ضمن الشرط العاشر من آداب وشروط الصدقة من تفسير الإمام العسكري (ع) نقل ان الإمام الصادق (ع) كان مسافراً ومعه جمع يحملون معهم أموالهم، فقالوا له: إن في هذا الطريق لصوصاً وقطاع طرق يستولون على أموال النَّاس.
فقال: لم أنتم خائفون؟
قالوا: أحضرنا أموالنا معنا ونخاف أن تُؤخذ منا، فهل نضعها معك عساهم يرعون حرمتك ويصرفون نظرهم عنها؟
قال: ما يدريكم لعلهم لن يقصدوا غيري، عندها ستذهب جميع أموالكم.
فقالوا: وهل ندفنها في الأرض؟
قال: قد تتلف بذلك، أو يعثر عليها أحد ما ويأخذها، أو تضيَّعون مكان دفنها فلا تهتدون إليها.
قالوا: إذن ماذا نفعل؟
قال: وكلوا بها أحداً يحفظها ويبعد عنها الافات ويزيد فيها ويعيد كلاً منها بما هو أكبر من الدنيا وما فيها، ويعيدها لكم عندما تكونون في أمسّ الحاجة لها.
قالوا: ومن هو ذاك؟
قال: رب العالمين.
قالوا: وكيف نؤمنها عنده؟
قال: تصدقوا منها على الضعفاء والمساكين.
قالوا: لا يوجد هنا من هو فقير ومحتاج.
قال: إعزموا على دفع ثلثها صدقة ليحفظ الله لكم الباقي مما تخافونه.
قالوا: عزمنا على ذلك.
قال: إذن فاذهبوا في أمان الله.
ساروا وفي الطريق رأوا اللصوص فخافوا جميعاً، فقال لهم: كيف تخافون وأنتم في أمان الله؟
فجاز اللصوص وترجلوا وقبلوا يده (ع) وقالوا له: رأينا رسول الله (ص) في المنام فأمرنا أن نأتي لخدمتك، وها نحن بخدمتك لنرافقك وأصحابك ولنحفظكم من شرِّ الأعداء واللصوص.
قال: لا حاجة لنا بكم، فالذي دفعكم عنا سيدفع الآخرين عنا.
وعندما وصلوا سالمين تصدقوا بثلث أموالهم، وبورك لهم في تجارتهم، وربح كل درهم من أموالهم عشرة دراهم، عندها قالوا: كم كانت بركة الصادق (ع) كبيرة.
فقال (ع): عرفتم بركة الله في التعامل معه، فداوموا على المعاملة مع الله. (الرواية بالمعنى لا بالنص).
ومن عجائب الصدقة في سبيل الله انها لا تسبب قلة المال بل تزيد فيه، وتعود على المتصدق بأضعافها، وشواهد ذلك كثيرة فراجع الكتاب المذكور.