Ads 468x60px

‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص الأبرار من بحار الأنوار. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قصص الأبرار من بحار الأنوار. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 29 مايو 2013

أول من عبد الأصنام


عن بريد بن معاوية قال : سمعت أبا جعفر عليه‏ السلام يقول في مسجد النبي صلى الله عليه وأله : إنّ إبليس اللّعين هو أول من صوّر صورة على مثال آدم عليه‏ السلام ليفتن به الناس ، ويضلّهم عن عبادة اللّه‏ تعالى ، وكان «ودّ» في ولد قابيل وكان خليفة قابيل على ولده وعلى من بحضرتهم في سفح الجبل يعظّمونه ويسوّدونه .

فلمّا أن مات «ودّ» جزع عليه إخوته وخلف عليهم إبنا يقال له : «سواع» فلم يغن غناء أبيه منهم فأتاهم إبليس في صورة شيخ فقال : قد بلغني ما أصبتم به من موت «ودّ» عظيمكم ، فهل لكم في إن اُصوّر لكم على مثال «ودّ» صورة تستريحون إليها وتأنسون بها ؟

قالوا : افعل . فعمد الخبيث إلى الآنك(1) فأذابه حتى صار مثل الماء ، ثمّ صوّر لهم صورة مثال «ودّ» في بيته فتدافعوا على الصورة يلثمونها ويضعون خدودهم عليها ويسجدون لها ، وأحبّ «سواع» أن يكون التعظيم والسجود له ، فوثب على صورة «ودّ» فحكّها حتى لم يدع منها شيئا وهمّوا بقتل «سواع» ، فوعظهم وقال : أنا أقوم لكم بما كان يقوم به «ودّ» ، وانا ابنه ، فإن قتلتموني لم يكن لكم رئيس ، فمالوا إلى «سواع» بالطاعة والتعظيم فلم يلبث «سواع» أن مات ، وخلف إبنا يقال له : «يغوث» فجزعوا على «سواع» فأتاهم إبليس وقال : أنا الّذي صوّرت لكم صورة «ودّ» ، فهل لكم أن أجعل لكم مثال «سواع» على وجه لا يستطيع أحد أن يغيّره .

قالوا : فافعل ، فعمد إلى عود فنجره ونصبه لهم في منزل «سواع» ، وانّما سمّي ذلك العود خلافا لأنّ إبليس عمل صورة «سواع» على خلاف صورة «ودّ».

قال : فسجدوا له وعظّموه ، وقالوا «ليغوث» : ما نأمنك على هذا الصنم أن تكيده كما كاد أبوك مثال «ودّ» فوضعوا على البيت حرّاسا وحجّابا ، ثم كانوا يأتون الصنم في يوم واحد ويعظّمونه أشدّ ما كانوا يعظّمون «سواعا» ، فلمّا رأى ذلك «يغوث» قتل الحرس والحجّاب ليلاً ، وجعل الصنم رميما ، فلمّا بلغهم ذلك أقبلوا ليقتلوه فتوارى منهم إلى أن طلبوه ورأسوه وعظّموه ثم مات وخلف إبنا يقال له : «يعوق» .

فأتاهم إبليس فقال : قد بلغني موت «يغوث» ، وأنا جاعل لكم مثاله في شيء لا يقدر أحد أن يغيّره قالوا : فافعل ، فعمد الخبيث إلى حَجرٍ أبيض فنقره بالحديد حتى صوّر لهم مثال «يغوث» فعظّموه أشدّ ممّا مضى ، وبنوا عليه بيتا من حجر ، وتبايعوا أن لا يفتحوا باب ذلك البيت إلاّ في رأس كلّ سنة ، وسمّيت البيعة يومئذ لأنهم تبايعوا وتعاقدوا عليه ، فاشتدّ ذلك على «يعوق» فعمد إلى ريطة وخلق فألقاها في الحائر ، ثم رماها بالنار ليلاً فأصبح القوم وقد إحترق البيت والصنم والحرس وأرفض الصنم ملقى فجزعوا وهمّوا بقتل «يعوق» فقال لهم : إن قتلتم رئيسكم فسدت اُموركم ، فكفّوا فلم يلبث أن مات «يعوق» وخلف إبنا يقال له : «نسر» .

فأتاهم إبليس فقال : بلغني موت عظيمكم فأنا جاعل لكم مثال «يعوق» في شيء لا يبلى فقالوا : إفعل فعمد إلى الذهب وأوقد عليه النار حتّى صار كالماء ، وعمل تمثالاً من الطين على صورة يعوق ثمّ أفرغ الذهب فيه ، ثم نصبه لهم في ديرهم واشتد ذلك على «نسر» ، ولم يقدر على دخول تلك الدير فانحاز عنهم في فرقة قليلة من إخوته يعبدون «نسرا» والآخرون يعبدون الصنم حتى مات «نسر» ، وظهرت نبوّة إدريس فبلغه حال القوم وأنّهم يعبدون جسما على مثال «يعوق» ، وأنّ «نسرا» كان يعبد من دون اللّه‏ ، فسار إليهم بمن معه حتّى نزل مدينة «نسر» وهم فيها فهزمهم وقتل من قتل ، وهرب من هرب فتفرّقوا في البلاد ، وأمر بالصنم فحمل وألقى في البحر ، فاتّخذت كلّ فرقة منهم صنما ، وسمّوها بأسمائها فلم يزالوا بعد ذلك قرنا بعد قرن لا يعرفون إلاّ تلك الأسماء .

ثم ظهرت نبوة نوح عليه ‏السلام فدعاهم إلى عبادة اللّه‏ وحده ، وترك ما كانوا يعبدون من الأصنام ، فقال بعضهم :

«لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً»(2) .


__________________
1 ـ الآنك بالمدّ وضمّ النون : الاسرب أو أبيضه أو سوده أو خالصه .
2 ـ نوح : 23 .
Read more

الثلاثاء، 28 مايو 2013

الأعرابي وأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه‏ السلام

الله - الأعرابي وأمير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه‏ السلام

إنَّ أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه ‏السلام

فقال : يا أمير المؤمنين أتقول : إنّ اللّه‏ واحد ؟

قال : فحمل الناس عليه وقالوا : يا أعرابيّ أما ترى ما فيه أمير المؤمنين من تقسّم(1) القلب ؟

فقال أمير المؤمنين عليه ‏السلام : دعوه فإنّ الذي يريده الأعرابيّ هو الّذي نريده من القوم .

ثمّ قال : يا أعرابيّ انّ القول في أنّ اللّه‏ واحد على أربعة أقسام ، فوجهان منها لا يجوزان على اللّه‏ عزّوجلّ ، ووجهان يثبتان فيه ، فأمّا اللّذان لا يجوزان عليه فقول القائل : واحد يقصد به باب الأعداد فهذا ما لا يجوز ، لأنّ ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنّه كفر من قال إنّه ثالث ثلاثة ، وقول القائل : هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس فهذا ما لا يجوز لأنّه تشبيه وجلّ ربّنا وتعالى عن ذلك . وأما الوجهان اللّذان يثبتان فيه فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه ، كذلك ربّنا وقول القائل : إنّه عزّوجلّ أحديّ المعنى يعني به أنّه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم كذلك ربّنا عزّوجلّ.

____________________________
1 ـ تقسم الشيء : فرقه . تقسمته الهموم أي وزعت خواطره .
Read more

الاثنين، 27 مايو 2013

أبو بكر وامير المؤمنين علي ابن ابي طالب واليهودي

اين الله - أبو بكر وامير المؤمنين علي ابن ابي طالب واليهودي

روي أنّ بعض أحبار اليهود جاء إلى أبي بكر فقال له : أنت خليفة رسول اللّه‏ على الاُمّة ؟

فقال : نعم.

فقال : إنّا نجد في التوراة أنَّ خلفاء الأنبياء أعلم اُممهم ، فخبّرني عن اللّه‏ أين هو ، في السماء هو أم في الأرض ؟

فقال له أبو بكر : في السماء على العرش.

قال اليهوديُّ : فأرى الأرض خالية منه ، فأراه على هذا القول في مكان دون مكان .
فقال له أبو بكر : هذا كلام الزنادقة ، اُعزب عنّي وإلاّ قتلتك ، فولّى الرجل متعجّبا يستهزئ بالإسلام فاستقبله أمير المؤمنين عليه‏ السلام

فقال له : يايهودي قد عرفت ما سألت عنه وما أُجبت به ، وإنّا نقول : إنّ اللّه‏ عزّ وجلّ أيّن الأين فلا أين له وجلّ من أن يحويه مكان ، وهو في كل مكان بغير مماسّة ولا مجاورة ، يحيط علما بما فيها ، ولا يخلو شيء من تدبيره تعالى ، واني مخبرك بما جاء في كتاب من كتبكم ، يصدّق بما ذكرته لك فإن عرفته أتؤمن به ؟

قال اليهودي : نعم .
قال : ألستم تجدون في بعض كتبكم أنّ موسى بن عمران كان ذات يوم جالسا ، إذ جاءه ملك من المشرق

فقال له : من أين جئت ؟

قال : من عند اللّه‏ عزّوجلّ ، ثم جاءه ملك من المغرب

فقال له : من أين جئت ؟

قال : من عند اللّه‏ عزّوجلّ ، ثم جاءه ملك آخر ،

فقال له : من أين جئت ؟

قال : قد جئتك من السماء السابعة من عند اللّه‏ عزّوجلّ ، وجاءه ملك آخر فقال : من أين جئت ؟

قال : قد جئتك من الأرض السابعة السفلى من عند اللّه‏ عزّوجلّ .
فقال موسى عليه ‏السلام : سبحان من لا يخلو منه مكان ولا يكون إلى مكان أقرب من مكان ، فقال اليهوديّ : أشهد أنّ هذا هو الحق المبين ، وانك أحقّ بمقام نبيك ممّن إستولى عليه
Read more

الأحد، 26 مايو 2013

غرائب العلوم في حروف الهجاء

غرائب العلوم في حروف الهجاء

قال موسى بن جعفر عن آبائه عن أبيه الحسين بن عليّ عليه‏ السلام قال : جاء يهوديّ إلى رسول اللّه‏ صلى الله عليه وأله وعنده أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‏ السلام فقال له : ما الفائدة في حروف الهجاء ؟

فقال رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله لعلي عليه ‏السلام : أجبه ، وقال : اللّهم وفّقه وسدّده .

فقال علي بن أبي طالب عليه ‏السلام : ما من حرف إلاّ وهو اسم من أسماء اللّه‏ عزّوجلّ ، ثمّ قال :

امّا الألف فاللّه‏ الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم
وأمّا الباء فباق بعد فناء خلقه
وأمّا التاء فالتّواب يقبل التوبة عن عباده
وامّا الثاء فالثابت الكائن يثبّت اللّه‏ الّذين آمنوا بالقول الثابت
وأمّا الجيم فجلَّ ثناؤه وتقدَّست أسماؤه
وأمّا الحاء فحقٌّ حيّ حليم
وأمّا الخاء فخبير بما يعمل العباد
وأمّا الدال فديّان يوم الدين
وأمّا الذال فذو الجلال والإكرام
وأمّا الراء فرؤوف بعباده
وأمّا الزاي فزين المعبودين
وأمّا السين فالسميع البصير
وأمّا الشين فالشاكر لعباده المؤمنين
وأمّا الصاد فصادق في وعده ووعيده
وأمّا الضاد فالضارّ النافع
وأمّا الطاء فالطاهر المطهّر
وأمّا الظاء فالظاهر المظهر لآياته
وامّا العين فعالم بعباده
وامّا الغين فغياث المستغيثين
واما الفاء ففالق الحب والنوى
وامّا القاف فقادر على جميع خلقه
وامّا الكاف فالكافي الّذي لم يكن له كفوا أحد ولم يلد ولم يولد
امّا اللاّم فلطيف بعباده
اما الميم فمالك الملك
واما النون فنور السماوات والأرض من نور عرشه
واما الواو فواحدٌ صمد لم يلد ولم يولد
اما الهاء فهادي لخلقه
امّا اللاّم ألف فلا إله إلاّ اللّه‏ وحده لا شريك له
وأمّا الياء فيد اللّه‏ باسطة على خلقه
فقال رسول اللّه‏ صلى الله عليه وآله : هذا هو القول الّذي رضي اللّه‏ عزّوجلّ لنفسه من جميع خلقه فأسلم اليهوديّ .
Read more

السبت، 25 مايو 2013

قياس أبي حنيفة النعمان

قياس أبي حنيفة النعمان

في رواية عن الصادق عليه‏ السلام ، قال لأبي حنيفة : ـ لمّا دخل عليه ـ من أنت ؟

قال : أبو حنيفة .

قال عليه ‏السلام : مفتي أهل العراق ؟

قال : نعم .

قال : بما تفتيهم ؟

قال : بكتاب اللّه‏ .

قال عليه‏ السلام : وانّك لعالم بكتاب اللّه‏ ناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ؟

قال : نعم .

قال عليه‏ السلام : فأخبرني عن قول اللّه‏ عزّوجلّ : «وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ»(1) أيُّ موضع هو ؟

قال أبو حنيفة : هو ما بين مكة والمدينة .

فالتفت أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام إلى جلسائه وقال : نشدتكم باللّه‏ هل تسيرون مكّة والمدينة ولا تأمنون على دمائكم من القتل وعلى أموالكم من السرق ؟

فقالوا : اللّهمّ نعم .

فقال أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام : ويحك ياأبا حنيفة إنّ اللّه‏ لا يقول إلاّ حقا .

أخبرني عن قول اللّه‏ عزّوجلّ : «وَمَن دخَلَه كَانَ آمِنا»(2) أي موضع هو ؟

قال : ذلك بيت اللّه‏ الحرام ،

فالتفت أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام إلى جلسائه وقال : نشدتكم باللّه‏ هل تعلمون أنَّ عبداللّه‏ بن زبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل ؟ قالوا : اللهم نعم .

فقال أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام : ويحك ياأبا حنيفة إنّ اللّه‏ لا يقول إلاّ حقا .

فقال أبو حنيفة : ليس لي علم بكتاب اللّه‏ إنّما أنا صاحب قياس .

فقال أبو عبداللّه‏ عليه‏ السلام : فانظر في قياسك إن كنت مقيسا أيُّما أعظم عند اللّه‏ القتل أو الزنا ؟

قال : بل القتل .

قال : فكيف رضي في القتل بشاهدين ولم يرض في الزنا إلاّ بأربعة ؟

ثم قال له : الصلاة أفضل أم الصيام ؟

قال : بل الصلاة أفضل .

قال عليه ‏السلام : فيجب على قياس قولك على الحائض قضاء ما فاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام ، وقد أوجب اللّه‏ تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة .

ثمّ قال له : البول أقذر أم المنيُّ ؟

قال : البول أقذر ،

قال عليه ‏السلام : يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المنيّ ، وقد أوجب اللّه‏ تعالى الغسل من المني دون البول.

قال : إنّما أنا صاحب رأي .

قال عليه‏ السلام : فما ترى في رجل كان له عبدٌ فتزوَّج وزوّج عبدَه في ليلة واحدة ، فدخلا بإمرأتيهما في ليلة واحدة ، ثم سافرا وجعلا امرأتيهما في بيت واحد فولدتا غلامين فسقط البيت عليهم فقتل المرأتين وبقي الغلامان أيّهما في رأيك المالك وأيّهما المملوك ؟ وأيّهما الوارث وأيّهما الموروث ؟

قال : إنّما أنا صاحب حدود .

قال : فما ترى في رجل أعمى فقأ عين صحيح ، وأقطع قطع يد رجل كيف يقام عليهما الحدّ ؟

قال : إنّما أنا رجلٌ عالم بمباعث الأنبياء .

قال : فأخبرني عن قول اللّه‏ تعالى لموسى وهارون حين بعثهما إلى فرعون : «لَعَلَّه يَتَذَكّر أوْ يَخْشى»(3) ولعلّ منك شكّ ؟

قال : نعم .

قال : فكذلك من اللّه‏ شكّ إذ

قال : لعلّه ؟

قال أبو حنيفة : لا علم لي.

قال عليه ‏السلام : تزعم أنّك تفتي بكتاب اللّه‏ ولست ممّن ورثه ، وتزعم أنّك صاحب قياس وأوَّل من قاس إبليس ولم يبن دين الاسلام على القياس ، وتزعم أنّك صاحب رأي وكان الرأي من رسول اللّه‏ صلى الله عليه وأله صوابا ومن دونه خطأً لأنَّ اللّه‏ تعالى قال : أُحكم بينهم بما أراك اللّه‏ ، ولم يقل ذلك لغيره ، وتزعم أنّك صاحب حدود ومن اُنزلت عليه أولى بعلمها منك ، وتزعم أنّك عالم بمباعث الأنبياء ولَخاتم الأنبياء أعلم بمباعثهم منك ، لو لا أن يقال دخل على ابن رسول اللّه‏ فلم يسأله عن شيء ما سألتك عن شيء فقس إن كنت مقيسا .

قال : لا تكلّمت بالرأي والقياس في دين اللّه‏ بعد هذا المجلس .

قال : كلاّ إنَّ حبَّ الرئاسة غير تاركك كما لم يترك من كان قبلك.

-------------------
1 ـ سبأ : 18 .
2 ـ آل عمران : 97 .
3 ـ طه : 44 .
Read more

الركون إلى الدنيا

الركون إلى الدنيا يحول الانسان لقرد

عن أبي عبداللّه‏ عليه‏ السلام قال : كان لموسى بن عمران عليه ‏السلام جليس من أصحابه قد وعى علما كثيرا ، فاستأذن موسى في زيارة أقارب له ، فقال له موسى : إنّ لصلة القرابة لحقّا ، ولكن إيّاك أن تركن إلى الدنيا فإنَّ اللّه‏ قد حمّلك علما فلا تضيّعه وتركن إلى غيره ، فقال الرجل : لا يكون إلاّ خيرا ، ومضى نحو أقاربه فطالت غيبته ، فسأل موسى عليه‏ السلام عنه فلم يخبره أحد بحاله ، فسأل جبرئيل عليه‏ السلام عنه ، فقال له : أخبرني عن جليسي فلان أَلك به علم ؟ قال : نعم ، هو ذا على الباب قد مسخ قردا ، في عنقه سلسلة ، ففزع موسى عليه‏ السلام إلى ربه وقام إلى مصلاّه يدعو اللّه‏ ، ويقول : ياربّ صاحبي وجليسي ، فأوحى اللّه‏ إليه ياموسى لو دعوتني حتّى ينقطع ترقوتاك(1) ما استجبت لك فيه ، إني كنت حمّلته علما فضيّعه وركن إلى غيره

------------------------
1 ـ الترقوة : مقدم الحلق في أعلى الصدر حيث يترقّى فيه النفس .
Read more

كلمة لا أدري نصف العلم

كلمة لا أدري نصف العلم
روي عن القاسم بن محمد بن أبي بكر ـ أحد فقهاء المدينة المتّفق على علمه وفقهه بين المسلمين ـ أنّه سئل عن شيء فقال : لا أحسنه ، فقال السائل :

إنّي جئت إليك لا أعرف غيرك . فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي ، واللّه‏ ما أحسنه . فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه : ياابن أخي ألزمها فقال : فواللّه‏ ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم . فقال القاسم : واللّه‏ لأن يقطع لساني أحبّ إليّ أن أتكلّم بما لا علم لي به
Read more

الخميس، 23 مايو 2013

ثواب قهر الناصبي

ثواب قهر الناصبي

عن أبي محمد عليه‏ السلام قال : قال الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه‏ السلام ـ وقد حمل إليه رجل هديّة ـ فقال له : أيّما أحبّ إليك أن أردّ عليك بدلها عشرين ضعفا عشرين ألف درهم أو أفتح لك بابا من العلم تقهر فلان الناصبيّ في قريتك ، تنقذ به ضعفاء أهل قريتك ؟ إن أحسنت الاختيار جمعت لك الأمرين ، وان أسأت الاختيار خيّرتك لتأخذ أيّهما شئت .

فقال : يا ابن رسول اللّه‏ فثوابي في قهري ذلك الناصب واستنقاذي لاُولئك الضعفاء من يده قدره عشرون ألف درهم ؟

قال : بل أكثر من الدنيا عشرين ألف ألف مرّة .

فقال : يا ابن رسول اللّه‏ فكيف أختار الأدون بل أختار الأفضل ؛ الكلمة الّتي أقهر بها عدوّ اللّه‏ وأذوده(1) عن أولياء اللّه‏ .

فقال الحسن بن علي عليه ‏السلام : قد أحسنت الاختيار . وعلّمه الكلمة وأعطاه عشرين ألف درهم ، فذهب فأفحم الرجل فاتّصل خبره به.

فقال له إذ حضره : يا عبداللّه‏ ما ربح أحد مثل ربحك ولا أكتسب أحد من الأودّاء ما اكتسبت ، اكتسبت:
- مودّة اللّه‏ أوّلاً
- مودّة محمد صلى الله عليه وأله وعليّ ثانيا
- مودة الطيبين من آلهما ثالثا
- مودّة ملائكة اللّه‏ رابعا
- مودّة إخوانك المؤمنين خامس
فاكتسبت بعدد كلّ مؤمن وكافر ما هو أفضل من الدنيا ألف مرّة فهنيئا لك هنيئا.

________________________
1 ـ أي أدفعه واطرده .
Read more