Ads 468x60px

الاثنين، 1 يوليو 2013

تشرف الشيخ حسين آل رحيم بلقاء الامام المهدي (عج)

لقاء الامام المهدي في مسجد الكوفة

حدث الشيخ العالم الفاضل الشيخ باقر النجفي نجل العالم العابد الشيخ هادي الكاظمي المعروف بآل طالب قال:

كان في النجف الأشرف رجل مؤمن يسمى الشيخ حسين رحيم من الأسرة المعروفة بآل رحيم وحدثنا أيضاً العالم والعابد الكامل مصباح الأتقياء الشيخ طه عن آل العالم الجليل والزاهد العابد دون بديل الشيخ حسين النجف إمام الجماعة الآن في مسجد الهندية بالنجف الأشرف والحائز على قبول الخاصة والعامة في التقوى والصلاح والفضل بأن الشيخ حسين رحيم المشار إليه كان في سلك أهل العلم ذا نية صادقة وقد ابتلي بمرض السعال فإذا سعل خرج من صدره مع الأخلاط دم وكان مع ذلك في غاية الفقر والاحتياج لا يملك قوت يومه وكان يخرج في أغلب وقته إلى البادية إلى الأعراب الذين في أطراف النجف الأشرف ليحصل على القوت ولو على شعير.

وكان مع ذلك قد تعلق قلبه بامرأة من أهل النجف وكان يطلبها من أهلها وما أجابوه إلى ذلك لقلة ذات يده وكان في هم وغم شديدين من جهة ابتلائه بذلك، فلما اشتد به الحال ويأس من تزوج البنت عزم على ما هو معروف عند أهل النجف من أنه إذا أصيب امرؤ بأمر فواظب على الرواح إلى مسجد الكوفة أربعين ليلة أربعاء فلا بد أن يرى صاحب الأمر عجل الله فرجه من حيث لا يعلم ويقضي له مراده.

قال المرحوم الشيخ باقر قال الشيخ حسين فواظبت على ذلك أربعين ليلة فلما كانت الليلة الأخيرة وكانت ليلة شتاء مظلمة وقد هبت ريح عاصفة فيها قليل من المطر وأنا جالس في الدكة التي هي داخل باب المسجد وكانت الدكة الشرقية المقابلة للباب الأول وتكون على الطرف الأيسر عند دخول المسجد ولا أتمكن من دخول المسجد من جهة سعال الدم ولا يمكن قذفه في المسجد وليس معي شيء أتقي به البرد وقد ضاق صدري واشتد همي وغمي وضاقت الدنيا في عيني وأنا أفكر أن الليالي قد انقضت وهذه آخرها وما رأيت أحداً ولا ظهر لي شيء وقد تعبت هذا التعب العظيم وتحملت الخوف والمشاق أربعين ليلة أجيء فيها من النجف إلى مسجد الكوفة ويكون لي الأياس من ذلك!

فبينما أنا أفكر في ذلك وليس في المسجد أحد أبداً وقد أوقدت ناراً لأسخن عليها قهوة جئت بها من النجف لا أتمكن من تركها لتعودي عليها وكانت قليلة جداً إذا بشخص من جهة الباب الأول متوجه إلي فلما نظرته من بعيد تكدرت وقلت في نفسي هذا أعرابي من أطراف المسجد قد جاء ليشرب من القهوة وأبقى بلا قهوة في هذا الليل المظلم ويزيد على همي وغمي.

فبينما أنا أفكر في ذلك إذا به قد وصل إلي وسلم علي باسمي وجلس في مقابلي فتعجبت من معرفته باسمي وظنته من الذين أخرج إليهم في بعض الأوقات من أطراف النجف الأشرف فصرت أسأله من أي العرب يكون قال من بعض العرب فصرت أذكر له الطوائف التي في أطراف النجف فيقول لا، لا وكلما ذكرت له طائفة قال لا لست منها فأغضبني فقلت له: أجل أنت من طر يطره، مستهزئاً وهو لفظ بلا معنى فتبسم من قولي وقال لا عليك من أينما كنت ما الذي جاء بك إلى هنا؟ فقلت وأنت ما عليك من السؤال عن هذه الأمور؟ فقال ما ضرك لو أخبرتني؟ فتعجبت من حسن أخلاقه وعذوبة منطقة فمال قلبي إليه وصار كلما تكلم ازداد حبي له فعملت له السبيل من التتن وأعطيته فقال أنت اشرب فأنا ما أشرب وصببت له في الفنجان قهوة وأعطيته فأخذه وشرب قليلاً منه ثم ناولني الباقي وقال أنت اشربه فأخذته وشربته ولم ألتفت إلى عدم شربه تمام الفنجان ولكن يزداد فأناً فقلت له يا أخي قد أرسلك الله إلي في هذه الليلة تؤنسني أفلا تروح معي لنجلس عند قبر مسلم (ع) ونتحدث؟ فقال أروح معك فحدث حديثك فقلت أحكي لك الواقع أنا في غاية الفقر والحاجة مد عرفت نفسي ومعي سعال أتنخع الدم وأقذفه من صدري منذ سنين ولا أعرف علاجه وما عندي زوجة وقد علق قلبي بامرأة من أهل محلتنا في النجف الأشرف ومن جهة قلة ما في اليد ما تيسر لي أخذها وقد غرني هؤلاء الملائية وقالوا لي اقصد في حوائجك صاحب الزمان وبت أربعين ليلة أربعاء في مسجد الكوفة فإنك تراه ويقضي لك حاجتك وهذه آخر ليلة من الأربعين وما رأيت فيها شيئاُ وقد تحملت هذه المشاق في تلك الليالي فهذا الذي جاء بي وهذه حوائجي.

فقال لي وأنا غافل غير ملتفت أما صدرك فقد برئ وأما المرأة فتأخذها عن قريب وأما فقرك فيبقى على حاله حتى تموت.

فقلت وأنا غير ملتفت إلى هذا البيان أبداً ألا نروح إلى حضرة مسلم؟ قال قم فقمت وتوجه أمامي فلما وردنا أرض المسجد قال ألا تصلي صلاة تحية المسجد؟ فقلت: بلا فوقف قريباً من الشاخص الموضوع في المسجد وأنا خلفه بفاصله ثم كبرت للصلاة وشرعت بقراءة الفاتحة ما سمعت أحداً يقرأ مثلها أبداً فمن حسن قراءته قلت في نفسي لعله هو صاحب الزمان وذكرت كلمات له تدل على ذلك ثم نظرت إليه بعدما خطر في قلبي ذلك وهو في الصلاة فإذا به قد أحاطه نور عظيم منعني من تشخيص شخصه الشريف وهو مع ذلك يصلي وأنا أسمع قراءته فارتعدت فرائصي ولم أستطع قطع الصلاة خوفاً منه فأكملتها على أي وجه كان وقد علا النور عن وجه الأرض فصرت أبكي وأعتذر من سوء أدبي معه عند باب المسجد وقلت له أنت صادق الوعد وقد وعدتني الرواح معي على قبر مسلم (ع)

وبينما أنا أكلم النور إذا بالنور قد توجه نحو قبر مسلم فتبعته فدخل النور الحضرة وصار في جو القبة وبقي على ذلك وأنا لم أزل أبكي حتى إذا طلع الفجر عرج النور فلما كان الصباح التفت إلى قوله (ع) أما صدرك فقد برئ وإذا أنا صحيح الصدر وليس بي سعال أبداً وما مضى أسبوع إلا وسهل الله علي أخذ البنت من حيث لا أحتسب وبقي فقري على ما كان كما قال (ع) والحمد لله.
Read more

الأحد، 30 يونيو 2013

في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

البر بالوالد - في تأكيده الامام المهدي (ع) على خدمة الأب المسن

ذكر العالم العامل والفاضل الكامل قدوة الصلحاء السيد محمد الموسوي الرضوي النجفي المعروف بالهندي وكان من العلماء المتقين يؤم الجماعة في حرم أمير المؤمنين (ع) عن العالم الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي الكاظمي المجاور بالنجف الأشرف عن رجل صادق اللهجة كان حلاقاً وله أب كبير مسن وهو لا يقصر في خدمته حتى أنه يحمل له الإبريق إلى الخلاء ويقف ينتظره حتى يخرج فيأخذه منه ولا يفارق خدمته إلا ليلة الأربعاء فإنه يمض إلى مسجد السهلة ثم ترك الرواح إلى المسجد فسألته عن سبب ذلك فقال:

خرجت أربعين أربعاء فلما كانت الأخيرة لم يتيسر لي أن أخرج إلى أن قرب المغرب فمشيت وحدي صار الليل وبقيت أمشي حتى بقي ثلث الطريق وكانت الليلة مقمرة فرأيت أعرابياً على فرس قد قصدني فقلت في نفسي هذا سيسلبني ثيابي فلما انتهى إلي كلمني بلسان البدو من العرب وسألني عن مقصدي فقلت مسجد السهلة فقال معك شئ من المأكول؟ فقلت: لا فقال أدخل يدك في جيبك فقلت ليس فيه شئ فكرر على القول بزجر حتى أدخلت يدي في جيبي فوجدت فيه زبيباً كنت اشتريته لطفل عندي ونسيته فبقي في جيبي.

ثم قال لي الأعرابي: (أوصيك بالعود) ثلاث مرات والعود في لسانهم اسم للأب المسن ثم غاب عن بصري فعلمت أنه المهدي (ع) وأنه لا يرضى بمفارقتي لأبي حتى في ليلة الأربعاء فلم أعد.
Read more

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

لقاء العلامة بحر العلوم به في السرداب المطهر

حدثني السيد السند والعالم المعتمد المحقق الخبير والمطلع البصير السيد علي سبط بحر العلوم أعلى الله مقامه وكان عالماً مبرزاً له (البرهان القاطع في شرح النافع) في عدة مجلدات عن الصفي المتقي والثقة الزكي السيد المرتضى صهر السيد علي بن أخته وكان مصاحباً به في السفر والحضر مواظباً على خدماته في السر والعلانية قال:

كنت معه في (سر من رأى) في بعض أسفار زياراته وكان السيد ينام في حجرة وحده وكانت لي حجرة بجنب حجرته وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته والناس مجتمعون حوله فرأيته كأنه يكره الاجتماع ويحب الخلوة ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج.

فخرجت إلى حجرتي متفكراً في حالته في تلك الليلة فامتنع عني الرقاد فصبرت زماناً ثم خرجت متخفياً لأتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقاً

فنظرت من شق الباب وإذا بالسراج على حاله وليس فيها أحد فدخلت الحجرة فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة.

فخرجت حافياً متخفياً أطلب خبره وأقفوا أثره فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد له أثراًَ فدخلت صحن السرداب فرأيته مفتح الأبواب فنزلت الدرج متأنياً بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب كأن أحداً يتكلم مع آخر ولم أميز الكلمات إلى أن بقي من الدرجات ثلاث أو أربع وكأن دبيبي النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء فإذا بالسيد قد نادى من مكانه هناك يا سيد مرتضى ما تصنع؟ ولم خرجت من المنزل؟

فبقيت متحيراً ساكناً كالخشب المسنده وعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفي حالك على من عرفك من غير طريق الحواس؟ فأجبته متعذراً نادماً ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفاً تجاه القبلة ليس لغيره هناك أثر، فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر (صلوات الله عليه).
Read more

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

لقاء العلامة بحر العلوم بالامام (ع) في مكة

ذكر العالم الجليل الملا زين العابدين السلماسي عن ناظر أمور العلامة بحر العلوم أيام مجاورته بمكة أنذاك قال:

كان رحمه الله- مع كونه في بلد الغربه منقطعا عن الأهل والأخوة- قوي القلب في البذل والعطاءً غير مكترث بكثرة المصارف فاتفق في بعض الأيام أننا لم نجد إلى درهم سبيلاً فعرفته الحال وكثرة المؤونة وانعدام المال فلم يقل شيئاً وكان دأبه أن يطوف بالبيت بعد الصبح ويأتي إلى الدار فيجلس في القبة المختصة به فنأتي إليه بالغليان فيشربه ثم يخرج إلى قبة أخرى يجتمع فيها تلامذته من كل المذاهب فيدرس كلاً على مذهبه.

فلما رجع من الطواف في اليوم الذي شكوت إليه في أمسه نفاد النفقة وأحضرت الغليان على العادة إذا بالباب يدقه أحدهم فاضطرب أشد الاضطراب وقال لي خذ الغليان وأخرجه من هذا المكان وقام مسرعاً ففتح الباب ودخل شخص في هيئة الأعراب وجلس في تلك القبة وقعد السيد عند بابها في غاية الذلة والمسكنة والأدب وأشار إلي أن لا أقرب إليه الغليان.

فقعدا ساعة يتحدثان ثم قام فقام السيد مسرعاً وفتح الباب وأركبه على جمله الذي أناخه عنده ومضى لشأنه.

ورجع السيد مغير اللون وناولني براءة وقال: هذه حوالة على رجل صراف قاعد في جبل الصفا فاذهب إليه وخذ منه ما أحيل عليه فأخذتها وأتيت بها إلى الرجل الموصوف فلما نظر إليها قبلها وقال علي بالحماميل (أي الحمالين) فذهبت وأتيت بأربعة حماميل فجاء بالدراهم من الصنف الذي يقال له: (ريال فرانسة) ويساوي الواحد منها خمسة قرانات عجمية ويزيد فحملوها على أكتافهم وأتينا بها إلى الدار.

ولما كان في بعض الأيام ذهبت إلى الصراف لأسأله عن حاله وممن كانت تلك الحوالة فلم أر صرافاً ولا دكاناً فسألت بعض من حضر في ذلك المكان عن الصراف فقالوا ما عهدنا في هذا المكان صرافاً أبداً وإنما يقعد فيه فلان فعرفت أنه من أسرار الملك المنان وألطاف ولي الرحمن.
Read more

الصبر على الضيم

 الصبر على الضيم

كانت لإحدى النساء ابنةٌ فتيّةٌ وجميلة ، تنافس على الزواج منها رجلان وكلٌّ منهما طلبها من أمها لنفسه ، وهو يرغب في زواجها ويريدها زوجة له مهما كان الثمن ، فقالت المرأة : لا أزوج ابنتي إلا للذي يستطيع أن يجلس على مجرى الدخان ويصمد فترة أكثر من رفيقه الآخر , فوافق الاثنان على هذا الطلب ، واتفقوا على يومٍ معيّن يجلسان فيه على مجرى الدخان ، وعندما جاء ذلك اليوم توجّه الرجلان إلى بيت المرأة ، فأشعلت ناراً من القشّ وزبل المواشي وخرج منها دخانٌ كثيف , وجلس الرجلان على مجرى الدخان ، فأصبح الأول يميل برأسه يمنة ويسرة فترة قصيرة ، ثم لم يستطع التحمّل ، فنهض من عندها وقال لها : لا أريد ابنتك , ولا أريد أن أرى وجهك بعد اليوم ، ثم تركها وسار في حال سبيله .

وجلس الرجل الثاني على مجرى الدخان فسالت دموعه ولكنه صبر , وسال مخاطه ولكنه كان يتحمّل حتى أصبحت عيناه كالجمر ، وأخيراً قالت له المرأة : كفاك يا رجل .. كفاك يا رجل .

فقام الرجل وعاد إلى بيته وعيناه كالجمر ودموعه تسيل بغزارة على خدّيه ، ولكنه كان يُمَنِّي نفسه بالزواج من تلك الفتاة الجميلة .

وفي اليوم التالي بعثت إليهما وقالت للذي تحمّل الدخان وصبر عليه أنا لا أزوج ابنتي للذي يصبر على الضيم ( أي على الذل والمهانة ) فعُد إلى بيتك فهي ليست من نصيبك ولن أزوجها لك .

وقالت للأول أما أنت فلأنك لم تصبر على الضيم ، ولم تصبر على تحمّل الأذى فقد زوجتك ابنتي ، لأنها لن تضام عندك وهي من نصيبك إن شاء الله ، وهكذا تزوّج الرجل الذي لم يصبر على الضيم أما الرجل الثاني فعاد يجر أذيال الهزيمة .
Read more

السبت، 29 يونيو 2013

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

استغاثة رجل سني بالقائم (ع) وإغاثته له

حدثني العالم الجليل والحبر النبيل مجمع الفضائل والفواضل الصفي الوفي المولى علي الرشتي طاب ثراه وكان عالما براً تقياً زاهداً حاوياً لأنواع العلم بصيراً ناقداً من تلامذة خاتم المحققين الشيخ المرتضى أعلى الله مقامه والسيد السند الأستاذ الأعظم دام ظله ولما طالت شكوى أهل بلاد (لار) ونواحيها إليه من عدم وجود عالم عامل كامل نافذ الحكم فيهم أرسله إليهم وعاش فيهم سعيداً ومات هناك حميداً (رحمه الله) وقد صاحبته مدة سفراً وحفراً ولم أجد في خلقه وفضله نظيراً إلا يسراً.

قال: رجعت مرة من زيارة أبي عبدالله (ع) عازماً للنجف الأشرف من طريق الفرات فلما ركبنا في بعض السفن الصغار التي كانت بين كربلاء وطويريج رأيت أن ركابها من أهل الحلة ومن طويرج تفترق طريق الحلة والنجف واشتغل الجماعة باللهو واللعب والمزاح ورأيت واحداً منهم لا يدخل في عملهم عليه آثار السكينة والوقار فلا يمازح ولا يضحك وكانوا يعيبون على مذهبه ويقدحون فيه ومع ذلك كان شريكاً في أكلهم وشربهم فتعجبت منه إلى أن وصلنا إلى محل كان الماء فيه قليلاً فأخرجنا صاحب السفينة فكنا نمشي على شاطئ النهر.

فاتفق اجتماعي مع هذا الرجل في الطريق فسألته عن سبب مجانبته عن أصحابه وذمهم إياه وقدحهم فيه فقال هؤلاء من أقاربي من أهل السنة وأبي منهم وأمي من أهل الإيمان وكنت أيضاً منهم ولكن الله من علي بالتشيع ببركة الحجة صاحب الزمان (ع) فسألته عن كيفية إيمانه فقال:

اسمي ياقوت وأنا أبيع الدهن عند جسر الحلة فخرجت في بعض السنين لجلب الدهن من أهل البراري خارج الحلة فبعدت عنها بمراحل إلى أن قضيت وطري من شراء ما كنت أريده منه وحملته على حماري ورجعت مع جماعة من أهل الحلة ونزلنا في بعض المنازل ونمنا وانتبهت فما رأيت أحداً منهم وقد ذهبوا جمعياً وكان طريقنا في برية قفر ذات سباع كثيرة ليس في أطرافها معمورة إلا بعد فراسخ كثيرة فقمت وجعلت الحمل على الحمار ومشيت خلفه فضل عني الطريق وبقيت خائفاً من السباع والعطش فأخذت استغيث بالخلفاء والمشايخ واسألهم الإعانة وجعلتهم شفعاء عند الله تعالى وتضرعت كثيراً فلم يظهر منهم شيء فقلت في نفسي إني سمعت من أمي أنها كانت تقول إن لنا إماماً حياً يكن أبا الصالح يرشد الضال ويغيث الملهوف ويعين الضعيف فعاهدت الله تعالى عن استغثت به فأغاثني أن أدخل في دين أمي.

فناديته واستغثت به فإذا برجل من جانبي وهو يمشي معي وعليه عمامة خضراء وكانت خضرتها مثل خضرة هذه النبات وأشار إلى نبات على حافة النهر ثم دلني على الطريق وأمرني بالدخول في دين أمي. وذكر كلمات نسيته وقال ستصل عن قريب إلى قرية أهلها جمعياً من الشيعة فقلت: يا سيدي أنت لا تجيء معي إلى هذه القرية؟ فقال لا لأنه استغاث بي ألف نفس في أطراف البلاد أريد أن أغيثهم ثم غاب عني فما مشيت إلا قليلا حتى وصلت إلى القرية وكانت على مسافة بعيدة ووصل الجماعة إليها بعدي بيوم.

فلما دخلت الحلة ذهبت إلى سيد الفقهاء السيد مهدي القزويني طاب ثراه وذكرت له القصة فعلمني معالم ديني فسألته عملاً أتوصل به إلى لقائه (ع) مرة أخرى فقال: زر أبا عبدالله (ع) أربعين ليلة جمعة.

قال: فكنت أزوره من الحلة في ليالي الجمع إلى أن بقي واحدة فذهبت من الحلة يوم الخميس فلما وصلت إلى باب البلد إذا جماعة من أعوان الظالمين يطالبون الواردين بالتذكرة وما كان عندي تذكرة ولا قيمتها متحيراً والناس متزاحمون على الباب فأردت مراراً أن أتخفى وأجوز عنهم فيما تيسر لي وإذ بصاحبي صاحب الأمر (ع) في زي لباس طلبة الأعاجم عليه عمامة بيضاء في داخل البلد فلما رأيته استغثت به فخرج وأخذني معه وأدخلني من الباب وما رآني أحد فلما دخلت البلد افتقدته من بين الناس فبقيت متحسراً على فراقه عليه السلام.
Read more

تشرف الشيخ قاسم بلقاء الامام المهدي (ع)

تشرف الشيخ قاسم بلقائه (ع)

قال الفاضل المتبحر السيد علي خان الحويزي حدثني رجل من ذوي الإيمان من أهل بلادنا يقال له الشيخ قاسم وكان كثير السفر إلى الحج قال:

تعبت يوماً من المشي فنمت تحت شجرة فطال نومي ومضى عنى الحاج كثيراً فلما انتبهت علمت من الوقت أن نومي قد طال وأن الحاج بعد عني وصرت لا أدري إلى أين أتوجه فمشيت على جهة وأنا أصيح بأعلى صوتي يا أبا صالح قاصداً بذلك صاحب الأمر (ع) كما ذكره ابن طاووس في كتاب (الأمان) فيما يقال عند إضلال الطريق.

فبينا أنا أصيح كذلك إذا براكب على ناقلة وهو على زي البدو فلما رآني قال لي أنت منقطع عن الحاج؟ فقلت: نعم فقال اركب خلفي لألحقك بهم فركبت خلفه فلم يكن إلا ساعة وإذا قد أدركنا الحاج فلما قربنا أنزلني وقال لي امض لشأنك فقلت له العطش قد أضر بي فأخرج من شداده ركوه فيها ماء وسقاني منه فوالله إنه ألذ وأعذب ماء شربته.

ثم أني مشيت حتى دخلت الحاج والتفت إليه فلم أره ولا رأيته في الحاج قبل ذلك ولا بعده حتى رجعنا.
Read more