Ads 468x60px

الأحد، 30 يونيو 2013

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

حدثني السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمطلع البصير السيد علي سبط بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالماً مبرزاً له (البرهان القاطع في شرح النافع) في عدة مجلدات عن الصفي المتقي والثقة الزكي السيد المرتضى صهر السيد علي بن أخته وكان مصاحباً به في السفر والحضر مواظباً على خدماته في السر والعلانية قال:

كنت معه في (سر من رأى) في بعض أسفار زياراته وكان السيد ينام في حجرة وحده وكانت لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج.

فخرجت إلى حجرتي متفكراً في حالته في تلك الليلة فامتنع عني الرقاد فصبرت زماناً ثم خرجت متخفياً لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقاً

فنظرت من شق الباب وإذا بالسراج على حاله وليس فيها أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة.

فخرجت حافياً متخفياً أطلب خبره وأقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد له أثراًَ فدخلت صحن السرداب فرأيته مفتح الأبواب فنزلت الدرج متأنياً بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كأن أحداً يتكلم مع آخر ولم أميز الكلمات إلى أن بقي من الدرجات ثلاث أو أربع وكأن دبيبي النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء فإذا بالسيد قد نادى من مكانه هناك يا سيد مرتضى ما تصنع؟ ولم خرجت من المنزل؟

فبقيت متحيراً ساكناً كالخشب المسنده وعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفي حالك على من عرفك من غير طريق الحواس؟ فأجبته متعذراً نادماً ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر (صلوات الله عليه).