سألت أحد المقاومين الإسلاميين في حزب الله في لبنان عن أغرب شيئ حدث معه أو شاهده بنفسه يثير الانتباه ويؤدي الى التعجب والاطمئنان ؟! فقال لي كنا في منطقة بنت جبيل نحاول أن نخفي أنفسنا عن القصف الاسرائيلي الذي يلاحقنا من مكان الى مكان فكنا ندخل بعض البيوت لنختبئ من الانزال الاسرائيلي لكي نكون مستعدين للقائه فكنا نرى أحصنه بيضاء كثيرة العدد ولا نرى عليها أحد .. فسألته : ما كانت تعمل هذه الأحصنة هل واقفه أم تركض ؟! قال : كنت أراها تركض باستمرار نحو العدو الاسرائيلي
الفقيه الزاهد : العادل المرحوم الشيخ محمد جواد ابن الشيخ مشكور عرب كان من العلماء والفقهاء المعروفين في النجف وكان مرجع تقليد جمع من شيعة العراق واحد ائمة الجماعة في الصحن المطهر توفي عام 1337 هجرية عن عمر يناهز التسعين عاما ودفن في احدى غرف الصحن المطهر بجوار والده . راى الشيخ المرحوم في عالم الرؤيا حضرة عزرائيل ملك الموت في ليلة 26 من شهر صفر عام 1336 هجرية في النجف الاشرف فساله بعد السلام من اين تاتي فقال من شيراز بعد ان قبضت روح الميرزا ابراهيم المحلاتي فساله الشيخ كيف حاله في عالم البرزخ ؟ فقال : في احسن حال وفي افضل حدائق البرزخ وقد وكل الله تعالى الف ملك لخدمته قال الشيخ : لماذا وصل الى هذا المقام ؟ هل لمقامه العلمي وتدريسه وتربيته للطلاب؟ فقال : لقراءته زيارة عاشوراء والمرحوم ميرزا المحلاتي لم يترك زيارة عاشوراء في الثلاثين عاما الاخيرة من عمره المبارك وكان رحمه الله في اليوم الذي لم يقدر فيه على قراءة زيارة عاشوراء بسبب المرض او اي امر اخر يوكل احد لقراءتها نيابة عنه وقال حجة الاسلام والمسلمين ملك حسيني الشيرازي : ان المرحوم الحاج ابو الحسن حدائق احد علماء واخيار شيراز قال : احيانا يمرض الميرزا ابراهيم المحلاتي ولا يقدر على قراءة زيارة عاشوراء فيامرني ان اقراها نيابة عنه . وعندما استيقظ الشيخ مشكور من منامه ذهب الى بيت اية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ونقل له الرؤيا فبكى المرحوم الميرزا الشيرازي وعندما سالوه عن سبب البكاء قال لان الميرزا ابراهيم غادر الحياة وهو قمة الفقه فقالوا له ان الشيخ راى رؤيا وليس من المعلوم ان تكون صادقه ؟ فقال الشيخ : صحيح انها رؤيا ولكن رؤيا الشيخ مشكور ليست كرؤيا الاشخاص العاديين وفي اليوم التالي وصل خبر وفاة الميرزا المحلاتي من شيراز الى النجف الاشرف وعلم صدق رؤيا الشيخ مشكور وقد سمع هذه القصة بتمامها من فم المرحوم اية الله العظمى السيد عبدالهادي الشيرازي حيث كان في بيت المرحوم ميرزا محمد تقي الشيرازي عند مجيء الشيخ المرحوم ونقله رؤياه وكذلك سمعها من المرحوم الشيخ مشكور العالم الجليل حاج صدر الدين المحلاتي حفيد الشيخ ابراهيم المحلاتي .
كان دأب المقاتلين والمقاومين هي الصلاة والدعاء لله سبحانه وتعالى هذه هي القوة الحقيقية التي كانوا يختزنونها وكانوا أيضا من المحافظين على أوقات الصلاة ولو كانوا في أصعب الامور وأشدها وكان هناك أحد المقاومين من المؤمنين بالله ورسوله ومن المحبين لأهل البيت عليهم السلام قد بدأ بأداء الصلاة المطلوبه منه وبعد الصلاة سجد هذا الشخص سجدة طويلة فغفل وهو في تلك السجدة فرأى في عالم الرؤيا السيده الزهراء عليها السلام والسيده زينب عليها السلام فقال للسيده الزهراء عليها السلام بلهفة : يا مولاتي ان الطيران هتكنا ودمر بيوتنا وقتل أطفالنا ونسائنا الا تصنعوا لنا شيئاً ؟ فقالت له السيده الزهراء عليها السلام : اصبر فالنصر حليفكم فقال لها : يا مولاتي ألسنا من مواليكم ومحبيكم والمتمسكين بكم والسائرين على طريقكم ألا تصنعوا لنا شيئا لهذا الطيران ؟! قالت له عليها السلام : اصبر فالنصر حليفكم فقال لها : يا مولاتي ألا تفعلوا شيئاً لنا مع هذا الطيران ولو أسقطتم لنا طائرة واحدة لتطفئوا النار التي في قلوبنا وتشفوا غليلنا .. يقول : فإذا برداء أبيض قد وضعته السيده الزهراء عليها السلام في السماء وقالت لي : اصبر فالنصر حليفكم يقول : فأفقت من هذه الغفلة وإذا بي أسمع بسقوط طائرة إسرائيليه في وادي مريمين فتحقق ما قالت له السيده الزهراء عليها السلام من سقوط الطائرة والحصول على النصر
كتب خاتمة المحدثين المرحوم الحاج ميرزا حسين النوري نور الله مرقده قائلا : قدم النجف الاشرف منذ سبع عشرة سنة تقريبا التقي الصالح السيد احمد بن السيد هاشم ابن السيد حسن الموسوي الرشتي ايده الله وهو من تجار مدينة رشت فزارني في بيتي بصحبة العالم الرباني والفاضل الصمداني الشيخ علي الرشتي طاب ثراه فلما نهضا للخروج نبهني الشيخ الى ان السيد احمد من الصلحاء المسددين ولمح لي ان له قصة غريبة والمجال حينذاك لم يسمح بأن يفصلها لي . وصادفت الشيخ بعد بضعة ايام فاخبرني بارتحال السيد من النجف وحدثني عن سيرته واوقفني على قصته الغريبة فاسفت اسفا بالغا على ما فاتني من سماع القصة منه نفسه وان كنت اجل الشيخ عن ان يخالف ما يرويه شيئا مما وعته اذناه من السيد نفسه ولكني صادفت السيد مرة اخرى في مدينة الكاظمين وذلك في شهر جمادى الثانية حينما عدت من النجف الاشرف وكان السيد راجعا من سامراء وهو يؤم ايران فطلبت اليه ان يحدثني عن نفسه وعما كنت قد وقفت عليه مما عرض له في حياته . فاجابني الى ذلك وكان مما حكاه قضيتنا المعهودة حكاها برمتها طبقا لما كنت قد سمعته من قبل قال : غادرت سنة 1820 دار الميرزا من مدينة رشت الى تبريز متوخيا حج بيت الله الحرام فحللت دار الحاج صفر علي التبريزي التاجر المعروف وظللت هناك حائرا لم اجد قافلة ارتحل معها حتى جهز الحاج جبار الرائد جلودار السدهي الاصفهاني قافلة الى طرابوزن فاكتريت منه مركبا وصرت مع القافلة مفردا من دون صديق . وفي اول منزل من منازل السفر التحق بي رجال ثلاثة كان قد رغبهم في ذلك الحاج صفر وهم المولى : الحاج باقر التبريزي الذي كان يحج بالنيابة عن الغير ,ومعروف لدى العلماء والحاج السيد حسين التبريزي التاجر ورجل يسمى الحاج علي وكان يخدم فتصاحبنا في الطريق حتى بلغنا ارزنة الروم ثم قصدنا من هناك طربوزن وفي احد المنازل التي بين البلدين اتانا الحاج جبار الرائد جلودار ينبئنا بان أمامنا اليوم طريقا مخيفا ويحذرنا عن التخلف عن الركب فقد كنا نبتعد غالبا عن القافلة ونبتعد . فامتثلنا وعجلنا الى السيد واستانفنا المسير معا قبل الفجر بساعتين ونصف او بثلاث ساعات فما سرنا نصف فرسخ او ثلاثة ارباعه الا وقد اظلم الجو وتساقط الثلج بحيث كان كل منا غطى راسه بما لديه من الغطاء واسرع في المسير اما انا فلم يسعني اللحوق بهم مهما اجتهدت في ذلك فتخلفت عنهم وانفردت بنفسي في الطريق فنزلت من ظهر فرسي وجلست في ناحية الطريق وانا مضطرب غاية الاضطراب فنفقة السفر كانت كلها معي وهي ستمائة تومانا ففكرت في امري مليا فقررت ان لا ابرح مقامي حتى يطلع الفجر ثم اعود الى المنزل الذي بتنا فيه ليلتنا الماضية ثم ارجع ثانية مع عدة من الحرس فالتحق بالقافلة . واذا بستان يبدو امامي فيا فلاح بيده مسحاة يضرب بها فروع الاشجار فيتساقط ما تراكم عليها من الثلج , فدنا مني وسالني : من انت ؟ فاجبت : اني قد تخلفت عن الركب ولم اهتد للطريق فخاطبني باللغة الفارسية قائلا : عليك بالنافلة كي تهتدي فاخذت في النافلة وعندما فرغت من التهجد اتاني ثانية قائلا : الم تمضي بعد ؟ فقلت : والله لا اهتدي الى الطريق . قال : عليك بالزيارة الجامعة الكبيرة وماكنت حافظا لها والى الان لا اقدر ان اقراها من ظهر القلب مع تكرار ارتحالي الى الاعتاب المقدسة للزيارة فوقفت قائما وقرات الزيارة كاملة عن ظهر قلب فبدا لي الرجل لما انتهيت قائلا : الم تبرح مكانك بعد ؟ فعرض لي البكاء واجبته : لم اغادر مكاني بعد فاني لا اعرف الطريق . فقال : عليك بزيارة عاشوراء ولم اكن مستظهرا لها ايضا والى الان لا اقدر ان اقراها عن ظهر قلبي فنهضت واخذت في قرائتها عن ظهر قلب حتى انتهيت من اللعن والسلام ودعاء علقمة فعاد الرجل الي وقال : الم تنطلق ؟ فاجبته : اني ابقى هنا الى الصباح , فقال لي : انا الان الحقك بالقافلة . فركب حمارا وحمل المسحاة على عاتقه وقال لي : اردف لي على ظهر الحمار فردفت له ثم سحبت عنان فرسي فقاومني ولم يجر معي فقال صاحبي : ناولني العنان فناولته اياه فاخذه بيمناه ووضع المسحاة على عاتقه الايسر واخذ في المسير فطاوعه الفرس ايسر مطاوعة ثم وضع يده على ركبتي وقال : لماذا لا تؤدون صلاة النافلة النافلة النافلة ( قالها ثلاث مرات ) ثم قال ايضا : لماذا تتركون زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء ؟ كررها ثلاث مرات , ثم قال : لماذا لا تزورون بالزيارة الجامعة الكبيرة الجامعة الجامعة الجامعة ؟ يدور في مسلكه واذا به يلتفت الى الوراء ويقول : اولئك اصحابك قد وردوا النهر يتوضؤون لفريضة الصبح . فنزلت من ظهر الحمار واردت ان اركب فرسي فلم اتمكن من ذلك فنزل هو من ظهر حماره واقام المسحاة في الثلج واركبني فحول بالفرس الى جانب الصحب واذا بي يجول في خاطري السؤال عن هذا الرجل ومن يكون وكيف ينطق بالفارسية في منطقة الترك العيسويين وكيف الحقني بالصحب خلال هذه الفترة القصيرة من الزمان ؟ فنظرت الى الوراء فلم اجد احدا ولم اعثر على اثر يدل عليه فالتحقت باصحابي
كانت مهمة المقاومين الابطال تختلف من شخص الى آخر وكان أحد الاشخاص مسؤول عن اطلاق صواريخ الهاون ضد العدو الاسرائيلي الغاشم وكان هذا المقاوم في منطقة بنت جبيل وقد تعرضت المنطقه التي فيها هذا الشخص الى قصف شديد جدا من قبل طائرات العدو الاسرائيلي بحيث لم يتمكن أي شخص من الدخول الى تلك المنطقة في تلك الساعة . فخرج هذا المقاوم من تلك المنطقة بعد ان أطلق جميع الصواريخ التي بحوزته على الاسرائيليين حفاظا على حياته وكان معه جهاز الاتصال بالجهات المسؤولة عنه لبيان بعض الامور المختصه به وبالمنطقه وبعض الامور المطلوبه منه .
وبعد خروجه من المنطقه جاء له اتصال من قبل المسؤولين يهنئه ويبارك له على استمراره الى الان بإطلاق صواريخ الهاون على العدو وتحقيق بعض الاصابات البالغه فيهم . فأجاب قائلا : بأنه قد ترك المنطقه قبل ساعة ولم يحقق أي إصابه وقد نفذت جميع الصواريخ ! فقالوا له : أي شئ تقول أنت؟ فإلى الان الصواريخ تطلق على العدو باستمرار ..! فرجعت الى المنطقه والمكان الذي كنت فيه فوجدت الهاون يضرب لحاله وبجنبه 350 قذيفه تقريبا .
وروي لي أيضا : قد شوهد هاون يطلق القذائف لوحده في منطقة (طير حرفا )
نقل احد المجاهدين في المقاومة الإسلامية الذين كانوا في الخطوط الأمامية للمواجهة أنهم كان يخوضون معركة طاحنة مع العدو وقد عجز العدو عن إسقاط الجبهة أو إسكات صواريخ المقاومة التي تنطلق من هذه الجبهة لذا فقد عمد إلى طريقة إحراق المنطقة عبر قذف مواد حارقة من الطائرات أدت إلى إشعال حريق كبير في المنطقة لعل النار تلتهم راجمات الصواريخ المتواجدة في تلك المنطقة فيستطيع بذلك العدو القضاء على المجاهدين وبالفعل قام بإضرام حريق كبير على طول هذا المحور ورأى المقاومين النار قادمة نحوهم لكن رب النار الذي جعلها بردا وسلاما على إبراهيم أراد إن لا تقرب رجاله في الأرض فكانت النيران تأتي على كل شيء إلا راجمات الصواريخ وأماكن الذخيرة ونقاط تواجد المجاهدين حتى رأى المقاومون أنفسهم إن النار أنيسة معهم تمر من إمامهم لتلقي عليهم التحية فقط دون إن تحرقهم وكانت تسير بطريقة تتجنب فيها المقاومين فقط وأماكن أسلحتهم. وقد قال احد المقاومين : إن النار كانت مأمورة بعدم أذيتنا.
ودب الرعب في قلوب الأعداء عندما راو المقاومين يقاتلون من داخل تلك النيران ويرسلون صواريخهم رغم الحريق الهائل.
قال لي شاب بطل من المقاومة الإسلامية في لبنان: في أثناء التدريبات التي أجريناها قبل الحرب التي فرضت علينا كنا قد تمرنا على تحمل الجوع لمدة طويلة من الوقت بل لعدة أيام وكانت لدينا قدرة وتدبير على تقسيم الطعام الذي يكون لدينا لعدة أيام من دون أن نجوع وكما تعرف قد حاولت الطائرات الإسرائيلية بقطع الطريق لعدم إيصال المؤونات إلينا بكل الوسائل فكنا نقوت أنفسنا على أن لا نشبع ولا نجوع ولا ينفذ طعامنا وفي ذات يوم اشتد علينا القصف بالطائرات والمدافع والهاونات بحيث لم يبق لدينا أي منفذ سوى بيت مغلق منذ فترة طويلة أي قبل أسبوعين أو ثلاثة فحاولنا الدخول على هذا البيت ففتحنا القفل وإثناء دخولنا وجدنا سفرة من الطعام الساخن وكأنه قد حضر في هذه اللحظة وكان البيت فارغا ولم يوجد به أحد فأكلنا حتى لم نشعر بالقصف الذي كان من حولنا وفوقنا ولم نر أطيب من هذا الطعام منذ ولادتنا إلى الآن