Ads 468x60px

الأحد، 2 يونيو 2013

اليتيم الصادق

اليتيم الصادق والفتاة

يُحكى أنَّ فتىً يتيماً كان يُقيم عند عمِّهِ وتحت رعايته ، وكان يُدعى "صادق" ، وكان صادق لا يكذب ولا يعرف معنى الكذب ، وهو مجبول بالفطرة على الصِّدق من الله تعالى .

وكان لعمّه ناقة يأخذها أحياناً للمرعى ويرعى معها طيلة نهاره ، وسمع الناس بصدقه ونزاهته وعفّة نفسه ، فأراد بعضهم أن يختبره ويمتحنه ، فتوجه لعمّه وأخبره انه يشكّ فيما يسمعه من صدق ابن أخيه صادق ، واقترح عليه أن يمتحنه بشيء معيّن .

وافق العمّ على ذلك وذهب الرجل يخطّط للإيقاع بصادق وفحصه إذا كان صدقه فطريّاً بديهياً أم مفتعلاً ومصطنعاً .

وفي ساعات الصباح وبينما كان صادق يرعى مع ناقة عمّه ، رأى فتاة ترعى مع قطيعٍ لها ، ثم أخذت تقترب منه شيئاً فشيئاً حتى وصلت إليه ، وحيّته وجلست تتحدث إليه ، وأغرته الفتاة وقالت له إنها تحبّه وانها تتمنّى الزواج منه ، وستوافق إذا ما تقدّم ليخطبها من أبيها . وظلّت تتحدث معه حتى كاد النهار ينقضي فقالت له إنها لم تأكل منذ الصباح ، وألَحَّت عليه أن يذبح لها الناقة ويطعمها من لحمها وأقسمت عليه بحبها له ، فانصاع لدلالها وذبح الناقة وشوى منها وأكل هو وتلك الفتاة ، وعندما حان وقت الغروب ودّعته الفتاة وساقَت أغنامها وعادت إلى مضارب أهلها .

وكانت سكرة تلتها فَكْرة ، فجلس صادق يفكّر بعد أن صحي مما كان فيه ، وإذا الناقة قد ذُبحت ، وكيف يعود لعمّه بدونها ، وماذا يقول له عندما يسأله عنها .

فكّر صادق مليّاً وقام فغرز عصا كانت معه في الأرض وبدأ يحكي لها ويبثّ لها همومه وكأنه يستشيرها في أمره وفي الورطة التي وقع بها ، فقال : يا عصاتي لو سألني عمّي عن الناقة وقلت له إنّ الذئب قد أكلها ، فماذا سيقول لي ؟

وردّ على نفسه وهو يمثّل دور العصا : قال سيقول لي أرني ما تبقى منها لأن الذئب لن يستطيع أن يأكلها كلّها ولا يستطيع جَرّها وسحبها . وإذا ذهبت معه ولم يجدها ، فسيعرف عندها أنني كذبت عليه ، ولا يصدقني بعدها .

وتوجه إلى العصا مرّة أخرى وسألها قائلاً : وإذا قلت لعمّي بأنّ اللصوص قد سرقوها ، فماذا سيقول لي ؟

قال : سيقول لك تعال نتبعهم ونقصّ أثرهم وأثر الناقة حتى نصل إليهم ، وعندها لن يجد الأثر وسيعرف أنني كذبت عليه .

قال : وإذا قلت له لدغتها أفعى وقتلتها فماذا سيقول ؟

قال : سيقول تعال لنرى جثّتها ونرى أثر الحية التي لدغتها ، وإذا جاء ووجدها مذبوحة ومسلوخة وأثر النار والشواء بقربها فسيعرف عندها أنني كذبت عليه .

وأسئلة أخرى كثيرة كانت تدور في مخيلة صادق ولكنها جميعاً لم تقنعه ولم يجد جواباً شافياً لها .

وأخيراً قال : يا عصاتي لم يبقَ أمامي إلا أن أخبر عمّي بالحقيقة وليحدث ما يحدث .

وعاد صادق كاسف البال يحمل في يده تلك العصا التي كان يسوق بها الناقة وجلس حزيناً ، فسأله عمّه لماذا عاد ولم تعد الناقة معه ، فأخبره بكلّ الحقيقة ولم يترك شيئاً إلا وأخبر عمّه به ، ثم سار معه وأراه المكان الذي ذبح فيه الناقة وما تبقّى منها .

عرف العمّ أن صادقاً لا يكذب ، فرَبَتَ على كتفه وهوَّنَ عليه وخفّف عنه ، وقال له : لا تيأس يا ابني ، سأشتري ناقة أخرى مكانها .

وعاد والد الفتاة إلى عمّ صادق ليسأله عن خبر صادق ، ومـاذا قـال لعمّه ، فأخبره أنه قصَّ عليه الحكاية كاملة ولم يكذب عليه في شيء منها .

ولم ييأس ذلك الرجل بل قال للعمّ : دعني أجرّب معه تجربة أخرى لأرى مدى صدقه ، واتفق مع العمّ على تجربة أخرى جديدة .

وفي المساء بعث العمّ صادقاً لقوم الفتاة ليخبر أباها بأن عمّه قادم لخطبة الفتاة التي ذبح لها الناقة بالأمس ، وذهب صادق فرحاً ، وعندما وصل وجد القوم قد هدموا خيامهم وحمّلوها على الإبل ، والإبل تُرعي والعبيد في هرجٍ ومرج ، فتوجّه إلى والد الفتاة ، وأخبره أن عمّه ينوي زيارتهم في هذه الليلة ، فقال له : قلْ له إننا رحلنا من هذه الديار ، وغادرنا إلى مكانٍ آخر .

وعاد صادق ليخبر عمّه بما رأى وعندما وصل سأله عمّه إن كان قد أخبر والد الفتاة عن خبر زيارته المرتقبة .

فقال : نعم أخبرته .

فقال : وماذا قال لك ؟

فقال له : إنه يقول لك إنهم يريدون الرحيل .

فقال له : وهل رحلوا ؟

قال : رأيتهم قد هدموا بيوتهم ، وحمّلوها على جمالهم ، ولكن لا أدري إذا كانوا قد ارتحلوا أم لا .

فقال له : سنذهب إليهم في المساء على كلّ حال ونرى إن كانوا قد ارتحلوا أم لا ، وذهبوا في المساء إليهم وعندما وصلوا وجـدوا القـوم وقد بُنيت خيامهـم ، وإبلهم في أماكنها وليس لديهم أي شيء يدلّ على الرحيل .

فعجب صادق لذلك ، ولم يعلم أنها خطة مدبرة لفحص صدقه من كذبـه .

وطلب العم يد تلك الفتاة من أبيها لابن أخيه صادق ، فوافق والد الفتاة على زواجها منه بعد أن تأكد له بأنه صادق بالفطرة ، وتزوج صادق من تلك الفتاة التي أحبها وعاش صادقاً لا يعرف الكذب في حياتـه .
.
Read more

السبت، 1 يونيو 2013

أداء الأمانة

شيخ القبيلة - أداء الأمانة

يُحْكَى أنّه كان في إحدى القبائل رجل يُعرفُ بالفهمِ والإدراكِ والرأي السديد ، وكانَ هو زعيم القبيلة وشَيْخها (1) ، وعندما كبر وتقدّم به العمر ، أصابه الوهنُ والضَّعف ، وكثرتْ أمراضُه ، واشتدّ به الداءُ ذات يوم ، وشعر بأنَّ أيامه باتت قليلة ، فدعا إليه ابنه وأخاه وأفراد عائلته ، وكان ابنُه حدثاً صغيراً لم يبلغ بعد مبلغ الرجال ، فأوصى الرجلُ أخاه قائلاً : تسلّم الآن يا أخي أمور القبيلة ، وعندما يبلغ ابني هذا سنّ الرجولة ، أعد إليه مقاليد حكم القبيلة ، وكن عوناً له وسنداً حتى يشتدّ عوده وتستقرَّ له الأمور .

ومرّت الأيام وتوفِّي ذلك الرجل وتسلّم أخوه مقاليد الحكم مكانه ، وأصبح شيخاً على قبيلته ، ومرت أعوامٌ وأعوام كبر خلالها ذلك الفتى وأصبح رجلاً بالغاً عاقلاً , وانتظر من عمّه أن يعيد إليـه الأمانة , وهي حكم القبيلة كما أوصى والده بها قبل وفاته , ولكن عمّه لم يفعل شيئاً من ذلك ، وكأنه نسي الأمر تماماً .

فقال الشابّ في نفسه : والله لأسألنّه عنها ، فماذا ينتظر مني ، ومتى سيعيدهـا إليّ ، ألم أصبح رجلاً في نظره حتى الآن ؟

وجاء ذات يوم لعمّه وقال له : ألا تَذْكُر يا عمّ بأن أبي ترك لي أمانة عندك ؟

فقال العمّ : بلى أذكر .

فقال الشابّ : وماذا يمنعك إذن من إعادتها إليّ ؟

ابتسم العمّ وقال لابن أخيه بهدوء : لا أعيدها لك ، إلا إذا أجبتني عن أسئلـةٍ ثلاثة .

فقال الشابّ : سلْ ما تشاء يا عمّ .

فقال العمّ : إذا جاءك رجلان يختصمان إليك ، وأنت شيخ للقبيلة ، وطلبا منك أن تحكم بينهما ، وكان أحدهما رجلاً جواداً طيّباً ، والرجل الآخر حقيرٌ وسفيـه , فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : آخذ من حقّ الرجل الطيّب ، وأضع على حقّ الرجل الحقير حتى يرضى ، وبذلك أحكم بينهما .

فقال العمّ : وإذا جاءك حقيران يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : أدفع لهما من جَيْبِي حتى يرضى الطرفان ، وبذلك أنهي ما بينهما من خصومة وأُزيل ما بينهما من خلاف .

فقال العمّ : وإذا جاءك رجلان طيبان يختصمان إليك ، فكيف تحكم بينهما ؟

فقال الشابّ : مثل هؤلاء لا يأتيان إليّ ، لأنه لو حدثت بينهما بعض المشاكل فإنهما يتوصَّلان إلى حَلٍّ لها ، دون اللجوء إلى طرفٍ ثالث ليتدخل في أمورهما .

فقال العمّ : الآن ثبتَ لديّ بأنك تستحق تلك الأمانة عن جدارة ، لما لمسته فيك من الحكمة والفطنة والعقل ، وأنت من الآن ستصبح شيخاً للقبيلة ، وفقّك الله يا ابني لما فيه الخير ، وجعلك خادماً أميناً لأهلك وقبيلتك .

وأعاد العم زمام الأمور لابن أخيه الذي أصبح شيخاً على قبيلته خلفاً لأبيه بعد أن أثبت بأنه بحلمه وحكمته وزينة عقله يستطيع أن يوفّق بين جميع الأطراف ، ويُرضي بعدلِه القاصي والداني منهم .

_____________________________________
(1) - الشيخ : لقبٌ يطلق على كبير القبيلة وزعيمها .
Read more

السعادة المفقودة

 السعادة المفقودة

يحكى أن رجلاً غنيّاً كان على قدرٍ كبير من الثراء ، وكان في أكثر أوقاته مشغولاً في إدارة أعماله وشؤونه المالية ، ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع زوجته وعائلته جلسات فيها شيء من الراحة وهدوء البال .

وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه ، ولكنه كان سعيداً في حياته ، وفي كلّ يوم كان يجلس الساعات الطوال مع زوجته وأفراد عائلته .

وكانت زوجة الرجل الغنيّ ترى هذه العائلة الفقيرة وتحسدهم على تلك السعادة التي تفتقدها ، وهي الثريّة الغنية ، ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئاً.

وتحدثت ذات يوم مع زوجها وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الأموال الكثيرة ونحن لا نجد طعماً للسعادة ، ولا يكاد الواحد منا يرى الآخر ، بينما هذه العائلة الفقيرة التي تعيش بجوارنا لا يهمها من أمور الدنيا شيء ، وهم في غاية السعادة والهناء .

وفكّر الرجل الغنيّ هنيهةً ثم وعد زوجته أن يتفرّغ لهم ، وأن يخصّص بعضاً من وقته ليقضيه معهم في جلسات هادئة هانئة .

وفي اليوم التالي أرسل الرجل الغنيّ من يدعو إليه جاره الفقير ، واستغرب الرجل الفقير تلك الدعوة ، فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه ، أو حتّى يشعر به ، فذهب إليه وعندما وصل استقبله الرجل الغنيّ بلطفٍ وأكرمه وتحدّث معه بهدوء وقال له : أراك يا أخي تجلس كلّ يومك في البيت ، ألا تجد عملاً تعمل به .

فقال الرجلُ الفقير : والله يا أخي ليس عندي ما أعمل به ، فأقضي لذلك كل وقتي في البيت .

فقال له الغني : ما رأيك لو أعطيتك بعض المال كرأسمالٍ تشتري به بيضاً وتبيعه كلّ يوم وتربح منه ، وبذلك تعمل وتطعم عيالك ، ولا ترجع لي مالي إلا بعد أن تتحسن أحوالك ، ويصبح لديك رأسمال كافٍ تعمل به .

وافق الرجل الفقير ووجدها فرصة سانحة ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة ، وأخذ المال من الرجل الغني ، وعاد أدراجه .

وفي الصباح ذهب إلى السوق واشترى بيضاً وأخذ يبيع ويشتري ، وكان في ساعات الفراغ بدل أن يجلس مع أفراد عائلته ، يأخذ في تصنيف تلك البيوض فيضع الكبيرة في جهة ، ويضـع الصغيرة في جهة أخـرى ، حتى يبيع كلّ صنفٍ منها بسعر .

وبعد عدة أيام نظر الرجل الغنيّ من شرفة منزله إلى جاره الفقير فوجده مشغولاً في عدّ بيوضه وتصنيفها ، فابتسم ابتسامة عريضة ملؤها الخبث والدهاء . وقال لزوجته : أهذا هو الرجل الذي تقولين إنه يقضي كلّ أوقاته مع زوجتـه وأولاده ، انظري إليه ماذا يفعل الآن .

ونظرت المرأة فرأت ذلك الرجل مشغولاً على تلك الحالة ، فتعجبت لتغيّر أحواله ، ولكنها لم تعرف السبب الذي سلب منه تلك السعادة التي كانت تحسده عليها . بينما كان زوجها يشيح بوجهه ويحدِّق في الفراغ ليخفي ابتسامة خبيثة كانت ترتسم على شفتيه
Read more

الجمعة، 31 مايو 2013

استجابة ولي العصر (عج) للحاج مؤمن

ارز ودجاج مشوي - استجابة ولي العصر (عج) للحاج مؤمن

نقل الحاج مؤمن (عليه الرحمة) فقال: في مطلع شبابي كان عندي شوق شديد لزيارة الحجة (عج) ولقاؤه وسلبني ذلك استقراري، إلى أن أخذت على نفسي عهداً وحرّمت على نفسي الأكل والشرب حتى أراه وألقاه (طبعاً عهدي هذا كان بسبب جهلي وشدة شوقي له)، فمر عليّ يومان وليلتان لم أتناول فيهما شيئاً، وفي الليلة الثالثة شربت قليلاً من الماء على سبيل الاضطرار، وأخذتني حالة من الغشي، فرأيت الحجة (عج) وأنا في تلك الحالة، اعترض علي وقال: لماذا تفعل هكذا وتهلك نفسك سأرسل لك طعاماً فتناوله.

وعندما استيقظت وجدت ان ثلث اليل قد مضى والمسجد الذي كنت فيه خالياً وليس فيه أحد، وسمعت طرقاً على باب المسجد، فتحت الباب فرأيت شخصاً يرتدي عباءة على رأسه بحيث لا يعرف من خلالها، فأخرج من تحت عباءته إناءاً مملوءاً بالطعام وأعطاني إياه وقال لي مرتين: كله أنت ولا تعطه لأحد، واترك الإناء عند الفراغ منه تحت المنبر. قال ذلك وذهب.

دخلت المسجد فرأيت في الإناء رزاً مطبوخاً مع دجاج مشوي فتناولت الطعام ونلت منه لذه لا توصف.

وفي الغد قبل الغروب جاءني ((الميرزا محمد باقر)) الذي كان من الاخيار والأبرار في ذلك الوقت وطالبني بالإناء، ثم ناولني كيساً فيه مقدار من المال وقال: أمرك بالسفر ((أي الحجة (عج) )) فخذ هذا المال وسافر به إلى مشهد المقدسة برفقة السيد هاشم (إمام المسجد) وستلتقي في الطريق بشخص كبير وتنال منه الفائدة.

فانطلقت برفقة السيد هاشم من طهران، وعندما خرجنا من طهران أشار رجل عجوز نيّر الضمير الينا فتوقفت السيارة وبعد أخذ الإجازة من السيد هاشم (فقد كان حجز السيارة لنا فقط) استقل الرجل العجوز السيارة وجلس إلى جانبي.

وفي الطريق علمني الكثير من الأعمال والتوسلات والأذكار، وأخبرني بما يجري لي حتى آخر عمري ودلني على ما فيه خيري منها، وقد حصل معي كل ما أخبرني به، ونهاني عن تناول طعام المطاعم والمقاهي وقال لي: لقمة الشبهة مضرة للقلب، وكان معه سفرة كلما حل وقت الطعام أخرج منها خبزاً طازجاً وأعطاني، وفي بعض الأحيان زبيباً أخضر.

وعندما وصلنا إلى قرية مسماة بموضع ((قدم گاه)) قال لي:

قرب أجلي ولن أصل إلى مشهد المقدسة، وكفني معي ويوجد معي 12 توماناً فهيّء لي قبراً بذلك المبلغ وليتولّ السيد هاشم أمر تجهيزي.

قال الحاج مؤمن: أحسست بالوحشة واضطربت.

فقال لي: اهدأ ولا تُحدّث أحداً بذلك قبل أن أموت وارض بما اراد الله.

وعندما وصلنا إلى ((جبل طرق)) (كان يقع في طريق الزوار سابقاً) توقفت السيارة وترجّل ركابها وانشغلوا بالسلام على الإمام الرضا (ع) وذهب مساعد السائق طالباً قبة المقام، هناك رأيت العجوز المحترم ذهب إلى زاوية واستقبل بوجهة القبر المطهر للإمام الرضا (ع) وسلم عليه وبكى كثيراً وقال: لم أكن أهلاً للاقتراب من قبرك أكثر من هذا. ثم توجه إلى القبلة وتمدد وغطى نفسه بعباءته حتى رأسه.

بعد هنيهة توجهت إليه ورفعت العباءة عنه فوجدته قد خرج من الدنيا، فنحت وبكيت عليه وسمع الركاب ذلك فاجتمعوا فذكرت لهم بعضاً مما رأيته منه فانقلب الجميع باكين وحملنا جنازته بنفس السيارة ودفنّه في الصحن المقدس.
Read more

الغياث السريع

يا قابض - الغياث السريع

الأستاذ المحترم ((علي أصغر الاثنا عشري)) قال: في أحدى الليالي ابتليت زوجتي برعاف شديد فكان يجري الدم من ردهتي أنفها بشكل متصل وفي تلك الساعة لا يمكن الوصول إلى الطبيب، وفكرت انه لو استمر حالها هكذا فسيؤدي ذلك إلى ضعف مفرط ثم الموت، ودون تصور أو علم سابق جرى على لساني ذكر الاسم المبارك ((يا قابض)) فكررته عدة مرات فانقطع الدم فوراً حتى انه لم تعد تجري أيّة قطرة منه.

وفي الأسبوع الماضي رأيت في منامي أنّ أحداً يوقظني ويقول لي: انهض فقد ابتليت زوجتك بالرعاف مجدداً، فاقرأ لها ما قرأته في تلك الليلة. فنهضت وكررت ذكر نفس الإسم المبارك فانقطع الدم.

***
من الشروط المهمة لاستجابة الدعاء هو اليقين بالقدرة اللامتناهية لله سبحانه التي تفوق الماديات والأسباب، وجميع الوسائل مسخّرة له ومقهورة لإرادته، ومن كان عنده شك أو تردّد في ذلك فإن دعاءه بعيد عن الإجابة، وبشكل عام فإن كل من رأى نفسه مضطراً إلى الله واستيقن من أنه لا مغيث له إلاّ الله فإنه مهما يطلب وهو في هذا الحال فسيعطاه.

نقل في بعض الكتب المعتبرة أنّه في أحد الأيام كانت هناك امرأة تتأبط طفلها الرضيع وتعبر جسراً أقيم فوق نهر، ولشدة زحام العابرين سقط طفلها من يدها إلى الأرض ثم إلى النهر، فصرخت: اغيثوني أيها المسلمون. ورأت لفافة طفلها تسير مع مجرى الماء فتبعتها وهي تستغيث بالناس، إلى أن وصلت إلى مكان يذهب فيه قسم من الماء إلى ناعورة لرفع الماء للسقاية، فيدخل الطفل صدفة إلى ذلك القسم، فاعتقدت الأم أن طفلها ستأخذه المياه إى قعر الناعورة ويموت وستيقنت انه لا يستطيع أحد مساعدتها في نجاة طفلها، وفي اللحظة التي كان سيسقط طفلها إلى القعر وجهت وجهها إلى السماء وقالت: يا رب، فتوقف الماء الذي كان يجري بسرعة فوراً وتراكم فوق بعضه فمدّت الاُم يدها وتناولت طفلها وشكرت الله.
Read more

الخميس، 30 مايو 2013

هندوسي في عزاء حسيني

حرق الهندوس - هندوسي في عزاء حسيني

السيد الجليل ((الدكتور إسماعيل مجاب)) طبيب الاسنان رأى وخلال إقامته في الهند عجائب كثيرة، من جملة ما نقله من تلك العجائب أنه قال: العديد من التجار الهندوس (عبدة الأصنام) كانوا يعتقدون بسيد الشهداء (ع) ويحبونه، وكانوا يشاركونه في أموالهم لكسب البركة، وكانوا يصفون قسماً من أرباحهم السنوية في احياء ذكره وبعضهم يقدم قسماً من أرباحه إلى المسلمين الشيعة في يوم عاشوراء ليوزعوا بها الحلويات والمرطبات على مجالس احياء ذكر الحسين (ع) بل وحتى أن بعضهم كان يشارك في العزاء.

وواحد منهم كان يسير كل عام مع مواكب العزاء والندب ويلطم صدره، وعندما مات ذلك الرجل وأرادوا حرق جسده حسب تقاليدهم فاحترق كل بدنه وأصبح رماداً ما عدا يده اليمنى وقسم من صدره فلم تحرقهما النار. فنقل أهله يده والقسم المتبقي من صدره إلى مقبرة المسلمين الشيعة وقالوا لهم: هذا العضوان لحسينكم.

***

إذا كانت نار جهنم التي لا تقاس بنار الدنيا تنطفىء بشفاعة الحسين (ع) وتصبح بذلك برداً وسلاماً، فعدم حرق نار الدنيا الضعيفة لهذه الأعضاء بشفاعة الحسين (ع) أمر طبيعى لاعجب فيه.

ومن المشهور في الهند والمسلّم به هو أن جماعة من الهندوس في ليالي عاشوراء من كل عام يدخلون النار ولا يحترقون.
Read more

اللحضات الاخيرة من حياة السيد علي الخراساني

اللحضات الاخيرة من حياة السيد علي الخراساني

نقل الحاج المؤمن السابق الذكر عدة عجائب عن الزاهد العابد ((السيد علي الخراساني)) الذي كان قبل عدة سنوات معتكفاً في غرفة بالمسجد ومشغولاً بالعبادة، وكان من جملة ما نقله عنه:

قال: قبل أُسبوع من وفاة السيد المذكور طلب مني الحضور قربه في سحر ليلة الجمعة وقال: انها آخر ليلة من عمري. وفي ليلة الجمعة حضرت قربه وكان على النار مقدارٌ من الحليب فشرب منه كوبين وأعطاني الباقي وقال لي: إشرب، ثم قال: سأرتح من الدنيا في هذه الليلة، وليتولّ تجهيزي السيد هاشم (إمام جماعة المسجد) وغداً سيأتي (عدالت) (القاطن جنب المسجد) ويطلب ان يتولى ثمن كفني فلا تدعه يفعل ذلك، واقبل من الحاج (جلال القناد) أن يدفع من ماله ثمن كفني.

ثم جلس مستقبلاً القبلة وشرع بتلاوة القرآن الكريم.

ثم حدق بعينيه نحو القبلة وقال ما يقارب المئة مرة وبسرعة ((لا إله إلا الله)).

ثم استقل واقفاً وقال: السلام عليك يا جداه.

ثم استلقى مستقبلاً القبلة وقال: يا علي يا مولاي. وقال لي: لا تخف أيها الشاب ولا تنظر إلىّ فإني سأرتاح وسأذهب إلى جوار جدي، ثم اطبق عينيه وتوفي ووصل إلى رحمة الحق تعالى.
Read more