Ads 468x60px

الاثنين، 10 يونيو 2013

قصة اللغز وحله

قصة اللغز وحله

قلتُ لجاري ذات يوم ، وهو شيخ كبير في السبعينات من عمره : حدثني يا جاري عن قصة تعرفها أو حكاية سمعتَ بها .فقال سأحدثك بفزورة لأرى هل ستعرفها أم لا ؟ فقلتُ له تفضّل ، فقال :

يُحكى أن أحد القناصة كان يطارد صيداً يصيده في الصحراء ، وقادته خطاه حتى وصل إلى بيت مُنفردٍ في الخلاء ، ليس فيه أحد من الناس سوى فتاة صغيرة السنّ ، فحياها قائلاً :

السلام عليك يا صاحبة البيت .

قالت : وعليك السلام .

قال : أين ذهب أبوك يا فتاة ؟

قالت : ذهب يسقي الماءَ بالماء .

قال : وأين ذهبت أمُكِ ؟ .

قالت : ذهبت ترُدُّ الدمعَ بالدمع .

قال : وأين ذهب أخوكِ ؟

قالت : ذهب يَطْرُد الريحَ بالريح .

فهزّ الرجل رأسه وقد فهم كلامها وعرف أين ذهب أهلها ، ثم لوى رأس جواده وسار في حال سبيله .

وهنا توقف الشيخ عن الكلام ، فقلت له : أكمِل القصة ، قال قد انتهت ، قلت له : لم أفهم كلام الفتاة فهلاّ شرحته لي فقال : أما قولها عن أبيها بأنه ذهب يسقي الماءَ بالماء ، فهو قد ذهب يسقي بعض نبتات البطيخ التي زرعها ، ولأن ثمر البطيخ يتكون أكثره من الماء فهو كالماء ، وكأنه بذلك ذهبَ ليسقي الماء بالماء .

أما قولها عن أمها بأنها ذهبت تردّ الدمع بالدمع ، فهي قد ذهبت تبكي أحد المتوفين ، بعد أن كانت قريبات المُتوفّى قد جئنها وبكين لها عندما فقدت عزيزاً عليها ، وكأنها تعيد بذلك دموع تلك النسوة بدموعها الآن .

أما قولها عن أخيها الذي ذهب يطرد الريح بالريح ، فقد ذهب للصيد ومعه كلاب سلوقية وهي تسابق الريح في عَدْوِها وسرعتها ، حيث تطارد غزالاً سريعاً أيضاً ، وكأن الغزال والكلاب السلوقية التي تطارده ريحاً يطارد ريحاً لأنه لا يظهر منها أثناء عدوها في المطاردة إلا الغبار الناتج عن سرعة العدو .

وهكذا فهمت مغزى القصة ومعناها بعـد أن شرحـها لي جاري الشيـخ .
Read more

قضاء صلاة الميت

قضاء صلاة الميت

المرحوم الحاج "السيد محمد حسن ناجي" كان قد أوصى إبنه الأكبر "السيد محمد علي" بجملة وصايا وكان منها إستيجار من يصلي ويصوم عنه مدة طويلة، فأستأجر الوصي "السيد ضياء الدين" إمام جماعة المسجد ليصلي عن والده أربع سنوات ويصوم عنه أربعة أشْهرٍ ودفع له أجوره نقداً.

وقد نقل الوصي انه بعد مدة رأيت والدي في منامي غير مرتاح فقلت له: هل أنت راضٍ عني، فقد عملت بوصيتك وأستأجرت لك "السيد ضياء الدين" ليصلي ويصوم عنك بدل أربعة أعوام. فأجابني بتأثر: ومن يفكر بغير نفسه، فلم يُصلِّ لي "السيد ضياء" أكثر من ستة أيام فقط.

لما استيقظت ذهبت إلى "السيد ضياء الدين" وسألته: كم صليت عن والدي؟ فأجبني ما صليته فقد سجلته. فقلت له: أعلم ان أعمالك منظمة، لكني أريد أن أعلم هل رؤياي صحيحة أم لا. وبعد إصرار كثير أحضر دفتره فتبين انه لم يصلِّ عنه سوى ستة أيام، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، فتعجب "السيد ضياء" وقال: لقد نسيت وكنت أعتقد أني قضيت عنه معظم المدة، وبما أن المرحوم قال ذلك فسأشرع بقضاء صلاته بشكل متواصل من اليوم. وتبين نسيان "السيد ضياء" وصدق إخبار المرحوم.

***

جاء في كتاب غرر الحكم في جملة من الكلمات القصار لأمير المؤمنين (ع) قوله "كن وصي نفسك وافعل في مالك ما تحب ان يفعله غيرك".

المراد من ذلك هو بدل أن توصي غيرك ليصرف من مالك في الخيرات بعدك، ينبغي لك أن تبادر بنفسك لفعله في حياتك. لأن الوصي لن يكون أحرص ولا أشفق عليك من نفسك، هذا إن كان يخاف الله وعلم بوصيتك واستأجر لك من ينوب عنك، أما من استأجره نائباً عنك في الصلاة والصيام والحج وغير ذلك فقد لا يأتي بهذه الأعمال بشكل صحيح، بل وقد ينسى لعدم إهتمامه، وافرض انه أداها بشكل صحيح فهذاك تفاوت كبير بين أن يؤدي الشخص عمله بنفسه وبين أن يؤديه غيره عنه.

روي أن أحد أصحاب رسول الله (ص) اوصى أن ينفق الرسول (ص) عنه مستودع التمر الذي يملك، ولما مات عمل النبي (ص) بوصتيه، وبينما هو يوزع التمر سقطت تمرة على الأرض فأخذها (ص) وقال: لو أنفق هذا الشخص في حياته وبيده هذه التمرة كان خيراً له من أن أنفق عنه مستودع التمر هذا.

وكما قال الشيخ سعدي الشيرازي:

برگ عيشى بگور خويش فرست كس نيارد پس تو پيش فرست

الى آخر الأبيات، ترجمته بالعربية: أرسل الى قبرك ما تعيش به هناك فلن يأتي لك أحد بما تحتاجه هناك. وكل ما أعطاك الله من المال فاصرفه في مأكلك وملبوسك والباقي أنفقه، ولأي شيء تُبقيه لاُناس آخرين، وهيء الزاد لنفسك ولا ترجأ بغيرك فلن يحك جلدك الا ظفرك.
Read more

الأحد، 9 يونيو 2013

طير الحدأة والضيف

شيخ فقير

كان أحد الشيوخ معروفاً بعراقة الأصل وطيب الأرومة والمحتد عزيزاً في قومه ، ولكنه كان فقير الحال معدماً لا يملك مـن متـاع الدنيـا شيئاً ، وكانت له بندقية صيد من بنادق ذلك الزمان مَهَرَ على إصابة الهدف بها حتى أصبح يضرب به المثل في شدة التصويب وفي دقة الإصابة ، وكثيراً ما كان يخرج للصيد فيصطاد بعض الطيور والحيوانات الصغيرة كالأرانب والحَجَل وما شابه ويعود بها إلى بيته فيقتاتون بها هو وعائلته ، وكان في بعض الأحيان يعود خالي الوفاض ولا يجد ما يقتنصه ، فيبيتون على الطوى والجوع في ذلك اليوم .

وخرج ذات يوم للصيد كعادته وسار ساعات طويلة في الصحراء ولكنه لم يجد ما يقتنصه ، فأرهقه التعب والجوع حتى كاد يهلك ، ورأى أثناء سيره بيتاً كبيراً في الصحراء فقصده ليستريح فيه ، ورأى دخاناً متصاعداً من البيت فحدثته نفسه بأنه سيصيب شيئاً من الطعام عند هؤلاء القوم .

وكان البيت لأحد الوجهاء المعروفين ، وقد أعد وليمة أو قِرَى في ذلك اليوم ودعا إليها معارفه من شيوخ ووجهاء تلك المنطقة ، وفرش لهم فراشاً نظيفاً من بُسُطٍ وفرشات صوفية سميكة ووسائد جميلة مطرزة ، وكان البيت يعج بالضيوف والمعازيب ، حيث شربوا القهوة المرة وتناولوا أطراف الحديث ، حتى قارب وقت الغداء .

وعندما وصل الرجل إلى ذلك البيت ألقى التحية وكان مرهقاً رثّ الثياب أشعث الوجه رفيع العود ، وهيئته تـدل على الفقـر والحاجـة ، فظنه صاحب البيت شحاذاً أو قصَّاداً فقال له أجلس هنا يا رجل وأجلسه حيث توضع أحذية الضيوف خارج البيت ، ولم يلتفت إليه أحد أو يكترث لوجوده .

وعندما حان وقت الغداء وقُدمت المناسف وعليها اللحم والثريد ، تناول صاحب البيت قطعة من اللحم ولفَّها في رغيف من الخبز وأعطاها لذلك الأعرابـي ، وكانت اللحمة ساخنة فأخرجها الرجل وأخذ يتأملها ويتأمل ذلك المضيف ، ثم رفعها نحو فمه ليأكل منها ، وكانت حدأة (1) تحوم في الجو فوق ذلك المكان حيث شمت رائحة اللحم والزَّفر ، وكان الجوع يملأ الدنيا بسبب الجدب والمحل في تلك السنـة ، فهبطت بسرعة البرق واختطفت اللحمة من يد الأعرابي وطارت وحلقت بها عالياً في الفضاء . ونظر الأعرابي إلى قطعة اللحم التي اختطفتها الحدأة من يده قبل أن يقضم منها شيئاً وقد غلبه الجوع ونظر إلى الناس الذين أخذوا يضحكون ويسخرون منه ، فتناول بندقيته وصوَّبها بكل هدوء نحو تلك الحدأة التي خطفت اللحمة من يده وأطلق عليها رصاصة واحـدة ، فهوت الحدأة تُفَرْفِرُ حتى وقعت أمامه مقتولـة ووقعـت معها اللحمـة التي خطفتها من يده ، فنظر إليها في سخف ونظر إلى المضيف نظرة ملؤها الاحتقار والازدراء ، ونظر إلى الضيوف والمعازيب الذين سخروا منه ، ثم تناول اللحمة ومسحها من التراب في طرف ثوبه ، وأراد أن يأكلها لأنه كان جائعاً ، وكان الضيوف وصاحب البيت ينظرون إلى ذلك المشهد مدهوشين ، وهنا قام صاحب البيت من مكانه مسرعاً وتوجه نحو الأعرابي وسأله قائلاً : أسألك بالله ألست أنت الشيخ فلان الفلاني ؟

فقال له : أي والله هو أنا .

فضمه صاحب البيت إلى صدره وأمسكه من يده وأخذه وأجلسه في صدر المكان حيث يجلس الشيوخ والوجهاء ، وهو يعتذر إليه لما بدر منه من تقصير في واجبه بسبب جهله به وعدم معرفته له ، وأخذ يحدثهم عنه وعما سمعه عن سمعته الطيـبة ، وأقسم أن يعمل له قِرَىً لوحده ، وعمل له بالفعل ، وانشرحت أسارير الرجل ، وتحدث مع زملائه عن كثير من القصص والمغامرات التي تحدث معه في الصحراء ، وهكذا عاد للرجل اعتباره ، فاستراح عند مضيفه بقية ذلك اليوم ، ثم عاد إلى أهله وعشيرته ليروي لهم أحداث تلك القصة المثيـرة .

------------------------------------
(1) الحدأة : من الطيور الجارحة من فصيلة الصقور. تعيش في المناطق الدافئة من العالم في المناطق الريفية وقرب مصادر المياه.
Read more

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنة

عقوق الوالدين موجب خسران المنزله في الجنىة

الحاج المتقي "الملا علي الكازروني" كان من سكان الكويت وكان من الصالحين وله منامات صحيحة ومكاشفات صادقة، وقد التقيته ورافقته في سفر الحج وقد نقل لي أنه رأى في ليلة ما في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً لا ترى العين أطرافه وفي وسطه قصر جليل وعظيم فوقفت مدهوشاً حيراناً لمن هذا فسألت أحد بوابيه فقال: هذا القصر لحبيب النجار. وكنت أعرفه وصديقاً له، فغبطته على مقامه هذا، وبينما أنا كذلك إذ بصاعقة تقع عليه من السماء وتحرق القصر والبستان بكامله وتبيدهما كأنهما لم يكونا. فأفقت من وحشة وشدة هول ذلك المنظر وعلمت أنه صدر عنه ذنب إستوجب حور منزلته.

وفي الغد ذهبت للقائه وقلت له: ماذا صدر عنك الليلة الماضية؟ قال: لا شيء. فأقسمت عليه وقلت له هناك لغز لا بد أن ينكشف فقال: في الساعة الفلانية من الليلة الماضية تلاسنت مع والدتي إلى ان بلغ بي الأمر أن ضربتها.

فنقلت له رؤياي وقلت له: آذيت والدتك فخسرت مقامك ذاك.

***

المستفاد من الروايات والآيات هو أن بعض الذنوب الكبائر محبط ومذهب للاعمال الصالحة، كما جاء في "عدة الداعي" عن رسول الله (ص) ما مضمونه: كل من قال لا إله إلّا الله غرست له شجرة في الجنة. فقال أحدهم: يا رسول الله إذاً لنا أشجار كثيرة في الجنة. فقال (ص): إحذر من أن ترسل عليها النار فتحرقها.

ومن هذه الذنوب الكبائر "عقوق الوالدين" أي إيذاؤهما. وقد فصّلنا ذلك في كتاب "الكبائر".
Read more

السبت، 8 يونيو 2013

دهس القط بالسيارة وثأر الجان له

دهس القط بالسيارة وثأر الجان له

كان صاحب سيارة أجرة عائداً إلى بيته قبل منتصف الليل ، وعندما اقترب من منعطف غير بعيد عن منزله ، وكان مسرعاً قفز أمامه قطّ أسود وارتطم بالسيارة فمات على الفور .ولم يهتم صاحب السيارة بذلك القط المقتول فهذه الأشياء كثيراً ما تحدث مع السائقين فلا يعيرونها اهتماماً .

ولكن بعد أن وصل الرجل إلى بيته وأراد أن ينام بدأت الحجارة تنهال على البيت من كل جانب ، تحطّم زجاج النوافذ ، وتهشّم ما يقع في وجهها مهما كان نوعه .

وذعر أصحاب البيت وبدأوا بالصراخ والعويل ، فالتمَّ عليهم الجيران ورأوا كيف تنهال عليهم الحجارة من كل ناحية دون أن يروا الذي يلقيها عليهم .

وسارع الجيران بنقل السائق وعائلته إلى بيوتهم علّهم يحمونهم من هذا البلاء المجهول ، ولكن الحجارة استمرت تلاحقهم أينما ذهبوا وحيثما حلّوا ، واستمرت تنهال عليهم وعلى بيتهم حتى اليوم التالي ، ولم يتمكن صاحب السيارة وعائلته من النوم وكذلك جيرانهم الذين نقلوهم إلى منزلهم ، فاستنجدوا بالعديد من الشيوخ والسحارين من القرى المجاورة ، الذين هبّوا لنجدتهم ، وجاءوا لكشف حقيقة الأمر وقاموا بدورهم بفتح المندل ، واستفسروا عن السبب ، فأخبروهم أن ذلك القط كان جنيّاً قد تصوّر في شكل قط ، وقد قتله سائق سيارة الأجرة .

وسمع سكان القرى المجاورة بهذا الحادث فهرع المئات منهم ليروا كيف تتساقط الحجارة على بيت ذلك السائق التعيس الحظ ، دون أن يروا من يلقيها .

واستطاع السحارون في نهاية المطاف إبرام صلح بين الطرفين ، حيث أن السائق لم يتعمد قتل القط ، بل أن القط هو الذي قفز أمامه ، ولم يستطع الوقوف عنه ، وكذلك كيف يمكن للرجل أن يعرف بأن ذلك القط هو من الجنّ وهو في صورة القطط ، فكان ما كان .

واتفق السحارون مع ملك الجانّ أن ينحر أهل السائق عدة ذبائح إكراماً لأهل القتيل ،وأن يضعوا المناسف في غرفة ويتركوها ويغلقوا الباب عليها ، وفعلوا ما طلب منهم ، ووضعوا الطعام في غرفة وأغلقوا الأبواب ، وبعد فترة فتحوا الباب ووجدوا الصحون فارغة من الطعام فعرفوا أن القوم قد أصابوا طعامهم ، وأصبح بينهم عيش وملح وهذا دليل على نية الصلح .

واستطاعوا بذلك إقناعهم بإيقاف ذلك السيل من الحجارة فأوقفوها وعاد السائق وعائلته بعد ذلك إلى منزلهم ، وناموا ليلتهم دون أن يتعرض أحد لهم بأذى .

غير أن الحجارة عادت لتنهال عليهم من جديـد في صبيحـة اليوم التالي ولكنها كانت قليلة وتأتي من جهة واحدة ، فاتصلوا بالسحارين الذين حضروا صلح الأمس وطلبوا منهم فحص الأمر والتأكد منه ، ففتحوا المندل من جديد واستدعوا ملك الجنّ الذي تأكد بعد تقصي الحقائق بأن أحد أقارب القتيل كان غائباً وعندما عاد وسمع بالخبر أراد أن يثأر لقريبه ولم يكن قد سمع بالصلح الذي تمّ بين الطرفين .

فأخبروه أن ما حدث كان خطأً غير مقصود وأن ذلك من قضاء الله وقـدره، فكفَّ عن رمي الحجارة وعاد الهدوء يخيّم على أرجاء المكان من جديد ، لتنتهي بذلك تلك القصة المثيرة التي ما زالت أحداثها تعلق بأذهان الكثيرين .
Read more

عاقبة خير


العبد الصالح الحاج "يحيى المصطفوي" الذي وفقت لرفقته في سفر الحج والزيارة نقل لي فقال: كان أحد الأخيار في أصفهان ويدعى "السيد محمد الصحاف" وكان ذا حب شديد للمرحوم "السيد زين العابدين الأصفهاني"، وبعد عام من وفاة "الاصفهاني" رآى في منامه في بستان واسع وقصر فخم مفروش بالحرير والاستبرق والرياحين والورود الملونة وأنواع المأكولات والمشروبات وسواقي الماء وجميع اللذائذ والمباهج. فبهت لما رآه وعلم انه في عالم البرزخ وتمنى ان يكون في مثل هذا المقام. فقال للسيد "الأصفهاني": أنت في مثل هذا المقام في كمال البهجة والراحة، ونحن في الدنيا نعاني آلاف المصائب والبلايا لولا جعلت لي مكاناً إلى جانبك في هذا المقام.

فقال له السيد: إذا كنت تحب ان تكون معي لا بأس اني أنتظرك في ليلة الجمعة من الأسبوع القادم.

فاستيقظ من نومه واستيقن أنه لم يبق من عمره سوى أُسبوع واحد، فانشغل بإصلاح أعماله ودفع الديون التي عليه ووصى أهله بما يلزم. وقد تعجب من تصرفه هذا أهله وسألوه عما دهاه، فكان يقول لهم: أهمُّ بسفر طويل.

ويوم الخميس يخبر أهله بالأمر ويؤكد لهم أنه آخر يوم من عمره وسأذهب الليلة إلى منزلي، قالوا له: انك في صحة تامة وسلامة. فقال لهم: أنه وعد حتمي. ولم ينم طوال ليلته تلك بل قضاها بالدعاء والإستغفار، وطلب من أهله أن يخلدوا للراحة.

وبعد طلوع الفجر أتوا إلى فراشه فوجدوه نائماً باتجاه القبلة وقد رحل عن الدنيا، رحمة الله عليه.
Read more

الجمعة، 7 يونيو 2013

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

الجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد

نقل السيد الجليل "ذو النور" المعمار المعروف بين أهل الإيمان بتقواه واستقامته فقال: رأيت في أحد الليالي في عالم الرؤيا بستاناً واسعاً وقصراً بهياً إستأذنت البواب ودخلت فرأيت مكاناً جميلاً أحسن من قصور الملوك فأجلت فيه نظري متعجباً، ثم رأيت المياه تجري تحته وأشجار الياسمين متشابكة تفوح منا رائحة سكرة فشممت رائحتها، ورأيت تحت تلك الأشجار عرشاً ملكياً مزيناً بانواع الزينة ومفروشاً، وقد اعتلاه "الشيخ محمد قاسم طلاقة الواعظ" جالساً بكمال عزته وجلاله.

سألت البواب لمن كل هذا؟ قال: للشيخ طلاقة الجالس على العرش، فأستأذنته للحضور عنده، فدخلت عليه وبعد تبادل التحية والسلام قلت له: كنت صديقك ومطّلعاً على أحوالك فماذا فعلت لنيل عناية الله والحصول على مثل هذا القدر والمقام؟

أجاب قائلاً: لم اقدم عملاً يبلغ بي هذه المرتبة، ولكني وُفّقت لهذا اثر فقداني لإبني الشاب ذي الثمانية عشر ربيعاً الذي توفي بعد 24 ساعة من إصابته بمرض في بلعومه، فأعطاني الله هذا المقام عوضاً عن هذه المصيبة.

ولم أكن أعلم بوفاة ولده، فاردت لقاءه لأخبره برؤياي وقلت لعل إبنه لم يمت ولهذه الرؤيا تفسير آخر، فلم أبادر إلى سؤاله بل سألت رجلاً من أهل العلم من أصدقائه عن إبنه فقال لي: نعم مرض ولده ذو الثمانية عشر عاماً مدة 24 ساعة ثم توفي.

***

العلامة ((التويسركاني)) نقل روايات وقصصاً عديدة في كتابه ((لآلىء الأخبار)) في باب الأجر والجزاء الإلهي عند فقدان الأولاد وخاصة الذكور منهم. ويمكنك مراجعة كتاب ((مسكن الفؤاد في موت الأحبة والأولاد)) للشهيد الثاني. وسأكتفي هنا بنقل رواية واحدة:

عن موثقة بن بكير عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال ((ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر)).
Read more