نقل السيد الجليل "ذو النور" المعمار المعروف بين أهل الإيمان بتقواه واستقامته فقال: رأيت في أحد الليالي في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً وقصراً بهياً إستأذنت البواب ودخلت فرأيت مكاناً جميلاً أحسن من قصور الملوك فأجلت فيه نظري متعجباً، ثم رأيت المياه تجري تحته وأشجار الياسمين متشابكة تفوح منا رائحة سكرة فشممت رائحتها، ورأيت تحت تلك الأشجار عرشاً ملكياً مزيناً بانواع الزينة ومفروشاً، وقد اعتلاه "الشيخ محمد قاسم طلاقة الواعظ" جالساً بكمال عزته وجلاله.
سألت البواب لمن كل هذا؟ قال: للشيخ طلاقة الجالس على العرش، فأستأذنته للحضور عنده، فدخلت عليه وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: كنت صديقك ومطّلعاً على أحوالك فماذا فعلت لنيل عناية الله والحصول على مثل هذا القدر والمقام؟
أجاب قائلاً: لم اقدم عملاً يبلغ بي هذه المرتبة، ولكني وُفّقت لهذا اثر فقداني لإبني الشاب ذي الثمانية عشر ربيعاً الذي توفي بعد 24 ساعة من إصابته بمرض في بلعومه، فأعطاني الله هذا المقام عوضاً عن هذه المصيبة.
ولم أكن أعلم بوفاة ولده، فاردت لقاءه لأخبره برؤياي وقلت لعل إبنه لم يمت ولهذه الرؤيا تفسير آخر، فلم أبادر إلى سؤاله بل سألت رجلاً من أهل العلم من أصدقائه عن إبنه فقال لي: نعم مرض ولده ذو الثمانية عشر عاماً مدة 24 ساعة ثم توفي.
***
العلامة ((التويسركاني)) نقل روايات وقصصاً عديدة في كتابه ((لآلىء الأخبار)) في باب الأجر والجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد وخاصة الذكور منهم. ويمكنك مراجعة كتاب ((مسكن الفؤاد في موت الأحبة والأولاد)) للشهيد الثاني. وسأكتفي هنا بنقل رواية واحدة:
عن موثقة بن بكير عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال ((ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر)).