نقل لي عن الشيخ "محمد حسين قمشة" أنـه قال:
في احـدى الليالي بعد الغروب خرجت من البيت لأشتري المخلل، وكان بائعه قرب
سور المدينة (فقد كانت النجف آنذاك مسوّرة بسور ولها باب متصل بالسوق
الكبير الَّذي ينتهي بباب مقام أميرالمؤمنين (ع) وهذا الباب محاذٍ للإيوان
ولباب الرواق بحيث لو فتحت هذه الأبواب لبان المقام لمن يدخل بوابة
المدينة) وعندما وصلت قرب باب المدينة سمعت صوت أناس خلف الباب يطرقونه
وينادون: يا علي أنت افتح لنا الباب. والشرطة لا تعيرهم إهتماماً (فقد
كانوا يغلقون الباب أول الليل ويفتحونه صباحاً، ويمنع فتحه ليلاً) وبعد أن
اشتريت المخلل وعدت إلى قرب الباب سمعتهم يبتهلون خلف الباب بصوت عالٍ
ويركلون الأرض بأقدامهم بشدة وينادون: يا علي أنت افتح لنا الباب (يقصدون
بذلك أمير المؤمنين (ع) فوضعت ظهري إلى الحائط فأصبح المقام عن يميني وباب
المدينة إلى يساري، وفجأة رأيت نوراً أزرق يعادل حجم فاكهة البرتقال انطلق
من القبر المبارك لأمير المؤمنين ذا حركتين الأولى حول نفسه والأخرى
باتجاه الباب، فمرَّ من الصحن ثم السوق الكبير ومرَّ من أمامي بهدوء تام
وكنت أحدق فيه حتَّى اصطدم بباب المدينة فانخلع الباب وإطاره من حائط السور
ودخل الزوار إلى المدينة ببهجة ومسرَّة.
* * *
القصص هذه يعرفها أكثر أهل العلم في النجف حتَّى أن بعضهم سمعها منه مباشرة وما زالوا أحياء.