Ads 468x60px

الاثنين، 20 مايو 2013

يؤثرون على انفسهم ولو بهم خصاصه

مسكين ويتيم واسير جوعى

من شفقة أمير المؤمنين عليه السلام على الخلق انه بذل طعامه للأسير واليتم والمسكين وبات جائعاً وزوجته الزهراء وولداه الحسن والحسين عليهم السلام ثلاثة أيام متواليات فقد أورد السيوطي والفخر الرازي والقرطبي، والآلوسي والواحدي، والخوارزمي، والحسكاني، والزمخشري، وغيرهم عن ابي عباس: إن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وأله في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك.

فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما أن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام. فشفيا وما معهم شيئ فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمس أقراص على عددهم، فوضعوها بين ايديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فأثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء واصبحوا صياماً فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فأثروه، و وقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك , فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وأله فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم؟ فقام وانطلق معهم فرأى فاطمة عليها السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك في أهل بيته فأقرأه السورة أي سورة هل أتى؟ وفيه قوله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا , عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا , يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا , وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا , إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا).

فقد أجمع أهل التفسير والحديث من الخاصة وتواترت من غيرهم ان هذه الآيات الشريفة نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بمناسبة صيامهم ثلاثة أيام وتصدقهم في تلك الليالي على المسكين واليتيم والأسير.