Ads 468x60px

السبت، 6 يوليو 2013

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

الامام المهدي (ع) يشفي الميرزا النائيني

أخبرنا جناب العالم الفاضل الصالح الورع ميرزا محمد حسين النائيني الإصفهاني ابن سماحة العالم العامل والمهذب الكامل ميرزا عبد الرحيم النائيني الملقب بشيخ الإسلام أنه ظهر وجع في قد أخ لي من الأب اسمه محمد سعيد حال انشغاله في تحصيل العلوم الدينية في سنة خمسة وثمانين ومائتين وألف تقريبا وقد ورم خلف قدمه بحيث أعوج وعجز عن المشي فجاء بميزرا أحمد الطيب بن الحاج ميرزا عبد الوهاب النائيني ليعالجه فزال الاعوجاج الذي هو خلف قدمه وذهب الورم وتفرقت المادة ولم تمض عدة أيام إلا وظهرت المادة بين الركبة والساق وبعد عدة أيام ظهرت المادة في الفخذ في نفس تلك الرجل ومادة بين الكتف حتى تقيح كل واحد منهما وكان له وجع شديد فعندما يعالجه ينفجر فيخرج منه قيح إلى أن مضت سنة تقريباً أو أكثر من ذلك وهو على هذا الحال يعالج هذه القروح بأنواع العلاج ولم يلتئم واحد منها بل كل يوم تزداد الجراحات ولم يقدر في هذه المدة أن يضع قدمه على الأرض وهو يتقلب من جانب إلى جانب وقد أصابه الضعف من طول مدة المرض ولم يبق منه إلا الجلد والعظم من كثرة ما خرج منه من الدم والقيح وقد صعب ذلك على الوالد وما يستعمل نوعاً من العلاج إلا وتزداد الجروح ويضعف حاله ولا يؤثر في زيادة قوته وصحته.

ووصلت هذه القروح إلى حد انه لو وضعت يد على أحد الاثنين- الذي أحدهما بين الركبة والساق والأخرى في الفخذ التي في نفس تلك الرجل- فإنه يجري من القرح الآخر القيح والدم.

وظهر في تلك الأيام وباء شديد في نائين فلجأنا إلى قرية من قراها خوفاً من ذلك الوباء فاطلعنا على جراح حاذق يقال له (أقا يوسف) ينزل في قرية قريبة من قريتنا فبعث الوالد شخصاً إليه فحضر للعلاج وعندما عرض أخي المريض عليه سكت ساعة حتى خرج الوالد من عنده وبقيت عنده مع أحد أخوالي يدعى الحاج ميرزا عبد الوهاب فبعد مدة من مناجاته معه فهمت من فحوى تلك الكلمات بأنه يخبره يائساً ويخفي ذلك عني لئلا أخبر الوالد فيضطرب ويجزع.

فعندما رجع الوالد قال ذلك الجراح: أنا أخذ المبلغ الفلاني أولاً ثم أبداً بالمعالجة وكان قصده من هذا الكلام هو امتناع الوالد عن دفع ذلك المبلغ قبل الابتداء في المعالجة ليكون سبباً لذهابه قبل الشروع في المعالجة.

فامتنع الوالد من إعطائه ما أراه قبل المعالجة فاغتنم (الجراح) تلك الفرصة ورجع إلى قريته.

وقد علم الوالد والوالدة أن هذا التصرف من الجراح كان ليأسه وعجزه عن المعالجة مع أنه كان أستاذا وحاذقاً فيأست منه.

وكان لي خال آخر يدعى ميرزا أبو طالب في غاية التقوى والصلاح وله شهرة في البلد بأنه يكتب للناس رقع الاستغاثة إلى إمام عصره الإمام الحجة (ع) وهي سريعة الإجابة والتأثير وإن الناس كثيراً ما يرجعون إليه في الشدائد والبلايا فالتمست منه والدتي أن يكتب رقعة استغاثة لشفاء ولدها.

فكتبها في يوم الجمعة وأخذتها الوالدة وأخذت وهذبت عند بئر قرب قريتنا أخي تلك الرقعة في البئر وكان متعلقاً فوق البئر بيد الوالدة فظهرت له وللوالدة في ذلك الوقت رقة فبكياً بكاءاً شديداً وكان ذلك في آخر ساعة من يوم الجمعة.

وبعد مضي عدة أيام رأيت في المنام ثلاثة فرسان بالهيئة والشمائل التي وردت في واقعة إسماعيل الهرقلي قادمين من الصحراء باتجاه بيتنا فحضرت في ذهني في ذلك الحال واقعة إسماعيل وكنت قد وقفت عليها في تلك الأيام وكانت تفصيلاتها في ذهني فانتبهت أن هذا الفارس المتقدم هو الإمام (ع) جاء لشفاء أخي المريض وكان أخي المريض نائماً على ظهره أو متكئاً في فراشه في ساحة البيت كما كان كذلك في أغلب الأيام فقرب الإمام الحجة (ع) وبيده المباركة رمح ووضع ذلك الرمح في موضع من بدنه ولعله كان في كتفه وقال له قم فقد جاء خالك من السفر.

وقد فهمت في ذلك الوقت أن مقصود (ع) من هذا الكلام البشارة بقدوم خال لنا آخر اسمه الحاج ميرزا علي أكبر كان سافر للتجارة وطال سفره ونحن قد خفنا عليه لطول السفر وتقلب الدهر من القحط والغلاء الشديد.

وعندما وضع (ع) على كتفه وقال ذلك الكلام قام أخي من مكانه الذي كان نائماً فيه وأسرع إلى باب البيت لاستقبال خاله المذكور.

فاستيقظت من نومي فرأيت الفجر قد طلع وقد أضاء الجو ولم يستيقظ أحد من النوم لصلاة الصبح فقمت من مكاني وأسرعت إلى أخي قبل أن ألبس ملابسي وأيقظته من النوم وقلت له: انهض فإن الإمام الحجة (ع) قد شافاك.

وأخذت بيده وأقمته على رجليه فاستيقظت أمي من النوم وصاحت علي: لماذا أيقظته من النوم؟ لأنه كان يقظاً من غلبة الوجع عليه، وقليل من النوم في ذلك الحال كان يعد غنيمة قلت: إن الإمام الحجة (ع) قد شافاه.

فعندما أقمته على قدميه ابتدأ بالمشي في ساحة الغرفة وقد كان في تلك الليلة غير قادر على وضع قدمه على الأرض حيث انقضت له على ذلك مدة سنة أو أكثر وكان يحمل من مكان إلى مكان.

فانتشرت هذه الحكاية في تلك القرية واجتمع جميع الأقرباء والأصدقاء ليروه بما لا يصدق بالعقل ونقلت الرؤيا وكنت فرحاً جداً لأني بادرت ببشارة الشفاء عندما كان نائماً وقد انقطع الدم والقيء من ذلك اليوم والتأمت الجروح قبل أن ينقضي أسبوع وبعد عدة أيام من ذلك وصل الخال سالماً غانماً.
Read more

الجمعة، 5 يوليو 2013

أخلاق الصالحين

أخلاق الصالحين
يُحكى أن رجلاً صالحاً اشتهر بين الناس بالوَرَعِ والتقوى ، وكانت له كرامات مختلفة يتحدّث بها أهل بلده ، ومن يزوره من الناس ، وكان في بيته ذات يوم إذ جاءه رجلٌ من أهل بلده وأخبره بأنه سمعَ زيداً من الناس وهو يشتمه ويسبّه ، وإنه قد اغتاظ منه نظراً لما يعرفه من صفات الرجل الصالح وما يتسم به من الحلم والأخلاق الحميدة والسيرة الحسنة وإنه قد جاء ليخبر الرجل الصالح بما سمعه من ذلك الرجل .

ولم ترتسم على وجه الرجل الصالح أية علامات لغضب أو غيظ أو غيره ، بل ظل على هدوئه المعتاد ، وقال لجليسه سأفتح فمي فأنظر فيه وأخبرني ماذا ترى ، وفتح فاه ونظر ذلك الرجل فيه وقال : أرى بحراً كبيراً لا حدّ له ، ثم أضاف : وأرى طفلاً يبول في البحر ، فقال له الرجل الصالح : أنظر جيداً هل عكّر بول الطفل مياه البحر ، فنظر الرجل وقال : لا لم يعكّره .فقال له الرجل الصالح بهدوء ، وكذلك نحن – عباد الله الصالحين - فإن مثل هذه الأمور التي ذكرت لا تؤثر علينا ولا تعكر صفونا ، فلا تقلق منها في المرات القادمة ولا تكترث لها.

وتعجب ذلك الرجل من حكمة الرجل الصالح ومن قلبه الكبير ، ومسامحته للمسيئين إليه من الناس وعاد وهو يحمده ويكثر من الثناء عليه .
Read more

الإصابة بالعين

 الإصابة بالعين

مدخل : الإصابة بالعين من الأشياء المعروفة عند عامة الناس , وهي من الأمور التي يخشونها ويحتاطون لها بوسائل مختلقه كخرزة العين , والحرز عن الإصابة بالعين , وقراءة سور من القرآن الكريم كالمعوذتين وبعض الآيات الأخرى .

ومن الاحتياطات أيضاً إبعاد الصبي إن كان جميلاً عن الأعين أو عن (العين اللي ما تصلّي على النبي ) .

ويقال عن الذي يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة أنّ « عينه فارغـة » , والحكايات كثيرة حول هذا الموضوع :

ويقال إن الذي بين ثنيّتيـه الأماميتين فراغ ظاهر أنه يصيب بالعيـن , أو كلّ مَنْ ( أسنانه فُرْق) كما يقولون فهو يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة .

والتي لم تنجب الأطفال تصيب بالعين أيضاً لأنها محرومة من الأطفـال ، والمحروم يشتهي ما حُرم منه لذلك فهو يصيب بالعين .

والأمثلة كثيرة حول هذا الموضوع نكتفي منها بهاتين القصتين القصيرتين .

يحكى أن أحد الأشخاص كان يصيب بالعين , وكان يعرف ذلك من نفسه وقد كبر وأسنَّ وكُفَّ بصره .

وذات يوم قال له بعض الناس ممن في قلوبهم مرض , إن فلاناً من الناس عنده جمل سمين وكبير , وليس في جمالنا ما يشبهه لا في كبر الجسم والسنام ، ولا في جمال الشكل والمنظر .

وقالوا للرجل الكفيف : لو كنت بصيراً لطلبنا منك أن تصيبه بالعين حتى نرتاح منه وكان ذلك لشدة حسدهم وغيرتهم .

فقال لهم الرجل الكفيف : لا عليكم ، اعملوا لي كومة من التراب تشبه سنام الجمل .

وعملوا له ما أراد ، فقام يتحسّسها وجعل يمرّ بيده عليها عدة مرّات وهو ويتخيّل ذلك الجمل ويقصده بكلامه ويقول : ما أسمـن هذا الجمـل وما أكبر سنامـه ، وما أكثر شحمه ولحمه ! ماذا يطعمه صاحبه حتى أصبح بهذا الحجم !

فيقال إن الجمل وقع عند صاحبه ومات على الفور .

وفي هذا من الإيـذاء ما فيـه مما لا يقـوم به إلا الذين في قلوبهـم مـرض ، والذين أعمى الحقد بصيرتهم ، فجعلهم يحسدون الناس على نِعم الله تعالى .

وهناك حكاية أخرى تقول :

يحكى أن أحد الأشخاص ممن كانوا يصيبون بالعين كان غنياً ولديه مواشٍ كثيرة من شاءٍ وغنم ، وذات يوم أخرجها الراعي في الصباح الباكر لترعى على سفح الجبل ، وعندما أشرقت الشمس ، وظهر نورها ، نظر ذلك الرجل فرأى الأغنام تغطي سفح الجبل لكثرتها ، فتأفّف وقال مندهشاً : لمن هذه الأغنام التي تغطي عين الشمس ؟ ما أكثر عددها !

فيقال إن حَجَراً كبيراً تدحرج من أعلى الجبل وقضى على الكثير من هذه الأغنام ، ولما علم الرجل أنها أغنامه بدأ يلوم نفسه ويبكي حظه ولكن هيهات ، فقد سبق السيف العذل ، وماتت أكثر الماشية .
Read more

الخميس، 4 يوليو 2013

رفيق الطريق

رفيق الطريق

كان الناس إذا أراد أحدهم أن يذهب إلى السوق , فكان يسري مع ساعات الفجر الأولى , فيصل مع إطلالة الصباح ويكون السوق قد بدأ في ذلك الوقت وكانت الأسواق تقام يومي الاثنين والخميس , وبعضها كان يقام يوم الجمعة .

وذات يوم سرى أحد الأشخاص راكباً بهيمته ومتوجهاً نحو السوق وكان الوقت ليلاً , ومن يذهب وحده يحسّ بوحدة الطريق ووحشته , وببعد المسافة , فتمنى ذلك الرجل أن يجد رفيقاً يقطع معه عناء السفر حتى يصل إلى السوق .

وبعد أن سار بعض الوقت , رأى رجلاً أمامه يركب بهيمةً وقد تقدمه في الطريق , فساق الرجل بهيمته لتسرع به علّه يلحق بذلك الرجل ويتسلّى معه بالحديث فلا يشعر بمشقة السفر وعنائه .

وكان الرجل الأمامي يسير على مهل ، فما هي إلا برهة قصيرة حتى اقترب منه ذلك الرجل وبادره بالتحية قائلاً له : صَبَّحَكَ الله بالخيـر , فرد عليه الرجل قائلاً :

لا صبَّحك الله بالخير , أيها الوغد ، من أين تعرفني ، وماذا تريد مني في هذا الصباح الباكر .

وغضب الرجل ولام نفسه على اللحاق به ، وشتمه ورد له الصاع صاعين ، ولم يسكت الرجل الآخر بل أخذ يكيل له من المسبة والشتائم الشيء الكثير ، وصار الرجل يردّ أحياناً ويسكت أحياناً أخرى , وظلا يتشاجران على هذا الشكل حتى اقتربا من السوق , وعندها التفت الرجل فجأة فلم يرَ أحداً أمامه ، واختفى ذلك الرجل تماماً ولم يعد يظهر له أثر ، فعرف أن ذلك الرجل لم يكن رجلاً بل هو شيطان تلك المنطقة ، الذي يخرج على كثير من الناس في الليالي المظلمة ، وتعجب من نفسه كيف لم يعرفه أو حتى يفطن على باله ، وضحك من ذلك الصباح الذي نَكَّدَه عليه ذلك الشيطان , ولكنه فطن إلى أنه قطع الطريق دون أن يشعر بأي تعب أو عناء ، لأنه كان مشغولاً بمشاجرة ذلك الرجل الغريب الأطوار .
Read more

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

نقل السيد محمد الحسيني انه قال: حدثنا رجل صالح من أصحابنا قال خرجت سنة من السنين حاجاً إلى بيت الله الحرام وكانت سنة شديدة الحر كثيرة السموم فانقطعت عن القافلة وضللت الطريق فغلب علي العطش حتى سقطت وأشرفت على الموت فسمعت صهيلاً ففتحت عيني فإذا بشاب حسن الوجه حسن الرائحة راكب على دابة شهباء فسقاني ماء أبرد من الثلج وأحلى من العسل ونجاني من الهلاك قلت: يا سيدي من أنت؟ قال أنا حجة الله على عباده، وبقية الله في أرضه أنا الذي أملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً أنا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب (عليهم السلام) ثم قال: اخفض عينيك فخفضتهما ثم قال: افتحهما ففتحتهما فرأيت نفسي في قدام القافلة ثم غاب عن نظري (صلوات الله عليه).
Read more

الأربعاء، 3 يوليو 2013

قصة الجزيرة الخضراء

قصة الجزيرة الخضراء

روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في آخر كتاب (التعازي).

عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعدي بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخر من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحي الأنباري بدراه بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

قال: كنا عند الوزير عون الدين يحي بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها ونحن على طبقة وعنده جماعة فلما أفطر من كان حاضراً وتقوض أكثر من حضر حاضراً أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي عنده فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه ولم أكن رأيته من قبل ورأيت الوزير يكثر إكرامه ويقرب مجلسه ويصغي إليه ويسمع قوله دون الحاضرين.

فتجارينا الحديث والمذاكرة حتى أمسينا وأردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل وأن يمنع من ينوي الخروج فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث فأفضى الحديث حتى تحادثنا في الأديان والمذاهب ورجعنا إلى دين الإسلام وتفرق المذاهب فيه فقال الوزير أقل طائفة مذهب الشيعة وما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه وهم الأقل من أهلها وأخذ يذم أحوالهم ويحمد الله على قتلهم في أقاصي الأرض.

فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلاً عليه مصغياً إليه فقال له أدام الله أيامك أحدث بما عندي فيما قد تفاوضتم فيه أو أعرض عنه؟ فصمت الوزير ثم قال قل ما عندك فقال خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي المعروفة بالباهية ولها الرستاق الذي يعرفه التجار وعدة ضياعها ألف ومائتا ضيعة في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله وهم قوم نصارى وجميع الجزائر التي كانت حولهم على دينهم ومذهبهم ومسير بلادهم وجزائر مدة شهرين وبينهم وبين البر مسير عشرين يوماً وكل من في البر من الأعراب وغيرهم نصارى وتتصل بالحبشة والنوبة وكلهم نصارى ويتصل بالبربر وهم على دينهم فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض ولم نضف إليهم الإفرنج والروم.

وغير خفي عنكم من بالشام والعراق والحجاز من النصارى واتفق أننا سرنا في البحر وأوغلنا وتعدينا الجهات التي كنا نصل إليها ورغبنا في المكاسب ولم نزل على ذلك حتى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران فيها المدن المدورة والرساتيق.

وأول مدينة وصلنا إليها وأرسى المراكب بها وقد سألنا النوخذه (أي ربان السفينة) أي شيء هذه الجزيرة؟ قال والله أن هذه الجزيرة لم أصل إليها ولا أعرفها وأنا وأنتم في معرفتها سواء.

فلما أرسينا بها وصعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة وسألنا ما اسمها؟ فقيل هي المباركة فسألنا عن سلطانهم وما اسمه؟ فقالوا: اسمه الطاهر فقلنا وأين سرير مملكته؟ فقيل: بالزاهرة فقلنا وأين الزاهرة؟ فقالوا بينكم وبينها مسيرة عشر ليالي في البحر وخمسة وعشرين ليلة في البر وهم قوم مسلمون.

فقلنا من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع؟ فقالوا: تحضرون عند نائب السلطان فقلنا وأين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له بل هو في داره وكل من عليه حق يحضر عنده فيسلمه إليه.

فتعجبنا من ذلك وقلنا ألا تدلونا عليه؟ فقالوا بلى وجاء معنا من أدخلنا داره فرأينا رجلاً صالحاً عليه عباءة وتحته عباءة وهو مفترشها وبين يديه دواة يكتب فيها من كتاب ينظر إليه فسلمنا عليه فرد علينا السلام وحيانا وقال من أين أقبلتم؟ فقلنا من أرض كذا وكذا؟ فقال كلكم مسلمون؟ فقلنا لا فينا المسلم واليهودي والنصراني فقال يزن اليهودي جزيته والنصراني جزيته ويناظر المسلم عن مذهبه.

فوزن والدي عن خمس نفر نصارى عنه وعن ثلاثة كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهوداً وقال للباقين: هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه في مذاهبهم.

فقال: لستم مسلمين وإنما أنتم خوارج وأموالكم تحل للمسلم المؤمن وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وبالوصي والأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليهم) فضاقت بهم الأرض ولم يبق إلا أخذ أموالهم.

ثم قال لنا يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث أخذت الجزية منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانهم فأجاب سؤالهم وتلا: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾.

فقلنا للنوخذه والربان وهو الدليل: هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا رفقة وما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم حتى نعلم ما يستقر حالهم عليه؟ فقال الربان والله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه فاستأجرنا رباناً ورجالاً وقلعنا القلع (أي الشراع) وسرنا ثلاثة عشر يوماً بلياليها حتى كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرانها إنها قد بانت فسرنا حتى تضاحى النهار.

فقدمنا إلى المدينة لم تر العيون أحسن منها ولا أخف على القلب ولا أرق من نسيمها ولا أطيب من هوائها ولا أعذب من مائها وهي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة وعليها سور إلى ما يلي البحر والبحر يحوط الذي يليها منها والأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمامات وفواضل النهار ترمى في البحر ومدى الأنهار فرسخ ونصف وفي تحت ذلك الجبل بساتين المدينة وأشجارها ومزارعها عند العيون وأثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب ويرعى الذئب والنعجة عياناً ولو قصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لما رعته ولا قطعت قطعة حمله ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.

فلما قدمنا المدينة وأرمى المركب فيها وما كان صحبنا من الشوابي والذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق وسيعة الربقة وفيها الأسواق الكثيرة والمعاش العظيم ويرد إليها الخلق من البر والبحر وأهلها على أحسن قاعدة لا يكون على وجه الأرض من الأمم والأديان مثلهم وأمانتهم حتى أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة أما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثم يقول يا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك فهذه صورة مبايعاتهم ولا يسمع بينهم لغو المقال ولا السفه ولا النميمة ولا يسب بعضهم بعضاً وإذا نادى المؤذن الآذان لا يتخلف منهم متخلف ذكراً كان أو أنثى إلا ويسعى إلى الصلاة حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلاة الأخرى فيكون الحال كما كانت.

فلما وصلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها أمرونا بالحضور عند السلطان فحضرنا داره ودخلنا إليه إلى بستان صور- (أي النخل المجتمع الصغار لا واحد له)- في وسطه قبة من قصب والسلطان في تلك القبة وعنده جماعة وفي باب القبة ساقية تجري.

فوافينا القبة وقد أقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس وأقيمت الصلاة فصلى بهم جماعة فلا والله لم تنظر عيني أخضع من الله ولا ألين جانباً لرعيته فصلى من صلى مأموماً.

فلما قضيت الصلاة التفت إلينا وقال هؤلاء القادمون؟ قلنا: نعم وكانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له: (ابن صاحب الأمر) فقال على خير مقدم.

ثم قال: أنتم تجار أو ضيوف؟ فقلنا تجار فقال من منكم المسلم ومن منكم أهل الكتاب؟ فعرفناه فقال إن الإسلام تفرق شعباً فمن أي قبيل أنتم؟ وكان معنا شخص يعرف بالمقري ابن دربهان بن أحمد الأهوازي؟ يزعم أنه على مذهب الشافعي فقال له أنا رجل شافعي قال فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل مالكي.

فقال: أنت تقول بالإجماع؟ قال نعم قال إذن تعمل بالقياس ثم قال بالله يا شافعي تتلو ما نزلت يوم المباهلة؟ قل نعم قال ما هو؟ قال قوله تعالى: ﴿ َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾

فقال: بالله عليك من أبناء الرسول ومن نساؤه ومن نفسه يا ابن دربهان؟ فأمسك فقال يالله هل بلغك أن غير الرسول والوصي والبتول والسبطين دخل تحت الكساء؟ قال لا فقال والله لم ننزل هذه الآية إلا فيهم ولا خص بها سواهم.

ثم قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون؟ قال لا وقال بالله عليك هل تلوت

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا﴾ قال نعم قال بالله عليك من يعنى بذلك؟ فأمسك فقال والله ما عنى بها إلا أهلها.

ثم بسط لسانه وتحدث بحديث أمضى من السهام وأقطع من الحسام فقطع الشافعي ووافقه فقام عند ذلك فقال: عفواً يا ابن صاحب الأمر انسب إلى نسبك فقال أنا طاه بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الذي أنزل الله فيه: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.

وهو والله الإمام المبين ونحن الذين أنزل الله في حقنا: ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول ونحن أولوا الأمر , فخر الشافعي مغشياً عليه لما سمع ثم أفاق من غشيته وآمن به وقال: الحمد لله الذي منحني بالإسلام ونقلني من التقليد إلى اليقين.

ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام ولم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا وحادثنا فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فكثرت علينا الأطعمة والفواكه وعملت لنا الولائم ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.

فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة براً وبحراً بعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم صاحب الأمر (ع) مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم وبعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر (ع) بالحكام وبعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبدالرحمن بن صاحب الأمر (ع) مسيرة رستاقها وضياعها شهران وبعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر (ع) وهي أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلاء ومسيرة ملكها أربعة أشهر.

فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل وبه يأمرون وليس على وجه الأرض مثلهم ولو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عدداً منهم على اختلاف الأديان والمذاهب ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم زعموا أنها سنة وروده فلم يوفقنا الله تعالى للنظر إليه فأما ابن دربهان وحسان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها سألنا عنها فقيل إنها عمارة صاحب الأمر (ع) واستخراجه.

فلما سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة لطيفة وقد تقضى الليل فأمر بإحضارها واحداً واحداً وقال إياكم إعادة ما سمعتم أو إجراءة على ألفاظكم وشدده وتأكد علينا فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا مما سمعه حرفاً واحداً حتى هلك.

وكنا إذ حضرنا موضعاً واجتمع أحدنا بصاحبة قال أتذكر شهر رمضان فيقول نعم ستراً لحال الشرط.

فهذا ما سمعته ورويته والحمد لله وحده وصلواته على خير خلقه محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين..
Read more

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

نقل الشيخ الفاضل حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في (تاريخ قم) عن كتاب (مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين) من مصنفات الشيخ أبي جعفر محمد بن بابوية القمي ما لفظه بالعربية.

باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي (ع) سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (ع) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي فلما مضى نصف الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (ع) فإنه يدعوك.

قال: فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب (هو ما كان قميصك) فتركته وأخذت سراويلي فنودي: (ليس ذلك منك فخذ سراويلك) فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: (الباب مفتوح).

فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكأ عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.

وكان ذلك الشيخ هو الخضر (ع) فأجلسني ذلك الشيخ (ع) ودعاني الإمام (ع) باسمي وقال اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له أنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم أن هذه الأرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر قال حسن بن مثلة قلت يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي: قال أنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقول له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.

وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ركعتان للإمام صاحب الزمان (ع) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم قال (ع) ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.

قال حسن بن مثلة قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم إنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلى أن أذهب فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جمعيهم وذلك المعر أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.

فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال (ع) تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكراً حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها إن هذه السلاسل والأوتاد ههنا.

فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون أن السيد أبا الحسين الرضا ينتظرك من السحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال يا حسن بن مثلة إني كنت نائماً فرأيت شخصاُ يقول لي إن رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت انتظرك الآن.

فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريده أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.

وجاء السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحون.

قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.
Read more