الحاج (علي سلمان منش) قال: كنت في سحر احدى الليالي مشغولاً بالتهجد في قنوت ركعة الوتر من صلاة الليل وعندما بلغت الاستغفار ثلاثمائة مرة همت بتناول سبحتي عن السجّادة لأشتغل بالاستغفار فوجدت خيط السبحة قد تعقد بعدة عقد لا يمكن فتحها ولا يمكن الاستفادة منها في عد الاستغفار، فاعتقدت ان ذلك من عمل الشيطان ويريد بذلك حرماني هذه الليلة من الاستغفار، ثم ظهر أمامي فقلت له: يا ملعون لم فعلت ذلك ؟ فلم يعتنِ بكلامي.
فقلت له: الا تعلم أن اللطف الإلهي إلى جانبي ؟ فلم يعتنِ كذلك.
فرفعت وجهي إلى السماء وقلت: إلهي أظهر لطفك بي وسوّد وجه هذا الملعون.
فاُلهم إليّ أن خذ سبحتك فقد أعادها الله لحالها، فأخذت سبحتي فلم أجد فيها أية عقدة وقد اختفى ذلك الملعون عن نظري.
***
إن من جملة المسلمات ان الشيطان اللعين يقف حائلاً في طريق الله، وبمنزلة الكلب الذي يحاول منع أي أحد من الإقتراب، فكلما أراد أحد من البشر القيام بعمل ما بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى سعى الشيطان لمنعه من الوصول إلى هدفه، وليس أمام العبد سوى الالتجاء إلى لطف حضرة الباري والاعتماد على قدرته القاهرة للانتصار على الشيطان والغلبة عليه، ولا شك أن أي عبد دعا الله بإخلاص وتوكل مقراً بعجزه ولاجئاً إليه فإن القهر الإلهي سينصب على ذلك اللعين وسيبعده الله عن عبده، وقد وعد الله بهذا القرآن المجيد حيث قال ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون﴾[1] .
وقد تمثل الشيطان اللعين وازعج السلسلة الجليلة للأنبياء (ع) ومنهم يحيى وموسى وإبراهيم في منى وعيسى (ع) وكذا أهل بيت النبوة (ع) وتجسد لهم أو ظهر أمامهم على شكل ثعبان ضخم أو تنّين، وبلع خاتماً للإمام السجاد (ع) أثناء تأديته الصلاة، وكانوا يطردونه بإنزال القهر الإلهي عليه، وكذلك فعل سائر أهل الإيمان. وقد نقلت قصص كثيرة في هذا المجال في كتب الروايات.
وما أريد قوله هنا هو التأكيد على لزوم الاستعاذة، فكلما همَّ المؤمن بتأدية عمل خير عليه الاستعاذة قبله بالله من شر الشيطان الرجيم، وتفصيل ذلك ذكره العلامة النوري في كتابه دار السلام المجلد الثالث، وقد روي أنه كلما أراد أحد التصدق في سبيل الله لصق سبعون شيطاناً بيده يخوفونه الفقر ليحرموه من ذلك الخير الكبير.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة النحل، الآية: 98-100
فقلت له: الا تعلم أن اللطف الإلهي إلى جانبي ؟ فلم يعتنِ كذلك.
فرفعت وجهي إلى السماء وقلت: إلهي أظهر لطفك بي وسوّد وجه هذا الملعون.
فاُلهم إليّ أن خذ سبحتك فقد أعادها الله لحالها، فأخذت سبحتي فلم أجد فيها أية عقدة وقد اختفى ذلك الملعون عن نظري.
***
إن من جملة المسلمات ان الشيطان اللعين يقف حائلاً في طريق الله، وبمنزلة الكلب الذي يحاول منع أي أحد من الإقتراب، فكلما أراد أحد من البشر القيام بعمل ما بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى سعى الشيطان لمنعه من الوصول إلى هدفه، وليس أمام العبد سوى الالتجاء إلى لطف حضرة الباري والاعتماد على قدرته القاهرة للانتصار على الشيطان والغلبة عليه، ولا شك أن أي عبد دعا الله بإخلاص وتوكل مقراً بعجزه ولاجئاً إليه فإن القهر الإلهي سينصب على ذلك اللعين وسيبعده الله عن عبده، وقد وعد الله بهذا القرآن المجيد حيث قال ﴿فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون﴾[1] .
وقد تمثل الشيطان اللعين وازعج السلسلة الجليلة للأنبياء (ع) ومنهم يحيى وموسى وإبراهيم في منى وعيسى (ع) وكذا أهل بيت النبوة (ع) وتجسد لهم أو ظهر أمامهم على شكل ثعبان ضخم أو تنّين، وبلع خاتماً للإمام السجاد (ع) أثناء تأديته الصلاة، وكانوا يطردونه بإنزال القهر الإلهي عليه، وكذلك فعل سائر أهل الإيمان. وقد نقلت قصص كثيرة في هذا المجال في كتب الروايات.
وما أريد قوله هنا هو التأكيد على لزوم الاستعاذة، فكلما همَّ المؤمن بتأدية عمل خير عليه الاستعاذة قبله بالله من شر الشيطان الرجيم، وتفصيل ذلك ذكره العلامة النوري في كتابه دار السلام المجلد الثالث، وقد روي أنه كلما أراد أحد التصدق في سبيل الله لصق سبعون شيطاناً بيده يخوفونه الفقر ليحرموه من ذلك الخير الكبير.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] - سورة النحل، الآية: 98-100