Ads 468x60px

الأحد، 16 يونيو 2013

ترميم قبر المرحوم السيد الميرزا سلطان

ترميم القبر

نقل "الحاج المعتمد"قصة فقال: دعيت في أحد الأيام لحضور مجلس الروضة الحسينية في "تكية داعي الله" وكانت الطرق موحلة بسبب الأمطار والثلوج ففضلت المرور من وسط "مقبرة دار السلام شيراز" وبعد انتهاء المجلس عدت من نفس الطريق.

وفي تلك الليلة شاهدت في منامي المرحوم "السيد الميرزا سلطان" وقال لي: يا معتمد مررت اليوم أمام بيتي ورأيته خرباً ولم تصلحه.

وعندما استيقظت فكّرت في الامر ولم أكن أعرف أين هو قبر ذلك المرحوم أو في أيّة مقبرة دفن، فذهبت إلى الشيخ حسن الذي يتولى أمر المقبرة وسألته عن قبر السيد الميرزا سلطان هل هو في هذه المقبرة؟ قال: نعم هو هنا وصحبني ودلني عليه. وكان حقاً كما قال المرحوم في طريقي الذي مررت منه بالأمس وقد خرب إثر الأمطار والثلوج وانها ر قسم منه، فدفعت مبلغاً من المال للشيخ حسن ليصلح القبر.

***

من هذه القصص والآلاف مثلها نعلم جيداً أن الإنسان لا يفنى بعد الموت، حتى وأن أصبح بدنه تراباً لكن روحه باقية في عالم البرزخ ومطلعة على ما يجري في هذا العالم وقد أكد ذلك القرآن ﴿أحياء عند ربهم يرزقون﴾[1] ﴿ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون﴾[2].

وكذا الروايات ففي المجلد الثالث من كتاب "بحار الأنوار" روي عن رسول الله (ص) انه خاطب قتلى المشركين في وقعة بدروقال لهم (بالمعنى) بئس الجيرة لرسول لله كنتم، أخرجتموه من بيته، واجتمعتم من بعده وحاربتمون فها قد لقيتم ما وعدني الله حقاً أي الهلاك في الدنيا والعذاب بعد الموت.

فقال له عمر بن الخطاب: كيف تخاطب الموتى والهلكى (يريد بذلك انهم لا يسمعون). فقال له (ص): يا ابن الخطاب فوالله لست بأسمع منهم وليس بينهم وبين العذاب على يد الملائكة سوى أن أدبر عنهم.

وروي كذلك أنه وبعد انتهاء حرب الجمل وفوز أمير المؤمنين (ع) عبر بين القتلى إلى أن وصل إلى جثة كعب الذين كان قاضياً للبصرة في عهدي عمر وعثمان، وقد شارك في الحرب مع جميع أولاده وأقاربه ضد أمير المؤمنين (ع) وقتلوا جميعاً، فأمر أمير المؤمنين (ع) فأقعدوه فقال له: (بالمعنى) يا كعب قد وجدت ما وعدني ربِّي حقاً (أي الفتح والظفر) فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً (أي الهلاك في الدنيا والعذاب في الآخرة) ثم أمر فأعيد إلى الأرض، وسار فبلغ جثة طلحة فأجلسوه وقال له مثل ما قال لكعب. فقال له أحد أصحابه: مامعنى كلامك مع جثتين لا تسمعان شيئاً؟ فقال له: والله سمعوا كلامي كما سمع قتلى المشركين ببدر كلام رسول الله (ص).


------------------------------------------
[1] - سورة أل عمران، الآية: 169
[2] - سورة المؤمنون، الآية: 100
Read more

السبت، 15 يونيو 2013

حيوان الحرذون

حيوان الحرذون

يحكى أنَّ امرأة شابة حديثة عهدٍ بالزواج ، كانت لديها خيمة كالمطبخ تخبز فيها وتطهو طعامها، وكانت كلما دخلت هذه الخيمة ترى حرذوناً يقف على عمودٍ في زاوية من زوايا الخيمة وهو ينظر إليها باستمرار .

فأوجست المرأة خيفةً من هذا الحرذون ، وأصبحت تخشى من دخول الخيمة ، وشَكَتْ إلى زوجها من هذا الأمر ، وأخبرته بقصة ذلك الحرذون الذي ينظر إليها وأعربت عن قلقها وخوفها منه .

ولكن زوجها سخر منها ، ومن قلة عقلها وسخافة أقوالها ، وقال لها أتخشين من حرذون ؟!، وماذا يمكن أن يفعله بك حرذون مسكين كهذا ؟ . ولكنها لم ترضَ بدخول الخيمة إلا إذا رافقها زوجها حتى يشاهد بنفسه على الأقل هذا الحرذون الذي يشكّل مصدر خوف وإزعاج لها .

وانصاع الزوج لأمر زوجته ، ودخل معها الخيمة فأرته الحرذون الذي ينظر إليها ، يقف في زاوية من زوايا البيت ، فقال لها زوجها ساخراً : أتخشين من هذا الحرذون ؟ وقهقه ضاحكاً وقال : إذن خُذْهَا يا حرذون ؟.

وما أعظم دهشة الرجل ، وما أشد خيبته ، عندما وجد أن زوجته قد اختفت بالفعل ، واختفى معها ذلك الحرذون أيضاً .

اختفت زوجته ، ولم يعد يجد لها أثراً وكأن الأرض ابتلعتها ، فجُنَّ جنون الرجل ، وأدرك أن امرأته كانت على حقّ ، وأن مخاوفها كانت في مكانها ، وأن ذلك الحرذون لم يكن حرذوناً حقيقياً بل كان جِنِّياً في شكل حرذون ، ولامَ نفسه لأنه سخر من زوجته ، وفرّط فيها بإهماله وسخريته منها .

وأخذ الرجل يندب حظه ، ويبكي على زوجته ، ويبحث عن طريقة لإرجاعها إلى بيتها ، فأرشده بعض أقاربه وأصدقائه ، ودلّوه على ساحرٍ كبير ، له باع طويلة في حلّ مثل هذا الأمور ، وقالوا إن كثيراً من الناس قد جرَّبوا علاجه ومدحوه وشكروا صنيعه .

توجه الرجل وبعض أشخاص من أهله إلى ذلك الساحر وأخبروه بالقصة وأحضروه معهم ليشاهد مكان الحادث ، فضرب المندل وأمر بإحضار الحرذون الذي خطف المرأة ، وعندما حضر أمره بإرجاعها إلى مكانها وإلا أحرقه ، فرفض الحرذون أن يطلق سراحها مدعياً أنّ زوجها هو الذي قال له أن يأخذها ، فأخبره الساحر بأن زوجها لم يكن يدري بأن ذلك الحرذون هو مارد من الجن ، ولذلك عليه أن يطلق سراحها ، ولكن الحرذون رفض أيضاً هذا الطلب وأصرّ على إبقائها معه .

فأمر الساحر بإحضار ملك الجنّ وقرأ من العزائم التي يعرفها وأطلق البخور في المكان ، فحضر الملك فأمره بإجبار ذلك الحرذون على إطلاق سراح المرأه وإلا أحرقه بعزائمه وعهوداته التي بينهم ، غير أن الحرذون أصرّ على عناده ، ولم ينصع لأمر الملك أيضاً ، فأمر الملك عندها بإعدامه شنقاً ، فرأى الذي يشاهد المندل وقد أعدموا ذلك الجنيّ وعلقوه على شجرة ، فأغلق الساحر حينها كتبه وصفّـق بيديه ، وإذا بالمرأة تظهر أمامهم سليمة معافاة ، وإذا بالحرذون يبدو معلقاً من رقبته ومشنوقاً بخيط على العمود الذي كان يقف عليه في زاوية البيت .

وهكذا عادت المرأة إلى زوجها بعد أن كاد يقطع الأمل في عودتها سالمةً إليه .
Read more

الزوج الذي يفهم لغة الطير

ذيك - الزوج الذي يفهم لغة الطير

يُحكى أنَّ رجلاً كان يفهم لغة الطير ، وكان قد أُخِذَ عليه عهد أن لا يبوح بهذا السرّ لأي مخلوق كان ، وإن باح به فهو يموت في الحال .

وحدث ذات يوم أنْ تشاجر مع زوجته ، وعلا لغطهما ، وارتفع صوت الزوجة وأصبح الرجل يُداري نفسه معها مداراةً اكتفاءً لشرّها وطولة لسانها وشدّة فجورها . وبينما كانا يتشاجران سمع الرجل ديك الدجاج يحكي مع دجاجاته ويقول : ما أضعف صاحبنا وما أقل هيبته ، تغلبه امرأة واحدة فيسكت لها ، وأنا معي أكثر من أربعين زوجة أحكمهن جميعاً ولا تستطيع إحداهن مخالفة أمري أو الخروج عن دائرة حكمي .

وسمع الرجل ما يقوله الديك لدجاجاته وعرف أنه يقول عين الحقيقة فتبسم ضاحكاً مما يسمع ، ورأته زوجته وهو يبتسم ويضحك من دون سبب فظنته يسخر منها ويهزأ بها فقالت : تضحك مني ! ما الذي لا يعجبك من أمري ، هل رأيت عندي أحـداً ، والله لا أقعـد في بيتـك إلا إذا أخبرتني ما الذي أضحكك مني .

وسكت الرجل مغلوباً على أمره ، وحملت المرأة بعضاً من متاعها ولحقت بأهلهـا ، وبعد عدة أيام ذهب زوجها ليراضيها ويطلب من أهلها إعادتها معه إلى بيتها ، ولكنها أصرّت على رأيها وساندها بعضٌ من أهلها على موقفها ، وقالوا لن تعود معك إلا إذا أخبرتنا ما الذي أضحكك من أمرها .

وعاد الرجل خائباً إلى بيته وطالت المدة وعاد الرجل ليراضي زوجته مرة أخرى وليخبرها بأن سبب ضحكته سرّ لا يستطيع البوح به ، وإذا ما باح به فسيموت في الحال ، وأنها ستعيش بعده أرملة ، ولكن الزوجة لم تصدقه وظنّته يلعب بعواطفها حتى تعود معه ، وقالت إن كلامك هذا غير صحيح ، ولا فائدة منه فلا تحاول إقناعي به .

ويئس الرجل من تصرفات زوجته ووافق أن يخبرها عن ذلك السرّ ليموت ويتخلّص بذلك من هذا العذاب الذي يلاقيه من زوجته ، واتفقوا على يوم يخبرها فيه بذلك الخبر .

وعاد الرجل إلى بيته وجلس حزيناً مكتئباً ، ينتظر مصيره المرّ ، والذي سيكون فيه هلاكه ، وبينما كان جالساً سمع الديك يقول لدجاجاته : ما أضعف شخصية صاحبنا وما أقل عقله ، أيريد أن يموت من أجل امرأة ، والله لو كنت مكانه لذهبت إلى شجرة الرمان الفلانية ولقطعت منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزْتُهَـا(1) حتى تصبح كعصا واحدة ولجلدت بها تلك المرأة حتى تتكسر العيدان على جسدها ، فتتوب عن التدخّل فيما لا يعنيها ويسلم الرجل بذلك من موت محقّق ينتظره .

سمع الرجل ما قاله الديك لدجاجاته وكأنما كان عقله في غفلة فاستيقظ في الحـال ، وذهب لتوّه لشجرة الرمان المذكورة وقطع منها سبعة عيدان لينة ومستقيمة وجَرَزَها كأنها عصا واحدة ونظفها وخبأها في غرفته .

وفي اليوم المتفق عليه ذهب الرجل ليعيد زوجته ويخبرها بسرّه وسبب ضحكه منها ، وكانت تبدو عليه علامات القوة والنشاط ، وقال لزوجته بلطف : لا يحسن أن أخبرك هنا وعند أهلك بهذا السرّ الخطير، ولكني سأخبرك به في بيتنا ودون أن يسمعنا أحد ، حتى إذا حدث لي مكروه أكون في بيتي ، وإذا لم أخبرك فيمكنك العودة لأهلـك.

وعادت الزوجة إلى بيتها ، ودخلت مع زوجها في غرفتهما وأغلقا بابها حتى لا يسمعهما أحد ، وعندها تناول الرجل العيدان المذكورة وقال لزوجته تريدين معرفة السرّ ، وتريدين أن أموت من أجلك ، هذا هو السرّ وأهوى بتلك العيدان على جسدها ، وأخذ يجلدها بها وهي تصرخ وتستغيث ولكن ليس هناك من يسمع . .

وظل يضربها حتى تكسرت العيدان السبعة في يده ، فأقسمت له أنها لن تعود لتسأله عن أي شيء وستتوب عن مشاجرته والتحرّش به ، وإنه لن يرى منها في المستقبل إلا ما يسرّه ، فتركها وهي في أسوأ الأحوال وقد شفى منها غليله وهدأت نفسه . وبعد عدة أيام عادت للمرأة عافيتها وأصبحت مطيعة لزوجتها ولم تعد ترفع صوتـها عليـه ، ولم يعد يسمع منها إلا ما يرضيه ، وهكذا عاشا معاً سعيدين بقية عمرهما .

تعليق : هكذا في الحكاية ، ولكن الواقع أن الزوج لا يضرب زوجته بل يعيش معها في محبة ووئام ، ويسود بينهما التفاهم والانسجام ، ويعيشا حياة كريمة مشتركة .

_________________________
(1) - جَرَزَ : جمع في حزمةٍ واحدة .
Read more

الجمعة، 14 يونيو 2013

قضاء عشائري

نهيق حمار -  قضاء عشائري

يُحْكى أن مشكلةً حدثت بين فريقين من الناس , فاجتمعوا في بيت أحد الوجهاء للتفاوض من أجل حلِّها ، وإيجاد صيغة ترضي الطرفين لفضّ النزاع القائم بينهما .

وأثناء النقاش حمي الجدال واشتد بين رجلين منهما , فقال أحدهما منتهِراً للآخـر : اسكت يا حمار !.

ونظر الرجل إلى صاحب البيت وقال له : هل سمعت ما قاله ذلك الرجل ؟

قال : نعم ، سمعت .

فقال له :أنت الآن معقود العمامة(1) ، تشهد بما سمعت ورأيت ، وقال لجماعته قوموا بنا ، فعادوا إلى ديارهم وقد أخذ الغضب منهم كل مأخذ .

وبعث الرجل وجماعته أناساً لأقارب ذلك الرجل وأبلغوهم بأنهم مطرودون لهم طَرْد الرجال للرجال , وفي هذه الحالة يكون أي شخص يخرج من الطرف الآخر معرضاً للاعتداء عليه ، من أي واحد من أقارب الرجل الغاضب ، وتوسّط الوجهاء لحلّ القضية ورفعوها إلى القضاء العشائري ، فحكم قاضيهم بأن يخرج ذلك الرجل ويقف أمام جمع الحضور وينهق مقلداً صوت الحمار ثلاث مرات ، ويكرر ذلك في ثلاثة بيوت من بيوت الوجهاء حتى يتعلم درساً يكون عبرة له ولغيره ، ولا يصِف بعدها رجلاً كريماً وجيهاً بتلك الصفة التي حَقَّرته أمام الناس ، واعترض الرجل على هذا الحكم ، وقال حتى لو فَنِيَ الطرفان فلن أفعل ما طلبوه مني ، فإنّ ذلك من شأنه الإهانة والتحقير ليس أكثر ، ولكن أهله وأقاربه ضغطوا عليه وقالوا له : إذا لم تفعل ذلك فقد يسقط ضحايا بين الفريقين ، والأَوْلَى ومن أجل حقن الدماء ، أن ترضى بالحكم ، فانصاع الرجل للأمر كارهاً , وقد نهقَ بالفعل ثلاث مرات وفي ثلاثة بيوت مختلفة من بيوت وجهاء تلك المنطقة ، وبعدها رضي الطرف الآخر وانفضّ بذلك الخلاف القائم بينهما وانتهت تلك المشكلة التي كادت تتفاقم وتصل إلى عواقب وخيمة .

___________________________
(1) – كانوا يعقدون عمامة الشاهد عند حدوث مثل هذه الحالات ليشهد بما سمع ورأى .
Read more

بناء المسجد

بناء المسجد

"الحاج محمد حسن خان البهبهاني" إبن المرحوم "الحاج غلام علي البهبهاني" الذي شرع ببناء مسجد "سردءك" قال: قبل إتمام بناء المسجد مرض والدي مرضه الذي مات فيه، وأوصى أن نصرف حوالة بومباي "مبلغ 12000 روبية" في اتمام بناء المسجد، ولما مات توقف العمل في المسجد لعدة أيام، وفي احدى الليالي رأيته في منامي فقال لي: لم توقفت عن البناء؟ فقلت: إحتراماً لك ولانشغالي في مجالس الفاتحة. فقال لي: إذا كنت تريد أن تفعل لي شيئاً ما فعليك أن لا تتوقف عن بناء المسجد.

ولما استيقظت هممت بإتمام بناء المسجد وسحب الحوالة التي حدّدها والدي لتصرف في بنائه لكني بحثت عنها فلم أجدها في أي مكان احتملت كونها فيه.

وبعد فترة عدت فشاهدت والدي في المنام يتعرضون علي ويقول: لم لا تنشغل ببناء المسجد؟ قلت: أضعت الحوالة التي طلبت مني صرفها على المسجد. فقال: إنها في الغرفة سقطت خلف الخزانة.

وعندما استيقظت أشعلت المصباح فوجدتها في نفس المكان الذي ذكره لي الوالد في المنام، فأخذتها وسحبت المبلغ وأتممت به بناء المسجد.
Read more

الخميس، 13 يونيو 2013

تارك الحج مات يهودياً

تارك الحج مات يهودياً

نقل الحاج ((عبد العلي مشكسار)) انه ذهب صباح ذات يوم إلى مسجد ((آقا أحمد)) وصلى خلف العالم الرباني ((السيد عبد الباقي)) وبعد الصلاة اعتلى السيد المنبر وقال: أريد أن أنقل لكم اليوم ما رأيته بنفسي للاتعاظ منه وقال:

كان لي صديق من المؤمنين مرض فذهبت لعيادته فوجدته ينازع سكرات الموت، فجلست إلى جانبه وقرأت سورة يس والصافات، في هذه الأثناء خرج أهله من الغرفة وتركوني وحدي معه، ثم لقنته كلمة التوحيد والولاية لكنه لم ينطقهما رغم إصراري عليه وقدرته على الكلام وكامل شعوره. ثم فجأة التفت إليّ بغيظ وحنق وقال: يهودي، يهودي، يهودي.

فضربت على رأسي ولم أستطع البقاء فخرجت من الغرفة ودخل أهله، ولما وصلت إلى باب المنزل سمعت الصراخ والنياح قد علا من الغرفة فعلمت أنه مات.

وبعد التحقق من أمره علمت ان سيّء الحظ كان مستطيع الحج لعدة سنين لكنه لم يعتنِ بهذا الأمر الإلهي المهم إلى ان مات يهودياً.
Read more

الساحر عصفور وزوجته جرادة

عصفور ياكل جرادة

يُحكى أنه كان هناك شيخٌ يُدعى عصفور ، وكانت له زوجة تُدعى جرادة ، وكانا يعيشان حياة فقرٍ وعوز ، وفي أحد الأيام أشارت عليه زوجته أن يبحث له عن عمل ، ولما لم يجد ما يعمل به ، أشارت عليه أن يعمل نفسه ساحراً ويجلس على الرصيف ويحكي ما شاء له من الكلام ، علّه يأتي ببعض النقود في نهاية اليوم ليشتروا بها ما يقتاتون به .

وافق عصفور على رأي زوجته وذهب في اليوم التالي إلى المدينة وجلس على الرصيف وبسط أمامه منديلاً ووضع عليه الرمل وأخذ يخُطُّ عليه بأصابعه وكأنه يتقن أسرار هذه الصنعة ، فتهافت الناس عليه كلّ يسأله عن حلٍّ لمشكلته ، وهو يلقي الكلام على عواهنه بعفوية وبساطة وكيفما اتفق ، ولكنه كان كثيراً ما يصيب ، وكان يعود في نهاية اليوم وقد جمع كثيراً من النقود حتى تحسّنت حالته ، ودام على ذلك فترة من الزمن اكتسب خلالها شهرة واسعة ، واكتسب كذلك جرأة على العمل في هذا المجال ، وحدث في أحد الأيام أن سطت عصابةٌ من اللصوص على خزينة الملك وسرقوا منها صندوقين من المال ، فدعا الملك وزراءه وتشاوروا في الأمر وقرروا البحث عن ساحر يضرب الرمل ويكشف عن مكان الصناديق المسروقة ويكشف عن السارقين أيضاً، ولما كان عصفور قد اكتسب شهرة واسعة فقد وصلت شهرته إلى مسامع الملك وحاشيته ، فأمر بإحضاره وطلب منه الكشف عن مكان الصندوقين واللصوص .

أُسقط في يد عصفور ولم يدر ما يعمل وطلب مهلة من الملك ليدبر أموره ويضرب الرمل ويستشير أعوانه ، فأعطاه الملك مهلة أربعين يوماً ، ولما كان عصفور لا يعرف الحساب ولا العَدّ ، فأخذ زوجته إلى السوق واشترى أربعين حبةً من الرمان ليأكل كل ليلة رمانةً منها فيعرف ما تبقّى من أيام المهلة . وسمع اللصوص الخبر وكانوا أربعين لصاً وزعيمهم ، فخشوا من افتضاح أمرهم وأيقنوا أن عصفور كاشف عنهم لا محالة .

وفي الليلة الأولى طلب زعيم اللصوص أن يذهب أحدهم إلى بيت عصفور ويتجسّس الأخبار ويحاول أن يسمع ما يقوله عصفور ، وقبل أن ينام عصفور طلب من زوجته أن تحضر رمانة ليأكلوها لانقضاء أول ليلة من أيام المهلة ، وعندما أحضرتها قال عصفور هذا أول واحد من الأربعين وهو يقصد أول يوم من الأربعين يوماً ، ولما سمع اللص ذلك سقط قلبه في جوفه ، وظن أن عصفور قد شعر به وعلم بوجوده ، فهرب وعاد إلى زعيمه وأخبره بما سمع من عصفور وكيف شعر به وعلم بوجوده دون أن يراه ، وفي الليلة التالية بعثوا لصاً آخر ليتجسّس أخبار عصفور ، وعندما أحضرت زوجة عصفور الرمانة قال هذا ثاني واحد من الأربعين وحدث مع الثاني كما حدث مع الأول ، ودام الحال على ذلك عدة ليال حتى ضج اللصوص من الخوف واقشعرت أبدانهم ولما لم يرضَ أحدٌ منهم بالذهاب إلى بيت عصفور قرّر الزعيم الذهاب بنفسه وسماع ما يقوله عصفور ، وفي المساء عندما أحضرت زوجة عصفور له الرمانة أمسك بها وكانت كبيرة وأكبر واحدة في الرمانات ، فقال عصفور هذا أكبر واحد في الأربعين وهو يقصد حبّة الرمان ، أما الزعيم فظن أنه يقصده لأنه أكبر واحد في العصابة وهو زعيمهم فخاف وعاد إلى أصحابه وقرر إعادة الصندوقين وتسليم أنفسهم ، وهكذا فعلوا ، فسلمهم عصفور في اليوم التالي إلى الملك وطلب منه أن يخفّف عقوبتهم .

وطار صيت عصفور بعد ذلك وانتشر خبره وعمّت شهرته كلّ أرجاء المملكة وأصبح ساحر القصر بلا منازع ، وفي يوم سألته الملكة وكانت حاملاً وعلى وشك الوضع : هل تعرف أين ألد يا عصفور فكّر عصفور مليّاً ولما لم يعرف الجواب قال : لا فوق ولا تحت ، وصعدت الملكة الدرج إلى حجرتها فسابقها الطَّلْق ووضعت قبل أن تصل إلى غرفتها ، فقالت صدق عصفور فقد تنبأ لي بذلك وكافأته وأحسنت إليه . أما الوزير فكان يشك في صدق عصفور ويقول للملك إنه كاذب ، وفي يوم سنحت له الفرصة أن يمتحن عصفور ويوقع به ، وذلك أن جرادة طارت من مكانها ومرّت أمام شرفة القصر وعلى مرأى من الملك ووزرائه فانقض عليها عصفور وابتلعها وكانت كبيرة فوقفت في حلقه ولم يستطع ابتلاعها فوقع ومات ، فكّر الوزير بمكيدة يوقع بها عصفور فقال للملك إن كان ساحرك ماهراً فدعه يخبرنا كيف مات هذا العصفور فأمر الملك بإحضاره وسأله الوزير عن سبب ميتة العصفور . عرف عصفور بالمكيدة لأنه كان يعرف كراهية الوزير له ، وجعل يندب حظّه ويلوم زوجته التي أشارت عليه وأوقعته في هذا المأزق وقال وهو يجهش بالبكاء :« لولا جرادة ما وقع عصفور » وهو يقصد لولا جرادة زوجته لما وقع هو في هذا المأزق ، وظن الملك والوزير أنه يقصد لولا الجرادة التي وقفت في حلق العصفور لما وقع ومات ، ففرح الملك لفشل مكيدة وزيره وأمر بمكافأة عصفور على ذلك ففرح عصفور بخلاصه بعد أن كان لا يصدق بالنجاة .
Read more