
التفتّ إلى الوراء وإذا بقادم نحوي، ففرحت وشكرت الله على هذا الرفيق، وانتظرت حتّى وصل إليّ، وإذا به رجل أغبر، طويل القامة، غليظ الشفتين، ذو أسنان كبيرة بارزة، مفرطح الأنف، مخيف، نتن الرائحة. ألقى علَيّ السّلام بغير أن ينطق باللام، قائلاً: « سام عليك ».
فوقعتُ في شكّ. كان ظاهر العداء، حسب ما كان يشهد بذلك مظهره النحس، واستخفاف لسانه بنطق اللام. فاكتفيت بالردّ عليه من باب الاحتياط وقلت: وعليك.
فسألته: « أين تقصد ؟ ».
فقال: « أنا معك ».
لكنّي لم...