنين (ع) ويحسن الناس إليه، وعن طريق الصدفة وصل الفقير إلى بيت قاضٍ ناصبي وشرع بمدح أمير المؤمنين (ع) فغضب القاضي منه وفتح الباب وقال له: لمَ تمدح علياً إلى هذا الحد؟ فلن إعطيك شيئاً حتى تمتدح فلاناً (من غاصبي حقه) عندها سأحسن إليك: فأجابه الفقير: أن تعطيني خيراً في مدح ذاك لهو عندي أسوأ من سم الحيّة ولن آخذ منك.
غضب القاضي لذلك وهجم على الفقير وأشبعه ضرباً، فتدخلت زوجة القاضي وقالت له: اتركه، فلو قتل بين يديك فسيقتلونك حتماً، فعاد القاضي إلى منزله بعد ان طيّب خاطر الفقير حتى لا يؤذيه في المستقبل.
وما أن عاد القاضي إلى غرفته حتى سمعت زوجته صراخه بشدة ولما دخلت عليه غرفتة وجدته مشلولاً وأخرس فأخبرت أقاربه فحضروا وسألوه ماذا حصل؟ وفهموا من اشارته أنه ما ان خلد إلى النوم حتى رفع إلى السماء السابعة ولطمه شخص كبير على وجهه والقى به فسقط على عجزه.
نقله أهله إلى مستشفى البحرين وبقي فيها شهرين تحت العلاج دون جدوى، فنقلوه إلى الكويت.
قال الشيخ ناقل القصة: صدفة كنت على متن نفس السفينة التي نقل فيها ودخلنا الكويت سوياً، فالتجأ القاضي إليّ راجياً الدعاء له، فأفهمته انه عليك طلب الشفاء ممن ضربته، لكن كلامي لم يؤثر به، وراجع مستشفى الكويت دون جدوى أيضاً، وبقي هكذا وقد رأيته السنة الماضية في البحرين بنفس الحالة يعيش فقيراً مشلولاً ويستعطي الناس.