كان عند أحد الأشخاص ثور صغير هزيل الجسم ، لا يسمن ولا تتحسن حالته ، بالرغم من كثرة الطعام الذي يقدمه له صاحبه من عَلَفٍ وقشٍّ وتبن وغيره .
وعندما طالت المدة ولم تتحسّن حالة الثور ذهب صاحبه إلى أحد الشيوخ الذين يعملون التمائم والحُجُب ، وشكا له حالة ثوره وكيف أنه قلق عليه ، ويخشى إن استمر الحال على ذلك أن يصاب ثوره بمكروه ، وطلب من الشيخ أن "يَفْتِـش " لثـوره ، وأن يعمـل له " ورقة " ليشفى من الهزال الذي هو فيه ، فطمأنه الشيخ قائلاً : عد إليّ في الغد وسأعمل له ما يعيد إليه عافيته ، وفي الغد أعطـاه "حِجَاباً " على شكل مثلث ملفوفاً لفّاً جيداً وقال له علّقه في رقبة ثورك وسيزول عنه الشرّ إن شاء الله .
وبعد عدة أيام بدأ الثور يتحسن شيئاً فشيئاً ، وسمن جداً حتى أصبح ثوراً كبيراً ، فأصاب الرجل شيء من الفضول وحب الاستطلاع لهذا السرّ الذي يكمن في الحجاب والذي أدّى إلى هذه النتائج المرضية والسريعة وقال في نفسه سأفتح هذا الحجاب وأرى ماذا كَتَبَ فيه الشيخ . وفعلاً فَكّ الحجاب من رقبة الثور وفتحه وقرأ ما كُتب فيه ، وإذا هو سطر واحد لا غير كُتب فيه :" يسمن الثور يا إن شاء الله عُمره ما سمن ".
فضحك الرجل من سخافته وقلة عقله وكيف صدق هذه الأباطيل ومزّق الحجاب غاضباً ورمى به إلى الأرض .
ولكن يقال إن الطريف في هذه القصة أن الثور بدأ يهزل من جديد .