إنَّ أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السلام
فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إنّ اللّه واحد ؟
قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابيّ أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم(1) القلب ؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابيّ هو الّذي نريده من القوم .
ثمّ قال : يا أعرابيّ انّ القول في أنّ اللّه واحد على أربعة أقسام ، فوجهان منها لا يجوزان على اللّه عزّوجلّ ، ووجهان يثبتان فيه ، فأمّا اللّذان لا يجوزان عليه فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال إنّه ثالث ثلاثة ، وقول القائل : هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنّه تشبيه وجلّ ربّنا وتعالى عن ذلك . وأما الوجهان اللّذان يثبتان فيه فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا وقول القائل : إنّه عزّوجلّ أحديّ المعنى يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربّنا عزّوجلّ.
____________________________
1 ـ تقسم الشيء : فرقه . تقسمته الهموم أي وزعت خواطره .