Ads 468x60px

الجمعة، 5 يوليو 2013

الإصابة بالعين

 الإصابة بالعين

مدخل : الإصابة بالعين من الأشياء المعروفة عند عامة الناس , وهي من الأمور التي يخشونها ويحتاطون لها بوسائل مختلقه كخرزة العين , والحرز عن الإصابة بالعين , وقراءة سور من القرآن الكريم كالمعوذتين وبعض الآيات الأخرى .

ومن الاحتياطات أيضاً إبعاد الصبي إن كان جميلاً عن الأعين أو عن (العين اللي ما تصلّي على النبي ) .

ويقال عن الذي يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة أنّ « عينه فارغـة » , والحكايات كثيرة حول هذا الموضوع :

ويقال إن الذي بين ثنيّتيـه الأماميتين فراغ ظاهر أنه يصيب بالعيـن , أو كلّ مَنْ ( أسنانه فُرْق) كما يقولون فهو يصيب بالعين إن كان رجلاً أو امرأة .

والتي لم تنجب الأطفال تصيب بالعين أيضاً لأنها محرومة من الأطفـال ، والمحروم يشتهي ما حُرم منه لذلك فهو يصيب بالعين .

والأمثلة كثيرة حول هذا الموضوع نكتفي منها بهاتين القصتين القصيرتين .

يحكى أن أحد الأشخاص كان يصيب بالعين , وكان يعرف ذلك من نفسه وقد كبر وأسنَّ وكُفَّ بصره .

وذات يوم قال له بعض الناس ممن في قلوبهم مرض , إن فلاناً من الناس عنده جمل سمين وكبير , وليس في جمالنا ما يشبهه لا في كبر الجسم والسنام ، ولا في جمال الشكل والمنظر .

وقالوا للرجل الكفيف : لو كنت بصيراً لطلبنا منك أن تصيبه بالعين حتى نرتاح منه وكان ذلك لشدة حسدهم وغيرتهم .

فقال لهم الرجل الكفيف : لا عليكم ، اعملوا لي كومة من التراب تشبه سنام الجمل .

وعملوا له ما أراد ، فقام يتحسّسها وجعل يمرّ بيده عليها عدة مرّات وهو ويتخيّل ذلك الجمل ويقصده بكلامه ويقول : ما أسمـن هذا الجمـل وما أكبر سنامـه ، وما أكثر شحمه ولحمه ! ماذا يطعمه صاحبه حتى أصبح بهذا الحجم !

فيقال إن الجمل وقع عند صاحبه ومات على الفور .

وفي هذا من الإيـذاء ما فيـه مما لا يقـوم به إلا الذين في قلوبهـم مـرض ، والذين أعمى الحقد بصيرتهم ، فجعلهم يحسدون الناس على نِعم الله تعالى .

وهناك حكاية أخرى تقول :

يحكى أن أحد الأشخاص ممن كانوا يصيبون بالعين كان غنياً ولديه مواشٍ كثيرة من شاءٍ وغنم ، وذات يوم أخرجها الراعي في الصباح الباكر لترعى على سفح الجبل ، وعندما أشرقت الشمس ، وظهر نورها ، نظر ذلك الرجل فرأى الأغنام تغطي سفح الجبل لكثرتها ، فتأفّف وقال مندهشاً : لمن هذه الأغنام التي تغطي عين الشمس ؟ ما أكثر عددها !

فيقال إن حَجَراً كبيراً تدحرج من أعلى الجبل وقضى على الكثير من هذه الأغنام ، ولما علم الرجل أنها أغنامه بدأ يلوم نفسه ويبكي حظه ولكن هيهات ، فقد سبق السيف العذل ، وماتت أكثر الماشية .
Read more

الخميس، 4 يوليو 2013

رفيق الطريق

رفيق الطريق

كان الناس إذا أراد أحدهم أن يذهب إلى السوق , فكان يسري مع ساعات الفجر الأولى , فيصل مع إطلالة الصباح ويكون السوق قد بدأ في ذلك الوقت وكانت الأسواق تقام يومي الاثنين والخميس , وبعضها كان يقام يوم الجمعة .

وذات يوم سرى أحد الأشخاص راكباً بهيمته ومتوجهاً نحو السوق وكان الوقت ليلاً , ومن يذهب وحده يحسّ بوحدة الطريق ووحشته , وببعد المسافة , فتمنى ذلك الرجل أن يجد رفيقاً يقطع معه عناء السفر حتى يصل إلى السوق .

وبعد أن سار بعض الوقت , رأى رجلاً أمامه يركب بهيمةً وقد تقدمه في الطريق , فساق الرجل بهيمته لتسرع به علّه يلحق بذلك الرجل ويتسلّى معه بالحديث فلا يشعر بمشقة السفر وعنائه .

وكان الرجل الأمامي يسير على مهل ، فما هي إلا برهة قصيرة حتى اقترب منه ذلك الرجل وبادره بالتحية قائلاً له : صَبَّحَكَ الله بالخيـر , فرد عليه الرجل قائلاً :

لا صبَّحك الله بالخير , أيها الوغد ، من أين تعرفني ، وماذا تريد مني في هذا الصباح الباكر .

وغضب الرجل ولام نفسه على اللحاق به ، وشتمه ورد له الصاع صاعين ، ولم يسكت الرجل الآخر بل أخذ يكيل له من المسبة والشتائم الشيء الكثير ، وصار الرجل يردّ أحياناً ويسكت أحياناً أخرى , وظلا يتشاجران على هذا الشكل حتى اقتربا من السوق , وعندها التفت الرجل فجأة فلم يرَ أحداً أمامه ، واختفى ذلك الرجل تماماً ولم يعد يظهر له أثر ، فعرف أن ذلك الرجل لم يكن رجلاً بل هو شيطان تلك المنطقة ، الذي يخرج على كثير من الناس في الليالي المظلمة ، وتعجب من نفسه كيف لم يعرفه أو حتى يفطن على باله ، وضحك من ذلك الصباح الذي نَكَّدَه عليه ذلك الشيطان , ولكنه فطن إلى أنه قطع الطريق دون أن يشعر بأي تعب أو عناء ، لأنه كان مشغولاً بمشاجرة ذلك الرجل الغريب الأطوار .
Read more

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

المهدي (ع) ينقذه من الهلاك

نقل السيد محمد الحسيني انه قال: حدثنا رجل صالح من أصحابنا قال خرجت سنة من السنين حاجاً إلى بيت الله الحرام وكانت سنة شديدة الحر كثيرة السموم فانقطعت عن القافلة وضللت الطريق فغلب علي العطش حتى سقطت وأشرفت على الموت فسمعت صهيلاً ففتحت عيني فإذا بشاب حسن الوجه حسن الرائحة راكب على دابة شهباء فسقاني ماء أبرد من الثلج وأحلى من العسل ونجاني من الهلاك قلت: يا سيدي من أنت؟ قال أنا حجة الله على عباده، وبقية الله في أرضه أنا الذي أملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً أنا ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي أبي طالب (عليهم السلام) ثم قال: اخفض عينيك فخفضتهما ثم قال: افتحهما ففتحتهما فرأيت نفسي في قدام القافلة ثم غاب عن نظري (صلوات الله عليه).
Read more

الأربعاء، 3 يوليو 2013

قصة الجزيرة الخضراء

قصة الجزيرة الخضراء

روى الشريف الزاهد أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن العلوي الحسيني في آخر كتاب (التعازي).

عن الأجل العالم الحافظ حجة الإسلام سعدي بن أحمد بن الرضي عن الشيخ الجل المقرئ خطير الدين حمزة بن المسيب بن الحارث أنه حكى في داري بالظفرية بمدينة السلام في ثامن عشر شهر شعبان سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: حدثني شيخي العالم ابن أبي القاسم عثمان بن عبد الباقي بن أحمد الدمشقي في سابع عشر جمادى الآخر من سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة قال: حدثني الأجل العالم الحجة كمال الدين أحمد بن محمد بن يحي الأنباري بدراه بمدينة السلام ليلة الخميس عاشر رمضان سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.

قال: كنا عند الوزير عون الدين يحي بن هبيرة في رمضان بالسنة المقدم ذكرها ونحن على طبقة وعنده جماعة فلما أفطر من كان حاضراً وتقوض أكثر من حضر حاضراً أردنا الانصراف فأمرنا بالتمسي عنده فكان في مجلسه في تلك الليلة شخص لا أعرفه ولم أكن رأيته من قبل ورأيت الوزير يكثر إكرامه ويقرب مجلسه ويصغي إليه ويسمع قوله دون الحاضرين.

فتجارينا الحديث والمذاكرة حتى أمسينا وأردنا الانصراف فعرفنا بعض أصحاب الوزير أن الغيث ينزل وأن يمنع من ينوي الخروج فأشار الوزير أن نمسي عنده فأخذنا نتحادث فأفضى الحديث حتى تحادثنا في الأديان والمذاهب ورجعنا إلى دين الإسلام وتفرق المذاهب فيه فقال الوزير أقل طائفة مذهب الشيعة وما يمكن أن يكون أكثر منهم في خطتنا هذه وهم الأقل من أهلها وأخذ يذم أحوالهم ويحمد الله على قتلهم في أقاصي الأرض.

فالتفت الشخص الذي كان الوزير مقبلاً عليه مصغياً إليه فقال له أدام الله أيامك أحدث بما عندي فيما قد تفاوضتم فيه أو أعرض عنه؟ فصمت الوزير ثم قال قل ما عندك فقال خرجت مع والدي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة من مدينتنا وهي المعروفة بالباهية ولها الرستاق الذي يعرفه التجار وعدة ضياعها ألف ومائتا ضيعة في كل ضيعة من الخلق ما لا يحصي عددهم إلا الله وهم قوم نصارى وجميع الجزائر التي كانت حولهم على دينهم ومذهبهم ومسير بلادهم وجزائر مدة شهرين وبينهم وبين البر مسير عشرين يوماً وكل من في البر من الأعراب وغيرهم نصارى وتتصل بالحبشة والنوبة وكلهم نصارى ويتصل بالبربر وهم على دينهم فإن حد هذا كان بقدر كل من في الأرض ولم نضف إليهم الإفرنج والروم.

وغير خفي عنكم من بالشام والعراق والحجاز من النصارى واتفق أننا سرنا في البحر وأوغلنا وتعدينا الجهات التي كنا نصل إليها ورغبنا في المكاسب ولم نزل على ذلك حتى صرنا إلى جزائر عظيمة كثيرة الأشجار مليحة الجدران فيها المدن المدورة والرساتيق.

وأول مدينة وصلنا إليها وأرسى المراكب بها وقد سألنا النوخذه (أي ربان السفينة) أي شيء هذه الجزيرة؟ قال والله أن هذه الجزيرة لم أصل إليها ولا أعرفها وأنا وأنتم في معرفتها سواء.

فلما أرسينا بها وصعد التجار إلى مشرعة تلك المدينة وسألنا ما اسمها؟ فقيل هي المباركة فسألنا عن سلطانهم وما اسمه؟ فقالوا: اسمه الطاهر فقلنا وأين سرير مملكته؟ فقيل: بالزاهرة فقلنا وأين الزاهرة؟ فقالوا بينكم وبينها مسيرة عشر ليالي في البحر وخمسة وعشرين ليلة في البر وهم قوم مسلمون.

فقلنا من يقبض زكاة ما في المركب لنشرع في البيع والابتياع؟ فقالوا: تحضرون عند نائب السلطان فقلنا وأين أعوانه؟ فقالوا: لا أعوان له بل هو في داره وكل من عليه حق يحضر عنده فيسلمه إليه.

فتعجبنا من ذلك وقلنا ألا تدلونا عليه؟ فقالوا بلى وجاء معنا من أدخلنا داره فرأينا رجلاً صالحاً عليه عباءة وتحته عباءة وهو مفترشها وبين يديه دواة يكتب فيها من كتاب ينظر إليه فسلمنا عليه فرد علينا السلام وحيانا وقال من أين أقبلتم؟ فقلنا من أرض كذا وكذا؟ فقال كلكم مسلمون؟ فقلنا لا فينا المسلم واليهودي والنصراني فقال يزن اليهودي جزيته والنصراني جزيته ويناظر المسلم عن مذهبه.

فوزن والدي عن خمس نفر نصارى عنه وعن ثلاثة كانوا معنا ثم وزن تسعة نفر كانوا يهوداً وقال للباقين: هاتوا مذاهبكم فشرعوا معه في مذاهبهم.

فقال: لستم مسلمين وإنما أنتم خوارج وأموالكم تحل للمسلم المؤمن وليس بمسلم من لم يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر وبالوصي والأوصياء من ذريته حتى مولانا صاحب الزمان (صلوات الله عليهم) فضاقت بهم الأرض ولم يبق إلا أخذ أموالهم.

ثم قال لنا يا أهل الكتاب لا معارضة لكم فيما معكم حيث أخذت الجزية منكم فلما عرف أولئك أن أموالهم معرضة للنهب سألوه أن يحملهم إلى سلطانهم فأجاب سؤالهم وتلا: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾.

فقلنا للنوخذه والربان وهو الدليل: هؤلاء قوم قد عاشرناهم وصاروا رفقة وما يحسن لنا أن نتخلف عنهم أينما يكونوا نكون معهم حتى نعلم ما يستقر حالهم عليه؟ فقال الربان والله ما أعلم هذا البحر أين المسير فيه فاستأجرنا رباناً ورجالاً وقلعنا القلع (أي الشراع) وسرنا ثلاثة عشر يوماً بلياليها حتى كان قبل طلوع الفجر فكبر الربان فقال هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرانها إنها قد بانت فسرنا حتى تضاحى النهار.

فقدمنا إلى المدينة لم تر العيون أحسن منها ولا أخف على القلب ولا أرق من نسيمها ولا أطيب من هوائها ولا أعذب من مائها وهي راكبة البحر على جبل من صخر أبيض كأنه لون الفضة وعليها سور إلى ما يلي البحر والبحر يحوط الذي يليها منها والأنهار منحرفة في وسطها يشرب منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمامات وفواضل النهار ترمى في البحر ومدى الأنهار فرسخ ونصف وفي تحت ذلك الجبل بساتين المدينة وأشجارها ومزارعها عند العيون وأثمار تلك الأشجار لا يرى أطيب منها ولا أعذب ويرعى الذئب والنعجة عياناً ولو قصد قاصد لتخلية دابة في زرع غيره لما رعته ولا قطعت قطعة حمله ولقد شاهدت السباع والهوام رابضة في غيض تلك المدينة وبنو آدم يمرون عليها فلا تؤذيهم.

فلما قدمنا المدينة وأرمى المركب فيها وما كان صحبنا من الشوابي والذوابيح من المباركة بشريعة الزاهرة صعدنا فرأينا مدينة عظيمة عيناء كثيرة الخلق وسيعة الربقة وفيها الأسواق الكثيرة والمعاش العظيم ويرد إليها الخلق من البر والبحر وأهلها على أحسن قاعدة لا يكون على وجه الأرض من الأمم والأديان مثلهم وأمانتهم حتى أن المتعيش بسوق يرده إليه من يبتاع منه حاجة أما بالوزن أو بالذراع فيبايعه عليها ثم يقول يا هذا زن لنفسك واذرع لنفسك فهذه صورة مبايعاتهم ولا يسمع بينهم لغو المقال ولا السفه ولا النميمة ولا يسب بعضهم بعضاً وإذا نادى المؤذن الآذان لا يتخلف منهم متخلف ذكراً كان أو أنثى إلا ويسعى إلى الصلاة حتى إذا قضيت الصلاة للوقت المفروض رجع كل منهم إلى بيته حتى يكون وقت الصلاة الأخرى فيكون الحال كما كانت.

فلما وصلنا المدينة وأرسينا بمشرعتها أمرونا بالحضور عند السلطان فحضرنا داره ودخلنا إليه إلى بستان صور- (أي النخل المجتمع الصغار لا واحد له)- في وسطه قبة من قصب والسلطان في تلك القبة وعنده جماعة وفي باب القبة ساقية تجري.

فوافينا القبة وقد أقام المؤذن الصلاة فلم يكن أسرع من أن امتلأ البستان بالناس وأقيمت الصلاة فصلى بهم جماعة فلا والله لم تنظر عيني أخضع من الله ولا ألين جانباً لرعيته فصلى من صلى مأموماً.

فلما قضيت الصلاة التفت إلينا وقال هؤلاء القادمون؟ قلنا: نعم وكانت تحية الناس له أو مخاطبتهم له: (ابن صاحب الأمر) فقال على خير مقدم.

ثم قال: أنتم تجار أو ضيوف؟ فقلنا تجار فقال من منكم المسلم ومن منكم أهل الكتاب؟ فعرفناه فقال إن الإسلام تفرق شعباً فمن أي قبيل أنتم؟ وكان معنا شخص يعرف بالمقري ابن دربهان بن أحمد الأهوازي؟ يزعم أنه على مذهب الشافعي فقال له أنا رجل شافعي قال فمن على مذهبك من الجماعة؟ قال كلنا إلا هذا حسان بن غيث فإنه رجل مالكي.

فقال: أنت تقول بالإجماع؟ قال نعم قال إذن تعمل بالقياس ثم قال بالله يا شافعي تتلو ما نزلت يوم المباهلة؟ قل نعم قال ما هو؟ قال قوله تعالى: ﴿ َقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾

فقال: بالله عليك من أبناء الرسول ومن نساؤه ومن نفسه يا ابن دربهان؟ فأمسك فقال يالله هل بلغك أن غير الرسول والوصي والبتول والسبطين دخل تحت الكساء؟ قال لا فقال والله لم ننزل هذه الآية إلا فيهم ولا خص بها سواهم.

ثم قال: بالله عليك يا شافعي ما تقول فيمن طهره الله بالدليل القاطع هل ينجسه المختلفون؟ قال لا وقال بالله عليك هل تلوت

﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرا﴾ قال نعم قال بالله عليك من يعنى بذلك؟ فأمسك فقال والله ما عنى بها إلا أهلها.

ثم بسط لسانه وتحدث بحديث أمضى من السهام وأقطع من الحسام فقطع الشافعي ووافقه فقام عند ذلك فقال: عفواً يا ابن صاحب الأمر انسب إلى نسبك فقال أنا طاه بن محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي الذي أنزل الله فيه: ﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ﴾.

وهو والله الإمام المبين ونحن الذين أنزل الله في حقنا: ﴿ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾.

يا شافعي نحن أهل البيت نحن ذرية الرسول ونحن أولوا الأمر , فخر الشافعي مغشياً عليه لما سمع ثم أفاق من غشيته وآمن به وقال: الحمد لله الذي منحني بالإسلام ونقلني من التقليد إلى اليقين.

ثم أمر لنا بإقامة الضيافة فبقينا على ذلك ثمانية أيام ولم يبق في المدينة إلا من جاء إلينا وحادثنا فلما انقضت الأيام الثمانية سأله أهل المدينة أن يقوموا لنا بالضيافة ففتح لهم في ذلك فكثرت علينا الأطعمة والفواكه وعملت لنا الولائم ولبثنا في تلك المدينة سنة كاملة.

فعلمنا وتحققنا أن تلك المدينة مسيرة شهرين كاملة براً وبحراً بعدها مدينة اسمها الرائقة سلطانها القاسم صاحب الأمر (ع) مسيرة ملكها شهرين وهي على تلك القاعدة ولها دخل عظيم وبعدها مدينة اسمها الصافية سلطانها إبراهيم بن صاحب الأمر (ع) بالحكام وبعدها مدينة أخرى اسمها ظلوم سلطانها عبدالرحمن بن صاحب الأمر (ع) مسيرة رستاقها وضياعها شهران وبعدها مدينة أخرى اسمها عناطيس سلطانها هاشم بن صاحب الأمر (ع) وهي أعظم المدن كلها وأكبرها وأعظم دخلاء ومسيرة ملكها أربعة أشهر.

فيكون مسيرة المدن الخمس والمملكة مقدار سنة لا يوجد في أهل تلك الخطط والمدن والضياع والجزائر غير المؤمن الشيعي الموحد القائل بالبراءة والولاية الذي يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر سلاطينهم أولاد إمامهم يحكمون بالعدل وبه يأمرون وليس على وجه الأرض مثلهم ولو جمع أهل الدنيا لكانوا أكثر عدداً منهم على اختلاف الأديان والمذاهب ولقد أقمنا عندهم سنة كاملة نترقب ورود صاحب الأمر إليهم لأنهم زعموا أنها سنة وروده فلم يوفقنا الله تعالى للنظر إليه فأما ابن دربهان وحسان فإنهما أقاما بالزاهرة يرقبان رؤيته وقد كنا لما استكثرنا هذه المدن وأهلها سألنا عنها فقيل إنها عمارة صاحب الأمر (ع) واستخراجه.

فلما سمع عون الدين ذلك نهض ودخل حجرة لطيفة وقد تقضى الليل فأمر بإحضارها واحداً واحداً وقال إياكم إعادة ما سمعتم أو إجراءة على ألفاظكم وشدده وتأكد علينا فخرجنا من عنده ولم يعد أحد منا مما سمعه حرفاً واحداً حتى هلك.

وكنا إذ حضرنا موضعاً واجتمع أحدنا بصاحبة قال أتذكر شهر رمضان فيقول نعم ستراً لحال الشرط.

فهذا ما سمعته ورويته والحمد لله وحده وصلواته على خير خلقه محمد وآله الطاهرين والحمد لله رب العالمين..
Read more

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

قصة مسجد جمكران والإمام المهدي (ع)

نقل الشيخ الفاضل حسن بن محمد بن الحسن القمي المعاصر للصدوق في (تاريخ قم) عن كتاب (مؤنس الحزين في معرفة الحق واليقين) من مصنفات الشيخ أبي جعفر محمد بن بابوية القمي ما لفظه بالعربية.

باب ذكر بناء مسجد جمكران بأمر الإمام المهدي (ع) سبب بناء المسجد المقدس في جمكران بأمر الإمام (ع) على ما أخبر به الشيخ العفيف الصالح حسن بن مثلة الجمكراني قال كنت ليلة الثلاثاء السابع عشر من شهر رمضان المبارك سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة نائماً في بيتي فلما مضى نصف الليل فإذا بجماعة من الناس على باب بيتي فأيقظوني وقالوا: قم وأجب الإمام المهدي صاحب الزمان (ع) فإنه يدعوك.

قال: فقمت وتعبأت وتهيأت فقلت دعوني حتى ألبس قميصي فإذا بنداء من جانب الباب (هو ما كان قميصك) فتركته وأخذت سراويلي فنودي: (ليس ذلك منك فخذ سراويلك) فألقيته وأخذت سراويلي ولبسته فقمت إلى مفتاح الباب أطلبه فنودي: (الباب مفتوح).

فلما جئت إلى الباب رأيت قوماً من الأكابر فسلمت عليهم فردوا ورحبوا بي وذهبوا بي إلى موضع هو المسجد الآن فلما أمعنت النظر رأيت أريكة فرشت عليها فراش حسان وعليها وسائد حسان ورأيت فتى في زي ابن ثلاثين متكأ عليها وبين يديه شيخ وبيده كتاب يقرؤه عليه وحوله أكثر من ستين رجلاً يصلون في تلك البقعة وعلى بعضهم ثياب بيض وعلى بعضهم ثياب خضر.

وكان ذلك الشيخ هو الخضر (ع) فأجلسني ذلك الشيخ (ع) ودعاني الإمام (ع) باسمي وقال اذهب إلى حسن بن مسلم وقل له أنك تعمر هذه الأرض منذ سنين وتزرعها ونحن نخربها زرعت خمس سنين والعام أيضاً أنت على حالك من الزراعة والعمارة ولا رخصة لك في العود إليها وعليك رد ما انتفعت به من غلات هذه الأرض ليبني فيها مسجد وقل لحسن بن مسلم أن هذه الأرض شريفة قد اختارها الله تعالى من غيرها من الأراضي وشرفها وأنت قد أضفتها إلى أرضك وقد جزاك الله بموت ولدين لك شابين فلم تنتبه عن غفلتك فإن لم تفعل ذلك لأصابك من نقمة الله من حيث لا تشعر قال حسن بن مثلة قلت يا سيدي لا بد لي في ذلك من علامة فإن القوم لا يقبلون ما لا علامة ولا حجة عليه، ولا يصدقون قولي: قال أنا سنعلم هناك فاذهب وبلغ رسالتنا واذهب إلى السيد أبي الحسن وقول له يجئ ويحضره ويطالبه بما أخذ من منافع تلك السنين ويعطيه الناس حتى يبنوا المسجد ويتم ما نقص منه من غلة رهق ملكنا بناحية أردهال ويتم المسجد، وقد وقفنا نصف رهق على هذا المسجد ليجلب غلته كل عام ويصرف إلى عمارته.

وقل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزروه ويصلوا هنا أربع ركعات للتحية في كل ركعة يقرأ سورة الحمد مرة وسورة الإخلاص سبع مرات ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات ركعتان للإمام صاحب الزمان (ع) هكذا يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ كرره مائة مرة ثم يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية ويسبح في الركوع والسجود سبع مرات فإذا أتم الصلاة يهلل ويسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام فإذا فرغ من التسبيح يسجد ويصلي على النبي وآله مائة مرة ثم قال (ع) ما هذه حكاية لفظه: فمن صلاها فكأنما صلى في البيت العتيق.

قال حسن بن مثلة قلت في نفسي كأن هذا موضع أنت تزعم إنما هذا المسجد للإمام صاحب الزمان مشيراً إلى ذلك الفتى المتكئ على الوسائد فأشار ذلك الفتى إلى أن أذهب فرجعت فلما سرت بعض الطريق دعاني ثانية وقال إن في قطيع جعفر الكاشاني الراعي معزاً يجب أن تشتريه فإن أعطاك أهل القرية الثمن تشتريه وإلا فتعطي من مالك وتجئ به إلى هذا الموضع وتذبحه الليلة الآتية ثم تنفق يوم الأربعاء الثامن عشر من شهر رمضان المبارك لحم ذلك المعز على المرضى ومن به علة شديدة فإن الله يشفي جمعيهم وذلك المعر أبلق كثير الشعر وعليه سبع علامات سود وبيض: ثلاث على جانب وأربع على جانب سود وبيض كالدراهم.

فذهبت فأرجعوني ثالثة وقال (ع) تقيم بهذا المكان سبعين يوماً أو سبعاً فإن حملت على السبع انطبق على ليلة القدر وهو الثالث والعشرون وإن حملت على السبعين انطبق على الخامس والعشرين من ذي القعدة وكلاهما يوم مبارك.

قال حسن بن مثلة فعدت حتى وصلت إلى داري ولم أزل الليل متفكراً حتى أسفر الصبح فأديت الفريضة وجئت إلى علي بن المنذر فقصصت عليه الحال فجاء معي حتى بلغت المكان الذي ذهبوا بي إليه البارحة فقال والله إن العلامة التي قال لي الإمام واحد منها إن هذه السلاسل والأوتاد ههنا.

فذهبنا إلى السيد الشريف أبي الحسن الرضا فلما وصلنا إلى باب داره رأينا خدامه وغلمانه يقولون أن السيد أبا الحسين الرضا ينتظرك من السحر، أنت من جمكران؟ قلت: نعم فدخلت عليه الساعة وسلمت عليه وخضعت فأحسن في الجواب وأكرمني ومكن لي في مجلسه وسبقني قبل أن أحدثه وقال يا حسن بن مثلة إني كنت نائماً فرأيت شخصاُ يقول لي إن رجلاً من جمكران يقال له حسن بن مثلة يأتيك بالغدو ولتصدقن ما يقول واعتمد على قوله فإن قوله قولنا فلا تردن عليه قوله فانتبهت من رقدتي وكنت انتظرك الآن.

فقص عليه الحسن بن مثلة القصص مشروحاً فأمر بالخيول لتسرج وتخرجوا فركبوا فلما قربوا من القرية رأوا جعفر الراعي وله قطيع على جانب الطريق فدخل حسن بن مثلة بين القطيع وكان ذلك المعز خلف القطيع فأقبل المعز عادياً إلى الحسن بن مثلة فأخذه الحسن ليعطي ثمنه الراعي ويأتي به فأقسم جعفر الراعي أني ما رأيت هذا المعز قط، ولم يكن في قطيعي إلا أني رأيته وكلما أريده أن آخذه لا يمكنني والآن جاء إليكم فأتوا بالمعز كما أمر به السيد إلى ذلك الموضع وذبحوه.

وجاء السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) إلى ذلك الموضع وأحضروا الحسن بن مسلم واستردوا منه الغلات وجاؤوا بغلات رهق وسقفوا المسجد بالجذوع وذهب السيد أبو الحسن الرضا (رضي الله عنه) بالسلاسل والأوتاد وأودعها في بيته فكان يأتي المرضى والإعلاء ويمسون أبدانهم بالسلاسل فيشفيهم الله تعالى عاجلاً ويصحون.

قال أبو الحسن محمد بن حيدر: سمعت بالاستفاضة أن السيد أبا الحسن الرضا في المحلة المدعوة بموسويان من بلدة قم فمرض بعد وفاته ولد له فدخل بيته وفتح الصندوق الذي فيه السلاسل والأوتاد فلم يجدها.
Read more

قصة الرجل البحراني والإمام المهدي "ع"

قصة الرجل البحراني والإمام المهدي "ع"

روى أن جماعة من أهل البحرين عزموا على ضيافة جماعة من المؤمنين بشكل متسلسل في كل مرة عند واحد منهم وساروا في الضيافة حتى وصلت النوبة على أحدهم ولم يكن لديه شيء فركبه في ذلك حزن وغم شديد فخرج من أحزانه إلى الصحراء في بعض الليالي فرأى شخصاً حتى ما إذا وصل إليه قال له اذهب إلى التاجر الفلاني-وسماه- وقل له يقول لك محمد بن الحسن: ادفع لي "الاثنا عشر أشرفيا" التي كنت نذرتها لنا ثم اقبض المال منه واصرفه في ضيافتك.

فذهب الرجل إلى ذلك التاجر وبلغ الرسالة عن ذلك الشخص فقال له التاجر: أقال لك محمد بن الحسن بنفسه فقال البحراني نعم فقال التاجر: وهل عرفته؟ قال الرجل البحراني: لا فقال التاجر: ذاك صاحب الزمان (ع) وكنت نذرت هذا المال له ثم أنه أكرمه هذا البحراني وأعطاه المبلغ وطلب منه الدعاء.
Read more

الاثنين، 1 يوليو 2013

في إجلائه (ع) بني عنيزه عن طريق الزوار

فارس بيده رمح - في إجلائه (ع) بني عنيزه عن طريق الزوار

حدثني مشافهة سيد الفقهاء وسند العلماء العالم الرباني السيد مهدي القزويني ساكن الحلة قال أيده الله.

خرجت اليوم الرابع عشر من شبعان من الحلة أريد زيارة الحسين (ع) ليلة النصف منه فلما وصلت إلى شط الهندية وعبرت إلى الجانب الغربي منه وجدت الزوار الذاهبين من الحلة وأطرافها والواردين من النجف ونواحيه محاصرين جمعياً في بيوت عشيرة بني طرف من عشائر الهندية ولا طريق لهم إلى كربلاء لأن عشيرة بني عنيزة قد نزلت على الطريق وقطعته عن المارة ولا يدع أفرادها أحداً يخرج من كربلاء ولا أحداً يلج إليها إلا انتهبوه.

قال: فنزلت على رجل من العرب وصليت صلاة الظهر والعصر وجلست انتظر ما يكون من أمر الزوار وقد تغيمت السماء وأمطرت مطراً يسيراً.

فبينما نحن جلوس إذ خرج الزوار بأسرهم من البيوتات متوجهين نحو طريق كربلاء فقلت لبعض من معي اخرج وسأل ما الخبر فخرج ورجع إلي وقال لي إن عشيرة بني طرف قد خرجوا بالأسحلة النارية وتعهدوا بإيصال الزوار إلى كربلاء ول آل الأمر إلى القتال مع بني عنيزة.

فلما سمعت ذلك قلت لمن معي هذا الكلام لا أصل له لأن بني لا قدره لهم على مقابلة بني عنيزة وأظن هذه مكيدة منهم لإخراج الزوار عن بيوتهم لأنهم استثقلوا بقاءهم عندهم في ضيافتهم.

فبينما نحن كذلك إذ رجع الزوار إلى البيوت فتبين الحال كما قبل، ولم يدخل الزوار إلى البيوت بل جلسوا في ظلالها والسماء متغيمة فأخذني لهم رقة شديدة وأصابني انكسار عظيم فتوجهت إلى الله بالدعاء والتوسل بالنبي وآله وطلبت إغاثة الزوار مما هم فيه.

فبينما انا على هذه الحال إذ أقبل فارس على فرس كريم لم أر مثله وبيده رمح طويل وهو مشمر عن ذراعية فأقبل يخب به جواده حتى وقف على البيت الذي أنا فيه وكان بيتاً من الشعر مرفوع الجوانب فسلم فرددنا عليه السلام فقال يا مولانا – يسميني باسمي- بعثني من يسلم عليك وهم كنج محمد آغا وصفر آغا وكانا من قواد العساكر العثمانية ويقولان فليأت الزوار فإنا قد طردنا عنيزة عن الطريق ونحن ننتظره مع عسكرنا في عرقوب السليمانية على الجادة فقلت له وأنت معنا إلى عرقوب السليمانية؟ قال نعم فأخرجت الساعة فإذا قد بقي من النهار ساعتان ونصف تقريباً فقلت إلينا بخليلنا فقدمت إلينا فتعلق بي ذلك البدوي الذي نحن عنده وقال يا مولاي لا تخاطر بنفسك وبالزوار وأقم الليلة حتى يتضح الأمر فقلت له لا بد من الركوب لإدراك الزيارة المخصوصة.

فلما رآنا الزوار قد ركبنا تبعوا أثرنا بين راجل وراكب فسرنا والفارس المذكور بين أيدينا كأنه الأسد الخادر ونحن خلفه حتى وصلنا إلى عرقوب السليمانية فصعد عليه وتبعناه في الصعود ثم نزل وارتقينا إلى أعلى العرقوب فنظرنا فلم نر له عيناً ولا أثراً فكأنما صعد في السماء أو نزل في الأرض ولم نر قائداً ولا عسكراً فقلت لمن معي أبقي شك في أنه صاحب الأمر؟ فقالوا: لا والله كنت وهو بين أيدينا أطيل النظر إليه كأني رأيته من قبل لكنني لا أذكر أين رأيته فلما فارقنا تذكرت أنه الشخص الذي زارني بالحلة وأخبرني بواقعة السليمانية.

وأما عشيرة عنيزة فلم نر أثراً لهم في منازلهم ولم نر أحداً نسأله عنهم سوى أننا رأينا غبرة شديدة مرتفعة في كبد البر فوردنا كربلاء تخب بنا خيولنا فوصلنا إلى باب البلد وإذا بعسكر على السور فنادوا: من أين جئتم وكيف وصلتم؟ ثم نظروا إلى سواد الزوار فقالوا: سبحان الله والبرية امتلأت بالزوار فأين صارت عشيرة عنيزة؟ فقلت لهم اجلسوا في البد وخذوا أرزاقكم ولمكة رب يرعاها وهذا القول مضمون كلام عبد المطلب حين صار إلى ملك الحبشة في طلب إبله التي استولى عليها الأحباش فقال له الملك ولم لا تطلب مني رد البيت إليكم؟ فقال: (أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه).

قال: فدخلنا البدل فإنا بكنج محمد آغا جالساً على تخت قريب من الباب فسلمت عليه فقام في وجهي فقلت له يكفيك فخراً أنك ذكرت باللسان فقال ما الخبر؟ فأخبرته بالقصة فقال لي يا مولاي من أين أعلم أنك قادم للزيارة حتى أرسل لك رسولاً؟ وأنا عسكري منذ خمسة عشر يوماً محاصرون في البلد لا نستطيع الخروج خوفاً من عنيزة؟

ثم قال لي فأين صارت عنيزة ؟ قلت لا علم لي سوى أني رأيت غبرة شديدة في كبد البر كأنها غبرة الظعائن ثم أخرجت الساعة وإذا قد بقي من النهار ساعة ونصف فكان مسيرنا كله في ساعة وبين منازل بني طرف وكربلاء فراسخ ثم بتنا تلك الليلة بكربلاء فلما أصبحنا سألنا عن خبر عنيزة فأخبرنا بعض الفلاحين ممن في بساتين كربلاء قال بينما عنيزة جلوس في أنديتهم وبيوتهم إذا بفارس قد طلع عليهم على فرس مطهم وبيده رمح طويل فصرخ فيهم بأعلى صوته يا معشر عنيزة قد جاءكم الموت الزؤام عساكر الدولة العثمانية متوجهة إليكم بخيلها ورجالها وها هم على أثري مقبلون فارحلوا وما أظنكم تنجون منهم فألقى الله فيهم الخوف والذل حتى أن الرجل منهم يترك بعض متاع بيته استعجالاً للرحيل فلم تمض ساعة حتى ارتحلوا بأجمعهم وتوجهوا نحو البر فقلت له صف لي الفارس فوصفه لي فإذا هو صاحبنا بعينه.

والحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد وآله الطاهرين.
Read more