يروى إن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كان بناء بنى عمارات كثيرة من جملتها قصور فخمة لحكام بني العباس وبيوت فارهة ومساجد وجاء هذا الشخص يوما إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له: يا ابن رسول الله سأمتنع من الآن فما بعد عن بناء القصور لبني العباس وسأكتفي ببناء المساجد لهم، فقال له الإمام لا تعنهم حتى في بناء مسجد.
الثلاثاء، 21 مايو 2013
ﻻ تعن الظالمين حتى في بناء المساجد
يروى إن أحد أصحاب الإمام الصادق عليه السلام كان بناء بنى عمارات كثيرة من جملتها قصور فخمة لحكام بني العباس وبيوت فارهة ومساجد وجاء هذا الشخص يوما إلى الإمام الصادق عليه السلام وقال له: يا ابن رسول الله سأمتنع من الآن فما بعد عن بناء القصور لبني العباس وسأكتفي ببناء المساجد لهم، فقال له الإمام لا تعنهم حتى في بناء مسجد.
قصة أعجب لحافظ القران "كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي"
قبل 15 عاماً سمعت من جمع من علماء قم والنجف الأشرف أن رجلاً في السبعين من عمره واسمه ((كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي)) كان أمياً فأصبح حافظاً للقرآن بشكل عجيب وقصته كما يلى:
ذهب ((الساروقي)) عصر يوم الخميس لزيارة أحد أولاد أهل بيت النبي (ص) المدفون في منطقته، وعند دخوله رأي سيدين جليلين في المقام يطلبان من أن يقرأ الآيات المنقوشة على أطراف المقام.
فيقول لهما: سادتي إني أمي ولا استطيع قراءة القرآن.
فقالوا له: بل تستطيع ذلك.
بعد سماع هذا الكلام اصابته حالة اغماء وغاب عن وعيه وسقط في مكانه وبقي هكذا حتى عصر اليوم الثاني عندما حضر أهالي القرية لزيارة المقام فوجدوه مطروحاً، فعمدوا لايقاظه، وعندما استيقظ ووقف نظر إلى الآيات المنقوشة حول المقام فوجد انها آيات سورة الجمعة قرأها، ثم علم فيما بعد انه أصبح حافظاً للقرآن، وكان كلما طلب منه قراءة أيّة سورة من القرآن كان يقرأها عن ظهر الغيب وبشكل صحيح.
***
وسمعت من حفيد الميرزا الشيرازي قوله: لقد امتحنته عدة مرات وكنت كلما سألته عن آية كان يجبني فوراً من أيّة سورة هي، واعجب من ذلك انه كان يستطيع قراءة أيّة سورة شاء عكس ترتيبها أي من نهايتها إلى أولها.
وقال أيضاً: كان كتاب تفسير الصافي في يدي ففتحته وقلت له: هذا قرآن فاقرأ فيه.
أخذ الكتاب ونظر فيه وقال هذه الصفحة ليست كلها من القرآن، ووضع يده على مقاطع الآيات القرآنية وقال هذا السطر من القرآن ونصف ذلك السطر من القرآن، وهكذا وما تبقى ليس من القرآن.
فقلت له: كيف تقول ذلك وانت أمي لا تعرف القراءة العربية ولا الفارسية.
قال: كلام الله نور، فهذه الأقسام نورانية والأقسام الأخرى مظلمة (نسبة إلى نور القرآن).
وقد التقيت بعدة علماء آخرين جميعهم قال انه امتحنه وانهم استيقنوا من ان أمره خارق للعادة وانه افيض عليه بذلك من مبدء الفيض جلّ وعلا.
وفي مجلة نور العلم السنوية لعام 1957 في الصفحة 223 نشرت صورة ((الساروقي)) المذكور مع مقالة بعنوان ((نموذج من الاشراقات الربانية)) وذكرت في المقالة شهادات لكبار العلماء يؤكدون فيها أن أمره خارق للعادة إلى ان تقول المقالة: من مجموع الشهادات هذه فإن موهبة حفظه للقرآن تثبت بدليلين:
أ ـ كونه أُميّاً وهذا ما شهد به جميع أهالي القرية، ولم يشهد أحد منهم خلاف ذلك، حيث قام كاتب المقال باستجواب جميع أهل قريته الساكنين في مدينة طهران، وكذلك فإن خبر أميته ذكر في جميع الصحف المتداولة دون أن يكذبه أحد.
ب ـ بعض خصوصيات حفظه للقرآن الخارجة عن مستوى الدراسة والتحصيل وهي:
1ـ كلما ذكرت أمامه كلمة عربية أو غير عربية يجيب فوراً انها من القرآن أو ليست منه.
2ـ كلما سئل عن أيّة كلمة قرآنية يجيب فوراً من أيّة سورة هي ومن أي جزء من القرآن هي.
3ـ كلما ذكرت أمامه كلمة قرآنية موجودة في عدة اماكن من القرآن كان يعدد أماكن وجودها ويكمل ما بعدها بشكل فوري ودون أي تفكير أو تردد.
4ـ كلما ذكرت أمامه آية أو كلمة أو حركة خاطئة أو زيادة أو نقصان كان يلتفت مباشرة ويخبر بذلك.
5ـ كلما ذكرت أمامه عدة كلمات من عدة سور كان يبين مكان أيّة كلمة دون أي خطأ.
6ـ كان يشير إلى مكان أية كلمة أو آية تطلب منه في أي قرآن يقدم إليه.
7ـ كلما عرضت عليه صفحة من الكتابة العربية أو غير العربية وقد جاء فيها ذكر لآية وكان خطها مطابقاً لخط باقي بالكلمات كان يميز الآية من باقي كلمات الصفحة ، وهذا الأمر صعب حتى على أهل العلم والفضيلة.
هذه الخصوصيات لا يمكن لأشد الناس ذاكرة أن يجمعها لكتيب يتألف من عشرين صفحة، فكيف ذلك مع 6666 آية قرآنية ؟
وبعد نقل المجلة لشهادات جمع من العلماء كتبت تقول: إن الموهبة القرآنية ((للكربلائي)) تعد أمراً عجيباً بالنسبة للناس الذين أطَّروا فكرهم اللامحدود باطار الماديات المحدودة وأنكروا ما وراء الطبيعة، وكان ما حصل له سبباً في هداية العديد من الضالين، لكن هذا الأمر رغم اهميته لا يعد في نظر أهل التوحيد سوى اشعاع صغير من اشعة الفيض الإلهي الامتناهي، ومن أقل مظاهر قدرة الحق تبارك وتعالى، وما ظهر مكرراً على أيدي الأنبياء والسفراء مما سجله التاريخ من الأمور الخارقة للعادة، بل ما يظهر في عصرنا الحاضر أيضاً من أصحاب الكرامات التي تظهر منهم بسبب ارتباطهم وتعقلهم بالله سبحانه مُبدىء كل شيء هي أمور أهم وتعادل أضعاف ما حدث لحافظ القرآن هذا.
الحقيقة التي لا بد لي من ذكرها في ختام هذه المقالة هي أنه نتيجة لانتشار خبر حافظ القرآن هذا واطلاع أهالي طهران على قصته، سمعت من عدة متدينين في السوق انه قبل عدة سنوات كان هناك رجل أعمى يسمى ((بالحاج عبود)) وكان يتردد على مسجد ((عزيز الله)) بسوق طهران المركزية، وكان حافظاً للقرآن بنفس خصوصيات ((الكربلائي الساروقي)) وكان رغم عماه يدل على مكان وجود الآيات القرآنية، وكان يستخير للناس بالقرآن.
قالوا: انه في أحد الأيام قدم له قاموس لغة فرنسي بحجم القرآن ليستخير به، فرماه فوراً وثارت عصبيته وقال لي: ليس بقرآن.
وفي مجلس كان يحضره حافظ القرآن أيّد استاذ الجامعة ((ابن الدين)) خصوصيات الحاج عبود.
وقال: الرجل المذكور التقيته في منزل ((الشيخ مصباح)) في قم وبحضور آية الله ((الشيخ عبد الكريم الحائري)) وامتحنته.
هذه الأمور هي من آثار قدرة الباري عز وجل يظهرها في بعض الأحيان من أجل ارشاد الناس واتمام الحجة الظاهرة عليهم ﴿... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليمُ﴾[2] وكتب العالم المحترم ((الشيخ صدر الدين المحلاتي)) مقالة في العدد 1847 من صحيفة ((بارس)) في شيراز عام 1957 هذه القصة بعد تعليقه عليها وفيما يلي انقل لكم مقتطفات منها:
هذا الرجل المسمى ((بالكربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي)) عمره سبعون عاماً تقريباً وابوه اسمه عبد الواحد، ويعمل راعياً، وكان أمياً ومن العامة ولا يستطيع القراءة ولا الكتابة لكنه أصبح حافظاً للقرآن في حادثة عجيبة أنقلها لكم تباعاً، ومطلعاً على اعرابه وبنائه بشكل تام، هذا الشخص يعرف عدد آيات جميع سور القرآن، والعجيب انه ما أن يقرأ آية تكرر ذكرها في القرآن حتى يخبر دون تفكير أو تردّد عدد تكرارها في أيّة سورة واماكنها في السورة، والأعجب من ذلك انه إذا طلب منه البحث عن آية ما فإنه يجدها فوراً في أي قرآن وأيّة طبعة قدمت إليه ويشير اليها.
هذا الرجل لعدم تظاهره واظهاره لأمره لم يكن يطلع على أمره الكثيرون وكان مجهولاً عنه ذلك، ومشغولاً بالرعي، لكن ((آية الله زاده المازندراني)) والد البروفسور ((دانا الحائري)) اطلع على أمره وعندما علم أنه قدم الى قم للمعالجة من مرض، قام بدعوته إلى طهران بحجة تقديمه لطبيبه ومساعدته.
وكان مجلس ((آية الله زاده المازندراني)) ينعقد أيام الجمعة حتى الظهر ويحضره جمع غفير من اصدقائه ومريديه من طبقات مختلفة، فأحضر ((الساروقي)) إلى مجلسه ويتحدث عن الفن والموهبة الإلهية التي منَّ بها الله على ((الكربائي الساروقي)) فيختبره جمع منهم ويقدمون له قرائين بطبعات مختلفة بل وحتى قرائين خطية صغيرة وكبيرة وقرائين الجيب ويشرع ((الكربلائي)) بقراءة آيات مختلفة من سور مختلفة في قرائين مختلفة، وسألونه عدة اسئلة للإختبار كأن يسألوه ((لعلكم تفلحون)) في أيّة سورة وفي أيّة آية ؟
وكان يجيبهم دون تفكير أو تردد انها في آخر الآيات الفلانية وعدد تكرارها، وكان بعض الحاضرين يتعمَّد التغيير في اعراب وبناء الآيات فكان يصحح لهم، وأية آية يسأل عنها كان يستخرجها من أي قرآن يقدم أليه دون أي تردد.
في ذلك اليوم حتى الأشخاص الذين كانوا ينكرون الأمور الخارقة للعادة والطبيعة امتحنوه بعدة أساليب وعجبوا من أمره.
وقد امتحنته أنا بمختلف انواع واقسام الإمتحانات والإختبارات، فقرأت له الآيات خطأ وكان يعترض ويصحح، سألته عن تعداد الجمل المكررة في السورة فأجابني على الفور، احضرت له عدة قرائين بطبعات مختلفة وسألته عن آيات في أواسط وأوائل وأواخر القرآن وكان يفتح عليها مباشرة ويدل عليها حتى كان لي عبرة، فأخذته إلى المصور وصورته، وعرضته على عدة أشخاص ليختبروه وتحيروا مما وجدوا فيه. حيث انه وإن وجد الكثيرون من حفاظ القرأن الكريم لكنهم ليسوا بهذا النحو دون تفكر وتأمل يخبرون بترتيب الآية وفي أيّة سورة وعدد تكرارها في السور، والعثور فوراً على أيّة آية أرادوا، وكل ذلك من رجل عامي أمي.
كيف حصل على هذه الموهبة:
عندما رأيت وضعه هذا ورأيت انه غير ملتفت لأهمية الموهبة التي منّ الله بها عليه، ولعله لأنه أمي كان يعتقد ان كل من يقرأ القرآن مثله، لذا طلبت منه أن يروى لي قصته فقال لي: قبل عدة سنوات كنت في القرية التي أرعى فيها سمعت واعظا يقول في موعظته انّ الصلاة في ملك الشخص الذي لا يؤدي الزكاة باطلة، تأثرت من كلامة لأني كنت أعلم أن صاحب القرية التي ارعى فيها لا يدفع الزكاة، لذا قلت لوالدي لا يمنني البقاء هنا لأني أصلي وكل صلاتي باطلة ولا بد لي من مغادرة هذه القرية.
وأصر عليّ والدي بالبقاء وقال لي من اين تعلم انه لا يدفع الزكاة، لكني كنت قاطعاً وعالماً بأن صاحب الملك لا يعتني بدفع الزكاة فلم اعتن باصرار والدي، فغادرت القرية مكرهاً ومجبراً ورضيت بالعمل في الطريق بين قم واراك لتأمين معيشتي، وكنت اتقاضي يومياً ((30 شاهياً))[3] بدل أجوري واعيش بهذا المبلغ، قضيت ثلاثة أعوام على هذا الحال.
وفي أحد الأيام أرسل إلي مالك القرية التي كنت فيها شخصاً وقال انه أصبح يدفع الزكاة فعد للعمل في أملاكه، وإذا كنت لا تريد العمل عنده في الرعي أعطاك أرضاً تزرعها لنفسك. فتحققت من دفعه للزكاة وعدت إلى ملكه، فأعطاني أرضاً وبذراً وحملاً من القمح، فبذرت ثلث القمح وتركت ثلثاً لطعامي ووزعت الثلث الآخر على فقراء القرية وأرحامي.
بارك الله لي في زراعتي وانتجبت 10 أحمال من القمح وفعلت كما في السابق: قسم للزراعة وقسم لي والباقي وزعته على فقراء القرية.
وفي أحد الأيام كنت قد حصدت السنابل وجمعتها لأذروها فخرجت من المنزل إلى المزرعة ولكن كان الهواء ساكناً ولم أستطع ذرو القمح لاستخلاصه فعدت بيد خالية إلى المنزل وفي الطريق التقيت بأحد الفقراء الذي كان ينال سهماً من محصولي سنوياً وقال لي: ليس عندنا لهذه الليلة قمحّ، وزوجتي وابني ليس عندهما خبز يأكلانه. فخجلت أن أقول له ما وقع لي اليوم وقلت له: على عيني، وعدت إلى محصولي لكن دون جدوى فالهواء ساكن فاضطررت أن أفصل حبوب القمح عن سنابلها بيدي واذروها في الهواء وبعد مشقة استطعت تأمين مقدار من القمح اخذته إلى بيت ذلك الشخص وأعطيته إياه، وبما اني كنت متعباً فقد جلست في الساحة المقابلة لمقام قبرين من أولاد أهل بيت الرسول عليهم السلام اسمهما باقر وجعفر.
فناداني أحد هذين السيدين أن: يا كربلائي محمد كاظم ماذا تفعل هنا؟.
قلت: متعب واطلب الراحة.
قال: تعال َ لنقرأ الفاتحة.
قبلت بذلك وسرت خلفهما إلى داخل المقام فشرعا بقراءة بعض الاُمور التي لم أفهمها وأنا واقف خلفهما وساكت.
فقال لي أحدهما: لم لا تقرأ يا كربلائي؟
قلت: سيدي إنني أميّ ولا أستطيع قراءة شيء.
وبقيت استمع وهما يقرآن الفاتحة علىٰ القبر الأول، ثم توجها الى القبر الثاني، وأنا خلفهما، فشرعا بقراءة شيء لم أفهمه، وفي هذه الأثناء وقع نظري على سقف المقام فرأيت في أطرفا المقام نقوشاً وكتابات لم يكن لها أثر من قبل فتحيّرت، فتقدم إليّ أحد السيدين وقال لي: لم لا تقرأ؟
قلت: سيدي إني أُمي.
فوضع يده على كتفي وهزّني بقوة وقال لي: إقرأ لم لا تقرأ؟ وكرر هذه الجملة واقترب السيد الآخر منّي وربت بيده برقَّة على كتفي وقال لي: إقرأ فانت تستطيع القراءة وكرّرها فأصابني ضغط نفسي وسقطت على الأرض وغبت عن الوعي ولم أدر ماذا حصل، وعندما استيقظت لم أر أثراً للنقوش والكتابة في اطراف المقام، وقد عادت إلى ما كانت عليه لكن الآيات القرآنية جرت في قلبي كالسيل، فخرجت من المقام، ولما رأيت أن الغروب قد اشرف وهممت بالصلاة رأيت الناس ينظرون إلي بتعجب وقالوا: اين كنت؟
قلت: كنت في المقام لقراءة الفاتحة.
قالوا: افتقدوك ليوم كامل وهم يبحثون عنك فعلمت انني كنت طول هذه المدة مغمى علي.
هذا ما رأيته وسمعته شخصياً من هذا الرجل، والعديد غيري اطلعوا على حاله وهم كثيرون ومن جملتهم عدد من الكتَّاب والعلماء، وهذا الرجل يعيش الآن – دون أي ادعاء – كالناس العاديين يزاول الرعي ولعله مازال في طهران.
اما القراء الاعزاء فما هو تفسيرهم لهذه القصة فهم أحرار.
(انتهى ما كتبه المحلاتي)
وكتب ((آية الله الحائري اليزدي)) حول هذه القصة ويقول:
الكربلائي كاظم المعروف نال عناية غيبية، وقد عرضت عليه كتاب الدرر الطبعة الأولى ذو الخط الدقيق جداً والمتداخل فأشار فوراً إلى جملة منه كانت جزءاً من آية قرآنية وكانت من سورة النبأ وقال: هذا من القرآن وقرأها، في حين أني لم التفت لها بسهولة، وقال: لا أعرف قراءة غير القرآن، وحروف القرآن تتلألأ نوراً أمام عيني.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الحديد، الآية: 22- 23
[2] - سورة المائده، الآية: 54 [3] - شاهي: وحدة عملة كانت تستعمل آنذاك (المترجم)
الاثنين، 20 مايو 2013
يؤثرون على انفسهم ولو بهم خصاصه
من شفقة أمير المؤمنين عليه السلام على الخلق انه بذل طعامه للأسير واليتم والمسكين وبات جائعاً وزوجته الزهراء وولداه الحسن والحسين عليهم السلام ثلاثة أيام متواليات فقد أورد السيوطي والفخر الرازي والقرطبي، والآلوسي والواحدي، والخوارزمي، والحسكاني، والزمخشري، وغيرهم عن ابي عباس: إن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وأله في ناس معه فقالوا: يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك.
فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما أن برئا مما بهما أن يصوموا ثلاثة أيام. فشفيا وما معهم شيئ فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاث أصوع من شعير فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمس أقراص على عددهم، فوضعوها بين ايديهم ليفطروا، فوقف عليهم سائل فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فأثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء واصبحوا صياماً فلما أمسوا و وضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فأثروه، و وقف عليهم أسير في الثالثة ففعلوا مثل ذلك , فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين وأقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وأله فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع قال: ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم؟ فقام وانطلق معهم فرأى فاطمة عليها السلام في محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساءه ذلك في أهل بيته فأقرأه السورة أي سورة هل أتى؟ وفيه قوله تعالى: (إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا , عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا , يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا , وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا , إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا).
فقد أجمع أهل التفسير والحديث من الخاصة وتواترت من غيرهم ان هذه الآيات الشريفة نزلت في حق علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام بمناسبة صيامهم ثلاثة أيام وتصدقهم في تلك الليالي على المسكين واليتيم والأسير.
إفاضة القرآن المجيد ببركة ولي العصر (عج)
نقل ((الحاج علي السيد)) فقال: كنت في طفولتي أميّاً ولم أتعلم في مدرسة، وعندما أصبحت شاباً كان أملي أن أتمكن من قراءة القرآن، وفي إحدى الليالي توسلت إلى حضرة ولي العصر (عج) بقلب خاشع ومتذلل لله سبحانه، فرأيت في منامي أني في كربلاء وجاء إليّ شخص وقال: تعال إلى هذا البيت ففيه أقيم عزاء لسيد الشهداء (ع) واستمع لمجلس العزاء، وافقته ودخلت ذلك البيت فرأيت سيدين جليلين جالسين وأمامهما منقل نار وسفرة خبز ممدودة أمامهما، فعرضا بعضاً من الخبز على النار وقدّماه لي فتناولته، بعدها بدأ القارىء بقراءة الروضة الحسينية ومصائب أهل بيت خاتم الرسل عليهم السلام وبعد انتهائة من القراءة، أفقت من نومي واحسست أني نلت أملي، ففتحت القرآن المجيد ورأيت اني استطيع القراءة بشكل جيد.
بعد ذلك صرت أحضر مجالس قراءة القرآن وكنت إذا أخطأ أحد في القراءة أصحح له وحتى أني كنت اصحح قراءة الاستاذ.
قال لي الاستاذ: حتى الأمس كنت أمياً ولا يمكنك قراءة القرآن فكيف أصبحت هكذا ؟
قلت: بلغت هدفي ببركة ولي العصر (عج).
***
ثم أصبح الحاج المذكور استاذ قراءة ولم يكن يترك مجلس قراءة القرآن في ليلي شهر رمضان المبارك.
ومن جملة عجائبه أنه كان غالباً ما يرى في منامه حوادث المستقبل، وكان يعرف ما سيقع غداً ومع من سيلتقي ومع من سيتعامل ومقدار الربح الذي سيعود اليه.
قال لي مرة سيرزق الله ابنك السيد محمد هاشم قريباً ولداً فسمّه باسم المرحوم والدك ((السيد محمد تقي)). ولم يطل الأمر حتى تحقق ذلك وسميناه ((محمد تقي)). وبعد ولادته مرض مرضاً شديداً حتى لم يبقَ لنا أمل بحياته، فقال الحاج المذكور: سيشفى هذا الطفل وسيبقى. فلم يطل الأمر حتى شفاه الله، وهو الأن سالم بحمد الله وفي سن الخامسة.
فكان هذا الحاج ذا صفاء في نفسه ومهبطاً لعناية ولطف الإمام الحجة (عج) بسبب تقواه ومداومته على المستحبات وخاصة النوافل اليومية.
إعلم أن الحكمة من اطلاع بعض النفوس على الأمور الآتية والمستقبلية هو العلم بأن الله سبحانه وتعالى قد سجّل في كتاب من الكتب الروحانية ولوح من الألواح المعنوية كل الحوادث الكونية العامة والخاصة حتى نهاية تاريخ العالم قبل وقوعها كما ورد في سورة الحديد ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم...﴾[1] .
بناءاً على هذا فإن بعض النفوس الصافية تتمكن في منامها من الإنطلاق نسبياً من القيود المادية والارتفاع إلى مستوى الأرواح الشريفة والألواح العالية وبعض الكتب الإلهية والإطلاع على بعض الامور المشهودة فيها، وعندما يستيقظ وتعود تمام الروح إلى البدن لا تتصرف قوة خياله فيما رآه ويبقى ما رآه نقياً في ذاكرته ليخبر به.
الأحد، 19 مايو 2013
إجابة فورية - شفاء بعد التوسل الى الله بواسطة اهل البيت
الثـقـة العادل الحاج ((علي السيد سلمان منش)) المعروف بورعه بين عامة المؤمنين قال لي:
ظهر في فخذي الأيسر قرح أزعجني، وعز علي كثيراً الذهاب الى المستشفى لإجراء الجراحة له، وفي أحدى الليالي نهضت في وقت السحر للتهجد، فوجدت رائحة شديدة تنبعث من مكان القرح فاضطربت وتوسّلت إلى الله قائلاً: الهي قضيت عمري في ظل الإسلام وعبادتك وحب محمد وآله عليهم السلام، فلا تبتلني وتضطرني لمراجعة الخارجين عن الدين الإسلامي، وباختصار توسلت برقة وتذلل حتى غبت عن وعيي.
وعندما أفقت علمت أن الصبح قد حل فتأسفت لأني حرمت من التهجد، فهرولت مسرعاً إلى الطابق الأسفل لأتوضأ، والتفت إلى نفسي متسائلاً: كيف تسنّى لي النزول بسرعة ووجدت إن فخذي لا يؤلمني رغم ذلك؟ فوضعت يدي محل الجرح فلم أحس بوجع، ونظرت إلى مكان الجرح فلم أجد له أثراً بحيث لم أعرف مكانه ولم يبق أي فرق بين فخذيَّ اليسرى واليمنى.
***
ثم استطرد الحاج علي قائلاً: العديد من الحوادث المشابهة لهذه الحادثة وقعت لي ولأقاربي بحيث كنا نقع في مرض أو ابتلاء شديد وكان الله يفرج عنا بواسطة الدعاء والتوسل بآل بيت الرسول عليهم السلام وما ذكرته لك مثالاً لما وقع لي.
السبت، 18 مايو 2013
حسينية الكاسب
يروى انه هناك شخصان أحدهما بائع بسيط بدخل متواضع. والأخر من أغنياء المدينة وأعيانها. كان البائع البسيط يكد ويشقى من الصباح حتى المساء لتأمين رزقه، وعندما كان يعود إلى بيته يجلس فيقسم حاصله اليومي إلى ثلاثة أثلاث، ليخصص ثلث منها ويدخره باسم الامام الحسين عليه السلام وبمرور الليالي والأيام وبعد البركة التي أفاضها الله تعالى على رزقه وما أدخره، اشترى قطعة أرض خارج مدينته وبعد سنوات قليلة شاء الله تعالى أن تتوسع المدينة فادخل التوسع قطعته تلك إلى داخل المدينة، فبنى فوقها حسينية لإقامة العزاء على سيد الشهداء بالإضافة إلى إقامة الفرائض والمراسم الدينية الأخرى. وقد ذكر ابن ذلك الكاسب! بأن أهل البلد عرضوا عليه شراء تلك الحسينية مقابل ه مليارات تومان لغرض تحويلها إلى مبني عام، لكنه رفض وقال هذا المكان وقف للأمام الحسين عليه السلام ولم يعد ملكاً لنا.
إن خدمات ذلك الكاسب في الدنيا محفوظة له، من خلال المراسيم التي تقام في تلك الحسينية والتي أحيت ذكره، هذا بالإضافة إلى الثواب الأخروي الذي ينتظره بينما لم أسمع عن ذلك الثري انه أوقف ولو شبراً واحداً من أملاكه للأمام الحسين عليه السلام حتى آل الأمر أن اقتسم ثروته من بعده كل أمواله ولم يبقى له أي شيء يحيي اسمه من بعده.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)