Ads 468x60px

الجمعة، 7 يونيو 2013

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

نقل السيد الجليل "ذو النور" المعمار المعروف بين أهل الإيمان بتقواه واستقامته فقال: رأيت في أحد الليالي في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً وقصراً بهياً إستأذنت البواب ودخلت فرأيت مكاناً جميلاً أحسن من قصور الملوك فأجلت فيه نظري متعجباً، ثم رأيت المياه تجري تحته وأشجار الياسمين متشابكة تفوح منا رائحة سكرة فشممت رائحتها، ورأيت تحت تلك الأشجار عرشاً ملكياً مزيناً بانواع الزينة ومفروشاً، وقد اعتلاه "الشيخ محمد قاسم طلاقة الواعظ" جالساً بكمال عزته وجلاله.

سألت البواب لمن كل هذا؟ قال: للشيخ طلاقة الجالس على العرش، فأستأذنته للحضور عنده، فدخلت عليه وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: كنت صديقك ومطّلعاً على أحوالك فماذا فعلت لنيل عناية الله والحصول على مثل هذا القدر والمقام؟

أجاب قائلاً: لم اقدم عملاً يبلغ بي هذه المرتبة، ولكني وُفّقت لهذا اثر فقداني لإبني الشاب ذي الثمانية عشر ربيعاً الذي توفي بعد 24 ساعة من إصابته بمرض في بلعومه، فأعطاني الله هذا المقام عوضاً عن هذه المصيبة.

ولم أكن أعلم بوفاة ولده، فاردت لقاءه لأخبره برؤياي وقلت لعل إبنه لم يمت ولهذه الرؤيا تفسير آخر، فلم أبادر إلى سؤاله بل سألت رجلاً من أهل العلم من أصدقائه عن إبنه فقال لي: نعم مرض ولده ذو الثمانية عشر عاماً مدة 24 ساعة ثم توفي.

***

العلامة ((التويسركاني)) نقل روايات وقصصاً عديدة في كتابه ((لآلىء الأخبار)) في باب الأجر والجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد وخاصة الذكور منهم. ويمكنك مراجعة كتاب ((مسكن الفؤاد في موت الأحبة والأولاد)) للشهيد الثاني. وسأكتفي هنا بنقل رواية واحدة:

عن موثقة بن بكير عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال ((ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر)).
Read more

الصديق الحقيقي عند الشدائد تعرف الإخوان

الصديق الحقيقي عند الشدائد تعرف الإخوان

يُحْكى أنّ رجلاً ميسور الحال كان له ابنٌ فتى كثير اللهو واللعب ، لا يعمل بل يقضي معظم أوقاته مع رفاق له في مثل سنه ، وكانوا يقضون الساعات الطوال في اللعب واللهو والكلام الفارغ من المعنى ، وتناول الطعام في بيت والد ذلك الفتى .

وكان والد الفتى يتذمر من كثرة هؤلاء الأصدقاء ، الذين لا منفعة ترجى منهم ومن كثرتهم ، فهم لا يعملون ، وإنما يضيعون وقتهم سدى ، وكان ينصح ابنه بتركهم والابتعاد عنهم .

وكان يقول لابنه إن رفاقك هؤلاء هم رفاق سوء ، ولا ينفعوك بشربة ماء ، ولن تجد أحداً منهم لو احتجت إليه في ساعة شدة ، وما صداقتهم لك إلا من أجل وضعك المادي الحسن ، ولو كنت فقيراً معدماً لما رأيت أحداً منهم .

وكان الابن يلوم والده ويقول له : إنكم معشر الآباء ، لا تثقون بنا ، ولا يعجبكم أي تصرّفٍ نقوم به ، وتقيسون الناس بالمقاس الذي تريدونه . فخلِّي بيني وبين أصحابي ، فأنا أعرفهم أكثر منك ، وبيني وبينهم مودّة وعشرة طويلة ، وصداقة حميمة ، وأنا متأكد من صدق كلّ واحد منهم .

سكت الأب على مضض ، ولم يقتنع بما سمعه من ابنه ، وتركه مع أصحابه في لهوهم ولعبهم ، إلى أن حدث ذات يوم ما قلب تلك الأمور رأساً على عقب .

ففي ليلة مظلمة ، طرق الأب باب حجرة ابنه وقـال له بصوت خافـت ، لقد قتلت رجلاً يا ابني ، وأحسبه لصاً دخل ليسرق من البيت ، وقد لففته في كيس وغطيته بغطاء ، وأريد منك أن تذهب وتدعو بعض أصحابك وتأخذوا ذلك القتيل وتدفنوه في مكان بعيد .

وذهل الابن لما يسمع من أبيه ، ولكنه سار فزعاً إلى أقرب صديق له وقرع عليه الباب وأخبره بصوت خافت عما فعل أبوه ، وطلب منه أن يأتي معه ليدفنا ذلك القتيل قبل أن يدركهما الصباح .

ولكن صديقه رده قائلاً : من يفعل جريمة يتحمل نتائجها وعواقبها لوحده ، ولن أكون شريكاً في دفن تلك الجثة ، فاذهب وابحث لك عن صديق آخر من بين أصدقائك ، فأنا لن أذهب معك .

فقال له ابن الرجل : إذن لا تخبر أحداً عما سمعت مني ، وسار من عنده إلى صديق آخر فسمع منه مثلما سمع من الأول ، ثم صار يذهب لأصدقائه واحداً تلو الآخر ، فيجد عندهم ما وجد عند الذين قبلهم .

فعاد إلى أبيه خائباً كاسف البال ، يكسو وجهه الخوف والخجل ، فقال له أبوه : لا عليك يا ابني ، إذهب الآن إلى الرجل الفلاني ، فهو صديقي الوحيد وأخبره بما حدث واطلب منه أن يأتي معك لدفن تلك الجثة .

فذهب الفتى لصديق والده وطرق عليه الباب ، فخرج وإذا به شيخ تكسوه الهيبة والوقار ، فأخبره بصوت خافت ما جرى لأبيه في ليلته هذه ، وطلب منه أن يذهب معه لمواراة تلك الجثة قبل أن يدركهم الصباح .

لم يسأل الرجل عن التفاصيل ، بل لبس حذاءه وسار مع الفتى حتى وصل إلى بيت صديقه ، وهناك رأى جثة مغطاة فحملها مع ابن الرجل وسارا في جنح الظلام حتى وصلا إلى جهة منزوية في حقل الرجل وهناك حفرا لها حفرة غير عميقة وغطياها بالتراب ، ثم عادا أدراجهما ، وعاد الرجل إلى بيته وكأن شيئاً لم يحدث .

وفي الصباح كان أصحاب الفتى قد نشروا الخبر في القرية بأن الرجل الفلاني قتل رجلاً ودفنه في جنح الظلام ، فالتمّ الناس بين مصدّق ومكذّب يستفسرون عن الأمر ، وجاء أقرباء الرجل يستوضحون منه صحة ما وصل إلى أسماعهم ، ولما كثر السائلون ، عندها قال الرجل لابنه اذهب وادعُ أصدقاءك وادعُ صديقي وتعالوا في الحال ، فجاء صديق الرجل وجاء القليل من أصحاب الفتى ، فقال لابنه ولصديقه ، اذهبا واحضرا تلك الجثة التي دفنتماها ، فغابا برهة ثم عادا بهـا .

فرفع الرجل عنها الغطاء على مشهد من الجميع ، وإذا به كبش كبير مذبوح ومسلوخ ، فقال لصديقه وأقربائه ، يمكنكم الآن تقطيع هذا الكبش وطبخه ، وإعداد طعام لكم منه ، وأضاف قائلاً : إنما أردت أن أُري ابني من هو الصديق الحقيقي .

وبعد أن تأكد الابن بأن أصدقاءه كانوا رفاق سوء ، يعينون على الفساد والرذيلة ، ولم يجد أحداً منهم في محنته بل تخلوا عنه جميعاً ، كفّ عن ملاقاتهم ومصاحبتهم ، وطرد بعضهم وأصبح يستمع لنصح أبيه ، ويعمل معه في حقله وأعماله . ولم يعد يعاشر رفاق السوء بعد أن تعلم درساً عملياً في الحياة ، عرف من خلاله من هو الصديق الحقيقي ، ومن هو رفيق السوء ، وتمثل بالمثل الذي يقول :" عند الشدائد تُعرف الإخوان " .
Read more

الخميس، 6 يونيو 2013

الفرس التي ولدت بقرة

الفرس التي ولدت بقرة

يحكى أن رجلاً فقيراً كانت عنده بقرة صغيرة ، وكان له جار غنيّ وله فرس أصيلة ، وعنده أملاك وأراض وأطيان كثيرة .

وذات يوم قال الرجل الغنيّ لجاره الفقير : ما رأيك أن تأخذ فرسي في كلّ يوم ، وتأخذ معها بقرتك تلك الصغيرة ، وتخرج لترعى بهما في قطعـة مُعشبة من أرضي ، وبذلك توفر لبقرتك طعامها مقابل رعيك مع فرسي .

وافق الرجل الفقير على هذا الاقتراح ، وأصبح يأخذ بقرته وفرس جاره الغنيّ ويرعى بهما طيلة اليوم في أرض جاره المليئة بالعشب والكلأ .

ومرّت فترة من الزمن وهو على هذه الحال كبرت خلالها البقرة الصغيرة وأصبحت بقرة كبيرة ، وحملت من أحد الثيران وعندما دنا وقت ميلادها ذهب الرجل الفقير إلى جاره الغنيّ وقال له : أريد أن أُبقي بقرتي في البيت حتى تلد ولذلك لن أستطيع أن أخرج بفرسك إلى المرعى .

فقال له الرجل الغنيّ : أي بقرة تقصد ؟

قال : بقرتي التي أرعى بها مع فرسك .

قال : هذه بقرتي وهي ابنة فرسي وليست بقرتك .

ودار بينهما نقاش حاد ، خلصا في نهايته إلى التوجه إلى القضاء العشائري ، ليحكم بينهما في هذه القضية .

واتفقا أن يجتمعا عند صاحب بيت له خبرة في حلّ مثل هذه النزاعات لفضّ ما بينهما من خلاف .

وعندما جاء الموعد الذي اتفقا عليه ، سبق الرجل الغنيّ إلى صاحب البيت الذي سيحكم بينهما ، ورشاه بمبلغ من المال ، الأمر الذي أعمى بصيرته فحكم بأن البقرة ابنة للفرس وهي للرجل الغنيّ وليس للرجل الفقير أي حقّ فيها .

ولم يرض الرجل الفقير بهذا الحكم بل قال سنحتكم إلى صاحب بيت آخر ، واختارا شخصاً من الوجهاء له خبرة في حلّ مثل هذه النزاعات .

وعندما جاء موعد عرض القضية سبق الرجل الغنيّ إلى صاحب البيت ورشاه بمبلغ من المال جعله يحكم له كما حكم له الرجل السابق .

ولم يرض الرجل الفقير بهذا الحكم بل قال سنحتكم إلى صاحب بيت آخر ، واتفقا أيضاً على بيتٍ لوجيه آخر ، وعندما جاء الموعد سبق الرجل الغنيّ إليه ، وعرض عليه رشوةً ولكنه رفض وقال : لن آخذ شيئاً من أحد وسأحكم بما يمليه عليّ ضميري .

وعندما عرض كل واحد منهما قصته قال صاحب البيت : لن أستطيع أن أحكم بينكما الآن ، ولكن عودا إليّ بعد أسبوع .

فسأله الرجل الغنيّ قائلاً : ولماذا هذه المهلة ، والقضية كما ترضى ، ظاهرة كالشمس ، ولا تعقيد فيها وقد عرضنا لك كل تفاصيلها .

قال صاحب البيت : السبب بسيط وهو أنني حائض ، وبعد أسبوع سأنظف من الحيض وأطهر وأحكم بينكما .

فقال الرجل الغنيّ : كيف تحيض وأنت رجل ، والحيض لا يكون إلا للنساء ، ماذا تقول يا رجل ، هذا أمر لا يُصَدَّق !.

فقال صاحب البيت : وإذن كيف تصدّق أن الفرس تلد بقرة ، وهذا أمر غير ممكـن ، إذهب فليس لك حقّ عند الرجل ، وكفاك ظلمـاً وفجـوراً ، ولا تعد تتعرّض لجارك بأذى .

واصفرّ وجه الرجل الغنيّ ولم يستطع جواباً بعد أن أفحمه ذلك الشيـخ ، وعاد إلى بيته فاشلاً مهزوماً ، أما الرجل الفقير فقد عاد إلى بيته مستبشراً ومسروراً ، بعد أن فاز على خصمه وعاد إليه حقّه بفضل حكمة ذلك الرجل وسرعة بديهته ، وعدله في الحكم بين الخصمين .
Read more

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره

صحبة الامام الرضا عليه السلام ورأفته بزواره
مشهد الامام علي ابن موسى الرضا عليه السلام

أحد أهل التقوى واليقين ممن أدرك العالم ((الشيخ البيد آبادي)) نقل أن ذلك العالم الجليل همّ بالسفر لزيارة الإمام الرضا (ع) والبقاء عنده أربعين يوماً برفقة أخته، فتحرّك من اصفهان حتى وصل الى مشهد الرضا (ع) وبعد أن قضى ثمانية عشر يوماً في ذلك المكان الشريف في الليل وفي عالم الحقيقة رأى الإمام الرضا (ع) فأمره بالعودة غداً إلى أصفهان، فقال له: يا مولاي قصدت البقاء في جوارك أربعين يوماً ولم يمضِ منها سوى ثمانية عشر يوماً. فقال له: الإمام (ع) لقد ضاق صدر اختك لبعدها عن والدتها وسألتني العودة إلى أصفهان، فعد من أجلها، الا تعلم اني أحب زواري.

وعندما عاد إلى نفسه سأل أخته: ماذا سألت الإمام الرضا (ع) بالإمس. فقالت: كنت مغتمة لفراق والدتي فشكوت له ذلك وسألته أن يعيدني إليها.

***

محبة الإمام الرضا (ع) ورأفته بعامة المسلمين الشيعة وخاصة زوار قبره من المسلّمات كما جاء ذلك في زيارته ((السلام عليك أيها الإمام الرؤوف)) وقد نقلت الكتب المعتبرة قصصاً في هذا المجال ولا يسعنا ذكرها هنا، وخلاصة الأمر انه لم يتوجه أحد بوجهه نحو القبر الشريف لحضرته (ع) إلا ونال من محبته وعنايته.
Read more

الأربعاء، 5 يونيو 2013

توفيق التوبة بسبب الرفق بالحيوان

توفيق التوبة بسبب الرفق بالحيوان
نقل "الميرزا أبو القاسم" عن "اعتماد الواعظين الطهراني" أنه قال: في أحد الأعوام كان يصعب الحصول على الخبز في طهران فمرّ "المير غضب باشي" على طاق مخزن الماء فسمع صوت إستغاثة كلاب، فتحقق من الأمر فرأى كلبة وضعت حملها والتصق أولادها بها وهي خاوية من الجوع لا تستطيع إرضاعهم وليس عندها حليب لإرضاعهم وهم حولها يستغيثون.

فتأثر من ذلك، فاشترى من الخباز مقداراً من الخبز وقدمه للكلبة ووقف هناك حتى أكلت الكلبة الخبز ودرّ حليبها وشرع أولادها بالرضاعة.

عاد إلى الخباز ودفع له ثمن خبز شهر كامل يكفي لاطعام الكلبة وطلب منه إرسال عامله كل يوم لايصال الخبز إلى الكلبة، وهدده بالانتقام منه إذا انقطع حتى يوم واحد.

آنذاك كان هو ورفاقه يقيمون حفلات ضيافة متناوبة بينهم وفي كل يوم يذهبون للنزهة واللهو، ثم يتناولون العشاء سوّياً في منزل أحدهم، الى أن وصله دور استضافة رفاقه، وكان عنده امرأة بيتها في وسط مدينة طهران ومجهز بمستلزمات الضيافة، وكان قد تزوج زوجه أخرى حديثاً وأسكنها في بيت عند مدخل المدينة.

أعطى زوجته القديمة مقداراً من المال وقال لها: هذه الليلة يأتي كذا عدد من الضيوف لتناول العشاء وعليك تأمين كل مستلزمات ذلك، فقبلت زوجته بذلك، وخرج الزوج مع رفاقة الى خارج المدينة للنزهة واللهو.

صدفة طالت نزهة ذلك اليوم واستمرت الى بعض الليل، وعندما عادوا من نزهتهم قالوا له: لقد تأخر الوقت وتعبنا كثيراً فلنسترح في بيتك عند مدخل المدينة.

فقال لهم: لا يوجد في هذا البيت شيء لتناوله أما في البيت الآخر فكل شيء جاهز لاستضافتكم وعلينا الذهاب الى هناك.

لم يوافقه رفاقه على ذلك

وأصروا على المبيت في بيته الجديد والقناعة بأقل الطعام الموجود.

اضطر للقبول ما أرادوا واشترى شيئاً من الخبز واللحم المشوي وتناولوا عشاءهم هناك وباتوا ليلهم.

وفي سحر تلك الليلة استفاق الجميع على صوت استغاثته وبكائة الّلارادي فسألوه عن سبب ذلك، فقال: رأيت في منامي الامام السجاد (ع) وقال لي: "احسانك لتلك الكلاب كان محلاً لرضى الله سبحانه ولذلك حفظك الله ورفاقك من الموت هذه الليلة مقابل احسانك ذاك، حيث ان زوجتك القديمة غاضبة منك وقد أعدت لك سمّاً ووضعته في المكان الفلاني من المطبخ لتدسّه في طعامك، اذهب غداً وخذ السم واياك أن تؤذيها، وان شئت خلّ سبيلها بخير.

ثم ان الله يوفقك للتوبة، وستتشرف بزيارة قبر والدي الحسين (ع) بعد أربعين يوماً".

وفي الصباح قال لرفاقه لنذهب سوياً إلى بيتي وسط المدينة للتحقق من صدق رؤياي فذهبوا سوياً إلى البيت، وعندما دخلوا اعترضت عليه زوجته وسألته: لِم لم تأتِ في الليل؟ فلم يعتنِ بها ودخل مع رفاقه إلى المطبخ وحيثما قال له الإمام السجاد (ع) وجد السم فأخذه وقال لزوجته: ماذا كنت تنوين فعله لنا؟ لولا أمر الإمام لانتقمت منك: كني سأحسن إليك بأمر مولاي فاذا كنت ترغبين الى البقاء في البيت نفسه فابقي فيه وسأبقى معك كأنك لم تفعلي شيئاً، وإذا كنت ترغبين الى الفراق أطلقك، وأي شيء تريدين اُعطيك.

رات المرأة ان أمرها قد فضح ولا يمكنها العيش معه مجدداً فطلبت منه الطلاق. فطلقها بإحسان وسرّها وتركها.

ثم استقال من عمله وقبلت استقالته، فانشغل بالتوبة وأداء الحقوق والمظالم التي عليه، وبعد أربعين يوماً تشرف بزيارة كربلاء وبقي فيها حتى وافاه الأجل والتحق برحمة الحق تعالى.

***

الكثير من الروايات تضمنت ذكرا لآثار الإحسان إلى المخلوقات حتى وإن كان ذلك الحيوان كلباً، حتى يصبح ذلك الإحسان في بعض الأحيان سبباً لحسن العاقبة والمغفرة الإلهية.

والشواهد على ذلك كثيرة من جملتها ما جاء في المجلد الرابع عشر من كتاب "بحار الأنوار" نقلاً عن كتاب "حياة الحيوان" للدميري عن رسول الله (ص) انه قال: إمرأة كانت تسير في الصحراء وكانت شديدة العطش إلى ان وصلت إلى بئر وكان في قعره ماء، فنزلت إلى قعره وشربت الماء حتى ارتوت، ثم لما خرجت منه وجدت كلباً يلتهم الرمال الرطبة لشدة عطشه، فقالت في نفسها هذا الكلب المسكين عطشان مثلي، ورق قلبها له فادت إلى الماء بمشقة حتى وصلته فملأت حذاءها بالماء وأمسكت به بأسنانها وصعدت من البئر وروت الكلب. فتقبل الله منها هذا العمل وغفر لها.

قالوا يا رسول الله: وهل من أجر لنا في إحساننا للحيوانات؟

قال: نعم في كل كبد حرّى برطبة أجر.

ونقل في نفس الكتاب أنّ رسول الله (ص) قال: ليلة المعراج دخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه من الماء.

إذا كان الأحسان للحيوان عند الضرورة موجباً للعفو والمغفرة وحسن العاقبة فكيف بالإحسان وإغاثة الإنسان وخاصة المؤمن.

يمكنك مراجعة كتاب "الكلمة الطيبة" للشيخ النوري فقد نقل فيه روايات وقصص في هذا المجال.
Read more

كل نصيحة ببعير

كل نصيحة ببعير

يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً حتى وصل بعد جهدٍ كبير ومشقةٍ عظيمة إلى منطقة شرقيّ الأردن ، وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن أعطيك ما يرضيك ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .

وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .

ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة .

وسار الرجل ما شاء الله له أن يسير ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة .

فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟

فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح .

فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟!

فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير .

فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟

فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل(1) لا تأمَن للسيل " .

ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات . وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .

فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق(2) وأسنان فُرْق(3) لا تأمن له " .

وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال والله لأغامرنّ حتى النهاية حتى لو ضاع تعبي كلّه في دقائق معدودة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .

فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " .

ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه ، وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر ، وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم من العربان قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم طلع نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ(4) ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .

وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والعربان ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه ، وأنعق(5) لها فتبعته وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .

وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .

وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق(6) ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح ، وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا : والله من زمان يا رجل ، لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير ، وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن إذا فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب .

__________________________________________
(1) - سُهَيل : نجمٌ يطلع في أواخر القيظ .
(2) - هو الذي في عينيه بريق يدلّ على الخيانة والغدر .
(3) - هو الذي بين ثنيتيه الأماميتين فراغ ظاهر .
(4) - الجاعد : هو جلد الخروف يجفف وينظف بالملح حتى يصبح طرياً ، ويعمل من فرائه بطانة للمعاطف ، ويُلبس أحياناً في الصحراء كما هو ، ويستعمل كفِراشٍ صغير يجلس عليه .
(5) - أنْعَقَ : سار أمام الماشية ودعاها فتبعته .
(6) - الرّواق : الساتر الغربي من الخيمة .
Read more

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

موعظة كالرصاصة في القلب

الموعظه الحسنة - موعظة كالرصاصة في القلب

المخلص لولاية أهل بيت الرسول (ص) ((الميرزا أبو القاسم العطار)) نقل عن العالم الكبير ((الشيخ عبد النبي النوري)) الذي كان من تلامذة الحكيم الإلهي ((الملا هادي السبزواري)) قوله: في أحد الأيام من سنة الأخيرة من عمر ((الملا السبزواري)) أتى شخص إلى مجلسه وأخبر انه وجد شخصاً في المقبرة نصف جسده في القبر والنصف الآخر خارج القبر وهو ينظر إلى السماء دائماً ومهما ازعجه الأطفال لا يهتم لهم.

فقال ((الملا)) أريد ان التقيه بنفسي، وعندما رآه تعجب كثيراً واقترب منه، فلم يعتن ذاك به، فقال له الملا: من أنت وماذا تفعل، فإني لا أراك مجنوناً، وتصرفك هذا غير عقلائي.

فأجابه ذلك الشخص قائلاً: اني شخص جاهل لا أعلم شيئاً، استيقنت من شيئين وصدقتهما:

الأول: استيقنت من أن خالقي وخالق هذا العالم ذو شأن عظيم ولا يجوز التقصير في معرفته والعبودية له.

الثاني: استيقنت من اني سوف لن أبقى في هذا العالم وسأذهب إلى عالم آخر، ولا أدري ما هو حالي في ذلك العالم. فيا حضرة الملا ها قد أصبحت بائساً ومضطرباً لما علمت حتى اعتبرني الناس مجنوناً، وانت تعتبر نفسك عالم المسلمين وعندك كل هذا العلم فلماذا لا تتألم ولا تخاف ولا تفكر؟ هذه الموعظة كانت بمثابة رصاصة استقرت في قلب الملا فعاد بعد أن صدم واضطرب وقضى ما بقي من عمره في التفكير الدائم في سفر إلى الآخرة وتحصيل زاد هذا الطريق اخطر وبقي على ذلك حتى غادر الدنيا.

***

أي شخص وفي أية منزلة كان فهو بحاجة لسماع الموعظة والنصيحة، فإنه إن كان عالماً بما يسمع فتكون تلك الموعظة تذكيراً له لأن الإنسان ينسى وبحاجة إلى مذكر ومنبّه دائم، وإن كان السامع جاهلاً بما يسمع فإن الموعظة والعبرة تمثل له طلب علم وكسب معرفة.

ومن هنا جعل القرآن الكريم طلب الخير للآخرين واسداء النصيحة لهم واجباً على كل مسلم وقال ﴿وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾[1]، وإذا كان اسداء النصح للآخرين واجباً وقد أمر الله به فإن استماع النصائح وقبولها واجب كذلك، حيث أن الأمر بالوعظ للاستماع والتقبل والعمل به لذلك نجد أن القرآن الكريم في مواضع كثرة قال ﴿فهل من مدّكر﴾ أي انه هل من يستمع النصايح والمواعظ الإلهية ويقبلها فيجريها.

واعلم أنَّ للموعظة أثراً حتمياً على المتلقي وإن كان أثرها في بعض الأحيان مؤقتاً ومحدوداً، ويجب نبذ التعالي عن الحضور في مجالس الوعظ والإرشاد والاستماع إلى الموعظة والنصيحة من أي شخص كانت وفي أية منزلة كانت.

نقل عن مسلمة انه قال: ذهبت إلى دار عمر بن عبد العزيز مصبحاً وصلّيت الصبح فيه وحيداً، وبعد الفراغ منها أتت أمة صغيرة ومعها قبضة من التمر، حملت قدراً منه وقالت: يا مسلمة لو أكل رجل هذه التمرات وشرب بعدها الماء فهل يكفيه ذلك؟

قلت: لا أدري.

فأخذت قسماً آخر منه وقالت وهذا؟

قلت: نعم هذا يكفيه، وحتى أقل منه، ولو أكل هذا وبقي حتى الليل لا خوف عليه ان لم يأكل أي طعام غيره.

قالت: إذن فلم يذهب الإنسان بنفسه إلى النار؟

أي انه إذا كانت قوت يومه فلم يحر في طلب مال الدنيا ولا يمتنع عن المحرمات الإلهية ويلقي بنفسه في جهنم؟

قال مسلمة: لم تؤثّر فيَّ موعظة كهذه أبداً.

المقصود هو أن الإنسان لا يعلم أي الكلام والنصح سيؤثر فيه، فمسلمة كان قد سمع المواعظ الكثيرة لكن هذه أخذت منه أكثر من غيرها.

وهناك قصة أُخرىٰ مشهورة ونقلها بعض المفسّرين، وهي أنّ ((فضيل بن العياض)) قضى مدة من عمره في الطغيان والعصيان، وفي احدىٰ الليالي كان يتبع قافلة ليسطو عليها، وبينما هو كذلك اذ يترامى إلى مسامعه صوت قارىء القرآن وهو يقول ﴿ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله﴾[2] فأخذت الآية في قلبه مأخذاً وأحيته وايقظته فقال: نعم آن ذلك. وعاد عن طريقه وتاب توبة كاملة وادىٰ الحقوق التي عليه وأرضى كل من كان له عليه حق إلى أن أصبح من الصالحين.

وكذلك نقل أنّ شخصاً من الاثرياء مرّ عليه واعظ وهو يقول عجبت من ضعيف يعصي قوياً.

فأثرت فيه هذه الموعظة وأقلع من ارتكاب المعاصي وتوجه نحو الخير حتى أصبح من صلحاء قومه. ولعله سمع المواعظ والحكم الكثيرة لكن الله سبحانه جعل نجاته بشكل نهائي ويقظته في هذه الكلمة.

وقيل لعبدالله بن مبارك إلى متى تمضي في طلب العلم والحديث؟ قال: لا أدري لعلي لم أسمع حتى الآن الكلام الذي فيه صلاح أمري.

ولذلك كان العالم الرباني الشيخ جعفر الشوشتري يدعو وهو على المنبر ويقول: اللهم اجعل مجلسنا هذا مجلس موعظة، ويقول: مجلس الموعظة هو المجلس الذي إذا حضره أو سمعه أحد من أهل المعصية ندم وترك الذنوب، وإذا حضره أحد من أهل الطاعة ازداد شوقه لطاعة الله وازداد سعيه نحو الاخلاص.

وبشكل عام فعلى العالم وغير العالم الحضور في مجالس الوعظ بهدف الانتصاح والاتعاظ والانتباه والعمل بما سمع، فيحضر الجاهل ليتعلم ويحضر العالم ليتذكر. والأخبار الواردة في فضيلة مجلس الموعظة كثيرة ويكفي لمعرفة أهمية الموعظة أن نعلم انها غذاء للروح وحياة للقلب كما قال أمير المؤمنين (ع) لولده الحسن (ع) ((أحيي قلبك بالموعظة)). وهي رادةّ للنفس والشيطان ومنجية من الشر ودافعة للوساوس والاضطرابات وموجدة للأمن وراحة البال ﴿ءالا بذكر الله تطمئن القلوب﴾[3]. وكم من شخص دفعه ضغط الوسواس والتخيلات الشيطانية الى الانتحار، ثم استبدلوا ذلك بالطمأنينة وراحة البال اثر سماعهم لموعظة.

ومن لم يتيسر له الحضور في مجالس الوعظ ولقاء من يعظه فعليه الرجوع إلى المواعظ المدونه للاستفادة منها والاتعاظ بها وعلى رأسها القرآن المجيد فيقرأه بدقة وتدبر ويطلع على تفسيره، وليقرأ نهج البلاغة وشرح الخطب البليغة لأمير المؤمنين (ع) التي يشرح ويبين فيها معاني آيات القرآن المجيد، وليقرأ المجلد السابع عشر من كتاب البحار لما فيه من مواعظ الرسول (ص) وأئمة الهدى من أهل بيته (ع)، ثم فليقرأ الكتب الاخلاقية ((كمعراج السعادة)) للنراقي و((عني الحياة)) للمجلسي وسائر الكتب التي امتلأت بمواعظ كبار علماء الدين.


------------------------------
-[1] سورة العصر، الآية: 3
[2]- سورة الحديد، الآية: 16
[3]- سورة الرعد، الأية: 28
Read more