
التفت إليَّ الهادي وقال: « هنا أرض وادي السلام، حيث يستتبّ في ربوعها الأمن والسلام، فعلِّق عصاك وترسك على الفرس، واتركه يرعى هنا حتّى موعد التحرّك ».
بعد ذلك انتهينا إلى باب قصر رأينا عنده حوض ماء من قطعة واحدة من البلّور، ولقد كان الماء زلالاً، والبلور رائقاً، بحيث تخاله ماءً قائماً بغير إناء، أو إناءً قائماً بغير ماء:
رقّ الزجاج ورقّت الخمرُ
فتشابها فتشاكـل الأمـرُ
فكأنّما خمـر ولا قـدحٌ
وكأنّما قـدح ولا خمـرُ
وقد تناثرت حول الحوض مقاعد...