Ads 468x60px

‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصص العجيبة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات القصص العجيبة. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 28 مايو 2013

تمثّل الشيطان اثناء الصلاة

انعقاد السبحة - تمثّل الشيطان اثناء الصلاة
الحاج (علي سلمان منش) قال: كنت في سحر احدى الليالي مشغولاً بالتهجد في قنوت ركعة الوتر من صلاة الليل وعندما بلغت الاستغفار ثلاثمائة مرة همت بتناول سبحتي عن السجّادة لأشتغل بالاستغفار فوجدت خيط السبحة قد تعقد بعدة عقد لا يمكن فتحها ولا يمكن الاستفادة منها في عد الاستغفار، فاعتقدت ان ذلك من عمل الشيطان ويريد بذلك حرماني هذه الليلة من الاستغفار، ثم ظهر أمامي فقلت له: يا ملعون لم فعلت ذلك ؟ فلم يعتنِ بكلامي.

فقلت له: الا تعلم أن اللطف الإلهي إلى جانبي ؟ فلم يعتنِ كذلك.

فرفعت وجهي إلى السماء وقلت: إلهي أظهر لطفك بي وسوّد وجه هذا الملعون.

فاُلهم إليّ أن خذ سبحتك فقد أعادها الله لحالها، فأخذت سبحتي فلم أجد فيها أية عقدة وقد اختفى ذلك الملعون عن نظري.

***

إن من جملة المسلمات ان الشيطان اللعين يقف حائلاً في طريق الله، وبمنزلة الكلب الذي يحاول منع أي أحد من الإقتراب، فكلما أراد أحد من البشر القيام بعمل ما بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى سعى الشيطان لمنعه من الوصول إلى هدفه، وليس أمام العبد سوى الالتجاء إلى لطف حضرة الباري والاعتماد على قدرته القاهرة للانتصار على الشيطان والغلبة عليه، ولا شك أن أي عبد دعا الله بإخلاص وتوكل مقراً بعجزه ولاجئاً إليه فإن القهر الإلهي سينصب على ذلك اللعين وسيبعده الله عن عبده، وقد وعد الله بهذا القرآن المجيد حيث قال ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون﴾[1] .

وقد تمثل الشيطان اللعين وازعج السلسلة الجليلة للأنبياء (ع) ومنهم يحيى وموسى وإبراهيم في منى وعيسى (ع) وكذا أهل بيت النبوة (ع) وتجسد لهم أو ظهر أمامهم على شكل ثعبان ضخم أو تنّين، وبلع خاتماً للإمام السجاد (ع) أثناء تأديته الصلاة، وكانوا يطردونه بإنزال القهر الإلهي عليه، وكذلك فعل سائر أهل الإيمان. وقد نقلت قصص كثيرة في هذا المجال في كتب الروايات.

وما أريد قوله هنا هو التأكيد على لزوم الاستعاذة، فكلما همَّ المؤمن بتأدية عمل خير عليه الاستعاذة قبله بالله من شر الشيطان الرجيم، وتفصيل ذلك ذكره العلامة النوري في كتابه دار السلام المجلد الثالث، وقد روي أنه كلما أراد أحد التصدق في سبيل الله لصق سبعون شيطاناً بيده يخوفونه الفقر ليحرموه من ذلك الخير الكبير.


--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة النحل، الآية: 98-100
Read more

الاثنين، 27 مايو 2013

الانتقام العلوي - قصة الناصبي والفقير في البحرين

الانتقام العلوي - قصة الناصبي والفقير في البحرين - علي مع الحق

العالم الزاهد والمحبّ الصادق (الشيخ محمد شفيع المحسني الجمي) نقل أنه كان في مدينة (كنكان) رجل فقير يقف على باب المنزل مادحاً أمير المؤمنين (ع) ويحسن الناس إليه، وعن طريق الصدفة وصل الفقير إلى بيت قاضٍ ناصبي وشرع بمدح أمير المؤمنين (ع) فغضب القاضي منه وفتح الباب وقال له: لمَ تمدح علياً إلى هذا الحد؟ فلن إعطيك شيئاً حتى تمتدح فلاناً (من غاصبي حقه) عندها سأحسن إليك: فأجابه الفقير: أن تعطيني خيراً في مدح ذاك لهو عندي أسوأ من سم الحيّة ولن آخذ منك.

غضب القاضي لذلك وهجم على الفقير وأشبعه ضرباً، فتدخلت زوجة القاضي وقالت له: اتركه، فلو قتل بين يديك فسيقتلونك حتماً، فعاد القاضي إلى منزله بعد ان طيّب خاطر الفقير حتى لا يؤذيه في المستقبل.

وما أن عاد القاضي إلى غرفته حتى سمعت زوجته صراخه بشدة ولما دخلت عليه غرفتة وجدته مشلولاً وأخرس فأخبرت أقاربه فحضروا وسألوه ماذا حصل؟ وفهموا من اشارته أنه ما ان خلد إلى النوم حتى رفع إلى السماء السابعة ولطمه شخص كبير على وجهه والقى به فسقط على عجزه.

نقله أهله إلى مستشفى البحرين وبقي فيها شهرين تحت العلاج دون جدوى، فنقلوه إلى الكويت.

قال الشيخ ناقل القصة: صدفة كنت على متن نفس السفينة التي نقل فيها ودخلنا الكويت سوياً، فالتجأ القاضي إليّ راجياً الدعاء له، فأفهمته انه عليك طلب الشفاء ممن ضربته، لكن كلامي لم يؤثر به، وراجع مستشفى الكويت دون جدوى أيضاً، وبقي هكذا وقد رأيته السنة الماضية في البحرين بنفس الحالة يعيش فقيراً مشلولاً ويستعطي الناس.
Read more

الأحد، 26 مايو 2013

العناية الحسينية بين مدعي التشيع وبين هندوسي

تسلق شجرة - العناية الحسينية بين مدعي التشيع وبين هندوسي

(الحاج محمد المبيِّض) الذي قضى عدة سنوات في الهند، عاد مؤخراً إلى شيراز ونقل عجائب رآها أيام إقامته في الهند ومن جملة ما نقل:

في يوم من الأيام وفي مدينة بومباي باع رجل من الهندوس (من عبدة الأصنام) ملكاً له في مكتب عقارات رسمي، وتسلم ثمن ملكه نقداً وخرج من مكتب الأملاك، وكان لصان منتميان لمذهب الشيعة قد كمنا له لسرقة أمواله، علم الهندوسي بما يضمران فهرول مسرعاً إلى بيته وتسلق شجرة وسط الدار واختفى داخلها. فدخل اللصان المنزل وفتشاه فلم يجدا الرجل، فاستجوبا زوجته وقالا لها: نحن رأيناه يدخل البيت فأين هو؟

قالت المرأة: لا أدري أين هو: فشرع اللصان بضرب المرأة وتعذيبها إلى ان قالت لهما: أقسما بحق الحسين أنكما لن تؤذياه ان أقول لكما أين هو.

فأقسم اللصّان فاقدين الحياء بذلك المعظم: أن لا همّ لنا سوى ان نعرف أين هو ولن نؤذيه. فأشارت المرأة إلى الشجرة، فتسلقها اللصّان وأنزلا الهندوسي وأخذا المال منه وقطعا رأسه خشية الملاحقة.

فرفعت المرأة التي لم يعد لها من حيلة وجهها إلى السماء ونادت: يا حسين! اُنظر ماذا فعل هذان الرجلان اللذان يدعيان أنهما شيعتك، وقد دللتهما على زوجي لاطمئناني لقسمهما بك.

فظهر رجل فجأة وأشار بيده إلى عنقي اللصّين فانفصل رأساهما عن جسديهما فوراً، ثم أخذ رأس الهندوسي ووصله ببدته وعادت له الحياة، ثم اختفى ذلك الرجل عن الأنظار.

علمت الشرطة بذلك وبعد التحقيق استيقنوا من حقيقة الإعجاز الحسيني (ع) بما انه كان ذلك في شهر محرم الحرام فقد قامت الشرطة باقامة موائد كبيرة، ونقل الناس بالقطار مجاناً لحضور عزاء سيد الشهداء (ع)، وأسلم وتشيّع ذلك الهندوسي وجمع من أهله وأقاربه.
Read more

الجمعة، 24 مايو 2013

العناية العلوية لمن يشكو اليه

صورة ضريح الامام علي عليه السلام - النجف الاشرف

الفاضل المحقق ((الميرزا محمود الشيرازي)) الذي نقلنا عنه قصص سابقة قال: كان ((الشيخ محمد حسين جهرمي)) من فضلاء النجف الأشرف ومن تلامذة المرحوم ((السيد مرتضى الكشميري)) أعلى الله مقامه، وكان يتعامل مع عطار في النجف الأشرف وكان يقترض منه قرضاً حسناً بشكل تدريجي، وكلما وصله مبلغ يدفع له مما عليه.

انقضت مدة طويلة ولم يصله مبلغ ليدفعه للعطار، وفي أحد الأيام جاء الشيخ إلى العطار وطلب منه قرضاً.

فقال له العطار: قرضك أصبح كثيراً ولا أستطيع اقراضك أكثر من هذا.

غادره الشيخ المذكور منزعجاً وذهب إلى الحرم المطهر لأمير المؤمنين (ع) فشكا إليه وقال له: سيدي اني في جوارك وملتجئ إليك فأدِ قرضي.

بعد عدة أيام جاء شخص من بلدته ((جهرم)) وقدم إليه كيساً من المال وقال له: انّ شخصاً أعطاني هذا الكيس لاُعطيك اياه.

فأخذ الشيخ الكيس وتوجه من فوره إلى العطار بنية دفع القرض كله وليصرف الباقي في حاجات أخرى.

وصل إلى العطار وسأله كم تطلبني؟ فقال له: الكثير.

قال الشيخ: مهما بلغ فسأدفعه كله لك.

فتح العطار دفتر الحسابات وجمع حساب الشيخ وأبلغه بمقداره. فسلّمه الشيخ الكيس وقال له: خذ المبلغ من الكيس وأعد إليّ الباقي.

عدّ العطار المال أمام الشيخ فوجدها مطابقة لمقدار القرض دون أي زيادة أو نقصان. فعاد الشيخ بيد خالية منزعجاً وذهب إلى الحرم المطهر لأمير المؤمنين (ع) وقال له: مولاي ((المفهوم ليس بحجة)) ومازال عندي حاجات وحاجات.

ولما خرج من الحرم أعطاه شخص من المال ما يكفيه لحوائجه.
Read more

لطف الله ونكران العبد

التفكير في البطيخ والجح اثناء الصلاة

نقل ((شيخ الإسلام)) ا فقال: سمعت من العالم الكبير إمام الجمعة البهبهاني قوله: في موسم الحج خرجت من المنزل عازماً التشرف بزيارة المسجد الحرام والصلاة في ذلك المكان المقدس، وفي الطريق واجهني خطر ونجّاني الله من الموت وسلمت من الخطر، وتوجهت نحو المسجد الحرام وكان قرب المسجد كومة من البطيخ وصاحبها مشغولاً بالبيع، سألته عن السعر فقال: هذا القسم بهذا السعر وذاك بسعر أقل وهكذا، فقلت له: سأشتري عند عودتي من المسجد.

ذهبت إلى المسجد الحرام وانشغلت فيه بالصلاة، فخطر ببالي أثناء الصلاة سؤال وهو هل اشتري البطيخ من القسم الغالي أو الرخيص والمقدار الذي سأشتريه وشغلني ذلك حتى أتممت صلاتي، وعند فراغي من الصلاة هممت بالخروج من المسجد فدخل شخص المسجد واقترب مني وهمس في أذني قائلاً: الله هو الذي نجاك من الموت اليوم فهل من المناسب أن تصلي في بيته صلاة البطيخ؟

فالتفتُّ إلى خطأي وارتعدت واردت ان أتمسك به فلم أجده.

***

أمثال القصة الاخبار عن الخيال ولطف الله و نكران العبد كثيرة من جملتها ما ذكره ((التنكابني)) في كتابه ((قصص العلماء)) ص311 يقول: من جملة ذلك كرامة ((السيد الرضي)) عليه الرحمة فقد كان يصلي مقتدياً بأخيه ((السيد مرتضى علم الهدى)) وعند الركوع غيّر نيته إلى الفرادى وأكمل صلاته منفرداً، فسئل عن ذلك فقال: عند الركوع رأيت أن إمام الجماعة أي أخي ((السيد المرتضى)) انشغل فكره بالبحث في مسألة الحيض فانتقلت إلى الصلاة فرادى.

وفي بعض الكتب نقل أن ((السيد المرتضى)) قال: ما فهمه أخي كان صحيحاً، فقبل قدومي للصلاة سألتني امرأة عن مسألة في الحيض فانشغل ذهني في الإجابة ورأى ذلك أخي.

حضر القلب في الصلاة وان كان لا يعد من شروط صحة الصلاة أي أن الصلاة دون الحضور القلبي تسقط التكليف عن المكلف ولا تجب عليه الإعادة أو القضاء، لكن اعلم ان الصلاة دون حضور القلب كالجسد دون الروح، وكما أن الجسد بدون روح لا أثر له ولا ثمر فكذلك الصلاة دون الحضور القلبي لا أجر عليها ولا ثواب، ولا تحقق القرب من الله سبحانه إلا بمقدار الحضور القلبي، لذلك فإنه قد يقبل من الصلاة نصفها أو ثلثها أو ربعها بل وحتى ثُمنها.

(راجع كتاب صلاة الخاشعين ومبحث ترك الصلاة في كتاب الكبائر للمؤلف) لمعرفة أهمية ولزوم الحضور القلبي في الصلاة وكيفية تحصيل ذلك.

فقد روي عن الإمام الصادق (ع) في كتاب الكافي ما مضمونه أنه قد يصلي الإنسان خمسين عاماً ولا يقبل من صلاته بمقدار ركعتين.
Read more

الخميس، 23 مايو 2013

حرمة تحقير المؤمن

المصافحة باليد - حرمة تحقير المؤمن

العالم المتقي ((الشيخ محمد باقر شيخ الإسلام)) قال: كنت دوماً وبعد الإنتهاء من صلاة الجماعة أصافح المصلّين عن يميني وشمالي، وعندما كنت أصلي الجماعة خلف (الميرزا الشيرازي) إعلى الله مقامه، في مدينة سامراء صادف أن كان عن يميني رجل جليل من أهل العلم فصافحته، وكان عن شمالي رجل قروي فاستصغرته ولم أصافحه، ثم ندمت مباشرة على تصرفي الخاطئ، وقلت في نفسي لعل الشخص الذي لا شأن له في نظري يكون شخصاً مقرباً من الله وعزيزاً عنده، فالتفتُ إليه فوراً وصافحته بأدب واحترام فشممت منه رائحة مسك عجيبة ليست كروائح الدنيا وابتهجت وسررت كثيراً، ومن باب الإحتياط سألته: هل معك مسك؟ قال: كلا لم يكن عندي مسك في أي وقت. فاستيقنت أنها من الروائح الروحانية والمعنوية وانه رجل جليل القدر وروحاني. ومنذ ذلك اليوم صممت أن لا أحقّر ولا استخف ولا استخف بمؤمن أبداً.
Read more

الأربعاء، 22 مايو 2013

الاخبار عن الخيال

الصلاة جماعة - الاخبار عن الخيال

نقل ((الحاج مؤمن)) عن ((السيد هاشم)) إمام جماعة مسجد ((سردزك)) انه في أحد الايام وبعد إتمامه لصلاة الجماعة ارتقى المنبر وتحدث عن مسألة وجوب الحضور القلبي في الصلاة وأهمية ذلك، وقال: في أحد الأيام أراد والدي المرحوم ((السيد علي أكبر)) اليزدي إقامة صلاة الجماعة، وكنت انا مع الجماعة وفجأة دخل المسجد رجل في هيئة أهل القرى وعبر صفوف الجماعة إلى ان وصل إلى الصف الأول فصلى خلف والدي، فانزعج المؤمنون لتقدم شخص قروي إلى المكان المتعارف لأهل الفضل، لكنه لم يعتنِ بأحاسيسهم، وفي الركعة الثانية وعند القنوت بدّل نيته وقصد الصلاة فرادى وأتم صلاته وبعد إنتهائه جلس وفرش سفرته التي كانت معه وشرع بتناول الخبز، وعند إنتهاء الصلاة هجم عليه المصلّون من كل الجهات معترضين عليه، لكنه لم يتكلم بأية كلمة، فالتفت والدي وسألهم: ما الخبر؟

قالوا: هذا الرجل القروي الجاهل للمسائل تقدم إلى الصف الأول وصلى خلفك مقتدياً بك، ثم غيّر نيته إلى الفرادى في وسط الصلاة، ثم جلس ليأكل.

فقال والدي لذلك الشخص: لماذا فعلت ذلك؟

قال: هل تريد أن أقول السبب بصوت منخفض بيني وبينك أم اسمع الجميع؟

قال والدي: بل قل ليسمع الجميع.

فقال: دخلت هذا المسجد على أمل أن أستفيد من فيض صلاة الجماعة معكم، فاقتديت بك وفي أواسط الحمد رأيت أنك خرجت من الصلاة وذهبت بخيالك متصوراً أنك أصبحت شيخاً عجوزاً وانك عاجز عن المجيء إلى المسجد وانك تحتاج إلى حمار لتأتي محمولاً، ثم ذهبت إلى ساحة باعة الحمير واخترت حماراً، وفي الركعة الثانية كنت في خيال تأمين طعام الحمار وتعيين محله.

فلم أعد اتحمل ذلك ورأيت أنه من غير المناسب الإستمرار أكثر بالصلاة خلفك فاتممت صلاتي مفرداً.

قال هذا وجمع سفرته وغادر المسجد، فضرب والدي على رأسه وناح وقال: هذا رجل جليل القدر، إئتوا به فأني بحاجة له.

خرج الناس طلباً له لكنه اختفى ولم يره أحد حتى هذه الساعة.

***

إذن فلا بدَّ من الى أن لا ينظر بحقارة إلى أي مؤمن، أو الإعتراض على عمله الذي يمكن حمله على الصحة فقد يكون ذلك الشخص المحقّر بسبب عدم حمله للصفات الظاهرية التي يعتبرها الناس ميزاناً للشرف والرفعة والاحترام، قد يكون هذا الشخص نفسه عزيزاً ومحبوباً عند الله، وبسبب جهلنا نوجه له الإهانة ونتعرض بذلك لقهر وغضب الله تعالى.

وكذلك قد يأتي محبوب لدى الله بعمل صحيح، فيعترض عليه شخص آخر حاملاً عمله على غير الصحة ويحطم بذلك قلبه. (راجع الجزء الثاني من كتاب الكبائر لمعرفة حجم إهانة المؤمن وتحقيره وتحطيم قلبه).
Read more

النجاة من الاعدام


صاحب مقام اليقين ((عباس علي)) المعروف بالحاج مؤمن كانت له مكاشفات وكرامات كثيرة، وقد أنعم الله عليّ بأن صحبته في السفر والحضر مدة ثلاثين عاماً تقريباً، وقد توفي قبل عامين والتحق بالرحمة الأبدية، كانت له قصص متعددة من جملتها:

وجدت الأجهزة الأمنية للنظام الجائر في بيت ابن خاله ((عبد النبي)) أسلحة، فاعتقلوه وسجنوه، ثم حكم عليه بالإعدام. ففجع بذلك أبوه وأخذه اليأس من إنقاذه.

فقال له الحاج مؤمن: لا تيأس فكل الأمور تسير تحت إرادة ولي العصر (عج) الإمام الثاني عشر، وهذه الليلة ليلة الجمة فلنتوسل إليه، والله قادر على نجاة ابنك ببركة ولي العصر (عج).

فقال الحاج مؤمن ووالدا ذلك الشاب بإحياء تلك الليلة والانشغال فيها بأداء صلاة التوسل بالإمام (ع) وزيارته ثم قراءة الآية الشريفة ﴿أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء﴾[1]، وفي آخر الليل شم الثلاثة رائحة مسك عجيبة ثم شاهدوا الجمال النوراني للإمام الحجة (عج) فقال لهم: استجيب دعاؤكم، وعفي عن ولدك وسيعود غداً إلى المنزل.

قال الحاج مؤمن: الأب والأم لم يتحمّلا ما رأيا من جماله فدهشا منه فسقطا مغشيّاً عليهما حتى الصباح، وفي الصباح ذهبوا إلى مكان وجود ولدهما وقد كان مقرراً إعدامه في نفس اليوم، فقيل لهم: تأخر إعدامه وتقرر إعادة النظر في أمره، وفي نهاية الأمر قبل ظهر ذلك اليوم أطلق سراحه وعاد إلى المنزل سالماً.

***

وللمرحوم الحاج مؤمن قصص كثيرة في استجابة الدعاء في الأمراض المستعصية والمصائب الشديدة والقصة التي ذكرتها انموذجاً من قصصه تلك، فرحمة الله عليه.

---------------------------------
[1] - سورة النمل، الآية: 62
Read more

الثلاثاء، 21 مايو 2013

قصة أعجب لحافظ القران "كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي"

قصة أعجب لحافظ القران "كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي"

قبل 15 عاماً سمعت من جمع من علماء قم والنجف الأشرف أن رجلاً في السبعين من عمره واسمه ((كربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي)) كان أمياً فأصبح حافظاً للقرآن بشكل عجيب وقصته كما يلى:

ذهب ((الساروقي)) عصر يوم الخميس لزيارة أحد أولاد أهل بيت النبي (ص) المدفون في منطقته، وعند دخوله رأي سيدين جليلين في المقام يطلبان من أن يقرأ الآيات المنقوشة على أطراف المقام.

فيقول لهما: سادتي إني أمي ولا استطيع قراءة القرآن.

فقالوا له: بل تستطيع ذلك.

بعد سماع هذا الكلام اصابته حالة اغماء وغاب عن وعيه وسقط في مكانه وبقي هكذا حتى عصر اليوم الثاني عندما حضر أهالي القرية لزيارة المقام فوجدوه مطروحاً، فعمدوا لايقاظه، وعندما استيقظ ووقف نظر إلى الآيات المنقوشة حول المقام فوجد انها آيات سورة الجمعة قرأها، ثم علم فيما بعد انه أصبح حافظاً للقرآن، وكان كلما طلب منه قراءة أيّة سورة من القرآن كان يقرأها عن ظهر الغيب وبشكل صحيح.

***
وسمعت من حفيد الميرزا الشيرازي قوله: لقد امتحنته عدة مرات وكنت كلما سألته عن آية كان يجبني فوراً من أيّة سورة هي، واعجب من ذلك انه كان يستطيع قراءة أيّة سورة شاء عكس ترتيبها أي من نهايتها إلى أولها.

وقال أيضاً: كان كتاب تفسير الصافي في يدي ففتحته وقلت له: هذا قرآن فاقرأ فيه.

أخذ الكتاب ونظر فيه وقال هذه الصفحة ليست كلها من القرآن، ووضع يده على مقاطع الآيات القرآنية وقال هذا السطر من القرآن ونصف ذلك السطر من القرآن، وهكذا وما تبقى ليس من القرآن.

فقلت له: كيف تقول ذلك وانت أمي لا تعرف القراءة العربية ولا الفارسية.

قال: كلام الله نور، فهذه الأقسام نورانية والأقسام الأخرى مظلمة (نسبة إلى نور القرآن).

وقد التقيت بعدة علماء آخرين جميعهم قال انه امتحنه وانهم استيقنوا من ان أمره خارق للعادة وانه افيض عليه بذلك من مبدء الفيض جلّ وعلا.

وفي مجلة نور العلم السنوية لعام 1957 في الصفحة 223 نشرت صورة ((الساروقي)) المذكور مع مقالة بعنوان ((نموذج من الاشراقات الربانية)) وذكرت في المقالة شهادات لكبار العلماء يؤكدون فيها أن أمره خارق للعادة إلى ان تقول المقالة: من مجموع الشهادات هذه فإن موهبة حفظه للقرآن تثبت بدليلين:

أ ـ كونه أُميّاً وهذا ما شهد به جميع أهالي القرية، ولم يشهد أحد منهم خلاف ذلك، حيث قام كاتب المقال باستجواب جميع أهل قريته الساكنين في مدينة طهران، وكذلك فإن خبر أميته ذكر في جميع الصحف المتداولة دون أن يكذبه أحد.

ب ـ بعض خصوصيات حفظه للقرآن الخارجة عن مستوى الدراسة والتحصيل وهي:

1ـ كلما ذكرت أمامه كلمة عربية أو غير عربية يجيب فوراً انها من القرآن أو ليست منه.

2ـ كلما سئل عن أيّة كلمة قرآنية يجيب فوراً من أيّة سورة هي ومن أي جزء من القرآن هي.

3ـ كلما ذكرت أمامه كلمة قرآنية موجودة في عدة اماكن من القرآن كان يعدد أماكن وجودها ويكمل ما بعدها بشكل فوري ودون أي تفكير أو تردد.

4ـ كلما ذكرت أمامه آية أو كلمة أو حركة خاطئة أو زيادة أو نقصان كان يلتفت مباشرة ويخبر بذلك.

5ـ كلما ذكرت أمامه عدة كلمات من عدة سور كان يبين مكان أيّة كلمة دون أي خطأ.

6ـ كان يشير إلى مكان أية كلمة أو آية تطلب منه في أي قرآن يقدم إليه.

7ـ كلما عرضت عليه صفحة من الكتابة العربية أو غير العربية وقد جاء فيها ذكر لآية وكان خطها مطابقاً لخط باقي بالكلمات كان يميز الآية من باقي كلمات الصفحة ، وهذا الأمر صعب حتى على أهل العلم والفضيلة.

هذه الخصوصيات لا يمكن لأشد الناس ذاكرة أن يجمعها لكتيب يتألف من عشرين صفحة، فكيف ذلك مع 6666 آية قرآنية ؟

وبعد نقل المجلة لشهادات جمع من العلماء كتبت تقول: إن الموهبة القرآنية ((للكربلائي)) تعد أمراً عجيباً بالنسبة للناس الذين أطَّروا فكرهم اللامحدود باطار الماديات المحدودة وأنكروا ما وراء الطبيعة، وكان ما حصل له سبباً في هداية العديد من الضالين، لكن هذا الأمر رغم اهميته لا يعد في نظر أهل التوحيد سوى اشعاع صغير من اشعة الفيض الإلهي الامتناهي، ومن أقل مظاهر قدرة الحق تبارك وتعالى، وما ظهر مكرراً على أيدي الأنبياء والسفراء مما سجله التاريخ من الأمور الخارقة للعادة، بل ما يظهر في عصرنا الحاضر أيضاً من أصحاب الكرامات التي تظهر منهم بسبب ارتباطهم وتعقلهم بالله سبحانه مُبدىء كل شيء هي أمور أهم وتعادل أضعاف ما حدث لحافظ القرآن هذا.

الحقيقة التي لا بد لي من ذكرها في ختام هذه المقالة هي أنه نتيجة لانتشار خبر حافظ القرآن هذا واطلاع أهالي طهران على قصته، سمعت من عدة متدينين في السوق انه قبل عدة سنوات كان هناك رجل أعمى يسمى ((بالحاج عبود)) وكان يتردد على مسجد ((عزيز الله)) بسوق طهران المركزية، وكان حافظاً للقرآن بنفس خصوصيات ((الكربلائي الساروقي)) وكان رغم عماه يدل على مكان وجود الآيات القرآنية، وكان يستخير للناس بالقرآن.

قالوا: انه في أحد الأيام قدم له قاموس لغة فرنسي بحجم القرآن ليستخير به، فرماه فوراً وثارت عصبيته وقال لي: ليس بقرآن.

وفي مجلس كان يحضره حافظ القرآن أيّد استاذ الجامعة ((ابن الدين)) خصوصيات الحاج عبود.

وقال: الرجل المذكور التقيته في منزل ((الشيخ مصباح)) في قم وبحضور آية الله ((الشيخ عبد الكريم الحائري)) وامتحنته.

هذه الأمور هي من آثار قدرة الباري عز وجل يظهرها في بعض الأحيان من أجل ارشاد الناس واتمام الحجة الظاهرة عليهم ﴿... ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسعٌ عليمُ﴾[2] وكتب العالم المحترم ((الشيخ صدر الدين المحلاتي)) مقالة في العدد 1847 من صحيفة ((بارس)) في شيراز عام 1957 هذه القصة بعد تعليقه عليها وفيما يلي انقل لكم مقتطفات منها:

هذا الرجل المسمى ((بالكربلائي محمد كاظم كريمي الساروقي)) عمره سبعون عاماً تقريباً وابوه اسمه عبد الواحد، ويعمل راعياً، وكان أمياً ومن العامة ولا يستطيع القراءة ولا الكتابة لكنه أصبح حافظاً للقرآن في حادثة عجيبة أنقلها لكم تباعاً، ومطلعاً على اعرابه وبنائه بشكل تام، هذا الشخص يعرف عدد آيات جميع سور القرآن، والعجيب انه ما أن يقرأ آية تكرر ذكرها في القرآن حتى يخبر دون تفكير أو تردّد عدد تكرارها في أيّة سورة واماكنها في السورة، والأعجب من ذلك انه إذا طلب منه البحث عن آية ما فإنه يجدها فوراً في أي قرآن وأيّة طبعة قدمت إليه ويشير اليها.


هذا الرجل لعدم تظاهره واظهاره لأمره لم يكن يطلع على أمره الكثيرون وكان مجهولاً عنه ذلك، ومشغولاً بالرعي، لكن ((آية الله زاده المازندراني)) والد البروفسور ((دانا الحائري)) اطلع على أمره وعندما علم أنه قدم الى قم للمعالجة من مرض، قام بدعوته إلى طهران بحجة تقديمه لطبيبه ومساعدته.

وكان مجلس ((آية الله زاده المازندراني)) ينعقد أيام الجمعة حتى الظهر ويحضره جمع غفير من اصدقائه ومريديه من طبقات مختلفة، فأحضر ((الساروقي)) إلى مجلسه ويتحدث عن الفن والموهبة الإلهية التي منَّ بها الله على ((الكربائي الساروقي)) فيختبره جمع منهم ويقدمون له قرائين بطبعات مختلفة بل وحتى قرائين خطية صغيرة وكبيرة وقرائين الجيب ويشرع ((الكربلائي)) بقراءة آيات مختلفة من سور مختلفة في قرائين مختلفة، وسألونه عدة اسئلة للإختبار كأن يسألوه ((لعلكم تفلحون)) في أيّة سورة وفي أيّة آية ؟

وكان يجيبهم دون تفكير أو تردد انها في آخر الآيات الفلانية وعدد تكرارها، وكان بعض الحاضرين يتعمَّد التغيير في اعراب وبناء الآيات فكان يصحح لهم، وأية آية يسأل عنها كان يستخرجها من أي قرآن يقدم أليه دون أي تردد.

في ذلك اليوم حتى الأشخاص الذين كانوا ينكرون الأمور الخارقة للعادة والطبيعة امتحنوه بعدة أساليب وعجبوا من أمره.

وقد امتحنته أنا بمختلف انواع واقسام الإمتحانات والإختبارات، فقرأت له الآيات خطأ وكان يعترض ويصحح، سألته عن تعداد الجمل المكررة في السورة فأجابني على الفور، احضرت له عدة قرائين بطبعات مختلفة وسألته عن آيات في أواسط وأوائل وأواخر القرآن وكان يفتح عليها مباشرة ويدل عليها حتى كان لي عبرة، فأخذته إلى المصور وصورته، وعرضته على عدة أشخاص ليختبروه وتحيروا مما وجدوا فيه. حيث انه وإن وجد الكثيرون من حفاظ القرأن الكريم لكنهم ليسوا بهذا النحو دون تفكر وتأمل يخبرون بترتيب الآية وفي أيّة سورة وعدد تكرارها في السور، والعثور فوراً على أيّة آية أرادوا، وكل ذلك من رجل عامي أمي.

كيف حصل على هذه الموهبة:

عندما رأيت وضعه هذا ورأيت انه غير ملتفت لأهمية الموهبة التي منّ الله بها عليه، ولعله لأنه أمي كان يعتقد ان كل من يقرأ القرآن مثله، لذا طلبت منه أن يروى لي قصته فقال لي: قبل عدة سنوات كنت في القرية التي أرعى فيها سمعت واعظا يقول في موعظته انّ الصلاة في ملك الشخص الذي لا يؤدي الزكاة باطلة، تأثرت من كلامة لأني كنت أعلم أن صاحب القرية التي ارعى فيها لا يدفع الزكاة، لذا قلت لوالدي لا يمنني البقاء هنا لأني أصلي وكل صلاتي باطلة ولا بد لي من مغادرة هذه القرية.

وأصر عليّ والدي بالبقاء وقال لي من اين تعلم انه لا يدفع الزكاة، لكني كنت قاطعاً وعالماً بأن صاحب الملك لا يعتني بدفع الزكاة فلم اعتن باصرار والدي، فغادرت القرية مكرهاً ومجبراً ورضيت بالعمل في الطريق بين قم واراك لتأمين معيشتي، وكنت اتقاضي يومياً ((30 شاهياً))[3] بدل أجوري واعيش بهذا المبلغ، قضيت ثلاثة أعوام على هذا الحال.

وفي أحد الأيام أرسل إلي مالك القرية التي كنت فيها شخصاً وقال انه أصبح يدفع الزكاة فعد للعمل في أملاكه، وإذا كنت لا تريد العمل عنده في الرعي أعطاك أرضاً تزرعها لنفسك. فتحققت من دفعه للزكاة وعدت إلى ملكه، فأعطاني أرضاً وبذراً وحملاً من القمح، فبذرت ثلث القمح وتركت ثلثاً لطعامي ووزعت الثلث الآخر على فقراء القرية وأرحامي.

بارك الله لي في زراعتي وانتجبت 10 أحمال من القمح وفعلت كما في السابق: قسم للزراعة وقسم لي والباقي وزعته على فقراء القرية.

وفي أحد الأيام كنت قد حصدت السنابل وجمعتها لأذروها فخرجت من المنزل إلى المزرعة ولكن كان الهواء ساكناً ولم أستطع ذرو القمح لاستخلاصه فعدت بيد خالية إلى المنزل وفي الطريق التقيت بأحد الفقراء الذي كان ينال سهماً من محصولي سنوياً وقال لي: ليس عندنا لهذه الليلة قمحّ، وزوجتي وابني ليس عندهما خبز يأكلانه. فخجلت أن أقول له ما وقع لي اليوم وقلت له: على عيني، وعدت إلى محصولي لكن دون جدوى فالهواء ساكن فاضطررت أن أفصل حبوب القمح عن سنابلها بيدي واذروها في الهواء وبعد مشقة استطعت تأمين مقدار من القمح اخذته إلى بيت ذلك الشخص وأعطيته إياه، وبما اني كنت متعباً فقد جلست في الساحة المقابلة لمقام قبرين من أولاد أهل بيت الرسول عليهم السلام اسمهما باقر وجعفر.

فناداني أحد هذين السيدين أن: يا كربلائي محمد كاظم ماذا تفعل هنا؟.

قلت: متعب واطلب الراحة.

قال: تعال َ لنقرأ الفاتحة.

قبلت بذلك وسرت خلفهما إلى داخل المقام فشرعا بقراءة بعض الاُمور التي لم أفهمها وأنا واقف خلفهما وساكت.

فقال لي أحدهما: لم لا تقرأ يا كربلائي؟

قلت: سيدي إنني أميّ ولا أستطيع قراءة شيء.

وبقيت استمع وهما يقرآن الفاتحة علىٰ القبر الأول، ثم توجها الى القبر الثاني، وأنا خلفهما، فشرعا بقراءة شيء لم أفهمه، وفي هذه الأثناء وقع نظري على سقف المقام فرأيت في أطرفا المقام نقوشاً وكتابات لم يكن لها أثر من قبل فتحيّرت، فتقدم إليّ أحد السيدين وقال لي: لم لا تقرأ؟

قلت: سيدي إني أُمي.

فوضع يده على كتفي وهزّني بقوة وقال لي: إقرأ لم لا تقرأ؟ وكرر هذه الجملة واقترب السيد الآخر منّي وربت بيده برقَّة على كتفي وقال لي: إقرأ فانت تستطيع القراءة وكرّرها فأصابني ضغط نفسي وسقطت على الأرض وغبت عن الوعي ولم أدر ماذا حصل، وعندما استيقظت لم أر أثراً للنقوش والكتابة في اطراف المقام، وقد عادت إلى ما كانت عليه لكن الآيات القرآنية جرت في قلبي كالسيل، فخرجت من المقام، ولما رأيت أن الغروب قد اشرف وهممت بالصلاة رأيت الناس ينظرون إلي بتعجب وقالوا: اين كنت؟

قلت: كنت في المقام لقراءة الفاتحة.

قالوا: افتقدوك ليوم كامل وهم يبحثون عنك فعلمت انني كنت طول هذه المدة مغمى علي.

هذا ما رأيته وسمعته شخصياً من هذا الرجل، والعديد غيري اطلعوا على حاله وهم كثيرون ومن جملتهم عدد من الكتَّاب والعلماء، وهذا الرجل يعيش الآن – دون أي ادعاء – كالناس العاديين يزاول الرعي ولعله مازال في طهران.

اما القراء الاعزاء فما هو تفسيرهم لهذه القصة فهم أحرار.

(انتهى ما كتبه المحلاتي)

وكتب ((آية الله الحائري اليزدي)) حول هذه القصة ويقول:
الكربلائي كاظم المعروف نال عناية غيبية، وقد عرضت عليه كتاب الدرر الطبعة الأولى ذو الخط الدقيق جداً والمتداخل فأشار فوراً إلى جملة منه كانت جزءاً من آية قرآنية وكانت من سورة النبأ وقال: هذا من القرآن وقرأها، في حين أني لم التفت لها بسهولة، وقال: لا أعرف قراءة غير القرآن، وحروف القرآن تتلألأ نوراً أمام عيني.

--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة الحديد، الآية: 22- 23
[2] - سورة المائده، الآية: 54 [3] - شاهي: وحدة عملة كانت تستعمل آنذاك (المترجم)
Read more

الاثنين، 20 مايو 2013

إفاضة القرآن المجيد ببركة ولي العصر (عج)

إفاضة القرآن الكريم المجيد ببركة ولي العصر (عج)

نقل ((الحاج علي السيد)) فقال: كنت في طفولتي أميّاً ولم أتعلم في مدرسة، وعندما أصبحت شاباً كان أملي أن أتمكن من قراءة القرآن، وفي إحدى الليالي توسلت إلى حضرة ولي العصر (عج) بقلب خاشع ومتذلل لله سبحانه، فرأيت في منامي أني في كربلاء وجاء إليّ شخص وقال: تعال إلى هذا البيت ففيه أقيم عزاء لسيد الشهداء (ع) واستمع لمجلس العزاء، وافقته ودخلت ذلك البيت فرأيت سيدين جليلين جالسين وأمامهما منقل نار وسفرة خبز ممدودة أمامهما، فعرضا بعضاً من الخبز على النار وقدّماه لي فتناولته، بعدها بدأ القارىء بقراءة الروضة الحسينية ومصائب أهل بيت خاتم الرسل عليهم السلام وبعد انتهائة من القراءة، أفقت من نومي واحسست أني نلت أملي، ففتحت القرآن المجيد ورأيت اني استطيع القراءة بشكل جيد.

بعد ذلك صرت أحضر مجالس قراءة القرآن وكنت إذا أخطأ أحد في القراءة أصحح له وحتى أني كنت اصحح قراءة الاستاذ.

قال لي الاستاذ: حتى الأمس كنت أمياً ولا يمكنك قراءة القرآن فكيف أصبحت هكذا ؟

قلت: بلغت هدفي ببركة ولي العصر (عج).

***

ثم أصبح الحاج المذكور استاذ قراءة ولم يكن يترك مجلس قراءة القرآن في ليلي شهر رمضان المبارك.

ومن جملة عجائبه أنه كان غالباً ما يرى في منامه حوادث المستقبل، وكان يعرف ما سيقع غداً ومع من سيلتقي ومع من سيتعامل ومقدار الربح الذي سيعود اليه.

قال لي مرة سيرزق الله ابنك السيد محمد هاشم قريباً ولداً فسمّه باسم المرحوم والدك ((السيد محمد تقي)). ولم يطل الأمر حتى تحقق ذلك وسميناه ((محمد تقي)). وبعد ولادته مرض مرضاً شديداً حتى لم يبقَ لنا أمل بحياته، فقال الحاج المذكور: سيشفى هذا الطفل وسيبقى. فلم يطل الأمر حتى شفاه الله، وهو الأن سالم بحمد الله وفي سن الخامسة.

فكان هذا الحاج ذا صفاء في نفسه ومهبطاً لعناية ولطف الإمام الحجة (عج) بسبب تقواه ومداومته على المستحبات وخاصة النوافل اليومية.

إعلم أن الحكمة من اطلاع بعض النفوس على الأمور الآتية والمستقبلية هو العلم بأن الله سبحانه وتعالى قد سجّل في كتاب من الكتب الروحانية ولوح من الألواح المعنوية كل الحوادث الكونية العامة والخاصة حتى نهاية تاريخ العالم قبل وقوعها كما ورد في سورة الحديد ﴿ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها ان ذلك على الله يسير، لكيلا تأسوا على مافاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم...﴾[1] .

بناءاً على هذا فإن بعض النفوس الصافية تتمكن في منامها من الإنطلاق نسبياً من القيود المادية والارتفاع إلى مستوى الأرواح الشريفة والألواح العالية وبعض الكتب الإلهية والإطلاع على بعض الامور المشهودة فيها، وعندما يستيقظ وتعود تمام الروح إلى البدن لا تتصرف قوة خياله فيما رآه ويبقى ما رآه نقياً في ذاكرته ليخبر به.
Read more

الأحد، 19 مايو 2013

إجابة فورية - شفاء بعد التوسل الى الله بواسطة اهل البيت

إجابة فورية - شفاء بعد التوسل الى الله بواسطة اهل البيت

الثـقـة العادل الحاج ((علي السيد سلمان منش)) المعروف بورعه بين عامة المؤمنين قال لي:

ظهر في فخذي الأيسر قرح أزعجني، وعز علي كثيراً الذهاب الى المستشفى لإجراء الجراحة له، وفي أحدى الليالي نهضت في وقت السحر للتهجد، فوجدت رائحة شديدة تنبعث من مكان القرح فاضطربت وتوسّلت إلى الله قائلاً: الهي قضيت عمري في ظل الإسلام وعبادتك وحب محمد وآله عليهم السلام، فلا تبتلني وتضطرني لمراجعة الخارجين عن الدين الإسلامي، وباختصار توسلت برقة وتذلل حتى غبت عن وعيي.

وعندما أفقت علمت أن الصبح قد حل فتأسفت لأني حرمت من التهجد، فهرولت مسرعاً إلى الطابق الأسفل لأتوضأ، والتفت إلى نفسي متسائلاً: كيف تسنّى لي النزول بسرعة ووجدت إن فخذي لا يؤلمني رغم ذلك؟ فوضعت يدي محل الجرح فلم أحس بوجع، ونظرت إلى مكان الجرح فلم أجد له أثراً بحيث لم أعرف مكانه ولم يبق أي فرق بين فخذيَّ اليسرى واليمنى.

***
ثم استطرد الحاج علي قائلاً: العديد من الحوادث المشابهة لهذه الحادثة وقعت لي ولأقاربي بحيث كنا نقع في مرض أو ابتلاء شديد وكان الله يفرج عنا بواسطة الدعاء والتوسل بآل بيت الرسول عليهم السلام وما ذكرته لك مثالاً لما وقع لي.
Read more

السبت، 18 مايو 2013

شفاء سبعة مرضى في لحظة واحدة من مرض الحصبة

شفاء سبعة مرضى في لحظة واحدة من مرض الحصبة

نقل المرحوم ((سلامي)) المذكور في القصة السابقة أن سبعة أشخاص شفوا من الحصبة سوياً في بيت ((الحاج عبد الرحيم سرافراز)) ببركة سيد الشهداء في شيراز في شهر محرم، بعد ان شاع مرض الحصبة في المدينة ولم يخل منه بيت ومات منه الكثيرون وذكر القصة بتفاصيلها.

وقد التقيت مع ((الحاج سرافراز)) الذي وقعت الحادثة في بيته وسألته عنها فنقلها لي بصيغة مطابقة لما ذكره المرحوم ((الحاج محمد هاشم سلامي)) وطلبت منه أن يكتبها بخطه لاثبتها هنا، وفيما يلي نص روايته:

قبل عشرين عاماً تقريباً عمَّ مرض الحصبة وأصاب معظم الناس، واُصيب به سبعة من عائلتي وأولادي وكان السبعة في غرفة واحدة، وفي ليلة الثامن من شهر محرم الحرام تركتهم وغادرت البيت بذهن مضطرب عليهم للمساهمة في إقامة مجلس العزاء لسيد الشهداء (ع) الذي كنّا نقيمه والذي أسسه المرحوم ((الحاج ملا علي سيف)) عليه الرحمة.

وبعد انتهاء مجلس العزاء وحلول وقت صلاة الصبح عدت إلى المنزل على عجل وسألت الله أن يشفي مرضاي السبعة بالزهراء (ع). وعندما وصلت إلى المنزل وجدت أطفالي وقد جلسوا حول المدفأة ويتناولون بشهية ما بقي من خبز الأمس بعد تسخينه على النار.

رؤية هذا المنظر أثار عصبيتي حيث أن تناول الخبز وخاصة خبز الأمس يضر مرضى الحصبة، ابنتي الكبيرة التفتت إلى ما ظهر مني وقالت لي: لقد شفينا ونهضنا من النوم جياعاً فتناولنا الخبز والشاي.

قلت: تناول الخبز لا يناسب مرض الحصبة!

قالت: أبتاه اجلس لأروي لك ما رأيت في منامي، وكيف شفينا فقالت:

رأيت في منامي أن غرفتنا قد أنيرت بضوء قوي، ودخل رجل إلى الغرفة ووضع سجادة سوداء في هذا القسم من الغرفة، ووقف بأدب أمام الباب، عند ذلك دخل خمسة أشخاص بجلال ووقار كبيرين، أحد هؤلاء الخمسة امرأة جليلة، في البدء نظروا بدقة إلى طوق الغرفة وإلى الكتابات التي نقشت على الجدران واسم المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام، ثم جلسوا على أطراف تلك السجادة السوداء، ثم اخرجوا قرائين صغيرة وقرؤا فيها قليلاً، ثم بدأ أحدهم بقراءة التعزية للقاسم بن الحسن (ع) باللغة العربية، ولما كرر اسم القاسم علمت انها تعزية القاسم فبكى الجميع كثيراً وخاصة تلك المرأة فقد كانت تبكي بحرقة، بعد ذلك قام الرجل (الذي حضر أولاً ووضع لهم السجادة) بتقديم شيء مثل القهوة في فناجين صغيرة ووضعها أمامهم.

هنا تعجبت لمَّا رأيت أقدامهم حافية رغم جلالهم وعظمتهم، فتقدمت نحوهم وقلت لهم: بالله عليكم من هو الإمام علي (ع) منكم؟ فأجاب أحدهم: أنا هو.

فقلت: قل لي بالله فلم أقدامكم حافية؟

فأجاب بحال باكية وقال: نحن في هذه الأيام في عزاء واقدامنا عارية لذلك. اما أقدام تلك السيدة فمغطاة بثوبها.

قلت: نحن عدة أطفال كنا مرضى وأمنا مريضة أيضاً وخالتنا كذلك.

عند ذلك نهض الإمام علي (ع) من مكانه ومسح بيده المباركة على رأس ووجه كل واحد منا ثم عاد وجلس وقال: شفيتم جمعكم إلا أمكم.

قلت: أمي كذلك مريضة.

فقال: على اُمك أن تذهب، فبكيت والتمست.

فرجوته وتوسلت إليه، لما رأى جزعي وتوسلي نهض ومسح بيده على لحاف والدتي، ولما أراد مغادرة الغرفة نظر إليّ وقال: عليك بالصلاة فما دامت رموش اعيننا تتحرك فعلينا بالصلاة، سرت خلفهم حتى الزقاق فرأيت عربات مغطاة بالسواد تنتظرهم، ثم عدت إلى الغرفة واستيقظت من نومي فسمعت صوت أذان الصبح، وضعت يدي على يدي الأخرى وعلى أيدي اخوتي ثم خالتي ووالدتي فلم أجد في أي منا أثراً للحمى والحرارة، فنهض الجميع وصلينا صلاة الصبح، ولما أحسسنا بالجوع الشديد أعددنا الشاي وتناولنا ما بقي من خبز الأمس منتظرين عودتك لإعداد الفطور.

وهكذا شفي المرضى السبعة دون حاجة لطبيب أو دواء.
Read more

الجمعة، 17 مايو 2013

كرامة العلماء - قصة الشيخ صادق مجتهد التبريزي

كرامة العلماء - قصة الشيخ صادق مجتهد التبريزي

نقل السيد ((آقا معين الشيرازي)) من سكان مدينة طهران فقال: خرجت يوماً مع أحد أبناء عمي في شارع طهران ووقفنا ننتظر سيارة أجرة لتقلنا إلى مكان بعيد نبغيه، وقفنا نصف ساعة كلما مرت سيارة أجرة كانت اما مملوءة بالركاب أو خالية لكن لم تتوقف، وعندما تعبنا أتت سيارة أجرة وتوقف بها سائقها وقال لنا: تفضلوا أيُّها السَّادة لأنقلكم حيث تشاؤون. ركبنا السَّيارة وأخبرناه بمقصدنا.

وفي الطَّريق قلت لابن عمي: الحمد لله الَّذي وجدنا أخيراً في طهران سائقاً مسلماً رق قلبه لحالنا وأقلنا.

لما سمع السائق كلامي قال: أيُّها السَّادة في الحقيقة أنا لست مسلماً، بل أرمني.

قلت: أذن فلم اهتممت لحالنا؟

قال: مع إني لست مسلماً لكني أعتقد بعلماء الإسلام ومن يلبس لباس أهل العلم، وأعتقد ان احترامهم واجب لما رأيت منهم.

قلت: وما رأيت منهم؟

قال: عندما حُكم على الشيخ ((صادق مجتهد التبريزي)) بالنفي من تبريز إلى طهران تم نقله بسيارتي، وفي الطريق اقتربنا من شجرة ونبع ماء، فقال لي الشيخ: توقف بجنبهما لأصلي الظهر والعصر. لكن الضابط الَّذي كان مكلفاً بمرافقته حتى منفاه قال لي: لا تعتن بكلامه وتابع سيرك. وهكذا فعلت، وعندما وصلنا بمحاذاة الماء توقفت السيارة لوحدها، ونزلت لأحاول تشغيلها ومعرفة علة توقفها فلم أهتدِ ولم أفق. عندها قال الشيخ للضابط: ما دامت السيارة متوقفة فدعني أصلي. سكت الضابط وترجل الشيخ وصلى، وانشغلت بالبحث عن على توقف السيارة، وبعد أن فرغ الشيخ من صلاته اشتغلت السيارة لوحدها. ومنذ ذلك الحين علمت أن لأهل هذا اللباس احتراماً وكرامة عند رب العالم.
Read more

الخميس، 16 مايو 2013

الاحتراز عن لقمة الشبهة

الاحتراز عن لقمة الشبهة

نقل ((إيماني)) فقال: في اليوم الأول لدخول ((البيد آبادي)) إلى بيتنا أوصى والدي فقال: ليكن أكلي مما تحضره أنت فقط، ولا تقبل ما يحضره الآخرون.

وفي أحد الأيام أحضر أحد العلماء زوجاً من الطيور وقال لوالدي: أحب أن تشويها وتضعها أمام الشيخ ((البيد آبادي)) .. فقبلها الوالد غافلاً عن وصية الشيخ، فشوى الطيرين ووضعهما أمام الشيخ عند العشاء، وما أن رأى ((البيد آبادي)) الطيرين حتى قام عن السفرة، وقال لوالدي: أوصيتك بعدم قبول هدية من أحد. ولم يأكل منها شيئاً.

***

لا تتعجب عزيزي القاريء من عدم تناول ((البيد آبادي)) للطيور تلك رغم ان أحد العلماء هو الَّذي أحضرها، فقد يكون من أحضرها لذلك العالم لم يرض صائدها، أو ان الصياد لم يذكّها كأن لم يذكر اسم الله عليها عند ذبحها، أو لاحتمالات أخرى، وبما أنّ لتناول لقمة الشبهة أثراً في قساوة القلب وغلظته، لذلك يحترز ذلك العالم الكبير ((البيد آبادي)) من تناولها.

الخلاصة هي ان اللقمة الَّتي يتناولها الإنسان بمثابة البذرة التي تزرع في الأرض، فإذا كانت بذرة جيدة فستكون ثمرتها جيدة كذلك، وإلاَّ فستكون سيئة مثلها، وإذا كانت اللقمة حلالاً وطاهرة فستكون ثمرتها لطافة القلب وقوة آثار الروح، وإذا كانت لقمة حرام فتكون ثمرتها قساوة القلب والميل إلى الدنيا والشهوات والحرمان من المعنويات.

وليس موضع عجب أن يعرف عالم كبير كالبيد آبادي خبث وشبهة الطيور تلك، فالإنسان ببركة التقوى وشدة الورع وخاصة الإحتزاز عن لقمة الشبهة تكسبه صفاءً في القلب ولطافة في الروح، فيدرك بذلك الأُمور المعنوية والتي هي ما وراء الاحساس.

أمثال هذه القصة وأفضل منها نقل عن عدة من العلماء الربانيين، وبما أن ذكرها جميعاً يخرج عن نطاق هذا المختصر فسأكتفي بذكر واحدة منها نقلها ((النوري)) في المجلد الأول من كتابه ((دار السلام)) عند ذكره لكرامات العالم الرباني السيد ((محمد باقر القزويني)).

قال: نقلت بنت أخ السيد ((بحر العلوم)) ان السيد ((مرتضى النجفي)) قال: ذهبت برفقة السيد ((القزويني)) لزيارة أحد الصلحاء، وعندما أراد السيد النهوض من مجلسه قال له ذلك الرجل: في بيتنا اليوم يوجد خبز طازج وأحب أن تأكلوا منه. وافق السيد، وعندما وضعت السفرة أخذ السيد لقمة من الخبز وما أن وضعها في فمه حتي تراجع عن السفرة إلى الخلف ولم يتناول من الخبز شيئاً، فسأله صاحب البيت: لماذا لا تتفضل؟

فقال السيد: إمرأة حائض خبزت هذا الخبز.

فتعجب الرجل لعدم علمه بذلك وذهب لتحقيق ذلك فعلم بصحّته ثم أتى بخبز آخر فأكل منه السيد.

فعندما تخبز المرأة الحائض خبزاً علق بذلك الخبز نوع من القذارة والوساخة المعنوية التي يدركها صاحب الروح اللطيفة والقلب الصافي، إذ فما هو حال الخبز الَّذي يعده من هو مبتلى بأنوع التلوثات من نجاسات معنوية وظاهرية.

ونقل كذلك عن أحوال السيد ((إبن طاووس)) أنه كان لا يأكل من الطعام الَّذي لم يذكر عليه إسم الله عند إعداده، عملاً بقوله تعالى: ﴿ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه﴾

الويل لهذا العصر الَّذي استبدل ذكر إسم الله على الطعام حين إعداده بالموسيقى وآلات اللهو، وقرنوا نعمة الله بمعصيته، وأسوأ من ذلك الخبز المعد من قمح أو شعير كان زكاة ومن حق الفقراء، أو كانت الأرض الَّتي زرع فيها غصباً، وإن كان الآكل المسكين لا يعلم بهذه الأمور إلاَّ أن أثرها الوضعي والحتمي موجود. من هنا نعلم سبب قساوة القلوب في هذا العصر ولم تعد الموعظة تؤثر، وتسلطت عليهم وساوس الشيطان حتى عزَّ وندر وجود صاحب اليقين والقلب السليم، وصار مع هذه الحال خروج أحد من الدنيا بإيمانه محل تعجب.
Read more

النجاة من الموت - 2

النجاة من الموت - 2

نقل السيد ((إيماني)) فقال: ((حسين آقا مجده)) وهو عمي زوج والدتي مرض هو ووالدتي مرضاًً شديداً وأشرفا على الموت، فجئنا بالشيخ ((البيد آبادي)) إليهما فقال: أحد هذين المريضين لا بد أن يذهب (يموت) وقد سألت الله أن يشفي ((حسين آقا)) وسيشفى إن شاء الله.

وفي نفس الليلة توفيت الوالدة وشفى الله ((حسين آقا)) وما زال سالماً.
Read more

الأربعاء، 15 مايو 2013

شفاء مشلول في مجلس حسيني

شفاء مشلول في مجلس حسيني

وفقت للقاء العالم الكبير ((السيد فرج الله البهبهاني)) اثناء السفر إلى الحج وسمعت منه ان معجزة وقعت في منزله أثناء إقامة مجلس العزاء على سيد الشهداء الحسين بن علي (ع)، فرجوته أن يكتب لي ما حصل، فكتبها لي بخط يده وأرسلها لي وفي ما يلي أنقل لكم النص الذي كتبه بنفسه:

كان هناك شخص اسمه عبد الله من مواليد قرية جابرنان من توابع رامهرمز لكنه كان يسكن مدينة بهبهان، وكان قد تعرض للشلل في احدى ساقيه بتاريخ 28\محرم\1383 هـ ولا يستطيع التنقل دون عكازات ومع ذلك لا يستطيع السير مع عكازاته إلا لخطوات معدودة، وكان بعض المؤمنين يتولون أمر تأمين معاشه ومساعدته، إلى أن راجع الدكتور غلامي الذي اكد له ان لا أمل من شفائه.

بعدها جاء اليّ طالباً مني تأمين وسيلة تنقله إلى الأهواز، بحمد الله تأمنت وسيلة النقل وارسلت معه رسالة توصية إلى ((العلامة البهبهاني))، وقد ارسله العلامة البهبهاني إلى الدكتور ((فرهاد طبيب زاده)) دكتور مستشفى ((جندى شاهبور)) وبعد الفحص وصور الأشعة ابدى الدكتور ياسه وقال له: رجلك غير قابلة للعلاج وقد اظهرت الفحوصات وجود غدة سرطانية في وسط ركبتك.

ونقله العلامة على نفقته إلى مستشفى شركة النفط في عبّادان فأخذوا أربع صور أشعة لساقه دون جدوى، وعاد إلى بهبهان بنفس الحال.

عبد الله المذكور قال: خلال هذه المدة كنت اشاهد احلاماُ مؤملة وكنت ارتاح لها حتى رأيت في احدى الليالي اني دخلت باحة بيتك ولم تكن أنت هناك، لكن كان هناك سيدان كبيران نورانيان يجلسان تحت شجرة التفاح في حديقة منزلك وفي هذه الأثناء دخلت أنت، وبعد التحية والسلام عرّف السيدان نفسيهما على ان أحدهما الإمام الحسين (ع) والآخر ابنه علي الأكبر (ع)، فقدم الحسين (ع) لك تفاحتين وقال لك: خذها هاتين واحدة لك ولتكن الأخرى لابنك وستظهر نتيجة هاتين التفاحتين بعد عامين وسيتكلم ست كلمات مع الحجة بن الحسن (عج).

وتابع عبد الله قائلاً: عند ذلك طلبت منك أن تسأل حضرته أن يعمل على شفائي، فقال أحدهما عليهم السلام كن في يوم الاثنين من شهر جمادي الثاني. لعام 1384 هـ إلى جانب المنبر المعد لإقامة العزاء في منزل البهبهاني وستعود برجل سالمة، لشدة شوقي استيقظت من نومي وانتظرت اليوم الموعود.

ونقل لي عبد الله الرؤيا هذه، وفي يوم الاثنين الموعود رأيت عبد الله وقد حضر إلى بيتي متكئاً على عكازتيه وجلس إلى جوار المنبر، ثم نقل لي: بعد ساعة من الجلوس احسست بالحياة تعود إلى رجلي المشلولة وكأن الدماء عادت لتجري في العروق من جديد فمددتها ثم ثنيتها فوجدتها سالمة، ومع ان قارىء العزاء لم يكن قد أنهى المجلس بعد، لكني نهضت ثم جلست دون استعانة بالعكازات، فأخبرت من كان حولي.

رأيت عبد الله وقد أتى نحوي وصافحني وارتفع صوت الصلوات على النبي وآله عليهم السلام من حضار المجلس ومنذ ذلك الوقت أراحه الله من الشلل، فأقيمت مجالس الفرح في المدينة، وفي اليوم التالي أقمت في منزلي حفلاً باسم اعجاز سيد الشهداء (ع) وحضره جمع غفير وتم تصوير الحفل.

والسلام عليكم ورحمة الله.

حرره السيد فرج الله الموسوي
Read more

الثلاثاء، 14 مايو 2013

شرف العلماء واداء القرض بفضل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب "ع"

500 تومان - شرف العلماء واداء القرض بفضل امير المؤمنين علي ابن ابي طالب "ع"

نقل ((البوشهري)) فقال: كان جدَّي الشيخ ((ملا عبدالله البهبهاني)) تلميذاً للشيخ الأعظم ((مرتضى الأنصاري)) وكان مبتلى بكثرة القروض بسبب حوادث الدهر حتَّى وصل قرضه إلى مبلغ 500 تومان (وكان آنذاك مبلغاً كبيراً جداً) وكان أداؤه محالاً، فذهب إلى أُستاذه ((الأنصاري)) وأخبره بذلك، ففكر ((الأنصاري)) لحظة ثم قال له: سافر إلى تبريز وسيفرَّج عنك إن شاء الله.

سافر جدي إلى تبريز وذهب إلى منزل إمام جمعتها آنذاك وكان من أشهر علمائها، فلم يعره إهتماماً خاصاً، فبات ليلته في مضافة مضيفه.

وبعد أذان الصبح طُرق باب بيت إمام الجمعة، ففتح الخادم فوجد كبير تجار تبريز، فقال له: عندي شغل مع إمام الجمعة.

ذهب الخادم وأخبر إمام الجمعة، فأتى إمام الجمعة وقال له: ما الَّذي دعاك للمجئ في هذا الوقت المبكر؟

قال كبير التجار: هل أتاك ليلاً أحد من أهل العلم؟

قال: نعم، أتى أحد أهل العلم من النجف الأشرف، ولم أكلمه بعد لأعرف من هو وما سبب مجيئه.

قال: أرجوك أن تكل ضيفك هذا لي.

قال: لا مانع من ذلك، الشيخ في هذه الغرفة.

وأخذ كبير التجار جدِّي باحترام تام إلى بيته، ودعا 50 تاجراً إلى مائدته لتناول طعام الغداء، وبعد الانتهاء من الطَّعام قال لهم: أيّها السَّادة الليلة الماضية كنت نائماً في بيتي فشاهدت في منامي أني خارج المدينة ورأيت الجمال المبارك لأمير المؤمنين (ع) راكباً ومتوجهاً إلى المدينة، فركضت نحوه وقبَّلت ركابه وقلت له: يا مولاي ماذا حدث حتَّى زيّنت تبريز بقدومك المبارك؟ فقال (ع): على قروض كثيرة وأتيت مدينتكم لتقضي قروضي.

وعندما استيقظت فكرت في ذلك وعبَّرت رؤياي بأنه لا بد ان شخصاً مقرباً لحضرته (ع) عليه قروض كثيرة أتى إلى مدينتنا، ثم فكرت وأيقنت أن المقرب من حضرته (ع) لا بد أن يكون في الدرجة الأولى من السادة والعلماء، وفكرت أين أذهب للبحث عنه، فقلت إذا كان من أهل العلم فسيرد على العلماء حتماً، فصليت الصبح وخرجت بنيّة البحث عنه في بيوت العلماء ثم إذا لم أجده أبحث عنه في الفنادق. ومن محاسن الصدف أني اخترت الذهاب إلى بيت إمام الجمعة أولاً، فوجدت الشيخ هناك وعلمت أنه من علماء النجف وأتى مدينتنا قادماً من جوار أمير المؤمنين (ع) ليؤدى قرضه، وهو مقروض بمبلغ خمسماية تومان، سأدفع منها مائة تومان. ثم دفع كل تاجر مبلغاً حتى أدّى جدي جميع قروضه واشترى بيتاً في النجف بما زاد عن قرضه، وما زال بيته موجوداً وقد انتقل إليَّ بالوراثة.
Read more

الاثنين، 13 مايو 2013

الاخبار عن المستقبل

الاخبار عن المستقبل 
قال السيد ((الرضوي)) انّ الشيخ ((البيد آبادي)) مر بمدينة شيراز في طريقه إلى الحج وتوقف بها مدة شهرين، إنقسم النَّاس أنذأك إلى قسمين، قسم يؤيد ولاية العلماء (المشروطة) وقسم آخر يؤيد حكم المستبد، وكان ((البيد آبادي)) يرى إصلاح ذات البين والوقوف بوجه الفساد والتفرقة، وسعى لحل الاختلافات حتى ذهب بنفسه إلى منزل العلامة السيد ((محمد باقر الأصطهباناتي)) الَّذي كان مؤيداً لولاية العلماء، وبذل مساعيه لرفع الغائلة هذه دون أن يوفق. بعدها مباشرة خرج من شيراز رغم إصرارنا الشديد عليه بالبقاء لكنه أصر على الرحيل وقال: سريعاً ما تشتعل الفتنة في هذه المدينة ويقتل فيها العديد وتراق الدماء.

تحرك ومعه نفر من الأخيار في خدمته وكان منهم السيد ((عباس الدلال)) والشيخ ((محمد مهدي حسن بور)) وكان الاثنان من أصحاب المسجد الجامع ونقلوا لي أنهم عندما وصلوا إلى هضبة (أرجن) قال لهم ((البيد آبادي)): إشتعلت نار الفتنة في شيراز، وقتل ((الأصطهباناتي)) وآخرون معه، وأهلوكم قلقون وعليكم العودة. قالوا: فعدنا إلى شيراز لترى صدق ما قاله ((البيد آبادي)) وقد تحقق كله.
Read more

الأحد، 12 مايو 2013

رؤيا صادقة للعبد الصالح الحاج محمد هاشم سلامي

رؤيا صادقة للعبد الصالح الحاج محمد هاشم سلامي - سورة يس
العبد الصالح والمتقي ((الحاج محمد هاشم سلامي)) ابتلي بتقرح في فمه وكان يخرج من قرحه دم وجراحة وأصابه عناء شديد من ذلك، وكان قد راجع ((الدكتور ياوري)) عدة مرات إلى أن قال له الدكتور: لا بد من معالجتك بواسطة الكهرباء ولا يوجد هذا الجهاز في شيراز فعليك بالذهاب الى المستشفى الروسي في طهران.

قال لي الحاج سلامي: أخشى أن أذهب إلى طهران وأحرم من صيام شهر رمضان المبارك وفيضه وإذا لم أذهب أخشى أن يزداد النزف وأُبتلى ببلع الدم الحرام.

وفي النهاية قرر عدم الذهاب إلى طهران.

وفي صباح أحد الأيام حضر الدكتور ياوري إلى المنزل حاملاً معه كتاباً طبياً، وقال الليلة الماضية رأيت في منامي شخصاً يقول لي: لماذا لم تعالج محمد هاشم؟

فقلت: يجب أن يذهب إلى طهران للمعالجة.

فقال: لا داعي لذلك فإن شرح داء ودواء محمد هاشم موجود في الصفحة الفلانية من الكتاب الفلاني.

استيقظت من نومي واخذت الكتاب وفتحته على الصفحة التي ذكر، وباختصار استعمل ذلك الدواء وشفاه الله، ووفق للصيام مع أول يوم من شهر رمضان المبارك.

***

الحاج محمد هاشم المذكور كان من اصحاب المسجد الجامع وكان بحق رجل صلاح وموضع ثقة الجميع، وقد ظهرت منه عجائب من جملتها ما وقع له في المرض الذي توفي على أثره وهي قصة جديرة بالقراءة:

كان وقد بقي صابراً وشاكراً على مرضه حتى اشرف عليه الموت وكان يستقبل زائريه بمظهر مريح مع انه كان يتلوى من شدة المرض، وكان يمتنع عن تناول الدواء السائل الذي يدخل في تركيبه الكحول، وكان يقول إن الحرام لا يشفي، وباختصار فإنه في مرضه ذاك رأى في منامه الآية الشريفة ﴿لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبّون﴾[1] منقوشة أمام عينيه، وادرك في الحال ان المقصود منها أنّ عليك إعطاء روحك (حيث ان كل انسان يحب نفسه اكثر من أي شيء آخر) ويسمع صوتاً يقول له: إن أصدقاءك سألوا الله أن يشفيك، لكن موتك الحتمي قد حلّ. فقال: أريد ان اعوض عما فات مني، فسمع الجواب: دع ذلك لنا.

وبعد هذه الرؤيا أصبح يتناول الدواء مكرهاً وينتظر الموت ويكثر من قراءة سورة يس ودعاء عديلة.

المرحوم ((الحاج محمد هاشم)) كان بحق نادر الوجود في تقواه حتى أنه حين كان في مرض موته أتاه يوماً احد زواره عائداً له، فشرع الزائر باستغابة أحد الأشخاص، فمنعه الحاج من الاسترسال في الغيبة ثم حمل عمل المغتاب على الصحة، لكن المستغيب أصر على رأيه فكرر الحاج نصيحته له مرة ثانية ودافع عن المغتاب ( حسب واجبه الشرعي الذي ذكرناه مفصلاً في كتاب الكبائر) ولما أصر ذلك الشخص على الغيبة همَّ الحاج بترك مكان علاجه والخروج من الغرفة، فالتفت زائره للأمر وغيّر مجرى حديثه.

وفي الليلة الأخيرة من عمره التي صادفت ليلة الجمعة ألهم أن أمره سيتم حتى الصباح، فقال في أول الليل: هذه الليلة لن احتقن بالابرة ولن ألوث جسدي بالكحول ولن اتناول الدواء، فإذا بقيت حياً حتى الغد إعود للاستمرار في العلاج.

وطلب أن يوضع سريره على القبلة وطلب من جميع أهل بيته أن يخلدوا للراحة وطلب من صهره ((محمد هجبري)) النوم في نفس الغرفة وطلب منه أن يجلس بجانبه ويقرأ سورة يس وشرع هو بالقراءة معه، في هذه الاثناء يغيب الحاج عن الوعي ويتوقف صهره عن القراءة، حتى إذا عاد إلى وعيه نسي صهره إلى اين وصل، لكن الحاج شرع باكمال السورة قرأ دعاء العديلة عن ظهر الغيب وعند منتصف الليل قال له: نم أنت فسأستريح بدوري.

يقول صهره: نهضت من نومي فجأة فوجدته يتمتم ويقول: ها هو باب مقام سيد الشهداء مفتوح، وزوار قبره مشغولون بأداء صلاة الليل والاستغفار، وظل يتمتم وينوح ويبكي وفجأة وقبل أن نسمع صوت الأذان قال حل الصبح، فنظرت إلى ساعتي فوجدت أن الوقت يطابق طلوع الفجر.

في هذا الوقت ساء حاله وبدأ بالنزع وانهى لحظاته الأخيرة من حياته الفانية بقراءة القرآن وندائه للحسين (ع) ثلاث مرات.

____________
[1] - سورة آل عمران، الآية 92
Read more

السبت، 11 مايو 2013

عين الماء

عين الماء

ذهب جمع من سادات مدينة ((نجف آباد)) إلى مجلس الشيخ ((البيد آبادي)) وطلبوا منه أن يدعو لهم ليفرج الله عنهم العناء الذي أصابهم بعد أن جفت العين التي كانت تنبع من الجبل، والتي كانت تؤمن حاجة أهالي البلدة من الماء، فكتب الشيخ على رقعة الآية الشريفة من أواخر سورة الحشر ﴿لو انزلنا هذا القرآن على جبل...﴾[1] وطلب منهم أن يضعوها أول الليل على قمة ذلك الجبل ويتركوها هناك ويعودوا أدراجهم، فعلوا ما قال لهم، ولما وصلوا إلى منازلهم دوى صوت مهيب من ذلك الجبل سمعه جميع أهالي البلدة، ولما استيقظوا في صباح اليوم التالي رأوا عين الماء وقد جرت من جديد فشكروا الله سبحانه وتعالى.

***
تنبيه:

1ـ لا تعجب عزيزي القارىء من القصص التي ذكرناها عن الشيخ البيد آبادي وما شابه ولا تنكرها لا ـ سمح الله ـ فإن مثل هذه الاُمور بل وحتى أفضل منها إنما تدل على مراتب العلم والقدرة والبركة لدى أصحاب أهل بيت النبي (ص) أمثال سلمان الفارسي وميثم التمار ورشيد الهجري وجابر الجعفي، وكذلك رواة الأخبار والعلماء الأخيار أمثال السيد بحر العلوم والسيد باقر القزويني والملا مهدي النجفي الذين نقلت عنهم القصص والروايات الكثيرة الغير قابلة للإنكار (من أحب الإطلاع عليها يمكنه مراجعة كتاب رجال المامقاني الذي تطرق بالتفصيل إلى حالات اصحاب أهل بيت الرسول عليهم السلام ورواة الأخبار، أو مراجعة كتاب قصص العلماء الذي تضمن كرامات بعض العلماء).

2ـ إن صدور مثل هذه الكرامات من علماء دين كبار يدلنا على عظمة وشموخ أهل بيت النبي الأكرم (ص) وعلوهم عن هذا المستوى وان مقامهم اكبر من أن يطلع عليه أحد، حيث أن الأشخاص الذين اتبعوا آثارهم واسماءهم استطاعوا الوصول إلى هذه المنزلة من العلم والمعرفة واجابة الدعاء، فكيف بالإحاطة العلمية وبقدرة أهل بيت خاتم الأنبياء (ص)، فإنه من المسلّم به أن أي صاحب منزلة لم ينل منزلته الروحية إلى من فتات احسان آل بيت الرسول (ص) الذين هم قطب عالم الوجود وقلب عالم الإمكان ومصدر جميع الأمور، ومن التصديق بعجزنا عن إدراك مقام النبي وآله عليهم السلام يحصل لدينا اليقين بالعجز عن إدراك الإحاطة العلمية لرب الأرباب والقدرة اللامتناهية لمجيب الدعوات جل جلاله الذي خلق النبي (ص) وآله الكرام وأعطاهم منزلة الولاية.

وباختصار فإن الإطلاع على هذه القصص باعث على زيادة المعرفة والبصيرة بمنزلة النبي وآله عليهم السلام وعظمة رب الأنام.

3ـ هذه القصص ونظائرها تبعث على التصديق واليقين بصدق أوامر الله سبحانه ووعوده وكذا رسوله وآله عليهم السلام حول أهل التقوى وأن النفوس المستعدة كلما واظبت بشدة على تأدية التكاليف الشرعية وكانت جادة في الإتيان بجميع الواجبات وترك جميع المحرمات فإنها ستصل إلى مراتب ودرجات فوق إدراك العقول البشرية الجزئية، حتى تصبح الملائكة خدماً لهم، ويمنّ الله عليهم بإجابتهم في كل ما يسألون.

وغير هذه من الآثار المنقولة في كتب الروايات خاصة في باب كتاب الإيمان والكفر من أصول الكافي، وبما ان ذكر جميع هذه الأثار يتنافي مع قدرة هذا الكتاب لذا ومن أجل زيادة الإطلاع لدى القاريء العزيز فسأذكر هنا حديثاً واحداً رواه العامة والخاصة عن رسول الله (ص):

قال رسول الله (ص) قال الله تعالى عز وجل (( من أهان لي ولياً فقد أرصد لمحاربتي، وما تقرب اليّ عبد بشئ أحبّ اليّ مما افترضت عليه وانه ليتقرب إليّ بالنافلة حتى احبه، فإذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته)).

وقد أورد العلماء عدة آراء في شرح هذا الحديث المبارك نقلها العلامة المجلسي في كتاب مرآة العقول، والخلاصة المستفادة من الحديث هي أن الشخص يمكنه من خلال الإلتزام بالواجبات والمواظبة على المستحبات أن يصبح محبوباً ومقرباً من حضرة الخالق، وعندما يصبح كذلك يصبح نظره بعين الله ويرى من خلف آلاف العوائق ما لا يراه الآخرون ويسمع ما لا يسمعون وتتضح له الأمور المعنوية والصور الملكوتية والأنغام الغيبية الخافية عن الآخرين.

وباختصار: إعلم أيها القارىء العزيز ان نسبة ما تقرأه أو تسمعه في هذه القصص ونظائرها إلى ما وعد الله به عباده المقربين والمحسنين كنسبة القطرة إلى البحر كما جاء في مضمون هذا الحديث القدسي:

((أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر)).
Read more